ظهرت تصريحات متعددة لمسؤولين من مختلف أنحاء العالم تبين الهدف الحقيقي من استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتي أكدها رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحل الدولتين.

حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل في أقوى تصريح له حتى الآن قائلا: «إن حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة بالكامل يجب أن يعترف به الجميع، ورفض قبول حل الدولتين من قبل أي طرف يجب أن يكون مرفوضا بحزم».

وقال رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، إن إسرائيل تنفذ «حملة القصف الأكثر وحشية» منذ الحرب العالمية الثانية، مما يؤدي إلى المجاعة والتشريد الجماعي للمدنيين. وإنها «لا تنظر إلى الفلسطينيين كشعب» وواقع سياسي يجب التعايش معه، بل كتهديد ديموغرافي يجب التخلص منه بالموت أو التهجير أو القهر. وقال إن هذه هي الخيارات التي عرضتها إسرائيل على الفلسطينيين، واصفا إياها بأنها بمثابة (إبادة جماعية أو تطهير عرقي أو فصل عنصري).

فيما بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن «أيديولوجية الكراهية التي يتبناها الوزراء الإسرائيليون علناً هي تطبيع القتل الجماعي للفلسطينيين»، وحث المجلس على وقفها بقرار ملزم.

وقف العنف

وقال وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورني إنه يجب إخبار إسرائيل بأنه يجب أن «تكون هناك دولة فلسطينية» وأن العنف ضد الفلسطينيين، بما في ذلك من قبل مستوطني الضفة الغربية، يجب أن ينتهي.

وأشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى أن الحجة القائلة بأن الحرب تهدف إلى توفير الأمن لإسرائيل «غير مقنعة على الإطلاق». وقال إن أنصار هذا الرأي لا يتحدثون أبدا عن حق الفلسطينيين في الأمن والدفاع عن النفس.

حيث أمرت إسرائيل مؤخرا السكان بمغادرة جزء من وسط مدينة خان يونس يضم مستشفى ناصر ومستشفيين أصغر حجما بينما تمضي قدما في هجومها المستمر منذ ثلاثة أشهر ضد حماس. وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن المنطقة تؤوي 88 ألف فلسطيني وتستضيف 425 ألفا آخرين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن موظفيها محاصرون داخل مستشفى ناصر مع نحو 850 مريضا وآلاف النازحين لأن الطرق المحيطة لا يمكن الوصول إليها أو خطيرة للغاية. وإن مستشفى ناصر هو أحد مستشفيين اثنين فقط في جنوب غزة لا يزال بإمكانهما علاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة. وذكرت وزارة الصحة في غزة أيضًا أنه تم عزل المستشفى.

التصعيد الإقليمي

كما حذر غوتيريش من أن مخاطر التصعيد الإقليمي للصراع «أصبحت الآن حقيقة واقعة»، في إشارة إلى لبنان واليمن وسوريا والعراق وباكستان. وحث جميع الأطراف على «التراجع عن حافة الهاوية والنظر في التكاليف المروعة» لحرب أوسع نطاقا.

وأدى رفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية في أي سيناريو بعد الحرب إلى حدوث صدع واسع مع الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، التي تقول إن الحرب يجب أن تؤدي إلى مفاوضات من أجل حل الدولتين حيث يمكن لإسرائيل والفلسطينيين أن يعيشوا جنبا إلى جنب في أراضيهم بسلام.

وقالت عزرا زيا، وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، للمجلس: «الهدف هو مستقبل لا تُستخدم فيه غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب، ومستقبل يكون فيه للفلسطينيين دولة خاصة بهم»، مكررة دعوة إدارة بايدن لإسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين.

في حين رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الدبلوماسية الأمريكية «تتأرجح بين استخدام حق النقض ضد القرارات المتعلقة بوقف إطلاق النار وفي الوقت نفسه الدعوة إلى خفض حدة الأعمال العدائية في غزة».

إطلاق النار

ولكن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان رفض مرة أخرى وقف إطلاق النار، قائلا إن حماس، التي نفذت هجوما وحشيا على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ملتزمة بمهاجمة إسرائيل مرة أخرى وتدميرها، وأن وقف القتال لن يسمح إلا للمسلحين. لإعادة تجميع صفوفهم وإعادة تسليحهم.

وحث مجلس الأمن على «القضاء على جذور الصراع»، والتي قال إنها إيران.

وانتقد إردان بشدة وجود وزير الخارجية الإيراني في اجتماع المجلس، قائلا إن إيران توفر الأسلحة لحماس، ولمقاتلي حزب الله في لبنان والمسلحين الحوثيين في اليمن، «وقريبا سيتم تنفيذ هذه الأعمال تحت مظلة نووية» و«التهديد الإيراني». الإرهاب سيصل إليكم جميعاً».

وتنفي إيران منذ فترة طويلة سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتصر على أن برنامجها النووي مخصص بالكامل للأغراض السلمية. وحذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إسرائيل من أنها لن تدمر حماس، هدفها المعلن.

وقال: إن قتل المدنيين في غزة والضفة الغربية لا يمكن أن يستمر إلى ما يسمى بالتدمير الكامل لحماس، لأن ذلك الوقت لن يأتي أبدا. وإن وقف الإبادة الجماعية في غزة هو المفتاح الرئيسي للأمن في المنطقة.

دمار واسع

وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن أكثر من 25 ألف فلسطيني قتلوا منذ بداية الحرب، التي تسببت في دمار واسع النطاق، وشردت ما يقدر بنحو 85 % من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتركت ربعهم يواجهون المجاعة.

وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية ردا على هجمات 7 أكتوبر

وقال المالكي إن هناك طريقين فقط للمستقبل: أحدهما يبدأ بالحرية الفلسطينية ويؤدي إلى السلام والأمن في الشرق الأوسط، والآخر ينكر الحرية و«يحكم على منطقتنا بمزيد من سفك الدماء والصراع الذي لا نهاية له».

وقد ترأس وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورني، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس هذا الشهر، الاجتماع وحذر من أن «الحريق الإقليمي أمر حقيقي».

وقال إن العالم يجب أن يتحد ويوجه رسائل مختلفة إلى الأطراف المتحاربة.

وقال الصفدي إنه يجب محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وعرقلة قيام دولة فلسطينية. وأضاف: لا يمكن أن يكون مستقبل المنطقة رهينا للطموحات السياسية والأجندات المتطرفة للمتطرفين الإسرائيليين. التي وصفت الفلسطينيين بالحيوانات البشرية التي لا تستحق الحياة، والتي تمكن الإرهاب الاستيطاني ضد الشعب الفلسطيني.



110 أيام من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة تخلف:

25700 شهيد، و 63740 جريحا معظم الضحايا من النساء والأطفال.

استشهاد 210 فلسطينيين وإصابة 386 خلال الـ 24 ساعة فقط

جعلت فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول للشهداء والجرحى بسبب كثافة القصف الإسرائيلي.