نسر ذهبي

عودة للموسوعة

نسر مضىي

خطأ لوا في وحدة:WikidataCheck على السطر 23: attempt to index field 'wikibase' (a nil value).

النسر المضىي


حالة الحفظ

أنواع غير مهددة أوخطر انقراض ضعيف جدا
المرتبة التصنيفية
التصنيف الفهمي
النطاق: حقيقيات النوى
المملكة: الحيوانات
الشعبة: الحبليات
الطائفة: الطيور
الرتبة: الجوارح
الفصيلة: البازية
الجنس: العقبان الحقيقية
النوع: العُقاب المضىية
الاسم الفهمي
Aquila chrysaetos
لينيوس، 1758
اسم فهمي سابق
مجموعة أصلية
فترة الحمل
بداية المدى الزمني
نهاية المدى الزمني

الموطن العالمي للعقبان المضىية
الأخضر الباهت = زائر مفرّخ؛ الأزرق = زائر شتوي؛ الأخضر الداكن = مقيم مفرّخ

النسر المضىي أوالعُقاب المضىية (الاسم الفهمي: Aquila chrysaetos)Golden eagle، هوأحد أشهر الجوارح في العالم وأكثرها شيوعًا في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ومن أكبر العقبان على الإطلاق. تنتمي هذه العقبان إلى فصيلة البازية مثل غيرها من بني جنسها، وقد كانت سابقًا واسعة الانتشار عبر الإقليم القطبي الكامل، لكنها اليوم اختفت من معظم المناطق المأهولة منه، وانحصرت في البراري والغابات البعيدة عن المناطق الحضرية، لكنها على الرغم من ذلك لا تزال واسعة الانتشار عبر معظم أنحاء موطنها في أوراسيا وأمريكا الشمالية وبعضًا من أنحاء أفريقيا، وتهجرز أكبر جمهراتها في مقاطعة ألاميدا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. يتخذ ريش هذه الطيور لونًا بنيًا قاتمًا بأغلبه، وما يقع منه على العنق والرأس أبهت ضارب إلى المضىي.

تصطاد السنور المضىية بالاعتماد على رشاقتها وسرعتها ومخالبها القوية، وقائمة طرائدها واسعة منوعة، فهي تشتمل على: الأرانب، والأرانب البرية، والمراميط، وسناجب الأرض، وعدد من الثدييات متوسطة الحجم من شاكلة: الثعالب، القطط البرية والمستأنسة، جديان الماعز الجبلي والوعول، وأخشاف الأيائل. كذلك فإنها تقتات على الجيفة بحال ندرة الطرائد، وعلى حيوانات أخرى قلّما تفترسها، مثل الزواحف والطيور، وخاصةً الأنواع الضخمة من الأخيرة، من شاكلة: التم والكركي والغربان والنوارس الكبرى سوداء الظهر. أيضًا يُعهد عن العقبان المضىية مقدرتها على اغتال اليحمور الأوروبي البالغ، وكانت بعض القبائل البدوية في أوروبا الشرقية وآسيا تجلّ هذه الطيور وتُدجنها وتستخدمها في صيد الذئاب.

النسور المضىية طيور أحادية التزاوج، أي أنها تكتفي بشريك واحد طيلة حياتها، أوطيلة سنوات عديدة على الأقل. والزوج منها يُسيطر على حوز شاسع تصل مساحته إلى 155 كيلومترًا مربعًا (60 ميلاً مربعًا)، تتخذ منه موضعًا شاهقًا لتبني فيه عشًا تضع فيه بيضها، ومن المواقع المفضلة لديها: الأشجار المرتفعة، الأجراف الصخرية، والمنشآت البشرية مثل أعمدة الأسلاك الهاتفية؛ وأعشاش العقبان المضىية ضخمة جدًا، تعود إليها الأزواج سنة بعد أخرى إلى حتى تبدأ بالتضعضع والتفتت، ولا تعود قادرة على إيواء الفراخ. يتراوح عدد البيض في الحضنة بين بيضة واحدة وأربع بيضات، يتناوب الأبوان على رخمها طيلة فترة تتراوح بين 40 و45 يومًا، وغالبًا لا ينجومنها سوى فرخ واحد أوفرخين. تحظى العقبان المضىية حاليًا بحماية قانونية في أوروبا، شأنها في ذلك شأن باقي جوارح القارة، وخاصة في الدول حيث تُعتبر نادرة وفقًا لما اتى في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، كما في روسيا.

التصنيف

نسالة أنواع العقبان الحقيقية الباقية بما فيها العقاب المضىية (السطر الثامن)، وفقًا لتحاليل الحمض النووي للنواة والمتقدرات.

قام عالم الحيوان السويدي كارولوس لينيوس بوصف هذه الطيور بصورة فهميّة لأول مرة في مؤلفه "النظام الطبيعي" (باللاتينية: Systema Naturae) من عام 1758، وأطلق عليها اسم الجنس Falco معتبرًا إياها من الصقور، قبل حتى يقوم عالم الطيور الفرنسي ماثورن جاك بريسون بإعادة تصنيفها بشكل أصح وإطلاق اسم جنس العقبان الحقيقية Aquila عليها في سنة 1760، ومن الجدير بالذكر حتى اسم العقاب بالإنگليزية "Eagle" والفرنسية "Aigle"، مُشتق من Aquila اللاتينية، التي تُشتق بدورها من حدثة Aquilus بمعنى "داكن". يُشتق اسم النوع لدى هذه الطيور "chrysaetos" من حدثتين إغريقيتين: "χρῡσος - خريسوس" بمعنى "مضى"، و"ἀετός - أيتوس" بمعنى "عقاب"، ويُقصد به هنا "ملك الطيور" رمز زيوس كبير الآلهة الإغريقية.

تنتمي العقبان المضىية إلى فصيلة البازية (باللاتينية: Accipitridae) مثل غيرها من أنواع العقبان الأخرى، وهي من بين أضخمها حجمًا. أظهرت بعض الأبحاث التي قام بها فهماء ألمان في أوائل القرن الحادي والعشرين حتى أقرب الأنواع إلى العقبان المضىية هي العقاب الخدارية (Aquila verreauxii) والعقاب إسفينية الذيل (Aquila audax)، وعقاب بونلّي (Aquila fasciata)، وعقاب غروناي (Aquila gurneyi)، بالإضافة للعقاب البازيّة الأفريقية (Aquila spilogaster)، وإنه يُحتمل حتى تُشكل جميع هذه الأنواع فئة أحيائية مع بعضها البعض، ويُقصد بالفئة الأحيائية ارتباط نوعين أوأكثر من الكائنات الحية بشكل وثيق من الناحية الوراثية، بحيث يُمكن اعتبارها "أنواعًا شقيقة".


السلالات

من العقاب المضىية ست سلالات باقية تنتشر عبر نصف الكرة الشمالي، وهي تختلف عن بعضها البعض من حيث لون ريشها، وحجمها بدرجة أقل، وهذه السلالات هي:

طائر مستأنس من السلالة الكندية (Aquila chrysaetos canadensis).
  • السلالة المذهّبة (Aquila chrysaetos chrysaetos): السلالة النمطية، تنتشر عبر أوراسيا عدا شبه الجزيرة الأيبيرية، وصولاً إلى سيبيريا الغربية.
  • السلالة الكندية (Aquila chrysaetos canadensis): تنتشر عبر أمريكا الشمالية من ألاسكا شمالاً حتى شمال المكسيك.
  • السلالة الكامشاتكيّة (Aquila chrysaetos kamtschatica): يمتد موطنها من جبال ألطاي عبر سيبيريا الشرقية وصولاً إلى شبه جزيرة كامشاتكا. يُصنفها البعض على أنها جمهرة من السلالة الكندية.
  • سلالة آسيا الوسطى (Aquila chrysaetos daphanea): تنتشر من جنوب كازاخستان شرقًا إلى منشوريا فالصين، وعلى طول جبال الهيمالايا من باكستان غربًا حتى بوتان شرقًا.
  • السلالة الصغرى (Aquila chrysaetos homeryi): تنتشر من شبه الجزيرة الأيبيرية عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بما فيه هجريا وإيران.
  • السلالة اليابانية (Aquila chrysaetos japonica): تستوطن اليابان وشبه الجزيرة الكورية.

بالإضافة لهذه السلالات سالفة الذكر، عُثر في فرنسا على مستحثات لعقبان مضىية تعود لأواسط العصر الحديث الأقرب، نطق الفهماء بأنها تُشكل سلالة بائدة، وأُطلق عليها تسمية السلالة العظمى (Aquila chrysaetos bonifacti)، كذلك عُثر على مستحثات لسلالة أخرى عملاقة (Aquila chrysaetos simurgh) تعود لأواخر العصر الحديث الأقرب، من كهف "ليكو" في جزيرة كريت.

الوصف

الشكل الخارجي

طائر يافع يُحلّق، لاحظ البقع البيضاء الكبيرة أسفل جناحيه وذيله، والشريط الأسود العريض عند نهاية الذيل.

العقبان المضىية جوارح ضخمة شديدة القوة، ذات ريش بني قاتم وجناحين عريضين، ويختلف طولها باختلاف الأفراد منها، لكنه يبقى يتراوح بين 70 و85 سنتيمتر (بين قدمين وأربعة إنشات إلى قدمين وتسعة إنشات)، ويتراوح باع جناحيها بين 185 و220 سنتيمترًا (بينستة أقدام وإنش واحد إلىسبعة أقدام وثلاثة إنشات)، أما وزنها فيتراوح بدوره بين ثلاثة وستة كيلوغرامات (بينسبعة و13 رطلاً). تُعد العقبان المضىية طيورًا مثنوية الشكل جنسيًا، عملى الرغم من حتى لون الريش مماثل في كلا الجنسين، إلا حتى الأنثى أعظم قدًا من الذكر بكثير، حيث يتراوح وزنها بين 3,8 إلى 6,7 كيلوغرامات، بينما يتراوح وزن الذكور بين 2,8 و4,6 كيلوغرامات. الطيور البالغة بنية اللون ذات ريش مضىي على مؤخرة هامتها وقفا عنقها، ولها بعض الريش الرمادي على ذيلها وأجنحتها. يتراوح لون ريش الرسغ من الأبيض إلى البني القاتم، وهناك بعض الطيور منها التي تمتلك أطرافًا بيضاء على القسم العلوي من جميع ريشة كتفيّة. أما المنقار فقاتم عند طرفه المعقوف، ويتضائل لونه تدريجيًا حتى يصل إلى القير (القسم المنتفخ الذي يُشكل أصل المنقار) الذي يتخذ لونًا أصفرًا.

