كيف يُسهم المغاربة في إشعاع كوت ديفوار وتعزيز الأواصر الإفريقية؟


الدار/ افتتاحية

الحضور المغربي في فعاليات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار لا يقتصر على الجانب الرياضي والكروي فحسب. هناك تألق آخر موازٍ يحدث أمام أعيننا كلّ يوم سيكون شبيها إلى حد كبير بذلك الإشعاع الذي حقّقته بلادنا على هامش فعاليات كأس العالم 2022 بقطر. هناك مباريات أخرى تجري كلّ يوم في شوارع الكوت ديفوار أبطالها مغاربة من مختلف الأعمار والمجالات سافروا إلى أبيدجان لمساندة أسود الأطلس، لكنّهم يقومون في الوقت نفسه بجهود جبارة على مستوى الترويج لصورة المغرب في إفريقيا. ليست هذه الصورة طبعا في حاجة إلى المزيد من الترويج بالنظر إلى أن العلاقات بين المغرب ودول غرب إفريقيا على الخصوص متطورة إلى حدّ بعيد، لكنّ حسن النية الذي يحرك بعض المؤثرين والمشاركين من الجماهير له أثر جدّ إيجابي لا بد من التنويه به.

أحد المؤثرين المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي حظي باستقبال رسمي من وزير السياحة الإيفواري الذي اعتبر المحتوى الذي ينشره هذا المؤثر في صفحاته وحساباته منتجاً يسهم في ترويج صورة إيجابية عن دولة ساحل العاج وثقافتها ومؤهلاتها السياحية والاقتصادية. هذا النوع من التأثير الإيجابي هو الذي نتحدث عنه. إنه حرص ذكي ومدروس على تقديم دولة إفريقية صاعدة مثل الكوت ديفوار في أبهى صورها والتركيز على نجاحاتها بدلا من الاهتمام ببعض الجوانب السلبية التي يمكن أن نجدها بالمناسبة حتّى في بعض الدول التي تعتقد أنها تقدّمت وتطورت لأنها استطاعت تعبيد بعض الطرق أو بناء بعض الجسور.

ما يقوم به هؤلاء المؤثرون المغاربة عمل مشرّف للغاية لأنه يعزّز أيضا أواصر الصداقة بين المغرب وعمقه الإفريقي. بالمناسبة فإن كأس إفريقيا للأمم تجري بطعم مغربي خالص. إضافة إلى هذا الحضور الإيجابي الطاغي للجماهير المغربية في شوارع كوت ديفوار، لا بد من التذكير بأن التحضير لتنظيم هذه البطولة كان بمشاركة سواعد وعقول مغربية مكّنت الكوت ديفوار من بناء ملاعبها وتوفير البنيات التحتية الضرورية لإنجاحها. وكي تكتمل صورة هذا الحضور كان لا بدّ أن يكون المغرب أيضا سببا مباشرا في تأهيل منتخب الكوت ديفوار إلى الدور الثاني بعد أن كان يائسا من هذا الاحتمال. وهذا ما أسهم أيضا في تعزيز هذه الصورة الإيجابية حيث رأينا كيف هبّت الجماهير الإيفوارية لمساندة أسود الأطلس وهتفت لهم في شوارع سان بيدرو.

صورة المغرب تتألق أيضا في كوت ديفوار بفضل المقاولات والشركات المغربية الرائدة في شتى المجالات كالقطاع البنكي وقطاع الاتصالات والطاقة والتجارة وغيرها. وبفضل هذه الجالية المغربية المستقرة في ساحل العاج منذ عشرات السنين، والتي تدير محلّاتها التجارية في أرقى شوارع العاصمة والمدن الإيفوارية الكبيرة. والأجمل في هذا الحضور المغربي هو أنه حضور متواضع لا تعتريه أيّ عنجهية أو تأفّف أو إحساس بالتفوق على الأشقاء الإيفواريين، مثلما هو الحال بالنسبة إلى بعض الجماهير الأخرى التي ذهبت إلى ساحل العاج لمساندة منتخبها الوطني وشرعت في التباكي والشكوى من الظروف التي تعيشها هناك.

المغاربة يسهمون إذاً بصفة يومية في إنجاح العرس الإفريقي بدءاً بمشاركة أسود الأطلس المميزة مرورا بأداء الجماهير المغربية الوفية وصولا إلى الجاليات والمقاولات التي تؤدي واجبها في خلق دينامية اقتصادية وتجارية ستستفيد منها البلاد. وفوق هذا وذاك ينجح مجموعة من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي في تقديم صورة مبهرة عن هذا الحضور، وتعزيز العلاقات التاريخية والإنسانية الوثيقة مع الأشقاء في ساحل العاج. كلّ هذه المعاني الإيجابية التي تخدم سمعة المغرب وصورته الإفريقية خدمة جليلة عبّر عنها أحد الإعلاميين الإيفواريين في التلفزيون المحلّي عندما قرّر ارتداء اللباس التقليدي المغربي والرقص في بلاتوه التلفزيون على إيقاع نشيد يردد فيه اسم لاعب مغربي واحد هو “حكيمي”. الإيفواريون ممتنّون للمغرب والمغاربة ليس فقط لأنهم أسهموا في تأهيل منتخب الفيلة إلى الدور الثاني، ولكنّ لأنهم يقدمون هذه الصورة الإيجابية والمتفائلة عن منافسات كأس إفريقيا للأمم.

تاريخ الخبر: 2024-01-27 09:26:26
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

براهيم دياز يتألق ويسجل هدفين لريال مدريد ضد غرناطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 21:26:06
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

براهيم دياز يتألق ويسجل هدفين لريال مدريد ضد غرناطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 21:25:58
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية