حذر خبراء لوجستيون من أن الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر تهدد بخلق فترة من الفوضى للمصنعين وتجار التجزئة في أوروبا وسط تعطل سلاسل الإمدادات.

وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن بعض مصنعي السيارات اضطروا لتعليق خطوط إنتاج تابعة لهم نتيجة تأخر وصول المكونات. وفي حالة استمرار هذا الاضطراب، سيتم استنفاد مخزونات تجار التجزئة على الأرجح بسبب التأخيرات. كما تواجه الشركات التي تنقل البضائع رسوما إضافية، إذ تحاول خطوط الشحن تعويض تكاليف تحويل المسار.

من جهته، توقع الرئيس التنفيذي لشركة Stellantis، المالكة Jeep وPeugeot، أن يتسبب التأخير في زيادة تكاليف الشحن بصورة أكبر بالنسبة لصناع السيارات.

بينما توقع المتحدث باسم Hapag-Lloyd حدوث ازدحام أمام الموانئ الأوروبية، إذ تصل السفن خارج الأوقات المحددة.

وتشير التقديرات إلى أن صناعة السيارات هي الأكثر تأثرا بالأزمة بسبب قلة المخزونات. مع ذلك، فإن الزيادة الطفيفة في مستويات المخزونات منذ الاضطرابات في السنوات الأخيرة جعلت تلك الأزمة أقل وطأة مما كانت ستصبح عليه.

وأكدت شركة Volkswagen أنها كانت تتلقى قطع الغيار في أوروبا من آسيا عبر طرق أطول منذ الشهر الماضي. وعلى الرغم من تأكيد الشركة أن هذا القرار أدى إلى زيادة التكاليف، لكنها نجحت في تجنب مشاكل الإنتاج التي أثرت على مصنعين آخرين.

وغيّر عدد كبير من سفن الحاويات تقريبا مسارها من قناة السويس تجاه طريق رأس الرجاء الصالح، الذي يستغرق فترة أطول، رغبةً في الابتعاد عن البحر الأحمر، حيث يشن الحوثيون هجمات تستهدف سفن الشحن التي تعبر هناك منذ ديسمبر الماضي.

ويؤثر تحويل المسار على عمليات الإبحار ما بين آسيا وأوروبا، حيث يضيف أسبوعين إضافيين إلى الرحلات التي تستغرق في العادة 35 يوما، ما يخلق فجوات طويلة بمواعيد وصول السفن نحو الموانئ الأوروبية.

وقال كبير المديرين لدى شركة Drewry Shipping Consultants، سايمون هيني، إن هناك آلاما مؤكدة لشركات الشحن والمستهلكين بالتبعية.

وأضاف في التصريحات التي نقلتها صحيفة Financial Times: «في هذه الفترة الانتقالية، يبدو الأمر فوضويا بعض الشيء». لكنه توقع مع ذلك أن تؤسس خطوط الشحن شبكات جديدة وأكثر موثوقية في وقت قصير إلى حد ما.

وتعرض خطوط الحاويات التي تتعامل مع حركة السلع والمكونات المصنعة خدمة واحدة أسبوعيا على طرقها الأكثر شعبية.

أما على صعيد قطاع الأغذية، فكشفت شركة Danone أنها ستبدأ في وضع خطط تخفيف، بما في ذلك استخدام بدائل مثل الشحن الجوي، في حالة استمرار اضطرابات البحر الأحمر أكثر من شهرين أو ثلاثة.

بينما حذرت شركة Pepco Group، التي تمتلك Poundland وتشغل نحو 3500 متجر تركز على الملابس في أنحاء أوروبا، من أن الوضع يميل نحو ارتفاع تكاليف الشحن وتباطؤ التسليم.