تمتلك العقبان المضىية أجنحةً طويلةً عريضة تتخذ شكل حرف «S» بالنسبة للناظر إليها من أسفل أومن أعلى أثناء تحليقها، وهذه السمة بارزة بشكل خاص عند الطيور اليافعة منها، ويُلاحظ حتى نسبة طول الجناح بالنسبة للجسد هي نسبة متقاربة مع تلك الخاصة بالعقبان البازيّة، ومع العقبان القزمة بشكل خاص، لكنها تختلف عنها من ناحية أنها أعرض وتتخذ شكلاً مروحيًا عند بسطها خلال الطيران. يتخذ الذيل شكلاً شبه مستدير، وهوأطول من أذيال معظم العقبان النمطية الأخرى، أما العينان والساقان فلونها بني قاتم وأصفر، على التوالي.

عقاب مضىية يافعة، لاحظ بياض الذيل ووجود بعض الريشات ذات الأطراف البيضاء على كتفيها.

تكتسي فراخ العقبان المضىية بزغب رمادي ضارب إلى الأبيض عند فقسها، يُصبح بعد فترة قصيرة ناصع البياض، ومع نموها تفقد هذا الزغب، وتكتسي بريش داكن ذوبقع بيضاء موزعة على ريش الطيران في أجنحتها، لكن يبقى لها قدر واسع من البياض على أذيالها التي تنتهي بشريط أسود. تظهر عند بعض الطيور اليافعة أيضًا بعض الريشات البيضاء الأخرى على أجنحتها، وبعضها الآخر لا تظهر لديه هذه السمة على الأطلاق. تفقد العقبان ريشها الأبيض مع تقدمها بالسن، وعادةً ما تكتسي بريش البالغين تمامًا بحلول عامها الخامس. يقول فهماء الطيور حتى هذه العلامات البيضاء لها دور في حماية الفراخ اليافعة من العقبان البالغة العدائية، التي يُعهد عنها عدم تقبلها وجود أي عقاب آخر منافس لها داخل حوزها، ولمّا كانت اليافعة تعيش حياة الترحال إلى حتى تبلغ أشدّها وتسيطر على حوز خاص بها، فإنها تتنقل بين حوز وآخر وتصطاد فيها، ولولا تلك العلامات لعدّتها الطيور البالغة المقيمة منافسة لها وقامت بطردها، وعندئذ كانت لتموت جوعًا. تطرح العقبان المضىية ريشها في جميع عام وتستبدله بريش جديد، عدا البعض منه الذي يُعتبر أساسيًا ولازمًا للتحليق، ومن المُلاحظ حتى مدة طرح الريش تطول بعد حتى يُفرخ الطير لأول مرة، إذ أنها تمتد عندئذ من شهر مارس أوأبريل حتى سبتمبر.


البصر

عُقاب مضىية تنظر نحوالأمام، لاحظ عيناها الوسعتان التي تزيد من حدة بصرها، لدرجة تمكنها من رؤية جميع نقطة من النقاط المجتمعة التي تُشكل صورة ما ملونة.

تتميز العقبان المضىية ببصرها النهاري شديد الحدّة، مثلها في ذلك مثل جميع العقبان والبيزان والصقور، ويبلغ من درجة حدّته قدرتها على رؤية طريدة صغيرة، من شاكلة الأرنب البرية، من على بُعد كيلومترين. ومن الخصائص الجسدية الخاصة بهذه الطيور وأقاربها، التي تجعل من بصرها حادًا، عيناها الواسعتان التي تعكس صورة أكبر على الشبكيّة، وكثافة الخلايا الحساسة للضوء فيها، التي تجعل الصورة أكثر تفصيلاً ووضوحًا. كذلك فإن لها فجوتان مركزيتان في جميع عين، وهذه تعبير عن مستقبلات ضوئية كثيفة جدًا تمكنها من الهجريز على هدف معين دون غيره، وهي سمة تتشاركها مع بضعة أنواع من الطيور من شاكلة الطنانات، التي تحتاجها أثناء ثبوتها في الجولامتصاص رحيق الأزهار، والقرليات أوالرفرافيات، التي تستخدمها لضبط الأسماك الصغيرة في الجداول والبرك ومن ثم الانقضاض عليها وصيدها. وتمتلك العقبان المضىية أيضًا عضلةً دائرية حول جميع عين من عيناها تثبّت العدسة عند انقضاض الطائر على طريدة تعدو، فلا يفقد أثرها، وتُعهد هذه السمة باسم "تكيف العين". تستطيع العقبان المضىية حتى تدير رأسها 270 درجة كما البوم، الأمر الذي يزيد من مجال رؤيتها بصورة إشارة، وهي تبدوللناظر مهيبة الشكل بعمل حاجبيها "المقطبين"، الذان يحميا العينين من وهج أشعة الشمس، وتمتلك جفنًا شفافًا في جميع عين إلى جانب الجفن الأصلي، تغلقه أثناء الطيران وعند الانقضاض، لحماية عيناها من الغبار وذرات الرمل المنتشرة في الجو. مما يزيد من حدّة نظر العقبان المضىية قدرتها على الرؤية بالألوان، الأمر الذي يسمح لها بتمييز الأمور الحية من تلك الجامدة، ويزيد من فعاليتها في الصيد.

الطيران

عقاب مضىية بالغة تحلّق في الهواء، لاحظ شكل أجنحتها المنبسطة المشابه لحرف «V» بعض الشيء بالنسبة للناظر إليها.

العُقاب المضىية طيّارة من الطّراز الأوّل حتى في أعتى الرّياح، غالبًا ما تحلّق عاليًا بالاعتماد على التيارات الهوائية الساخنة، باسطة جناحيها بشكل يعلوجسدها بعض الشيء، بحيث تبدوللناظر أنها تتخذ شكل حرف «V»، وطيلة هذه الفترة تظل ساكنة في الجولا تأتي بأي حركة، بل تسمح للهواء بحملها وتوجيهها، حتى إذا لمحت طريدة ما انقضت عليها وفتكت بها. ومن أساليب صيدها الأخرى، حتى تحوم بصبر على ازدياد منخفض وتقوم بهجمة فجائية انقضاضية، وغالبًا ما تقوم العقبان بهكذا هجمة من خلف الطريدة دون حتى تلاحظها الأخيرة، وتتراوح سرعة انقضاضها بين 240 و320 كيلومتر في الساعة.

النداءات

تُصدر العُقبان المضىية نداءات قصيرة أثناء طيرانها غالبًا لتتواصل مع أليفها أوفي سبيل حماية حدود حوزها من تعدي العقبان الأخرى، وكذلك عندما هجرن في عشها إلى جانب فراخها الصاخبة. تتراوح أنماط الأصوات التي تُصدرها العقبان المضىية من الصفير الناعم خفيف السقط على الأذن، الذي يصدر عنها عندما تتواصل مع بعضها ومع فراخها، ومع أسيادها من البشر، بالنسبة للطيور المروضة؛ إلى الصيحات الحادة النمطية، الشبيهة بأنين الكلاب المستأنسة ونعيب بعض أنواع الجوارح الأخرى، مثل عقبان السهوب، وهذا النمط من الأصوات يُستخدم عادةً لتعليم حدود الحوز، وعندما يستحيل الطائر عدائيًا.

الانتشار

الموطن

خريطة تظهر انتشار العقبان المضىية في شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب غرب فرنسا، وشمال المغربين الأوسط والأقصى.

العقبان المضىية طيور واسعة الانتشار، فهي تنتشر عبر تام الإقليم القطبي الكامل، أي المنطقة التي تضم أوراسيا الشمالية والوسطى وشمال أفريقيا وأمريكا الشمالية، وفي الأخيرة تُفرخ العقبان في قسمها الغربي بشكل رئيسي، من سلسلة جبال بروكس في ألاسكا شمالاً حتى هضاب المكسيك الوسطى جنوبًا، ومنها بضعة جمهرات قليلة العدد تقطن شرقي كندا والولايات المتحدة. تُفرخ العقبان المضىية في شمال أفريقيا في سلسلة جبال الأطلس بشكل رئيسي، وبالتالي فإن أغزر جمهراتها موزعة على المغرب والجزائر وتونس، ومنها جمهرات أخرى قليلة العدد تنتشر من الساحل الليبي حتى سواحل البحر الأحمر في مصر. أما في أوروبا فموطنها تعبير عن فسيفساء طبيعية من الموائل المتنوعة، فهي تعشش في جبال اسكتلندا الوسطى والشمالية، وشمال شبه الجزيرة الإسكندناڤية، وجبال القوقاز وهجريا، بما فيها الأناضول، كذلك فإنها توجد في سهول روسيا البيضاء وبلدان البلطيق والسهوب الروسية، كما يمكن العثور عليها في عدد من جزر البحر المتوسط مثل: جزر البليار، كورسيكا، سردينيا، صقلية، وكريت. وفي آسيا، تنتشر العقبان المضىية من شبه جزيرة سيناء جنوبًا مرورًا ببلاد الشام والعراق وإيران حتى المنحدرات الجنوبية لجبال الهيمالايا في أفغانستان، وهناك عدد من الجمهرات مبعثرة الانتشار في شبه الجزيرة العربية. كذلك يمكن العثور عليها في شمال ميانمار ومقاطعة يونان الصينية وجزيرة هونشواليابانية، ويُحتمل أنها تُفرخ على جزيرتيّ هوكايدووشيكوكوأيضًا.

الهجرة

إن السواد الأعظم من العقبان المضىية مقيم في موئله الطبيعي طيلة أيام السنة، غير حتى الجمهرات الشمالية منها، وبالأخص تلك قاطنة الأماكن شمال خط العرض 55°، تهاجر جنوبًا خلال الشتاء هربًا من البرد القارس وبحثًا عن الطرائد، لا سيما وأن الكثير من فرائسها، من شاكلة مرموط الخمائل، يسبت خلال هذه الفترة من السنة، فيقل مخزون غذائها. غير أنه من المُلاحظ حتى العقبان البالغة المسيطرة على حوز خاص بها، لا تتجه خارج نطاق هذا الحوز، خوفًا من حتى يقطنه زوجان آخران في الربيع، أما الطيور اليافعة فتهاجر لمسافات أبعد بكثير، وغالبًا ما تغادر الشمال قبل البالغة. كذلك تقوم العقبان المضىية قاطنة الجبال بما يُعهد بالهجرة العمودية، أي أنها تنتقل في الشتاء من المناطق المرتفعة إلى الوديان والأراضي المنخفضة الأدفأ، حيث تظل نسبة معينة من القوارض والثدييات متوسطة الحجم دون سبات. تنزع العقبان المضىية في أمريكا الشمالية إلى الهجرة جنوبًا مع حلول الخريف خلال شهر سبتمبر، وتبدأ برحلة العودة إلى مواقع تعشيشها مجددًا في أوائل شهر فبراير.

المسكن

مسكن نموذجي للعقبان المضىية: جبال شاهقة تعلومروج جبلية وغابات صنوبرية مكشوفة.

