ممر ‘الدموع’.. السر الغامض لباب المندب


الدار/ فردوس الزعيم

بين ألوان مياه فيروزية صافية، وجبال قاحلة تشدو بها ألوان السواد، وصخب الصيادون وأشرعة القوارب، تظهر في الأفق، عند غروب الشمس، سفن كأبراج شاهقة تمخر عباب البحر.

هذه المناظر تشكل جزءًا من باب المندب، الذي يعد إحدى أكثر البؤر جاذبية للزوار، وفي الوقت نفسه، يُصبح ملتهبًا بسبب التحديات والهجمات التي يتعرض لها في الوقت الحالي.

باب المندب، المعروف أيضًا بأنه بوابة البحر الأحمر الجنوبية، يُشكل نقطة التقاء بين قارات العالم الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا. يقع هذا الباب في الزاوية الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، ويربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر والخليج العربي.

رغم جمال الطبيعة الخلّابة والتاريخ الحافل لباب المندب، إلا أنه يعيش حاليًا في زمن ملتهب بسبب هجمات حوثية تستهدف هذا الممر المائي الحيوي.

يتبع باب المندب تحت إدارة محافظة تعز اليمنية، ويرتبط اسمه بأساطير وحكايات، منها أنه يأخذ اسمه من المخاطر المحيطة به أو بسبب أعداد المفقودين الذين ابتلعهم زلزال في القرن البعيد.

تعود أصول التسمية إلى اللفظ العربي “الندب”، والذي يعني البكاء على الموتى، مُشيرًا إلى الحزن والدموع. وهناك روايات أخرى تشير إلى ندب العائلات على أبنائها المفقودين بسبب تحطم سفنهم على الصخور المرجانية.

يُعتبر باب المندب رابع أكبر ممر مائي في العالم، ويشكل حلقة وصل بين الشرق والغرب، ويُقدم طريقًا مختصرًا لحركة التجارة العالمية.

بفضل موقعه الاستراتيجي، جذب هذا الممر البحري انتباه القوى الكبرى على مر العصور، من البرتغاليين والعثمانيين إلى البريطانيين.

تكمن أهمية باب المندب في أنه يُسهم في حركة التجارة العالمية، ويُوفر طريقًا اقتصاديًا وفعالًا لسفن الشحن. إلا أنه في الفترة الحالية، أصبح هذا الباب ملتهبًا بسبب التوترات السياسية والهجمات التي تطاله، وخاصةً من قبل مليشيات الحوثي.

على الرغم من جمال المنطقة، إلا أن باب المندب أصبح تحديًا للأمان البحري، مما يضعه في قلب الصراعات الجيوسياسية الحالية، حيث يشهد توترًا متزايدًا بفعل الهجمات الحوثية التي تستهدف سفن الشحن، مما يجعله مركزًا للتدخلات الدولية.

رغم مرور الزمن وتحول العالم، يظل باب المندب يحمل بين أمواجه جمالًا طبيعيًا وتاريخًا حافلًا، ولكن في ظل الظروف الراهنة، يبقى قلبًا ملتهبًا يشعه الجمال والتحدي في الوقت ذاته.

تاريخ الخبر: 2024-01-13 18:27:09
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية