هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا(مت1:23)
هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا(مت1:23)
+ جميل هذا الاسم الذي دعي به السيد المسيح في مولده الله معنا اسم فيه الكثير من التعزية إذ فيه حب الله لنا.
+ تشعر أن المسيح هو الله معنا.. الله في وسطنا.. ساكن فينا وساكن معنا.
+ الله في الحقيقية يحب البشر جدا, مسرته في بني البشر. يحب أن يهب الإنسان لذة الوجود معه, ويحب قلب الإنسان كمكان لسكناه. يحب الإنسان أن يتمتع بلذة الوجود معه.
+ منذ خلق الإنسان خلقه علي صورته ومثاله وأراد أن يجعله موضعا لسكناه, ومرت آلاف السنين وإلهنا الصالح يحاول أن يجد له موضعا في الإنسان ومكان يسكن فيه ولكن الجميع كانوا زاغوا وفسدوا معا, ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد (رو3:12).
+ لم يجد الرب في قلوبهم موضعا يسند رأسه, فماذا عنك أنت أيها الأخ الحبيب:
إن الله ينظر إلي قلبك ويقول: هذا هو موضع راحتي إلي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته (مز132:14) . الله اختار صهيون موضعا له وصهيون هي نفسك التي يطلبها الله وهي قلبك الذي يحب الرب أن يسكن فيه.
هل إلي هذا الحد يارب ؟ نعم, أنا أريد أن أسكن معكم, وأحل فيكم. هل إلي هذا الحد يارب؟ نعم, أنا أريد أن أسكن معكم, وأحل فيكم. أجد لذة في عشرتكم. أحب أن أكون في وسطكم.. أنا عمانوئيل, الله معكم..
+ الله يعتبر جسدك هيكلا لروحه القدوس يسكن روح الله فيه (1كو3:16).
+ تصور أن الله واقف طوال هذه المده يقرع علي بابك محتملا من أجلك الطل وندي الليل.
+ الله سماؤه الحقيقية هي قلبك لذلك يطلب إليك علي الدوام قائلا: يا يابني أعطني قلبك (أم23:26).
+ إن عبارة الله معنا لم يقصد أن يكون عمانوئيل معنا في فترة تجسده فقط وإنما علي الدوام, وهكذا يقول الرب: ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت28:20).
+ الله لا يريد منك أكثر من قلبك الله لا يريد غير ذلك.. تقول: يارب سأعطي أموالي للفقراء. يقول لك: يا حبيبي أنا عايز قلبك, عايز أسكن داخلك.. تقول: يارب هأصوم وأبطل كل حاجة. يقول لك: عايز قلبك.. تقول له: هصلي طول الليل. يقول لك: إن صليت طول الليل ولم تعطني قلبك فلا فائدة من صلاتك.. كل عبادتك خارجية هي مجرد عبادة خارجية إن لم يكن لله مسكن داخل قلبك.
+ إن القديسين كانوا يشعرون دائما بوجودهم في حضرة الله.. كانوا يرونه معهم علي الدوام أمامهم وعن يمينهم.
+ داود أيضا كان يحس علي الدوام بوجود الله معه إذ يقول: رأيت الرب أمامي في كل حين, لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز16:8). ما هذا يا داود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع, وفي كل اتجاه أشعر بوجود الله.
+ إن الشخص الذي يشعر بأن الله معه لا يمكن أن يخطئ.. سيخجل حتما ويقول إن الله يراني.. إن خطايانا دليل علي أننا غير شاعرين بوجوده معنا.
+ إنها عبارة متكررة علي فم إيليا النبي إذ يقول: حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه (1مل18:15).. من فينا يشعر علي الدوام وباستمرار أنه واقف أمام عمانوئيل الله معنا.
+ وإحساسنا بوجود عمانوئيل, الله معنا, يعطينا الشجاعة وعدم الخوف.
* البابا بطرس الجاولي (ماء النيل)
البابا بطرس الجاولي البطريرك الـ109 زاره الأمير الروسي ليحمله علي قبول حماية روسيا لأقباط مصر.. في البداية وجد راهبا بسيطا جالسا علي أريكه خشبية بسيطة لابسا زعبوطا خشنا من الصوف ممسكا بيده الكتاب المقدس يطالعه.. فلم يدر في خلده أن هذا هو البابا فسأله الأمير أين البابا؟.. من الذي يطلبه؟.. فعرفه الأمير بشخصيته العظيمه فلم يتحرك البابا بل قال للأمير بهدوء ووقار: تفضل اجلس أنا هو!..
حدثه الأمير عن الامتيازات التي يمكن أن يجنيها الأقباط لو دخلوا تحت الحمايه الروسية.. فرفع البابا رأسه وسأل الأمير بكل بساطة: هل ملككم يحيا للأبد؟.. أجاب الأمير: إنه يموت شأن كل الناس.. فهز البابا رأسه قائلا: إذن أنتم في رعاية ملك يموت, أما نحن فنعيش في رعاية ملك حي إلي الأبد.. فانحني الأمير إعجابا وتوجه إلي محمد علي ليقص له ما حدث.
+ الإنسان الذي يشعر بوجود الله, يشعر بقوة عظيمة معه, تزيل منه كل خوف وكل اضطراب, وتهبه الثقة والاطمئنان.. واحد يسألك سؤالا محرجا, فتخاف, وتكذب! لماذا؟.. لأنك تخاف؟.. ولماذا تخاف؟ إن الله معك.. لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك.
+ ما أجمل أن تشعر أن الله معك, وأنه ممسك بيدك, وهو أمامك, وعن يمينك, ومحيط بك.
+ بل هوذا الرسول يقول: الذي سمعناه, الذي رأيناه بعيوننا, الذي شاهدناه ولمسته أيدينا (1يو1:1), فإن كان الرسل قد رأوه عيانا, فإننا نراه بالإيمان.
+ ما أجمل قول الرب لأبينا يعقوب: وها أنا معك, وأحفظك حيثما تذهب, وأردك إلي هذه الأرض (تك28:15). كان الرب معه يحفظه حيثما يذهب.. ولم يكن يري الرب وهو معه.
+ ولكن من المريح للنفس أن يشعر الإنسان بهذا, ويوقن به, فيحيا في اطمئنان دائم وفي فرح.. ولم يكن هذا الأمر ميزة لأبينا يعقوب فقط, بل إن الرب يقول: ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (متي28:20).
إن شعورنا بوجود الله معنا, يشعرنا بقوة إلهية ترافقنا وتحفظنا.
+ إن الله لا يري, وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي: الله لم يره أحد قط (يو1:18). حقا, من يستطيع أن يري اللاهوت؟! لا أحد, ومع ذلك فأنت تؤمن به من كل قلبك, وبكل ثقة, ولا يعتمد هذا الإيمان مطلقا علي الحواس, تلك الحواس غير المادية التي تدربت أن تري ما لا يري. إن كنت في الإيمان, فلابد ستثق أن الله أمامك في كل حين يراك ويسمعك..