تقطن العقبان المضىية ضروب مختلفة من المساكن المكشوفة وشبه المكشوفة بعيدًا عن التجمعات الحضرية البشرية، بما فيها: التندرا، غابات التيغا، أراضي الأشجار القمئية، الغابات الصنوبرية والمختلطة ذات الفسحات، السهوب، المناطق شبه الصحراوية، والوديان. تفضل هذه العقبان التعشيش في المناطق الهضابية والجبلية بشكل أكبر من غيرها، حيث يُمكن العثور على عدد من الأزواج غالبًا في هكذا أماكن تضم أوديةً ومروجًا جبلية تصل في ارتفاعها إلى 3600 متر عن سطح البحر. أما في المناطق المنخفضة فيمكن العثور عليها في الغابات القديمة ضخمة الأشجار، وفي الغابات المستنقعية ومنحدرات الأودية النهريّة. يلعب بناء الأعشاش دورًا كبيرًا في تحديد اختيار العقاب لهذه المساكن دون غيرها، فالأشجار المعمّرة عريضة الأغصان وسفوح الجبال تستطيع حتى تبني عليها أعشاشها الضخمة، والسهول المكشوفة والأراضي العشبية وأودية الأنهار تؤمن لها حاجتها من الطرائد المتنوعة اللازمة لبقائها وفراخها على قيد الحياة، كما تُسهّل من عمليات الصيد. أما الغابات الكثيفة غير المكشوفة فلا تقطنها العقبان المضىية، بما أنها لا تقدر على الصيد فيها بسبب باع جناحيها، الذي لا يسمح لها بالتوغل بين الأشجار أوالقيام بمناورات أثناء تحليقها.

الخواص الأحيائية

الحمية والصيد

عقاب مضىية تقتات على ثعلب أحمر اصطادته.

تقتات العقبان المضىية على طائفة واسعة من الطرائد تختلف باختلاف المنطقة التي تقطنها وظروفها البيئيّة، الأمر الذي يشير على مقدرة هذه الطيور على التأقلم بشكل كبير مع محيطها، عملى سبيل المثال تقتات عُقبان أمريكا الشمالية على الأرانب البرية بشكل رئيسي، بالإضافة لكلاب المروج وسناجب الأرض والمراميط، وقد تبيّن حتى أنواع فرائسها تختلف باختلاف الإقليم الذي تقطنه داخل الدولة الواحدة أيضًا، ففي الولايات المتحدة تفترس العقبان المضىية قاطنة ولاية واشنطن المراميط صفراء البطن بشكل أكبر من غيرها، بينما تقتات تلك القاطنة الولايات الوسطى، مثل كانساس، على كلاب المروج بشكل رئيسي، وفي السويد تُشكل الطيور قاطنة الأرض أبرز فرائس هذه العقبان، وأهمها الطهيوج الغربي.

عقاب مضىية وقد فتكت بأرنب برية أوروبية.

أظهرت إحدى الدراسات حتى الثدييات تُشكل ما نسبته 83.9% من طرائد العقبان المضىية، وأن أبرز الثدييات على لائحة طعامها هي: المراميط، وسناجب الأرض، والأرانب البرية، وبنات عرس المنتة، والظرابين، والخز، والثعالب، وفي أحيان أخرى تفتك بأنواع تفوقها حجمًا ووزنًا، مثل أخشاف الأيائل الحمراء واليحمور، وجديان الماعز البري، وحملان الخراف المستأنسة. كذلك يمكن للعقبان المضىية حتى تحيا عبر الاقتيات على ثدييات صغيرة الحجم من شاكلة الفئران، وفئران الحقل، وفئران الغرس، والقنافذ، والسناجب، ومختلف أنواع السموريات أوالعرسيات الأوروبية والأمريكية.

تأتي الطيور في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة للعقبان المضىية، وتضم قائمة فرائسها الطيريّة عدد من الأنواع المنتمية لرتبة الدجاجيات، أبرزها التدرجيات والترمكان والطهيوجيات، غير حتى أي طائر مهما بلغ حجمه يُعتبر فريسة محتملة للعقبان المضىية، فهي تقتات على القيقان الأوراسية الصغيرة كما تقتات على التم والكركي الضخمة. تُعتبر العقبان المضىية مفترسة فوقيّة، أي حتى الفرد السليم البالغ منها يقبع على قمة السلسلة الغذائية، ولا يفترسه أي كائن آخر، بل هي ما يفترس ضوار أخرى أقل منها قدًا، فهناك عدّة تقارير تفيد بقيام العقبان المضىية بقتل جوارح أخرى والاقتيات عليها، مثل صقور السنقر والبيزان الشمالية والسقاوات والبيزان حمراء الذيل، غير مفرقة بذلك بين البالغة منها أواليافعة. باللقاء، لوحظ حتى بعض تلك الجوارح، مثل الحميمقات المسرولة، درست كيف من الممكن أن تُضافر جهودها لتلاحق وتطرد عقابًا مضىيًا مر بالقرب من مواقع تعشيشها، وفي إحدى الحالات هاجم أحد الشواهين عقابًا كان يحوم فوق عشه حيث تقبع فراخه، وضربه من الأعلى بمخالبه، فسقط ميتًا، وتعتبر هذه الحادثة من الحوادث شديدة الندرة، إذ حتى الشاهين غالبًا ما ينسحب من هكذا لقاءة بما حتى العقاب يفوقه حجمًا بأشواط، ويُدرك غريزيًا أنه لا يقوى عليه.

عقاب مضىية تقتات.

تعيش العقبان المضىية أيضًا على سرقة طرائد جوارح أخرى سواء كانت من بني جنسها أم لا، وهي تقتات على الجيفة كذلك الأمر متى سنحت لها الفرصة، وغالبًا ما تقوم بطرد النسور الأكبر حجمًا من على إحدى الذبائح لتنفرد بها دون غيرها، ويزداد هذا السلوك شيوعًا خلال فصول السنة المثلجة أوالأكثر جفافًا، وفي هذه الفترة يُلاحظ تراجع نسبة صيد العقبان لطرائدها المعتادة، والاستعاضة عنها بالحيوانات النافقة أوبأخرى غير مألوفة، غالبًا ما تكون ضخمة، من شاكلة صغار الماعزيات وأيائل الرنة، كما حتى هناك تقريرًا موثقًا وحيدًا يُفيد بقيام إحدى العقبان المضىية بالفتك بديسم دب بني. أظهرت إحدى الأبحاث في ولايتيّ مونتانا وتكساس الأمريكيتين، حتى الفرد من العقبان المضىية يحتاج إلى حوالي 1,5 كيلوغرامات من اللحم يوميًا ليستطيع البقاء، على الرغم من أنها قادرة على البقاء دون غذاء في أوقات الشدّة لفترة تصل إلى قرابة خمسة أسابيع.

عقاب مضىية تهبط على أرنب برية أوروبية.

تصطاد العقبان المضىية منفردةً أغلب الأحيان، وأساليبها في ذلك مكيفة لتتناسب مع حال الطقس، ففي الأيام الصاحية والمشمسة، غالبًا ما تقوم بالتحويم على ارتفاعات شاهقة لفترة طويلة، أوتنزلق على ازدياد منخفض كالبيزان، حتى تلمح طريدة ما فتجفلها وتنقض عليها. أما في الأيام الممطرة، فهي تكمن منتظرة من على مجثمها حتى تمر فريسة محتملة، فتطير نحوها مسرعة أوتنقض عليها وقد طوت أجنحتها بشكل جزئي، وتثبتها على الأرض بمخالبها، أوتمسك بها خلال إقلاعها، بالنسبة للطيور. تفتك العقبان المضىية بطريدتها بأساليب مختلفة، لكن الأسلوب الأكثر شيوعًا هوضربها على ظهرها عند الانقضاض لكسر عمودها الفقري، والإمساك برأسها لشل حركتها، وفي بعض الأحيان يُقدم الطائر على نقر طريدته من قفا عنقها حتى يبتر شراينها الحيوية. أما بالنسبة للفرائس الضخمة شديدة المقاومة، فإن العقاب تهاجمها عدّة مرات حتى تنهكها، أوتظل متمسكة بها حتى تموت من شدة النزيف، وفي هذه الحالة فإنها تعمتد على جناحيها لتوازنها أثناء انتفاض الطريدة.

تختلف نسبة النجاح في الصيد بين العقبان المضىية اليافعة وتلك البالغة، فالعقبان اليافعة غير البالغة جنسيًا تفتك بأرنب برية وحيدة من أصل عشرين كمعدّل، لكن مع تقدمها بالسن وازدياد خبرتها، تصبح قادرة على اغتال طريدتها وانتشالها أثناء عدوها. تفقد العقبان المضىية اهتماها بالطريدة بحال أبدت الأخيرة مكرًا وسرعةً في الهرب، وغالبًا ماقد يكون هذا الحال مع بعض فرائسها من الطيور، من شاكلة التدرج والطهيوج. تقتات العقبان المضىية على طريدتها في مسقط قتلها غالبًا، وفي موسم التزاوج تحملها إلى عشها لتطعم فراخها، وبحال كانت الطريدة ضخمة يفوق وزنها وزن الطائر، فإنها تنتزع منها كتلاً من اللحم وتأكل بعضه الآخر، حتى يُصبح بإمكانها حملها، ويُلاحظ عودة العقاب إلى ذبيحتها مرارًا وتكرارًا بحال كانت الأخيرة كبيرة بما يكفي.

التناسل

رسم لزوج من العقبان المضىية.

تصبح العقبان المضىية قادرة على التناسل عندما تبلغ عامها الرابع أوالخامس، وفي بعض الأحيان فإنها تتزاوج قبل حتى تكتسي بريش الطيور البالغة كليًا، كما لوحظ عند عدد من الإناث، التي عُثر عليها تحضن بيضًا في أعشاشها ولمّا تفقد جميع ريشها الأبيض بعد. والعقبان المضىية طيور أحادية التزاوج، أي أنها تكتفي بشريك واحد طيلة حياتها، أولفترة طويلة من الزمن على الأقل، وهي تبني عدد من الأعشاش الضخمة داخل حدود حوزها، وتعود لاستخدامها سنة تلوالأخرى، إذا بقي مسقطها معزولاً ولم يتعرض لأي خطر سواء كان خطرًا بشريًا أم من مفترس آخر. يمتد موسم التزاوج من شهر فبراير حتى شهر أبريل، وخلال هذه الفترة يتفاخر الزوجان أمام بعضهما، ويقومان ببضعة حركات أو"رقصات" جويّة أثناء طيرانهما هي ما يُعهد باسم "عرض التزاوج" أو"التودد"، وفيها يقوم أحد الطائران بارتفاع إلى علوّ شاهق ومن ثم الغوص عموديًا نحوأليفه طاويًا جناحية حتى يمس طرفهما ذيله، ثم يُغيّر اتجاهه فجأة ويُعدّل من زاوية هبوطه حتى يعود إلى ارتفاعه السابق، ويُكرر العرض مرة أخرى. ومن أساليب التودد الأخرى التي تلجأ إليها العقبان المضىية: مطاردة بعضها البعض، محاكاة هجوم ما، عرض مخالبها، والارتفاع سويًا ثم الدوان حول بعضهما البعض في دوامة. تبذل العقبان المضىية جهودًا مضنيّة لحماية حوزها خلال موسم التزاوج، فلا تسمح لأي جارح آخر بدخوله، سواء كان عقابًا من بني جنسها من نوع آخر، خوفًا من حتى يُقدم على الفتك بفراخها، أما بحال تعرّض الزوج من العقبان للإزعاج البشري، فإنها نادرًا ما تحاول طرد الإنسان من حوزها، بل تقوم بهجر المسقط نهائيًا.

