الأمين العام لـ«البحوث الإسلامية»: نسعى للوصول لأكبر شريحة من الشباب عبر المنصات الإلكترونية لمواجهة «مشايخ التطرف» - تحقيقات وملفات


أكد الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع يبذل قصارى الجهود لمعالجة القضايا الشائكة فى مختلف الساحات والوسائل بما يشمل وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أهمية الدراما والإعلام فى التصدى للأفكار الهدامة، ونشر الثقافة التوعوية وحماية النشء.

وتطرّق «عياد»، فى حواره لـ«الوطن»، إلى خطة المجمع فى شهر رمضان المقبل، وإعداده العديد من البرامج والمسابقات الدينية بالتعاون مع مؤسسة الأزهر، ومشاركة جناح الأزهر فى معرض الكتاب، علاوة على إطلاق مجموعة من القوافل الدعوية فى مصر والعالم العربى والإسلامى ونزول الوعاظ إلى المقاهى بالمدن للانتشار وسط الشباب، ولفت إلى دور المجمع فى مواجهة أخطاء المصاحف الإلكترونية ونشر الإسلام الوسطى فى مواجهة مشايخ التطرف.

حدِّثنا عن حصاد مجمع البحوث الإسلامية فى عام 2023.

- مجمع البحوث الإسلامية إحدى الأذرع المهمة للأزهر لأداء الرسالة والدعوة التى أُسندت للأزهر لفترة عمرها تجاوز أكثر من 1000 عام، والخاص بالدعوة والإعلام الدينى والعمل على تصحيح المفاهيم ونقل حالة المجتمع من الانهزامية إلى الاعتزاز بالنفس ومن السلبية إلى الإيجابية، وفى سبيل ذلك قام المجمع بزمرة من الأعمال التى تؤكد أننا نعمل على مدار الساعة، فأطلقنا مجموعة من القوافل الدعوية التى جابت مصر من أسوان إلى الإسكندرية وتجاوزنا ذلك إلى حلايب وشلاتين، سواء بمفردنا من خلال الوعاظ والواعظات أو بالتعاون مع المؤسسات الدينية التى تشاركنا نفس العمل، وسيّرنا 172 قافلة متحركة، و52 ثابتة، وتجاوزت القوافل المشتركة مع الأوقاف مائة قافلة، كما شاركنا فى 142 ألفاً و747 خطبة، بجانب دور الرعاية ومراكز الشرطة والسجون ومراكز الشباب وقصور الثقافة والمعاهد والمقاهى الثقافية.

دعنا نتوقف عند المقاهى الثقافية ودوركم فيها وإقبال الشباب عليها؟

- الفكرة لم تكن وليدة العام الماضى ولكن وجَّه بها الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب منذ عام 2016، ولكن لقيت رواجاً العام الماضى وجرى تعميمها فى العديد من المحافظات، واخترنا فيها الوعاظ بعناية، وكان الاعتماد على طبيعة الواعظ وكاريزمته ومروره بالعديد من الدورات التدريبية ونزوله إلى لغة الشباب، واستعماله بعض الألفاظ والمصطلحات التى يستخدمونها، ولم يكن الأمر سهلاً، إلا أننا استطعنا أن نوجد فى الكثير من المقاهى مجالاً للكثير من المناقشات والحوار الجيد مع الشباب.

ما أبرز الموضوعات التى تم تناولها مع الشباب فى المقاهى، وكيف كانت خطتكم؟

- العمل الدعوى لا بد أن يستند على خطة مدروسة، والحملات الإلكترونية والدعوية يمكن أن تخرج للوعظ حسب طبيعة المكان الذى يوجد فيه، لكن الوضع فى المقاهى كان يرتكز على القيم الإيجابية والسلوكية التى تعمل على النهوض بأبناء المجتمع، فمن الممكن أن تتعلق بالقيم والتعامل الإيجابى وقضايا المناخ وعدم الإفساد فى الأرض.

ماذا عن المعوقات التى تواجهكم فى تلك الحملات؟

- ربما المشكلة الرئيسية قد تكون فى أصحاب المقاهى أنفسهم، لأنهم يرون أن ذلك يقوم على تغيير سلوك الناس، لكن كثيراً من المقاهى كانت ترى أنها نقطة إيجابية، كما أن مثل هذه الحملات لا يقوم عليها كل واعظ ولا كل داعية، إلا إذا تم تهيئة الجو العام للواعظ ونختار فى المحافظات مجموعة من الوعاظ يتوافر فيهم اللباقة وحسن التعامل والصبر والمثابرة، وصحيح أن الأمر فى البداية كان مستغرباً، إلا أنه بعد تسليط الضوء على تلك التجربة وجدنا نمطاً آخر فى التعامل من العديد من أصحاب المقاهى، علاوة على ذلك المقاهى تختلف من حيث المستويين الثقافى والاجتماعى.

