تهدئة الخواطر لضبط إيقاع المنطقة
تهدئة الخواطر لضبط إيقاع المنطقة
تواجه الحكومة وضعا معقدا وعسيرا علي المستوي الاقتصادي, مع تفاقم الأوضاع بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة, علاوة علي اتساع رقعة الحرب مع الضربات الأمريكية البريطانية لأهداف عسكرية للحوثيين في اليمن ردا علي هجمات الحركة علي سفن في البحر الأحمر الأمر الذي انعكس علي مصر لتضرر قناة السويس من تغيير اتجاه السفن من البحر الأحمر إلي طريق رأس الرجاء الصالح, وكان له التأثير الكبير علي حركة التجارة الدولية, مع ارتفاع أسعار الشحن نتيجة الاضطرابات, إذ يمر عبر قناة السويس نحو 12% من التجارة العالمية, إذ تراجعت الملاحة بنسبة 30% وتراجعت الإيرادات بنسبة 40% خلال أول 11 يوما من 2024 مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي.
ولكن بالرغم من ذلك هناك مؤشرات إيجابية تتمثل في تطورات في محادثات مصر مع صندوق النقد الدولي والتي جاءت بغطاء أمريكي لدعم الحكومة المصرية في مساعيها عن طريق وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين التي تعهدت في أعقاب لقائها وزير المالية محمد معيط في واشنطن الأسبوع الماضي بدعم اقتصاد مصر وإصلاحاته, ويبدو أن القرض المزمع حصول مصر عليه والذي سيزيد علي 3 مليارات دولار سيكون تمويلا اقتصاديا بصبغة سياسية, وذلك لموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي من أزمة الصراع الدائر في الشرق الأوسط, الأمر الذي سيدعمها كثيرا في الحصول علي التمويل من دون النظر إلي اعتبارات اقتصادية مرتقبة من جانب الحكومة, وبذلك يعود الهدوء والتعاون مع الموقف المصري والذي منبعه تطورات الأوضاع في قطاع غزة وما تقوم به مصر حاليا لضبط إيقاع الأوضاع وعدم تصعيدها مع الجانب الإسرائيلي, وتوفير مبادرات وتحركات مصرية تصب في خانة إمكان معالجة الأزمة عن طريق الحوار دون أن يكون هناك إشعال حرب إقليمية, وتسعي مصر لتهدئة الأوضاع والمجتمع الدولي وصندوق النقد والجانب الأمريكي والاتحاد الأوروبي, يعولون كثيرا علي الدور المصري لطرح المبادرات والأفكار والرؤي لوقف التوتر والنزاع في غزة, وعدم دخول مصر علي خط التصعيد, وضبط مواقف الدول العربية, وبالتالي سيؤدي الأمر إلي أن تكون هناك انفراجة نحو الهدوء والاستقرار علي مستوي المنطقة, وربما تسفر عن منح مصر قوة دفع في معالجة أزمتها الاقتصادية.
[email protected]