عش (وكر) عقابان مضىيان على جرف صخري شاهق في وادي سيانيه في الألب البحرية، فرنسا.

تستمر العقبان المضىية ببناء أعشاشها وترميمها على مدار السنة، لكن ذروة هذا النشاط هي خلال الفترة الممتدة من أواخر يناير حتى أوائل مارس، وقد يصل عدد الأعشاش التي تستخدمها العقبان بصورة متعاقبة إلى إثنا عشر عشًا، لكن معدلها الطبيعي يتراوح بين اثنين وثلاثة في العادة. وتبني العقبان المضىية أعشاشها في المعتاد من أغصان وتقيمه على الأجرف أوالصخور أوفي الأشجار العتيقة أوعلى بعض المنشآت البشرية غير المأهولة، مثل عواميد وأبراج الأسلاك الهاتفية والطواحين القديمة، وإذا ما أعيد استخدام العش خلال عدّة مواسم متعاقبة، فقد يغدوبحجم هائل جدًا، فقد يصل في ارتفاعه إلى المترين (6 أقدام) وفي قطره إلى متر ونصف (5 أقدام)، ويُمكن الاستدلال على قِدم العش أيضًا من خلال بقايا عظام الذبائح فيه. لوحظ تفضيل هذه الطيور لأنواع معينة من الأشجار عند بنائها أعشاشها، تختلف باختلاف المنطقة التي تقطنها، ففي أوراسيا تفضّل أشجار الصنوبر والأرزيات والحور الرجراج والقضبان والشوح، بينما في أمريكا الشمالية تفضل الصنوبريات الصفراء وصنوبر دوغلاس. تنتقي العقبان مسقط تعشيشها بعناية، فهومن جهة يجب حتىقد يكون مكشوفًا بشكل يسمح لها بالطيران بحريّة ورؤية أي خطر محدق وأي طريدة محتملة، ومن جهة أخرى يجب ألاقد يكون عرضة لأشعة الشمس والرياح العاتية التي من شأنها حتى تؤثر على نموالفراخ، أما ازدياد العش عن الأرض فلا تبدي له العقبان أي أهمية، حيث يمكن حتى تبنيه على العشب بحال انعدام الأشجار أوالأجراف، أوعلى ازدياد 107 أمتار كحد أقصى، بحال تواجدها. عادةً ما تبني العقبان المضىية أعشاشها في وسط الأشجار الضخمة أوفي مركز قمتها، حيث تسمح الأغصان الغليظة والعريضة وجود هكذا بناء ضخم ثقيل الوزن. تبطّن العقبان المضىية عشها بالعشب ولحاء الأشجار والطحالب، وتضع على أطرافه أغصان صنوبر خضراء، أوغيرها من الأشجار والشجيرات الخشبية، وذلك على العكس مما تعمله أقاربها من العقبان المسرولة والبيزان. تستخدم هذه الطيور في بعض الأحيان فراء وريش طرائدها لتبطن العش وتؤمن بعض الدفء لفراخها، وهي تستمر بتنظيفه على الدوام، قبل وضع البيض وحتى مغادرة الفراخ، وتستمر بترميمه وإصلاحه، وقد تستخدمه بعض العصافير الصغيرة لبناء أعشاشها بين ثناياه.

فرخ حديث الفقس وبجانبه بيضة لمّا تفقس بعد.
فرخ يُريّش لأول مرة، لاحظ استبداله الريش البني المذهّب على الجناحين والصدر، بالزغب الأبيض.

تختلف فترة وضع البيض باختلاف المنطقة التي تقطنها العقبان وظروفها المناخية، فهي تبدأ خلال النصف الأول من شهر ديسمبر في عُمان، في حين أنها تتأخر حتى منتصف يونيوفي شمالي ألاسكا وسيبيريا. يتراوح عدد البيض في الحضنة بين بيضة واحدة وأربع بيضات، وفي الغالب بيضتان، تضعها الأنثى على دفعات خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام. يصل حجم البيضة الواحدة إلى (68-89) × (51-66) مليمتر، ويتناوب الأبوان على رخم البيض طيلة فترة تتراوح بين 40 و45 يومًا، ولوحتى نصيب الأنثى في الرخم غالبًا ما يفوق نصيب الذكر. تفقس الفراخ وهي مكسوّة بزغب أبيض رقيق، ويُبدي أكبرها عدائية شديدة تجاه شقيقه أوأشقائه منذ أيامها الأولى على الدوام، وفي الغالب تكون هذه العدائية سببًا في بقاء هذا الفرخ وحده ونفوق الباقين، حيث يقوم بنقرها وعضها ودفعها خارج العش ويهيمن عليها عندما يُحضر الأبوان الطعام، ونتيجةً لهذا ينموالفرخ الأكبر بسرعة عظيمة، فيما يتأخر نموشقيقه أوأشقائه، وتنفق جوعًا في نهاية المطاف، وتدل الدراسات حتى ما بين 50 و80% من فراخ العقبان المضىية ثانوية الفقس لا تنجووتموت بعد أسبوعين من ولادتها. يقوم الذكر بإحضار الطعام إلى العش خلال الأسابيع الأولى من ولادة الفراخ، بينما تظل الأنثى تحضنها وتدفئها، وتتولى إطعامها عبر تقطيع الطريدة إلى أقسام صغيرة ومناولتها إياها، وما حتى تكبر الفراخ بعض الشيء وتصبح قادرة على إطعام نفسها، حتى تقوم الأنثى بمشاركة الذكر في الصيد. تغادر الفراخ عشها الأبوي بعد حوالي ثلاثة أشهر من فقسها، لكنها تظل داخل حدود حوز أبويها لفترة طويلة من الزمن تختلف من منطقة لأخرى، ففي اسكتلندا وشبه الجزيرة الاسكندناڤية تمتد هذه الفترة حتى شهر أكتوبر من عامها الأول، وفي جبال الألب وبعض المناطق الأخرى تمتد طيلة الشتاء وحتى أوائل الربيع. العقبان المضىية طيور تعمّر طويلاً، إذ يصل أمد حياة الفرد منها في البرية إلى 23 سنة، لذا فإن حتى الجمهرات ذات أقل معدلات الخصوبة تظل أعدادها مستقرة، وقد تم توثيق بضعة حالات فاق فيها عمر الطائر الأمد المفترض، وأبرزها حالة إحدى عقبان السويد، الذي عاش حتى بلغ 32 عامًا، فاعتبر أكبر عقاب مضىية برية سنًا، أما في الأسر فيمكن للعقاب المضىية حتى تعيش حتى تبلغ 50 عامًا.

بيئوية النوع والحفاظ عليه

الأعداد

رسم لعقابين مضىيتين في منطقة جبلية، بريشة أرتشيبالد ثوربيرن.
عقاب مضىية.

على الرغم من حتى العقاب المضىية هي أكثر العقبان الكبيرة انتشارًا وعددًا في نصف الكرة الشمالي، فإن أعدادها تدهورت في بعض أنحاء موطنها، واستحالت طيورًا جبلية في السواد الأعظم منه، وفي بعضه الآخر تراجعت إلى التندرا والسهوب الجرداء. يقول بعض الخبراء وفهماء البيئة، حتى عدد هذه الطيور في العالم اليوم يصل إلى حوالي 170 ألف فرد، يتراوح عدد الطيور الأوروبية منها بين 6,5 و7500 فرد فقط. أكبر جمهرات العقبان المضىية في أوروبا هي تلك قاطنة إسبانيا (ما بين 1277 و1294 زوج، وفقًا لإحصائيات سنة 2002)، تليها النرويج (ما بين 862 و1042 زوج، إحصاء سنة 2003)، ثم إيطاليا (أكثر من 500 زوج وفق إحصاء سنة 2001)، ثم روسيا (حوالي 500 زوج وفق إحصاء سنة 2001، في القسم الأوروبي)، ثم فنلندا (ما بين 410 و430 زوج، إحصاء سنة 2003)، ثم فرنسا (ما بين 390 و460 زوج، إحصاء سنة 2002​​)، ثم النمسا (ما بين 300 و350 زوج، إحصاء سنة 2002)، ثم ألمانيا وسويسرا (ما بين 30 و310 زوج، عام 1996). أما في أمريكا الشمالية، فيُقدّر عدد العقبان المضىية فيها بما بين 25 و50 ألف زوج.

حصل أكبر تراجع في أعداد العقبان المضىية في أوروبا الوسطى، حيث انحصرت هذه الطيور اليوم في جبال الأپينيني والألب والكاربات، وفي بريطانيا أظهرت آخر الإحصاءات من عام 2003 حتى هناك 442 مسقطًا مستخدمًا للتعشيش، وفي إحصاء أقل شمولية جرى عام 2007، تبيّن حتى هناك حفنة عقبان مضىية أخرى إلى جانب الجمهرة الرئيسية التي أظهرها الإحصاء السابق، تعيش في جنوب اسكتلندا وشمال إنگلترا، وبالتحديد في منطقة البحيرات بإقليم كامبريا. انقرضت العقبان المضىية في إيرلندا بحلول عام 1912 بعمل الصيد وغيره من أشكال الاضطهاد التي لحقت بها، ومع بداية عام 2001، شرع البيئيون بإعادة إدخالها إلى البلاد، فأطلقوا سراح بضعة أزواج في منتزه گلينڤيغ الوطني بمقاطعة دونيگال، وفي شهر أبريل من عام 2007، فقس أول فرخ بري في المنتزه والبلاد، منذ أكثر من قرن. أما في أمريكا الشمالية، فوضع هذه الطيور ليس بسوء حال أخواتها في أوروبا، لكنه من الواضح حصول تراجع في أعدادها، والسبب الرئيسي في ذلك هوتدمير موائلها الطبيعية، الذي كان قد تجاوز وأن أرغم بعض الجمهرات على النزوح من مساكنها إلى مناطق أخرى خلال القرن التاسع عشر، كذلك لعب التسمم بالكلوريد العضوي والمعادن الثقيلة دورًا في تراجع أعدادها خلال القرن العشرين، قبل حتى تقوم الحكومتين الأمريكية والكندية بفرض قيود مشددة على استخدامها. تُعتبر العقبان المضىية من الأنواع المحمية في الولايات المتحدة وفقًا لما اتى في قانون حماية العقبان الرخماء والمضىية (بالإنگليزية: Bald and Golden Eagle Protection Act) من عام 1940.

