"هذه هي المرة السابعة التي أنزح فيها منذ بداية الحرب ولا أعرف إلى أين أذهب"

صدر الصورة، Reuters

شرعت مريم أبو حليب مع أسرتها يوم الاثنين في رحلة نزوح جديدة، هي السابعة في أقل من أربعة أشهر منذ أن شرّدتهم الحرب من بيتهم.

وعلى متن سيارات أو عربات تجرها الحمير، كدّست مريم وغيرها من الغزاويين ما تبقى لهم من أمتعة، بعد أن قضوا ليلة مرعبة في حرم جامعة الأقصى غربي خان يونس حيث كانوا يتخذون ملاذا، قبل أن يقال لهم إنه من الخطر البقاء في المكان.

ولا يعرف هؤلاء إلى أين يتجهون!.

وتقول مريم: "أشد ما يؤلمني هو أن أمي العجوز تحت الحصار وكذا إخوتي كما أن أبناءهم محاصرون. الجميع، الجميع في خان يونس كانوا بالأمس في حاجة إلى الغوث".

وتضيف مريم وهي تنتحب: "هذه هي المرة السابعة التي أنزح فيها من مكان لآخر، أو ربما كان عدد مرات نزوحي أكبر من ذلك. هذا عذاب، عذاب".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • اغتيال صالح العاروري في لبنان يثير مخاوف من توسيع نطاق الحرب
  • فلسطينيون يدفعون آلاف الدولارات في محاولة للفرار من الحرب في غزة – في الغارديان
  • ما هي خطة "اليوم التالي" الإسرائيلية للتعامل مع غزة بعد الحرب؟
  • أين تقع بلوشستان ولماذا يتم استهدافها؟

قصص مقترحة نهاية

ويقول محمد أبو حليب إن كثيرا من الناس نصبوا خيامهم في الجامعة بعد أن أخبرهم الجيش الإسرائيلي بضرورة الانتقال من مناطق أخرى في أثناء اقتحام قواته للمدينة الواقعة جنوبي غزة، حيث يقول الجيش إن قادة حماس يختبئون.

ويضيف: "في المساء، بدأ إطلاق النار – قصْف مدفعي وغارات جوية تنهال من كل اتجاه. لم أستطع الحركة ومعي أطفالي التسعة. كان هناك مبنى في الداخل وقد أوينا إليه وبقينا حتى الصباح. ولم يكن أحد قادرا على المغادرة".

ويتابع محمد: "كان هناك مصابون وشهداء ولم يكن أحد قادرا على الوصول إليهم".

وتقول إسرائيل إنها تحاول جاهدة حماية المدنيين لكن حماس هي التي تتعمد القتال بينهم، وهو ما تنكره حماس.

ويمضي محمد أبو حليب قائلا إنه استطاع في نهاية الأمر أن يهرب من مدخل خلفي للجامعة، متوجها صوب رفح جنوبي قطاع غزة، حيث لجأ حتى الآن نحو مليون إنسان في مدينة يعيش بها بالأساس نحو 300 ألف نسمة.

واختتم محمد حديثه بالقول، وهو يقف إلى جوار سيارته على جانب الطريق: "كما ترون، لا أعرف إلى أين ينبغي عليّ أن أذهب".

طبيب يصف لبي بي سي الوضع الصحي في غزة بأنه "كارثي" في ظل نقص الأدوية وتفشي الأمراض

"لا يوجد مكان آمن. دعونا نعيش في أمان"

صدر الصورة، Getty Images

وكان أحمد أبو شاويش، وهو لا يزال فتى يافعا، يساعد أقاربه في إنزال أمتعتهم من على متن السيارة ووضْعها على الأرض.

يقول أحمد: "بالكاد خرجنا من حرم الجامعة تحت القصف. لم نكن نتوقع أن نجد الدبابات على بوابات الجامعة. بالكاد استطعنا أن نغادر المكان".

وكانت منال أبو جامع تتخذ من مستشفى ناصر بخان يونس ملاذا قبل أن تعلم أن المكان لم يعد آمناً لتذهب إلى مبنى الجامعة حيث لم تجد المكان آمناً كذلك.

تقول منال: "لقد غادرنا تحت الغارات الجوية والرصاص يتطاير باتجاهنا. أخذتُ أطفالي وهرولت بعيدا".

أما ناهض أبو جامع فقد ظل على قارعة الطريق مدة أربع ساعات دون أن يدري إلى أين يتجه.

يقول ناهض: "لا يوجد مكان آمن. دعونا نعيش في أمان".