حدِّثنا عن رد فعل الوعاظ والقضايا التى رشحوها للتعامل معها.

- عندنا بعض القضايا التى أكد عليها الوعاظ مثل الإلحاد والتنمر والعنصرية وتصحيح المفاهيم ومجاملة الإسلام للرجل على حساب المرأة والقضايا الفكرية، وتختلف القضايا من المدن إلى الريف والوجود فى المدن السياحية أو المدن التراثية، واستفدنا من ذلك بالتوجيه بعدد من الحملات وتم تنفيذها بالفعل.

بعض الشباب يلجأ إلى محركات البحث للسؤال عن الفتوى أو الموضوعات الدينية التى تشغله وربما يجد إجابات متطرفة وبعضها مغلوط، فما دوركم لمواجهة ذلك؟

- دعنا نتفق على أننا فى الأزهر الشريف لدينا العديد من المنصات الإلكترونية وبث مباشر ونحاول الانتشار على السوشيال ميديا، لكن لجوء الشباب إلى بعض المشايخ المتطرفين يعود إلى دعم هؤلاء بأموال مدفوعة، ولكننا نقوم بدورنا بالوجود بـ240 لجنة فتوى ولدينا صفحات، سواء من المجمع أو مركز الأزهر للرصد أو غيرها من المؤسسات التابعة للأزهر الشريف، لكن هناك بعض الاتجاهات لتشويه المنهج الوسطى، لذلك نسعى لمحاولة سد هذه الفجوة من خلال نشر منصات إلكترونية أكثر للوصول لأكبر عدد من الشباب.

كيف استعد المجمع لمناقشة الشباب فى قضية الإلحاد؟

- هناك إلحاد معرفى وهو الذى نحاول مواجهته بالحجة، وهناك إلحاد لدى شخص لديه وسوسة أو أمامه شك أو ارتياب من قضية ما أو بشأن الحكمة من بعض الأمور، لكن الإلحاد المعرفى الذى ينكر وجود الله أو الدين جملة وتفصيلاً كمن ينكر قدسية القرآن أو أصلاً من أصول الدين، لا نجنح فى مخاطبته بقال الله وقال الرسول بل نخاطبه بالحجة والمنطق، ونقوم بحوار عقلى وفكرى ونعتمد على الحجة المنطقية وربط الفكر بالدين، وهناك طائفة ممن تقع فى الإلحاد المعرفى بسبب مواقع التواصل الاجتماعى وتعرضهم للعلم التجريبى، ونعمل على إعداد مجموعة من الوعاظ تعمل على هذا الجانب والرد عليه، وهناك جملة من الدورات أعدها الأزهر لتدريب الأئمة على الاعتماد على الحجة الفلسفية.

«الأزهر» يولى القضية الفلسطينية موفور العناية وخطف الاحتلال للأطفال الرضع فى قطاع غزة جريمة

نرى أيضاً قضية منتشرة كالطلاق العاطفى والتفكك الأسرى فكيف تواجهون ذلك؟

- الأزهر يمنح الأسرة موفور العناية لأنه إذا كان هناك تأثير على الأسرة التى تُعد الكتلة الصلبة أصبح هناك تأثير على المجتمع ككل، لا سيما أن هناك بعض المسلسلات والدراما التى تأتى من الخارج عبر الفضاء الإلكترونى وتؤثر على الأسر وتتسبب فى التفكك الأسرى، وأسسنا وحدة لم الشمل الأسرى، وأطلقنا مجموعة من الحملات فى سبيل ذلك، ونرد على الاستفسارات التى تهم الأسر والإصلاح الأسرى والمجتمعى، ونواجه تلك المشكلة بحملات أُعدت من خلال علماء النفس والاجتماع والوعاظ.

ما حجم الفتاوى التى وردت للأزهر بخصوص الطلاق والأسرة؟

- ما نعانى منه الآن قضية أخلاقية، فإذا ما تم ضبط السلوك الإنسانى استقامت الحياة، والطلاق مشكلة نعمل على تلافيها من خلال اللجان والحملات، الزواج فى الآونة الأخيرة لم يعد كما كان فى الماضى، نسمع أن هناك طلاقاً فى السنوات الأولى ناتجاً عن أسباب بسيطة وتافهة لا ترقى لهدم الأسرة.

