ذكرت تقارير أن اجتماع مستشاري الأمن القومي انتهى في دافوس دون وضع طريق واضح للمضي قدما قبل وصول الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بمشاركة 83 وفدا.

ووفقًا لوكالة «بلومبرج»، تأمل كييف أن تتمكن من إقناع دول الجنوب العالمي بتغيير موقفها، حيث إن الكثير منها يتردد الآن في دعم أوكرانيا.

وخلصت الوكالة إلى أن السلطات في كييف ستحاول استغلال الاجتماع السنوي لقادة السياسة ورجال الأعمال في العالم لاستعادة اهتمامهم.

وكتب رئيس مكتب صحيفة «فاينانشال تايمز» في بروكسل، هنري فوي، أن الإنجاز الرئيسي للاجتماع بشأن أوكرانيا في دافوس كان زيادة عدد المشاركين في الصورة المشتركة.

الضمانات الأمنية

وعُقد اجتماع حول ما يسمى «صيغة السلام» التي طرحها زيلينسكي، في دافوس، قبل بدء المنتدى الاقتصادي الدولي، ولم يتمكن المشاركون فيه من بلورة موقف مشترك، حسب وسائل إعلام غربية.

وفي اليوم السابق، قال مصدر في الاتحاد الأوروبي إن المشاركين في الاجتماع حول المبادرة الأوكرانية في دافوس لديهم توجهات مختلفة. وبينما أعرب الشركاء الغربيون عن «دعمهم غير المشروط» لكييف، أشارت بعض دول الجنوب العالمي «إلى ضرورة أخذ مخاوف روسيا في الاعتبار».

وتتضمن «صيغة السلام» التي تروج لها كييف استعادة سلامة أراضي أوكرانيا، وتزويدها بالضمانات الأمنية الأوروبية الأطلسية، وإنشاء محكمة خاصة للتحقيق في «جرائم الحرب» المنسوبة إلى روسيا، بينما تعتبر موسكو هذه المبادرة غير واقعية.

وقد أشارت موسكو، مرارا وتكرارا، إلى أنها مستعدة للمفاوضات، لكن كييف فرضت حظرا عليها على المستوى التشريعي.

ضربة كبيرة

ومن جهه أخري، أسقطت القوات الجوية الأوكرانية طائرة روسية للإنذار المبكر والسيطرة، يمكنها اكتشاف أهداف تصل إلى 650 كيلومترًا (400 ميل)، وطائرة مركز قيادة رئيسية تنقل المعلومات إلى القوات على الأرض في مهمة كبيرة.

وقال قائد الجيش الأوكراني إن ذلك يمثل ضربة لقوات الكرملين.

وتعتبر الطائرات أدوات أساسية للمساعدة في تنسيق التحركات الروسية بساحة المعركة في أوكرانيا. وسيكون إسقاط تلك الطائرات، إذا تأكد، بمثابة إنجاز تاريخي لأوكرانيا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبًا، حيث إن القتال على طول خط المواجهة غارق إلى حد كبير في حرب الخنادق والمدفعية.

وقد ضمنت روسيا هيمنتها الجوية إلى حد كبير خلال الحرب، حيث تقاتل أوكرانيا بأسطولها من الطائرات الحربية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية ضد طائرات موسكو الأكثر حداثة.

ولم يذكر الجنرال فاليري زالوزني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، كيف تم إسقاط الطائرتين (بيرييف إيه-50 وإيل-22)، لكن أوكرانيا تلقت أنظمة دفاع جوي متطورة من حلفائها الغربيين. ولم يذكر أيضًا مكان حدوث عمليات الاعتراض.

رفض التعليق

ولم يصدر تعليق رسمي فوري من موسكو. بينما قال مدونون حربيون روس إن الطائرتين تعرضتا لنيران صديقة، على الرغم من أنهم لم يقدموا أي دليل على ذلك، وزعموا أن الطائرة Il-22 تعرضت لأضرار، لكنها هبطت بنجاح.

وعادة ما تحمل الطائرة A-50، المزودة برادار كبير، طاقمًا مكونًا من 15 فردًا. وتفيد التقارير بأن القوات الجوية الروسية تدير أسطولًا مكونًا من تسع طائرات من هذا النوع.

وقد أدى هجوم بطائرة بدون طيار في فبراير 2023 على مطار في بيلاروسيا إلى تدمير طائرة من طراز A-50 كانت متوقفة، لكن المسؤولين الروس والبيلاروسيين وصفوا الأضرار بأنها «طفيفة».

منافسة التمويل

وناشدت الأمم المتحدة جمع 4.2 مليارات دولار، لمساعدة الأشخاص في أوكرانيا والنازحين خارج البلاد هذا العام.

واعترف مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، بأن «المنافسة على التمويل أصبحت أكبر بسبب الأزمات في أماكن أخرى».

في الوقت نفسه، تتطلع روسيا إلى تعميق علاقاتها مع كوريا الشمالية، التي بدأ وزير خارجيتها زيارة تستغرق ثلاثة أيام لموسكو.

وتحرص روسيا على تجديد مخزونها من الأسلحة، لذلك لجأت في الآونة الأخيرة إلى إيران وكوريا الشمالية، للحصول على الإمدادات.

ومن المحتمل أن تكون بيونغ يانغ قد زودت روسيا بعدة أنواع من الصواريخ، لدعم حربها في أوكرانيا، إلى جانب شحناتها من الذخيرة والقذائف التي تم الإبلاغ عنها على نطاق واسع، كما زعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وتحدث وزيرا الدفاع والخارجية الروسي والإيراني هاتفيا، لمناقشة التعاون العسكري والفني العسكري الثنائي وقضايا الأمن الإقليمي، وفقا لبيانات رسمية. وأشارا إلى أن البلدين يستعدان للتوقيع على معاهدة تعاون تاريخية.

وقالت مؤسسة بحثية أمريكية إن أوكرانيا عازمة أيضًا بناء مخزوناتها اللازمة لصراع طويل الأمد، وتعمل على «توسيع كبير» لقدرتها التصنيعية المحلية للمواد العسكرية.