أظهرت بعض الإحصاءات الخاصة ببعض الأنطقيم في روسيا، حتى أعظم كثافة لهذه الطيور هي في القسم الغربي من البلاد، حيث تتراوح بينخمسة وعشرة أزواج في جميع 1000 حدث²، وأن أكبر جمهراتها هي تلك قاطنة جبال الأورال (حوالي 350 زوجًا، إحصاء سنة 1998)، تليها جمهرة شمال القوقاز (ما بين 60 و80 زوجًا، خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1988 و1997)، ثم جمهرة جبال ألطاي (أكثر من 100 زوج، إحصاء سنة 1996). أما في باقي المناطق، مثل إقليم الڤولغا المركزي وجنوب سيبيريا، فقد أفاد عدد من فهماء الطيور حتى العقبان المضىية تختفي تدريجيًا، على الرغم من أنها ما زالت تُشاهد بين الحين والآخر وهي تبني أعشاشها وتحضن فراخها.

أسباب التراجع

أخذت أعداد العقبان المضىية، وغيرها من الضواري من شاكلة الذئاب والدببة والأوشاق، أخذت بالتراجع بشكل متواتر في أوروبا الغربية منذ القرن السابع عشر، وسرعان ما حصل نفس الأمر مع الجمهرات الأمريكية الشمالية، ويرجع هذا إلى تدخّل الإنسان وما سببه من تحوير في مواقع سُكناها فضلاً عن الاضطهاد الذي لحق بها، إذا كان بقتلها أوبوضع السم لها، للزّعم بأنها خطر كبير على القنائص والحملان. اختفت العقبان المضىية كنتيجة لهذا الأمر من أغلب براري ألمانيا بحلول عام 1750، ومن أبرز المناطق التي اندثرت فيها في ذلك الوقت: غابة تورينغن، وجبال الركاز، وبحول القرن التاسع عشر كانت قد اختفت من عدّة مناطق أخرى، أبرزها: الألب الشوابيّة، ثم من الغابة السوداء وسلسلة جبال إيفيل عام 1816، ومقاطعة تسيليه قرابة عام 1840، وسلسلة الهضاب الفلمنكية البوريّة سنة 1860، وفي مكلنبورغ سنة 1865، ثم بروسيا الشرقية سنة 1870، ثم براندنبورغ سنة 1876، فپوميرانيا سنة 1887. أما في أمريكا الشمالية، فقد تعرضت العقبان المضىية للذبح بلا هوادة خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1940 و1960، حيث قُتل ما يزيد عن 20 ألف طائر في جنوب غرب الولايات المتحدة وحدها، كذلك لعبت أسلاك التوتر العالي دورًا في تراجع أعداد هذه الطيور، وما زالت، الأمر الذي يُجبر السلطات المختصة على تغليف تلك الأسلاك بعوازل لحماية الجمهرات الباقية من العقبان. وعلى الرغم من حتى هذه الطيور تحظى اليوم في الولايات المتحدة وأوروبا بحماية قانونية كاملة، إلا حتى الصيد ما زال يُعتبر السبب الرئيسي وراء تراجع أعدادها.

عانت العقبان المضىية بشكل كبير خلال عقديّ الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين بسبب انتشار استخدام مبيدات الآفات وبشكل خاص مبيد DDT، بين أيدي المزارعين، فقد تبيّن حتى لهذه الأخيرة تأثير مدمّر على جمهرات الطيور الجارحة بشكل عام، فقد كانت تنتقل إليها عبر الطرائد، وبشكل خاص القوارض، الملوثة بها أجسادها، وبما حتى العقبان المضىية تقبع على قمة السلسلة الغذائية في موطنها الطبيعي، فإن نسبة استهلاكها لتلك الطرائد كانت مرتفعة بطبيعة الحال، فكان حتى تكدست تلك المواد بجسدها بكمية كبيرة، وقد أثّر هذا الأمر سلبًا على نسبة نجاة فراخها، فالمواد الكيميائية كانت تجعل من قشرة البيض رقيقة وهشة، فلا تستطيع حتى تحضن الفرخ لفترة كافية تسمح باكتمال نموه، فكان القسم الأكبر من البيض يتكسر أويفسد. وقد استمرت جمهرات العقبان المضىية وغيرها من الجوارح تتراجع إلى حتى تم حظر استخدام تلك المبيدات الخطرة في معظم أنحاء العالم، فعادت أعدادها لتتعافى في الكثير من أنحاء موطنها.

تُعتبر وفرة الطرائد من العوامل المهمة الأخرى التي تلعب دورًا في التحكم بأعداد العقبان المضىية، فقد لوحظ في ولاية أيداهوالأمريكية اقتيات العقبان المضىية على الأرانب البرية سوداء الذيل (Lepus californicus) بشكل حصري تقريبًا، وأن جمهرتها تزدهر جميعسبعة إلى 12 سنة، أي خلال الفترة التي تشهد انفجارًا في أعداد الأرانب البرية، ثم تعود لتنخفض مع انخفاض أعداد الأخيرة. كذلك تبين أنه في المرتفعات المحيطة بنهر إيرتيش، الممتد عبر روسيا وكازاخستان ومنغوليا والصين، حيث تكثر المراميط الرمادية (مرموطين جميع 100-120 حدث²)، فإن كثافة العقبان المضىية تبلغعشرة أضعاف تلك قاطنة الأماكن المنخفضة حيث تقل المراميط (مرموط واحد جميع 1000 حدث²). أخيرًا، فإن استصلاح الأراضي يُعتبر سببًا بارزًا لتراجع أعداد هذه الطيور، إذ أنها تتفادى المستعمرات والموائل البشرية على الدوام، ولا تطيق التعشيش بالقرب منها، وإن حصل وازداد العمران في إحدى المناطق بحيث امتدت لتبتلع بعض الموائل الطبيعية، فإن العقبان المضىية ستكون أول الحيوانات التي تهجرها.

الحماية

عقاب مضىية في الأسر.
عقاب مضىية في حديقة حيوانات ميونخ.

على الرغم من حتى العقبان المضىية أصبحت من الطيور النادرة في عدد من الدول التي تقطنها، إلا حتى أعدادها مستقرة، وما زال النوع ككل يُعتبر غير مهدد بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. تحظى العقبان المضىية بالحماية القانونية على المستوى المحلي لكثير من البلدان، وعلى المستوى الدولي عبر المعاهدات المُبرمة بين عدد منها، عملى سبيل المثال يحظر الإتجار بهذه الطيور أوبأعضائها بأي شكل من الأشكال، كونها مضمنة مع الأنواع المذكورة في اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة، في الملحق الثاني منها، أي مع تلك الأنواع غير المهددة بالانقراض، ولكن يُحتمل تعرُضها له بحال لم تتم حمايتها من التجارة بأعضائها، وبناءً على هذا فقد أبرمت بعض الدول، التي تهاجر العقبان منها وإليها، أبرمت بعض الاتفاقيات لتحظى تلك الطيور بنفس الحماية فيها كلها، ومن تلك الدول: روسيا، والهند، وكازاخستان، والولايات المتحدة، وكوريا الشمالية. وقد طالبت روسيا وكازاخستان بإدراج جمهراتها من العقبان المضىية مع الأنواع المذكورة في الملحق الثالث من اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة، أي مع الأنواع التي تتعاون أكثر من دولة على حمايتها من الانقراض. كذلك، أصدرت جميع من الولايات المتحدة، وروسيا البيضاء، ولاتڤيا، ولتوانيا، وبولندة، وأوكرانيا، قوانين تمنع امتلاك تلك الطيور أوالتجارة بأفراد حية أوميتة منها، أوبفراخها وبيضها. من أبرز المواقع العالمية التي يمكن العثور فيها على جمهرات من العقبان المضىية البرية: منتزه دينالي الوطني في ألاسكا، ومنتزه جزر القنال الوطني قبالة شواطئ كاليفورنيا، والمنتزه السويسري الوطني في سويسرا، ومنتزه گلينڤيغ الوطني في أيرلندا، وعدد من المواقع في روسيا، كذلك تحتفظ بعض حدائق الحيوان بأزواج من العقبان المضىية، لكن الأخيرة قلّما تفرّخ في الأسر.

في الثقافة البشرية

في الصيد

دُجّنت العقبان المضىية واستخدمت في الصيد منذ القرون الوسطى، ففي آسيا كانت الشعوب المرتحلة من كازاخ وقرغيز ومغول وهجر تستخدم هذه الطيور في صيد ضروب مختلفة من القنائص، من شاكلة الثعالب الحمراء، الأيائل، ظباء السايغا، الغزلان، الأرانب البرية، والذئاب. أما في أوروبا، فإن استخدام هذه العقبان في الصيد كان مقصورًا على الأباطرة والملوك فقط.

صقّار قرغيزي مع عقابه المضىية المستأنسة.

أظهرت بعض النقوش الأثرية في منغوليا، حتى فن الصيد بالعقبان قديم جدًا، وإنه بحسب الظاهر قد مورس من قبل بعض القبائل البدوية القديمة التي قطنت سهوب آسيا الوسطى خلال الفترة الممتدة بين القرنين السادس عشر والرابع عشر قبل الميلاد. وبحسب الظاهر، فإن شعوب آسيا الوسطى تناقلت تلك العادة منذ ذلك الزمن حتى الوقت الحالي، ومارسها جيل بعد جيل، وما زال بعض هؤلاء الناس يتّبع أساليب قديمة في تلقين أولادهم فن الصيد، فيبدأ الصبي بتدجين صُقير في بادئ الأمر يصطاد به العصافير، ثم يُعطى باشقًا أوبازًا، قبل حتى ينتقل لترويض صقرًا حرًا أوشاهينًا، وإن أظهر الفتى مهارة في الترويض ومقدرة على إخضاع طائره، يُسمح له بتدريب عقاب مضىية، تحت إشراف صقّار أكبر سنًا وأكثر خبرةً، وغالبًا ما يستمر تدريب العقاب على الصيد شهورًا أوحتى سنوات. يُطلق الكازاخ أسماءً مختلفة على العقاب تختلف باختلاف مرحلته العمرية، وفي هذا شبه بالأسماء التي تطلقها العرب على الصقور المستأنسة حدثا بلغت فترة جديدة من العمر، فيُسمى العقاب في عامه الأول "بالاپان"، وفي عامه الثاني "كانتوبيت"، وفي عامه العاشر "برقين"، وفي عامه الحادي عشر "برشين"، وفي عامه الثاني عشر وما يليه "شوگل".