وماذا عن تعاونكم مع المركز القومى للبحوث الاجتماعية ومحكمة الأسرة للوقوف على أسباب تلك المشكلة ومعالجتها؟

- نتعاون مع كل مؤسسات الدولة ولدينا معهم ورش عمل وبروتوكولات تعاون، وخاطبنا المركز أكثر من مرة وشارك وعاظ الأزهر والواعظات فى أنشطته، وكذلك فى المجلس القومى للمرأة والصحة والسكان، وقدمنا مع البعض الدليل الأسرى والقضايا الخاصة بالأسرة، وسنعلن عنه قريباً.

وما دور مجمع البحوث الإسلامية فى مواجهة قضية المثلية الجنسية وحماية النشء؟

- فى هذا الإطار كنا أول من دق ناقوس الخطر فى هذا الجانب وتحدّث شيخ الأزهر عن هذه القضية فى أكثر من مناسبة، وكان من بين النقاط التى توقف أمامها هذا الموضوع، كما أنه أثناء زيارته لألمانيا تناول هذه القضية، ووصفها بالطامة الكبرى التى تؤدى إلى هلاك الإنسان، وقمنا أيضاً من خلال بعض الحملات الإلكترونية بالرد على هذا الأمر، علاوة على العديد من الفتاوى التى ترد إلينا، ونحن نرى أننا لو فتشنا فى كافة الديانات سنجد أن هناك اتفاقاً على أن الأصل فى الزواج هو بين الرجل والمرأة وحرمة المثلية الجنسية وتجريم ممارسيها، أما عن النشء فقد أطلقنا حملات عديدة لحماية الطفل من السوشيال ميديا، وكذلك العنف الأسرى، وغير ذلك من القضايا.

فى رأيك هل تسهم الدراما فى معالجة تلك الأزمة؟

- بالتأكيد، ولكنى أعتقد أن الإعلام بشكل عام والدراما بشكل خاص سلاح ذو حدين، إذ يمكن الإسهام وبشكل كبير للغاية فى هذه الجزئية، بل أقول إن الإعلام والدراما لديهما القدرة على قطع مسافات طويلة بالنسبة لنا فى دقائق محدودة، والسبب فى ذلك يرجع لتأثير الرؤية والسمع على الإنسان خلال مشاهدته لهذه الأعمال، كما أؤكد أننا نعيش فى عالم تعددت فيه الاتجاهات والوجهات فى نفس الوقت، وبالتالى ارتباط الناس فى هذا الزمان بالمنصات الإلكترونية والوسائل الفضائية بشكل كبير للغاية جعل للدراما تأثيراً قوياً، وتستطيع أن تبنى أموراً فى دقائق تحتاج لسنوات لتحقيقها على أرض الواقع.

الفن رسالته سامية وراقية ويستطيع تحقيق العديد من الإيجابيات ومعالجة الأمور السلبية

ما رسالتك للقائمين على الأعمال الفنية؟

- التركيز على الدور الإيجابى للفن، وذلك لأن الفن رسالة سامية وراقية فى المقام الأول، ويستطيع صُناع هذه الدراما والقائمون عليها تحقيق العديد من الإيجابيات ومعالجة أمور سلبية عدة، فضلاً عن الإسهام فى التأثير فى الأخلاق بصفة عامة، وإيجاد نوع من التوازن بين ما يريده الفرد وما تريده الجماعة.

مسلسل «الشافعى» الذى راجعه المجمع تأثيره على المشاهدين فاق الوصف

ما رأيك فى مسلسلى «تحت الوصاية» و«الإمام الشافعى» اللذين أنتجتهما الشركة المتحدة فى رمضان الماضى؟

- نبدأ بالحديث عن مسلسل «الشافعى» الذى راجعه مجمع البحوث الإسلامية وصوّب بعض الملاحظات الخاصة به، والشركة المتحدة استجابت لها لحد كبير، وأعتقد أن نسبة مشاهدة المسلسل كانت جيدة للغاية، وتأثيره على المشاهدين كان يفوق الوصف، خاصة أن الدراما تلعب الدور الأبرز فى هذا الوقت، بل فى كل وقت، وذلك فى عملية إيجاد النموذج والمثل والقدوة، كما أعتقد أن الإمام الشافعى واحد من النماذج التى ينبغى تناولها لأنها مثال فريد ونادر علماً وخُلقاً وسلوكاً، أما مسلسل «تحت الوصاية» فلم أطالعه إلا من خلال بعض الأشياء البسيطة التى كُتبت عنه، ولم يُراجَع من مجمع البحوث الإسلامية، وبالتالى حكمى عليه لن يكون موضوعياً.

