حدود مصر ليست موضع تفاوض
حدود مصر ليست موضع تفاوض
** فجأة.. ودون مقدمات.. وبعد نجاح مبادرة السلام وبعد اعتراف العالم أجمع بشجاعة ومبادرة السادات.. بعد اجتماعات الإسماعيلية, ظهرت أصوات بعض المسئولين الإسرائيليين تزرع عقبات جديدة في طريق السلام.. وهي مستوطنات إسرائيل في الأرض المحتلة!!
** وفي نفس الوقت الذي تعلن فيه الدوائر الدبلوماسية أن مفاوضات السلام في القاهرة والقدس تسير في طريق النجاح من أجل سلام عادل في الشرق الأوسط, تتزايد هذه التصريحات الإسرائيلية, تارة تعلن التمسك بهذه المستوطنات, وتارة أخري تتمسك بالاحتفاظ بها تحت حماية قوات إسرائيلية, وفي ظل القيادة العربية!!
** وتملأ إسرائيل العالم ضجيجا بأهمية هذه المستوطنات الخاصة للأمن الإسرائيلي!!.. ويتحدث الرئيس السادات معلنا أننا لا نريد أن ندخل في حرب البيانات والتصريحات, موجها كلامه لقادة وزعماء إسرائيل, الذين تمادوا في بياناتهم وتصريحاتهم التي تخلق العقبات في طريق السلام..
** وبالأمس.. يعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أن المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية, وعلي الإسرائيليين الانسحاب منها فورا, لأن وجودهم فيها يتعارض ومعاهدات واتفاقيات جنيف والأمم المتحدة.
* وبعد أن تراجع مجلس الوزراء الإسرائيلي عن إنشاء مستوطنات جديدة في سيناء, بدأ ما يسمي بـتدعيم المستوطنات القائمة, والتي يصل عددها إلي 18 مستوطنة ما بين موشاف وياميت (أكبر المستعمرات المدنية في سيناء). وقد ذكرت الأنباء أن لجنة إسرائيلية تسمي (لجنة تخطيط تعمل في شمال سيناء) قد وافقت علي مشروع لتنمية ياميت التي يطمع الإسرائيليون في تدعيمها والوصول بعدد سكانها إلي عشرات الألوف!!
** إن هذا يعني أن هؤلاء الإسرائيليين الذين يعلنون هذه الآراء والتصريحات, يعملون من أجل تدمير مبادرات السلام وتحطيم كل الجهود التي بذلت ولا تزال مستمرة, من أجل الوصول إلي حل شامل وعادل في المنطقة.. وهذا يعني أن المسئولين في إسرائيل في واد.. والذين يتحدثون في واد آخر.. ونسي هؤلاء أن حدود مصر الدولية مقررة منذ سبعة آلاف عام, ولا يستطيع أحد أن ينازع حق مصر فيها, وليس لأحد أن يساوم عليها, أو يتصور أن مصر ستقبل أية تنازلات.. إن أرض الوطن, كما قال الرئيس أنور السادات, هي مقدسة, ومصر لا تقبل أي مساومة علي ما تراه جديرا بالتقديس.
** لقد أعلن الفريق أول محمد الجمسي: أن حدود مصر الدولية معروفة ومحددة, ولا جدال عليها, وليست موضوع نقاش أو تفاوض.
** ونقول: إن مصر قد قامت بمبادرة السلام من موقع القوة والانتصار, ومصر لن تقبل أية مساومة أو مناقشات في كل ما يهم الأرض أو تراب مصر.. هذه الأرض أرضنا منذ آلاف السنين.. وسنسلمها لأولادنا وأحفادنا مصونة مقدسة.. محررة من كل احتلال أو مستوطنات أو مستعمرات.. ومصر.. قادرة علي التمسك بحقوقها, وقد أعلنتها للعالم أجمع: بأننا مع الحق.. ونعمل من أجل العدل والحق.. ومن أجل سلام عادل يشمل كل شعوب المنطقة.
إن مصر التي عبرت الهزيمة قادرة علي عبور كل عقبات السلام, لأنها دائما علي حق.. ودائما تعمل من أجل الحق والعدل والحرية..