عقاب مضىية تُدرّب على الصيد باستخدام ثعلب أحمر محنّط، في "حلبة العقبان"، كارينثيا، النمسا.

يُروّض العقاب وهوما زال يافعًا، وفي أغلب الأحيان يُمسك الرُحّل بطائر غادر عش أبويه لتوّه ولمّا يُتقن الصيد إتقانًا تامًا بعد، فينصب الصقّار شباكًا في المسقط الذي شوهد فيه الطائر وهويصطاد، وتوضع بداخل الشباك طريدة حيّة من شاكلة اليمام أوالحجل، ويعود الصقّار لتفقدها جميع يومين، فإن عثر على العقاب أمسكها وأودعها في كيس قماشي كبير. بعد حتى يُقبض على العقاب، تهجر ليومين أوأكثر دون طعام، وخلال هذه الفترة يستمر الصقّار بالجلوس قرب قفصها ويتحدث إليها حتى تعتاد رائحته وصوته وتألفه، وبعد هذا تُطعم العقاب باليد لأول مرة، وغالبًا ما لا تتقبل ذلك، وتحتاج بضعة أيام أخرى حتى تعتاد فكرة حتى البشر هم من يؤمن لها الغذاء، فتصبح أكثر طاعة. ثم يحين وقت تدريبها على الصيد العملي، فتُحمل إلى سهل مكشوف وعيونها مغطاة للتهدئة من روعها، وهناك يضع الصقّارون لحمًا في حيوان محنّط، ويربطونه بحبل ويجرونه، ثم يُكشف الغطاء عن رأس العقاب وتُطلق في أثر الحيوان حتى تمسك به، ومن الجدير بالذكر حتى هذا كان يتم سابقًا باستخدام كلب مستأنس حي. بعد حتى تمسك العقاب بالطريدة، يعود الصقّار وينتزعها منها ليضمن استمرار هيمنته عليها، فلواستوعب الطائر غريزيًا حتى باستطاعته مقاومة سيده لقلّت استجابته لأوامره وقد يرفض طاعته بالمرّة، لذا يقوم الصقّار بحرمان العقاب من الطريدة، ويكافئها ببعض اللحم عوضًا عنها. كذلك، يتم تدريب العقبان المضىية على امتطاء الخيل، فيصحبها الصقّار معه وهي قابعة على ذراعه، في رحلات طويلة على صهوة حصانه، حتى تعتاد الحركة السريعة وصوت الحوافر وهي تضرب الأرض، إذ حتى معظم الصيد التقليدي في آسيا الوسطى ما زال يتم على ظهر الخيول. تصبح العقاب خاضعة تمامًا لسيدها بعد الكثير من التدريب والتعليم، فتعتاد وجوده بقربها وتفقد خوفها منه، ولا تعد تسعى للهرب والعودة إلى البريّة.

يعود سبب تدريب العقبان على امتطاء الخيل إلى أنها لا تقوى على مجاراة الحصان تحليقًا، على العكس من الصقور والجوارح الأصغر قدًا، لذا يصنع لها الصقّارون ما يُشبه الوكر الذي يستخدمه العرب لتجثم عليه الصقور المستأنسة، وهوتعبير عن وتد عريض ذوقمة مستديرة مغلفة بالجلد السميك ليقبع عليها الطائر، وتُركّب على سرج الحصان، وتُغطى أعين العقاب بقلنسوة صغيرة توضع على رأسه، كي يهدأ روعها أثناء التنقل مع صاحبها على صهوة جواده. فإن لمح الصقّار طريدة ما، يُزيل القلنسوة ويدفع بالعقاب عاليًا حتى تطير وتهاجم الطريدة، وعندما تفتك بها يُسارع لانتزاعها منها ويعوضها ببعض اللحم، قبل حتى يُعيد تغطية عيناها وحملها على وكرها.

في الدين والميثولوجيا

كانت العقبان المضىية تعتبر طيورًا روحيّة وأحيطت بهالة من القداسة عند القبائل القديمة قاطنة جبال ألطاي، فقد كان الأطبّاء السحرة لتلك القبائل يعتقدون بالتواصل مع عالم الأرواح عبر تلك الطيور، ويزنيون ملابسهم بريشها، حيث كانوا يركزونها على أغطية رؤسهم وعلى أكتافهم. وقد تناقل الألطايويون عدّة أساطير حول هذه الطيور، منها ملحمتيّ "كوگوتاي" و"ألطاي-بوشان"، والأخيرة تروي سيرة عقابان تحولا إلى عصفورين، وحصان تحوّل إلى عقاب بعمل الشعوذة، وقد قامت جميع هذه الحيوانات بإنقاذ بطل الملحمة من الموت، فساعدها على الانتقام مما حل بها كرد لجميلها عليه. وفي هذه الرواية أيضًا ذكر للصيد باستخدام العقبان، مما يشير على حتى هذه العادة كانت شائعة عند سكّان الألطاي المستقرون، كما عند البدوالرحّل في السهوب.

زعيم من قبيلة پوتاواتومي الأمريكية الأصلية يُزيّن رأسه بعدّة ريشات تعود لعقبان مضىية.

لعلّ أكثر الثقافات الإنسانية تبجيلاً للعقبان المضىية هي ثقافات بعض قبائل الأمريكيين الأصليين، فهذه الطيور كانت تعتبر كائنات مقدسة ذات طبيعة روحيّة، وتمثّل صلة الوصل بين عالم البشر وعالم الآلهة عند السكان الأصليين في الولايات المتحدة، وقبائل الأمم الأولى في كندا، بالإضافة لعدد من سكّان أمريكا الوسطى. وبلغ من شدّة إجلال وتبجيل بعض القبائل الأمريكية الأصلية للعقبان المضىية، حتى كانت تستخدم عظامها ومخالبها في طقوسها الدينية، ويُزيّن محاربيها وزعمائها رؤسهم بريشها، وقد كانت أهميّة الريش ورمزيته تُقارن بأهمية ورمزية صلب المسيح عند المسيحيين. وقد كان هؤلاء الناس يستخدمون الريش في تكريم المحاربين الذين حققوا إنجازات مهمة للقبيلة، وأظهروا مزايا محمودة مثل حسن القيادة والشجاعة والتصميم في أرض المعركة. كان الأمريكيون الأصليون يفضلون استخدام ريش العقبان اليافعة خصوصًا، بما أنه أكثر لمعانًا وحسنًا عند الناظر، لتزيين رؤوسهم، وكانوا يستعملون المخالب كتعويذات أوزينة للعنق والصدر أثناء أدائهم رقصاتهم التقليدية، كذلك كانوا يصنعون صافرات الشعائر من عظام الأجنحة الرفيعة، كما استخدم أطباء القبائل بعضها لشفط الداء والألم من أجساد السقمى. كانت العقبان المضىية تُشكّل رمزًا للخصوبة عند قبيلة الپاوني، بما أنها تبني أعشاشها عاليًا عن الأرض وتدافع عنها بشراسة ضد أي معتدٍ، وكانت بعض القبائل الأخرى، وبالتحديد قبيلتا الكرووالشوشوني، تُعلّق عقابًا مضىيًا محنطًا على مدخل خيامها، معتبرةً إياه "سيّد جميع ما يُحلّق"، و"حامي الناس من الأرواح الشريرة". من الأسباب التي دفعت الأمريكيين الأصليين للإيمان بأن العقبان المضىية هي صلة الوصل بين عالم الأحياء وعالم الآلهة، كان اعتقادها بأنها أعلى الطيور تحليقًا وأكثرها اقترابًا من الشمس والسماء، حيث تسكن الآلهة. يُعتقد حتى العقبان المضىية هي أصل أسطورة "طيور الرعد" التي نطقت بها قبائل جنوب غرب الولايات المتحدة.

أصدرت الحكومة الأمريكية قانونًا يتعلق بتنظيم الحصول على ريش العقبان المضىية يُعهد باسم "قانون ريش العقبان" (بالإنگليزية: Eagle feather law)، وهوينص على حتى أي أمريكي ذوجذور أصليّة وينتمي إلى إحدى القبائل المعترف بها في البلاد، يحق له الحصول على ريش من هذه الطيور لاستخدامه في أغراض دينية أوروحيّة، غير حتى هذا لا يعني حتى المتاجرة بهذه الطيور أوريشها قد أصبحت قانونية.

في النبالة

شعار مصر: عقاب صلاح الدين.
عقاب زيوس المضىية تنقر كبد پروميثيوس، بريشة يعقوب جورديان، 1640.

ظهرت العقبان المضىية بصفتها رموز للنبالة منذ قديم الزمان، فقد لعب شكل العقاب عاقدة الحاجبين، ونظرتها الحادة "الغاضبة"، بالإضافة لحجمها الضخم، دورًا في جعلها تمثّل الجبروت والقوة والملوكيّة، ففي اليونان القديمة كانت هذه الطيور ترمز إلى زيوس، كبير الآلهة الإغريقية، حيث قيل حتى زيوس، بعد حتى قام بتقييد التيتان پروميثيوس على قمة الجبل بسبب سرقته سر وقد النار وتقدمته للبشر، أوفد عليه عقابًا ضخمًا ينقر كبده ويأكله جميع نهار، ليموت ويبعثه زيوس في اليوم التالي، فيُرسل عليه الطائر مجددًا، إلى غير ذلك. كان الفرس أوّل من استخدم العقاب المضىية شعارًا للجيش، لكن أحدًا لم يشتهر بهذا الشعار أكثر من الفيالق الرومانية، التي ما زالت صورتها لدى العامّة مرتبطة بهذه الطيور.

أخذت العقبان المضىية تظهر على دروع وأعلام الكثير من الإمبراطوريات والإمارات والممالك خلال القرون الوسطى، وقد استمر هذا التقليد شائعًا حتى اليوم، ومن الدول التي لا تزال تظهر العقبان المضىية كشعار لها: المكسيك،ألمانيا، ألبانيا، النمسا، مصر، رومانيا، كازاخستان ،العراق فلسطين، اليمن، وغيرها كثير. أما من الدول السابقة التي اعتمدت هذه الطيور رمزًا لها: الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والدولة الأيوبية، وشعار الأخيرة هونفسه شعار عدد من الدول العربية الحالية سالفة الذكر، وهويُعهد أيضًا باسم "عقاب صلاح الدين" أو"نسر صلاح الدين" حيث أخذ الأيوبين شعار "العقاب المضىي" من أسلافهم الأرمن الذين لازالويستخدموه شعار لدولتهم الحالية رغم تغيير حدودها وسكانها.