من الشخصية التى تحتاج إلى تجسيدها درامياً لتعريف الجمهور بها؟

- جميع أعلام الحضارة الإسلامية تحتاج إلى التجسيد فى شكل درامى لتعريف الجمهور بها، وهم شخصيات عديدة ولا يمكننا حصرهم فى شخص، حيث لدينا أصحاب النبى الكريم وهم الجيل الخالد، ولدينا علماء عباقرة فى كل المجالات والعلوم، سواء فى الفلسفة أو الطبيعة أو الرياضة، أو الفلك، ويكفى أن الذكاء الاصطناعى يسمى حالياً بـ«الخوارزميات» نسبة للعالم محمد بن موسى الخوارزمى الذى أبدع وعلّم الدنيا بأكملها، وفى علوم الدين لدينا العديد من الأئمة الذين يحتاجون إلى التعريف والتجسيد على نحو يتناسب مع عظمتهم مثل أحمد بن حنبل، ومالك، وأبوحنيفة، والغزالى، والشاطبى، وابن سينا، والفيلسوف الفارابى، وغيرهم.

هل هناك أعمال درامية لشخصيات دينية تُراجَع من قبَل «البحوث الإسلامية»؟

- ليس عملاً واحداً، وإنما وردت إلينا أعمال متنوعة، ولكننا لا نستطيع الإفصاح عنها، لأنها قد تُقبل وقد تُرفض.

ما خطتكم فى شهر رمضان المقبل؟

- الجميع يستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونحن فى الأزهر الشريف بشكل عام، وداخل مجمع البحوث الإسلامية بشكل خاص، نرى أن الرسالة التى أرادها الله تعالى لهذه المؤسسة لا تقتصر على شهر، أو على مدة زمنية معينة ولكن طوال العام، إلا أننا نعول فى هذه الرسالة على زيادة الجرعة التى ينبغى أن تعطى للقارئ أو المشاهد أو المتلقى فى هذا الشهر المبارك الذى تُغفر فيه الذنوب وتُفتح به أبواب الرحمة والمغفرة، وبالتالى لدينا مجموعة من المسابقات قد تكون بالتعاون بيننا وبين مؤسسات الأزهر، أو مع المؤسسات الخارجية فى مصر، كما لدينا بعض الحلقات والبرامج قد تكون متعددة من خلال قيادات الأزهر الشريف سواء من قيادات مجمع البحوث الإسلامية أو وعاظ وواعظات الأزهر، وهذه البرامج تتنوع ما بين الإفتاء والحوار والأخلاق، وهى أشبه ما تكون ببرامج نقاشية، يتم خلالها مناقشة المسائل الجدلية الشائكة على الساحة والتى تُعنى بقضايا الواقع ومشكلات المجتمع، ولدينا بث مباشر لبعض الفتاوى والموضوعات، وهناك زيادة بالحملات الإلكترونية.

هل تؤيد إصدار قانون لمنع غير المتخصصين من تصدُّر الفتوى على السوشيال ميديا وخصوصاً «مشايخ التريند»؟

- هذه القضية ليست من اختصاصنا، لكننى أُذكّر بأن القانون المصرى هو الذى حدّد أن الأزهر الشريف هو المنوط به التعريف بالإسلام ومفاهيمه والدعوة إليه والترغيب فيه، وما دون ذلك من أمور تتصل بهذه القضية فمن حق النواب تقديم مشروعات قوانين فى هذا الأمر، فربما يكون فيها ما يقوّم بعض الأمور أو يصوّبها، وهنا يجب أن نفرّق بين الداعية والمفتى، لأن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى قد يجيدها كل إنسان أو كثير من الناس، لكن الإفتاء هو «الإشكالية» لأن هذه الفتوى بمنزلة التوقيع عن الله تبارك وتعالى، فانظر عمن توقع.

على «مفتى العصر» الإلمام بأحداث الواقع وقضاياه.. والإسلام صالح لكل زمان ومكان.. ولجنة مراجعة المصحف الحارس الأمين لحفظ كتاب الله

ما أهم الصفات التى يجب أن توجد فى مفتى العصر؟

- لا بد أن يكون مؤهلاً بكل أدوات الفتوى وملماً بأحداث الواقع وقضاياه، وطبيعة العصر، ولذلك فإن هناك فارقاً بين الحكم الشرعى والفتوى، لأن الحكم ثابت، أما الفتوى فمتغيرة بتغير الزمان والمكان والمقام والحال والحدث، والإسلام صالح لكل زمان ومكان.

