أفتتح مساء يوم الأربعاء الماضي بقاعة الزمالك للفن معرض حجر الزاوية للفنان جورج فاضل. المعرض يضم أربعين عملا فنيا.

الفنان جورج فاضل يقدم من خلال تجربته حجر الزاوية نافذة للمشاهد لاكتشاف تلك الرموز والأفكار والغوص والتأمل فى أعماق الإنسانية وتطورها.

الفنون تتسم بقدرتها على تجسيد الأفكار المعقدة وكذلك العميقة التي تحاكى جوانب الحياة والوجود، تأخذنا تجربة حجر الزاوية فى رحلة فنية تتعمق فى تفاصيل شجرة الحياة فى تشعباتها وتشابكها وتعقيدتها كرمز من رموز التطور والنمو الدائم فتمتزج هذه الأعمال فى تلك التجربة بالغموض والاستلهام من مصادر عديدة مثل الهندسة في تكوين الشكل والقصص والأساطير وعلوم الطاقة والنصوص الكتابية القديمة وغيرها من مصادر الإلهام حيث تكمن قوة التعبير الفنى فى استخدام هذا الرمز لإيصال رسالة عميقة تحاكى الحكمة والمعرفة والجمال والفهم بإستخدام ألوان وأشكال وتقنيات تشابكت مع بعضها البعض فاندمجت لخلق تجربة تعبيرية تفاعلية تجسد مفاهيم الحياة وتأثيرها على التطور ،الرمزية والقصص الأسطورية تطغى بعمقها على أعمال الرسم.

الفنان جورج فاضل يبحث عن سر وجوده ومعنى الحياة مكتشفا مدخلا للإبداع يقوده لفلسفة جمالية يستخدم فيها الرموز والعلامات من خلال بحث فى تاريخ الحضارة الإنسانية لعله يكتشف من خلالها أسرار الكون ليبنى بها أحلامه واساطيره من خلال صور إنسان يقف عاجزا أمام أسرار الحياة والموت ليعبر بها فى لوحات تحمل قيم إنسانية.

يقدم الفنان جورج فاضل أعمالا معاصرة، تنم موضوعاته عن شغف دائم حول مصادر إلهامه سواء من عالم الهندسة ،الفلك،التشريح، المجال المغناطيسى، أساطير العالم القديم،نصوص عتيقة وغيرها من طقوس ورموز حتى المخربشات لها دلالة بصرية، أيضا ذهنية الموضوع،أعمال الفكر وإحضار أشكاله الى معمل عقله واخضاعهم لنظام حاسوبي صارم فى حالة ميتافيزيقية يتفاعل مع مفرداته يجرب فى معالجة السطح التصويرى من حيث الوسائط وخامات اللون والملامس.

العمل الفنى يشير إلى تباين الحقائق والأكاذيب وصعوبة تفسيرها فى عصر اعلام مضلل ،متنوع المصادر وما هو يجسد حالة التصدع التى يعانى منها المجتمع
وفى لوحة أخبار كاذبة عل الرغم من الذكاء والحكمة التى يتخلى بها الغراب إلا أننا نراه فى مشهد غريب يتصارع فيه اعلى دش وهو ما يختلف تماما عن طبيعته.

وقد تأثر الفنان من رواية أنباء عجيبة من كوكب آخر لهيرمان هس وبدا المعبد ايها الملك العزيز وكأنه معبد لإله مجهول حط عل سقفه وكان هناك رمزا شديد الغرابة فى محراب المعبد فقد كان لهذا الطائر الجريح وهو يلتهم قلب إنسان.

ومن خلال أقوال هيرمان هس يجسد هذا العمل الفنى تجربة تعبيرية عن الحرب وتأثيرها العميق وذلك من استخدام الفنان للرموز المختلفة التى تعبر عن مفاهيم الصراع والخسارة فى ظل التداعيات الناجمة عن الحروب مثل العشاء الأخير والصبارة المحاطة باكاليل الموتى.

الفنان جورج فاضل خالص على درجة البكالوريوس فى التربية الفنية من جامعة حلوان عام ٢٠١١.
أسس أكاديمية دافنشي لتعليم الفنون التشكيلية والرسم والفنون وفقا لرؤيته الفنية عام ٢٠١٦.
قاد ورشة عمل فى جامعة كيت الهندية عام ٢٠١٤.

يستمر المعرض حتى ٢٣ يناير.