يعتبر العقاب المضىي الطائر الوطني للمكسيك، وهي تظهر على شعارها جاثمةً على شجرة صبّار وتلتهم أفعى، وهذا الشعار شبيه بشعار إمبراطورية الأزتيك التي قامت في البلاد منذ آلاف السنين، وهذا الشعار بدوره يستند إلى أسطورة أزتكية مفادها حتى إله الشمس طلب من السكّان حتى لا يستقروا إلا في المسقط الذي يرون فيه عقابًا جاثمًا على شجرة صبّار، وفي منقاره أفعى يلتهمها. نطق عالم الطيور رافائيل مارتين ديل كامپوفي عام 1960، حتى هذا الطائر المذكور في الأسطورة ليس عقابًا مضىيةً، وإنما كركار، لكن على الرغم من ذلك، لا يزال هذا الطائر يُسمى في المكسيك بالعقاب الملكي (بالإسبانية: Águila Real).

تحتل العقبان المضىية المركز الثامن بين أكثر الطيور المصورة على الطوابع الوطنية لعدد من البلدان، فهي تظهر على 155 طابعًا تُصدرها 71 هيئة وطنية تابعة لجمهوريات وممالك معاصرة.

وفي منغوليا تقام إحتفالات سنوية متوارثة للزهووالصيد بالعقبان المضىية, The Golden Eagle Festival or Eagle Festival (Бүргэдийн наадам/бүркіт той),

غالبيتهم من مسلمي منغوليا والكازاك من كازاخستان والصين.

[1]

أنظر أيضًا

  • قائمة الطيور الوطنية

مصادر

  1. ^ اليازجي, عدنان (1997). "الجوارح، العُقبان المسرولة". موسوعة الطيور المصورة، مرشد نهائي إلى طيور العالم. بيروت، لبنان: مخطة لبنان. pp. صفحة 103 - 104. رقم الإيداع 01D110159.
  2. ^ Коблик Е. А., Редькин Я. А., Архипов В. Ю. Список птиц Российской Федерации. — М.: Товарищество научных изданий КМК, 2006. — 256 с. ISBN 5-87317-263-3
  3. ^ Benny Gensbøl. Collins Birds of Prey. pp. 141–146.
  4. ^ "Беркут (Aquila chrysaetos)". Редкие и исчезающие животные России. Retrieved 28 نوفمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  5. ^ A. J. Helbig, A. Kocum, I. Seibold, M. J. Braun. (2005). "A multi-gene phylogeny of aquiline eagles (Aves: Accipitriformes) reveals extensive paraphyly at the genus level" (PDF). 35 (1) (Molecular Phylogenetic Evolution ed.): 147–164. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  6. ^ "[Falco] cera lutea, pedibus lanatis, corpore fusco ferrugineo vario, cauda nigra basi cinereo-undulata." - "طائر من [الجوارح النهاريّة] أصفر القير، [مريّش الأعظم مابين الكاحليّة]، جسده بني داكن مرقش بلون صدئ، وذيله أسود ذوقاعدة مموجة بالرمادي." (لينيوس 1758)
  7. ^ Carlous Linnaeus. (1758). Systema naturae per regna tria naturae, secundum classes, ordines, genera, species, cum characteribus, differentiis, synonymis, locis. Tomus I. Editio decima, reformata. Vol. 1. Holmiae (Laurentii Salvii). p. 88.
  8. ^ Carlous Linnaeus. "Systema naturae". Biodiversity Heritage Library. Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  9. ^ Brisson (1760). Ornithologie; ou, Méthode contenant la division des oiseaux en ordres, sections, genres, espéces & leurs variétés. &c. Paris: C.J.B. Bauche. pp. 28, 419. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  10. ^ "Значение и этимология слова eagle в словаре Random House Dictionary". Dictionary.com. Retrievedسبعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  11. ^ Thomas R. Jones. (1867). . Oxford: Society for Promoting Christian Knowledge. pp. 34–35.
  12. ^ Rasmussen, PC & JC Anderton (2005). Birds of South Asia. The Ripley Guide. Volume 2. Smithsonian Institution & Lynx Edicions. p. 107.
  13. ^ Sánchez Marco (2004)
  14. ^ "Golden Eagle, Life History". All About Birds. Cornell Lab of Ornithology. 2009. Retrieved 26 ديسمبر 2010. Check date values in: |accessdate= (help)
  15. ^ Terres (1980), p. 478
  16. ^ Рябицев В. К. (2001). Птицы Урала, Приуралья и Западной Сибири: Справочник-определитель. Екатеринбург: Изд-во Уральского университета. pp. 124–125.
  17. ^ Clark and Wheeler (2001), p. 241
  18. ^ Jollie, Malcolm (1947). "Plumage Changes in the Golden Eagle" (PDF). Auk. American Ornithologists' Union. 64: 549–576. Retrieved 27 December 2010.
  19. ^ Clark, William S (1983). "The field identification of North American eagles" (PDF). North American Birds. American Birding Association. 37 (5): 822–826. Retrieved 27 December 2010.
  20. ^ Killian Mullarney, Lars Svensson, Dan Zetterström, Peter J. Grant. (2000). Birds of Europe. United States: Princeton University Press. p. 76.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  21. ^ Benny Gensbøl. Collins Birds of Prey. p. 316.
  22. ^ Дементьев Г., Гладков Н. Птицы Советского Союза. 1. Советская наука. Unknown parameter |Year= ignored (|year= suggested) (help)
  23. ^ Liguori, Jerry (2004). "How to Age Golden Eagles" (PDF). Birding. American Birding Association: 278–283. Retrieved 27 December 2010.
  24. ^ K. Steenhof, M. N. Kochert, T. L. McDonald. (1997). "Interactive effects of prey and weather on golden eagle reproduction". 66 (Journal of Animal Ecology ed.): 350–362. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  25. ^ S. Cramp, K. E. L. Simmons. (1980). The Birds of the Western Palearctic. Oxford University Press. p. 244. Unknown parameter |Volume= ignored (|volume= suggested) (help)
  26. ^ Зайцев А. (2003). "Краткая история глаза". 3 (Знание — сила ed.).
  27. ^ Molly Kirk, David Denning. "What animal has the sharpest eyesight?". BioGalleries. BioMedia Associates. Retrieved 1 ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  28. ^ James Ferguson-Lees, David A. Christie. (2001). Raptors of the world. Houghton Mifflin Harcourt. pp. 54–55.
  29. ^ Michael P. Jones, Kenneth E. Pierce, Daniel Ward. (2007). "Avian Vision: A Review of Form and Function with Special Consideration to Birds of Prey". 16 (2) (Journal of Exotic Pet Medicine ed.): 69–87. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  30. ^ "Birds: Golden Eagle". Animal Bytes. San Diego Zoo. Retrieved 1 ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  31. ^ Benny Gensbøl. Collins Birds of Prey. pp. 316–318.
  32. ^ "Golden Eagle". Natural History Notebooks. Canadian Museum of Nature. Retrieved 30 نوفمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  33. ^ Карякин И. "Беркут (Aquila chrysaetus)". Видовые очерки. Сервер экологических организаций Южной Сибири. Retrieved 2 ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  34. ^ M. N. Kochert, K. Steenhof, C. L. McIntyre, E. H. Craig. (2002). "Golden Eagle (Aquila chrysaetos)". 684 (Birds of North America (A. Poole (ed.), F. Gill (ed.)) ed.): 1–44. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  35. ^ Степанян Л. С. (2003). Конспект орнитологической фауны России и сопредельных территорий. М.: Академкнига. pp. 98–99.
  36. ^ Carol McIntyre. "2000 Golden Eagle Fact Sheet, Denali National Park and Preserve" (PDF). U.S. National Park Service. Retrievedخمسة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  37. ^ J. M. Thiollay. Family Accipitridae (Hawks and Eagles) in del Hoyo, J., Elliott, A., & Sargatal, J., eds. (1994). Handbook of the birds of the world. Vol. 2 New World Vultures to Guineafowl. Barcelona: Lynx Edicions.CS1 maint: multiple names: authors list (link) CS1 maint: extra text: authors list (link)
  38. ^ Julie L. Tesky. "Aquila chrysaetos". Fire Effects Information System. U.S. Department of Agriculture, Forest Service, Rocky Mountain Research Station, Fire Sciences Laboratory. Retrieved ثلاثة ديسمبر 2009. line feed character in |publisher= at position 48 (help); Check date values in: |accessdate= (help)
  39. ^ Marr, N. Verne; Knight, Richard L. (1983). "Food Habits of Golden Eagles in Eastern Washington". The Murrelet. Society for Northwestern Vertebrate Biology. 64 (3): 73–77.
  40. ^ Tjernberg, Martin (1981). "Diet of the Golden Eagle Aquila chrysaetos during the Breeding Season in Sweden". Holarctic Ecology. Nordic Society Oikos. 4 (1): 12–19.
  41. ^ Olendorff, Richard R. (1976). "The Food Habits of North American Golden Eagles". American Midland Naturalist. The University of Notre Dame. 95 (1): 231–236.
  42. ^ D. Dekker. (1985). "Hunting behavior of golden eagles, Aquila chrysaetos, migrating in southwestern Alberta". 99 (Canadian Field-Naturalist ed.): 383–385.
  43. ^ Cornell University
  44. ^ Elibrary.unm.edu
  45. ^ Cornell.edu
  46. ^ Cornell University
  47. ^ Sørensen, Ole (2008). "Predation by a Golden Eagle on a Brown Bear Cub". 19 (2): 190–193. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help);
  48. ^ M. W. Collopy. (1983). "A comparison of direct observations and collections of prey remains in determining the diet of golden eagles". 47 (2) (Journal of Wildlife Management ed.): 360–368.
  49. ^ Назаренко Е. А., Бессонов С. А. "Aquila chrysaetos (Linnaeus, 1758) — Беркут". Позвоночные животные России. Институт РАН им. А. Н. Северцова. Retrieved أربعة دسيمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  50. ^ David H. Ellis. (1979). "Development of behavior in the Golden Eagle". 43 (4) (Journal of wildlife management ed.): 90–91.
  51. ^ "Golden Eagle monitoring at Carbon mountain: Final summary report for the 2003—07 breeding seasons" (PDF). U.S. Bureau of Reclamation. Retrieved أربعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  52. ^ J. M. Marzluff, S. T. Knick, M. S. Vekasy, L. S. Schueck, T. J. Zarriello. (1997). "Spatial use and habitat selection of golden eagles in southwestern Idaho". 114 (4) (Auk ed.): 673–687. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  53. ^ Jeff Watson. (1997). The Golden Eagle (T & AD Poyser). London: Academic Press.
  54. ^ Candace Savage. (2000). Eagles of North America. Vancouver: Greystone Books. pp. 11–22.
  55. ^ Мальчевский А. С., Пукинский Ю. Б. (1983). Птицы Ленинградской области и сопредельных территорий. Л.: Изд-во Ленинградского университета.
  56. ^ Golden Eagle: Aquila chrysaetos (Linnaeus) in The Birds of British Columbia. Volume 2. Nonpasserines: Diurnal Birds of Prey Through Woodpeckers. Vancouver: University of British Columbia Press. 1995. pp. 44–47. Unknown parameter |автор= ignored (help); line feed character in |title= at position 56 (help)
  57. ^ P. A. MacLaren, S. H. Anderson, D. E. Runde. (1988). "Food habits and nest characteristics of breeding raptors in southwestern Wyoming". 48 (4) (Great Basin Naturalist ed.): 548–553. CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  58. ^ M. D. Gallagher, M. R. Brown. (1982). "Golden Eagle Aquila chrysaetos breeding in Oman, eastern Arabia". 102 (Bulletin of the British Ornithologists' Club ed.): 41–42.
  59. ^ Collopy, 1984
  60. ^ "Golden Eagle Aquila chrysaetos". BTO BirdFacts. BTO (British Trust for Ornithology). Retrievedسبعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  61. ^ "European Longevity Records". The European Union for Bird Ringing. 1 Oct 2008. Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  62. ^ "Golden Eagle". BirdLife Species Factsheet. BirdLife International. Retrieved ثلاثة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  63. ^ Mark Holling and the Rare Breeding Birds Panel Report for 2003-4 accessed أربعة March 2010.
  64. ^ Mark Holling and the Rare Breeding Birds Panel (2010). "Rare breeding birds in the United Kingdom in 2007". British Birds. 103: 45–6.
  65. ^ Glenveagh National Park: The Golden eagle project, Home page
  66. ^ E.g. Henninger (1906)
  67. ^ "Беркут Aquila chrysaetos". Красная книга России. BioDat. Retrieved 2 ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  68. ^ U. N. Glutz v. Blotzheim, K. M. Bauer, E. Bezzel. (1989). "Handbuch der Vögel Mitteleuropas. Bd. 4". Falconiformes. Wiesbaden: Aula. p. 651.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  69. ^ R. E. Harness, K. R. Wilson. (2001). "Electric utility structures associated with raptor electrocutions in rural areas". 29 (2) (Wildlife Society Bulletin ed.): 612–623.
  70. ^ J. J. Hickey, D. W. Anderson. (1968). "Chlorinated hydrocarbons and eggshell changes in raptorial and fish-eating birds". 162 (Science ed.): 271–273.
  71. ^ Егоров В. А., Борисов А. И. (1979). "Новые данные о гнездовании птиц в Калбе". Природа и хозяйство восточного Казахстана. Алма-Ата: Наука. pp. 131–139.
  72. ^ "Aquila chrysaetos". The IUCN Red List of Threatened Species. الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. 2009. Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  73. ^ Электронная версия Красной книги Республики Беларусь
  74. ^ "Aquila chrysaetos — Беркут". Красная книга Казахстана. Retrieved 21 مايو1999. Check date values in: |accessdate= (help)
  75. ^ "Bald and Golden Eagle Protection Act" (PDF). Законодательные акты по охране природы. U.S. Fish and Wildlife Service Home. 2009. Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  76. ^ "Golden Eagles". Channel Islands National Park. U.S. Fish and Wildlife Service Home. Retrievedعشرة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  77. ^ "Национальные парки Альп". aboutalps.ru. Retrievedعشرة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  78. ^ "Golden Eagle Trust". Ireland's National Development Plan. Retrievedعشرة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  79. ^ Hollinshead, Martin (1995). Hawking with golden eagles. Surrey, British Columbia: Hancock House. ISBN .
  80. ^ Warhol, Tom; Reiter, Chris (2003). . Marshall Cavendish. pp. 18–19. ISBN . Retrieved 1 January 2010. C1 control character in |pages= at position أربعة (help)CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  81. ^ Кубарев В. Д., Забелин В. И. (2006). "Авиафауна Центральной Азии по древним рисункам и археолого-этнографическим источникам" (2) (Археология, этнография и антропология Евразии ed.): 87–103.
  82. ^ Рудь М. "Беркут". Натуралист (украинский журнал). Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  83. ^ "Охота с ручным беркутом". ЮНЕСКО. Retrievedثمانية ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  84. ^ Ф. А. Брокгауз, И. А. Ефрон (1891). Энциклопедический словарь. 3А (6): Бергер — Бисы. СПб.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  85. ^ Копылов В. "Долина Замков каньона Чарын". Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  86. ^ Анохин А. В. (1924). Материалы по шаманству алтайцев. 152. Л. pp. 46–49.
  87. ^ Чигаева В. Ю. "Образ птицы в наскальном искусстве Алтая (мифо-эпические и этнографические параллели)". Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  88. ^ А. А. Петросян (ред.) (1975). Героический эпос народов СССР. I. М.: Художественная литература. p. 438.
  89. ^ Julie Collier. "The Sacred Messengers". Mashantucket Pequot Museum. Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  90. ^ . University of Nebraska Press. 1997. pp. 170–172. Unknown parameter |автор= ignored (help)
  91. ^ Steven C. Brown, Lloyd J. Averill. "Sun Dogs and Eagle Down". University of Washington Press. Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  92. ^ Elizabeth A. Lawrence. "The Symbolic Role of Animals in the Plains Indian Sun Dance". Society & Animals Journal of Human. Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  93. ^ USDCDN (1986), USFWS-SR (2001), USFWS-OLE (2004a,b), e-CFR (2008)
  94. ^ Нейхардт А. А. (пересказ). (1987). Легенды и сказания Древней Греции и Древнего Рима. М.: Правда.
  95. ^ George J. Hagar. (1912). . Vol. 2. Syndicate publishing company.
  96. ^ Arthur C. Fox-Davies. (1985). A Complete Guide to Heraldry. London: Bloomsbury Books.
  97. ^ Miguel A. González Block. (2004). "El Iztaccuhtli y el Águila Mexicana: ¿Cuauhti o Águila Real?". 12 (70) (Arqueología Mexicana ed.): 60–65.
  98. ^ "Государственные символы Республика Казахстан". Агентство Республики Казахстан по делам государственной службы. Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  99. ^ "Monedas en Metales Finos". Banco de México. Retrievedتسعة ديسمبر 2009. Check date values in: |accessdate= (help)
  100. ^ Scharning, Kjell. "Bird Stamp Statistics". Theme Birds on Stamps. Retrieved 17 يناير 2011. Check date values in: |accessdate= (help)
  101. ^ Scharning, Kjell. ". Theme Birds on Stamps. Retrieved 17 يناير 2011. Check date values in: |accessdate= (help)

المراجع

  • Clark, William S.; Wheeler, Brian K. (2001). . New York: Houghton Mifflin Company. ISBN . Retrieved 26 December 2010.
  • Cramp, Stanley, ed. (1979). Handbook of the Birds of Europe the Middle East and North Africa, the Birds of the Western Palearctic, Volume 2: Hawks to bustards. Oxford: Oxford University Press. ISBN .
  • Terres, John K. (1980). "Golden Eagle". The Audubon Society Encyclopedia of North American Birds. New York: Alfred A. Knopf. ISBN .

وصلات خارجية

هنالك المزيد من الملفات في ويكيميديا كومنز حول :
نسر مضىي
توجد في فهمالفصائل معلومات أكثر حول:
Aquila chrysaetos
  • الصيّاد الكازاخي. صيد الثعالب باستخدام العقبان المضىية - كوكب الإنس: الجبال، نظرة عامّة - قناة BBC الأولى. على يوتيوب
  • صور عن الصيد باستخدام العقبان المضىية.
  • ڤيديوهات عن العقبان المضىية على مسقط مجموعة الطيور على شبكة الإنترنت.
  • أساليب تقدير أعمار العقبان المضىية وفهم أجناسها (PDF) تأليف خافيير بلاسكو-زوميتا
  • مسقط عن العقبان المضىية المحمية من قبل جمعية حماية الجوارح في سلوڤاكيا.
  • كيفية تقدير سن العقبان المضىية (بالسويدية والإنگليزية).


تاريخ النشر: 2020-06-08 20:59:39
التصنيفات: CS1 errors: dates, CS1 errors: missing periodical, CS1 maint: multiple names: authors list, CS1: long volume value, Pages with citations using unsupported parameters, CS1 maint: extra text: authors list, CS1 errors: invisible characters, أنواع القائمة الحمراء غير المهددة, حالة حفظ مختلفة عن ويكي بيانات, مقالات كائنات حية بدون تحويلات من الاسم العلمي, مقالات مميزة, طيور كندا, طيور المكسيك, طيور الصحراء الغربية, طيور الولايات المتحدة, طيور آسيا, طيور أوروپا, حيوانات وصفت في 1758, بازيات, طيور جارحة, طيور القطب الشمالي, طيور الجزائر, طيور أمريكا الشمالية, طيور الوطن العربي, طيور العراق, طيور الكويت, طيور السعودية, طيور الإمارات, طيور سوريا, طيور لبنان, طيور عُمان, طيور اليمن, طيور الأردن, طيور فلسطين, طيور مصر, طيور تونس, طيور المغرب, طيور إيران, طيور تركيا, عقاب, حيوانات باتنة, صفحات بها أخطاء في البرنامج النصي, خطأ في قوالب ويكي بيانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

غدًا الأيام البيض.. تعرَّف على فضل وثواب صيامها

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:44
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 63%

بيان من شركة « بسكويت أوريو» بعد تأكد احتوائه على كحول

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

الشرطة الفرنسية تعتقل 97 متظاهرا معارضا لإجراءات كورونا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:58
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 44%

تبدأ من 30 ألفًا.. اعرف أسعار عمرة رجب

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

تعليق ناري من مبروك عطية عن «عيد الحب»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

تأجيل جلسة محاكمة حسن راتب وعلاء حسانين بقضية الآثار الكبرى إلى الغد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:22:04
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

محمد صلاح ومانى يقودان تشكيل ليفربول أمام بيرنلى فى الدوري الإنجليزي

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 42%

إصابة حمو بيكا بمرض نادر.. تعرف عليه

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

منتخب مصر تعليقا على اعتزال عبد الله السعيد: لاعب كبير ولا نقف على أحد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:22:01
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

شاهد لحظة وصول بعثة الأهلى إلى القاهرة بعد التتويج ببرونزية العالم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:22:01
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 49%

حتى لا تفقد أموالك.. كيف تحجز برنامج العمرة بأرخص الأسعار

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:44
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

صحف جنوب أفريقيا بعد برونزية الأهلى: موسيمانى يعادل زين الدين زيدان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:22:04
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 35%

خطوة بخطوة.. «ازاي تطلع رخصة قيادة خاصة من الألف إلى الياء»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

شاهد.. رجم رجل بالحجارة حتى الموت بسبب ما فعله داخل مسجد

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:21:18
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 62%

الأهلي يكشف إصابات معلول واحمد عبد القادر بعد رباعية الهلال

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-02-13 15:22:02
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 39%

تحميل تطبيق المنصة العربية