البعض يقول إن «الإسلام صالح لكل زمان ومكان» مجرد شعار.. فما ردك؟

- كلام غير صحيح، الإسلام صالح لكل زمان ومكان لأنه يجمع بين الثبات والمرونة، الثبات فى الأحكام، والمرونة فى تنزيل هذه الأحكام على الواقع بما يلائمه ويناسبه، وبما لا يتناقض مع مراد الله عز وجل.

حدِّثنا عن لجنة مراجعة المصحف الشريف داخل المجمع.

- فى البداية يجب أن نفرّق بين ما يتعلق بـ«لجنة المصحف» والقرآن الكريم الذى هو وحى إلهى تكفّل الله تعالى بحفظه، وبين كتابة المصحف الشريف، هذه الكتابة تكون من الداخل والخارج، وهناك دول تأتى إلى مجمع البحوث الإسلامية لمراجعة ما تم نشره، وهل يتوافق مع الضوابط التى وُضعت من قبَل أهل العلم والاختصاص لكيفية كتابة المصحف، وهذه اللجنة يُنظر إليها على أنها الأقدم فى العالم، وكان لها الفضل بعد الله فى تأسيس المجامع الخاصة بطباعة المصحف خارج مصر، وتُعنى بمراجعة النص القرآنى وكيفية ضبط الأحكام.

ما دور لجنة مراجعة المصحف على وجه الخصوص؟

- لها العديد من الأدوار، وأبرزها مراجعة النص القرآنى وإبداء الملاحظات، من ثم إرسال هذه الملاحظات ليعاد تعديلها مرة أخرى، وهذه اللجنة تضم نخبة من علماء القرآن الكريم والأزهر الشريف، وهناك بعض المصاحف المنتشرة على السوشيال ميديا احتوت على أخطاء، واللجنة هى بمثابة الحارس الأمين للحفاظ على كتاب الله تعالى.

وكيف يجرى السيطرة على المصاحف الإلكترونية؟

- لدى لجنة مجمع البحوث الإسلامية ضبطية قضائية كفلها لها الدستور والقانون، ومنوط بها متابعة كل هذه الأمور، ولها على الفور أن تتقدم إلى الجهات الأمنية لمعالجة الأمر، ولله الحمد نجد سرعة استجابة من الجهات المسئولة فى جميع الشكاوى التى نعرضها.

ماذا عن دور مجلة الأزهر الشريف؟

- مجلة الأزهر واحدة من أعرق وأبرز المجلات، وهى نافذة الأزهر ومرآته، وفى الوقت ذاته لسان المجتمع وقضاياه، ويتم انتقاء الموضوعات حسب موضوع الساعة من خلال لجنة علمية شكلت من قبَل الإمام الأكبر، وتستقبل كل المقالات والآراء، سواء من منسوبى الأزهر أو غيرهم، وبها ثلاث لجان لاختيار أفضل الأعمال، وتركز على قضايا الواقع دائماً.

هل هناك إقبال على شراء المجلة من المواطنين؟

- بالتأكيد، نحن نطبع شهرياً 70 ألف نسخة ويُطلب منا المزيد، وفى وقت محنة فيروس كورونا وزعنا بين 30 و40 ألف نسخة.

ما الذى يُميز مجلة الأزهر عن غيرها؟

- باختصار، تتميز مجلة الأزهر بالعديد من المميزات، وأهمها موضوعاتها المطروحة، والهدايا الثمينة التى تكون موجودة برفقة المجلة، وسعرها رمزى للغاية مقابل المجلات الأخرى.

ما تعليقك على خطف قوات الاحتلال للأطفال؟

- هذا ليس بمستغرب عندما تنتهك العرض والديار، فهذا يؤكد أننا أمام مخطط خطير، وهنا أفرّق بين الصهيونى واليهودى، لأن الصهيونى هدفه المصلحة، والغاية تبرر الوسيلة، والخطف سببه إعدادهم وتربيتهم أطفالاً، هم يظنون أنهم بهذا سوف يكتسبون ودهم، ويستعملونهم من أجل تحقيق أهدافهم وأغراضهم، لكن هذا أمر بعيد كل البعد عن المنال، والتاريخ يُثبت ذلك من عام 1948 حتى الآن.

وماذا عن دور واعظات الأزهر الشريف؟

- دورهن كبير للغاية على مستويات عدة، حيث عكفن على المشاركة فى عشرات البرامج واللقاءات والبوسترات الدعوية والصحف والمجلات، والمسابقات الثقافية وغيرها.

ما ملامح مشاركتكم فى معرض الكتاب؟

- فى الحقيقة جناح الأزهر الشريف بأكمله يحمل العديد من المفاجآت، ولكن فيما يخص مجمع البحوث الإسلامية فإن هناك أكثر من فعالية، جزء منها يتعلق بالأطفال، وجزء آخر يتعلق بالتعاون بيننا وبين العديد من الوزارات المتعددة مثل «الشباب والرياضة»، و«الثقافة»، و«التعليم العالى»، وهناك جزء ثالث يتعلق بالندوات التى يُشارك فيها عدد من الشخصيات البارزة وعلى مستوى عالٍ، بعضهم سفراء ومفكرون وأساتذة جامعات كبرى، ووزراء ومسئولون.

ما العمل الذى تعتبره دُرة معرض الكتاب لعام 2024؟

- هناك العديد من الأعمال، ومن بينها «التفسير الوسيط» وقد جرى طبعه عام 1969-1970، وسيصدر فى عشرة مجلدات، فضلاً عن وجود عمل تاريخى وهو طرح 106 مجلدات لمجلة الأزهر الشريف من أول يوم طُبعت به إلى آخر إصدارات عام 2021، كما أننا نسارع الزمن لإصدار آخر أعمال الفيلسوف المصرى الأديب محمد غلاب والذى يختص بالأعمال الفلسفية.

نصرة القضية الفلسطينية

يجب أن نتفق فى البداية على أن الله عز وجل إذا أراد أمراً هيأ له الأسباب، ولم يرد على ذهن أحد منا أن تصل الأمور إلى هذه الحال، كما أن هذه القضية رغم قساوة الأحداث فإن الله أراد لها خيراً، لأن هذا الكيان الصهيونى المحتل الغاصب للأرض والهاتك للعرض كان وصل إلى قناعة بأن هذه القضية ماتت فى قلوبنا، لتأتى هذه الانتفاضة وتُحيى هذه القضية فى قلوب كل العرب بل المسلمين، ونبنى على ذلك أن القضية أنقذت العالم العربى والإسلامى من سُباته، ويجب التعويل على هذه الأحداث فى خلق عقلية ناقدة، وأن تتعامل مع هذا العدو وفق القيم والمبادى الإنسانية، والأزهر الشريف على مر التاريخ دائماً ما يولى القضية الفلسطينية موفور العناية، حيث إنه أوفد قوافل عدة من المشيخة أو جامعة الأزهر من أجل مساعدة الفلسطينيين، وربما فى الأيام المقبلة يتم إيفاد قوافل أخرى، وقد خُصصت أعداد فى مجلتى «صوت الأزهر»، و«مجلة الأزهر» للحديث عن هذه القضية وضرورة نصرتها.

أعمال د. محمد غلاب

الدكتور غلاب أديب وفيلسوف بارع، وأزهرى، عايش أحداثاً قبل ثورة 1952 وما بعدها، ودخل فى العديد من السجالات مع كبار المثقفين ومن بينهم عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، ومع هذا الخلاف الفكرى إلا أن هذا لم يمنع أن يعترف كل واحد منهما بالفضل للآخر، وكل أعماله رائعة، ومنها أصل الفلسفة والتفلسف، فضلاً عن محاولته رد الشبهة التى تقول إن الشرق لم يكن له نصيب يُذكر فى التفكير والفلسفة، ونحن أمام شخصية جديرة بالإعجاب، كما أننا قمنا بالتنبيه على هذه الأعمال بما لها وبما عليها.

تاريخ الخبر: 2024-01-19 00:20:53
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

الصين تجري مناورات عسكرية في بحر الصين الشرقي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 93%

فشل العقوبات على روسيا يثير غضب وسائل الإعلام الألمانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:42
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 95%

مصرع أكثر من 55 شخصا في جنوب البرازيل بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:39
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 88%

زاخاروفا: روسيا لن تبادر إلى قطع العلاقات مع دول البلطيق

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:35
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 90%

موسكو تحذر من احتمال تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:41
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 86%

كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة من "هزيمة استراتيجية"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:07:36
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 97%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية