لا يمكن فصل التقرير الذي أصدره مركز التفكير الأمريكي غير الحكومي “heritage”، حول “مؤشر القوة لواشنطن لسنة 2024″، والذي أكد من خلاله على “وجود مبادرة عدائية من إيران ضد المغرب عن طريق دعم البوليساريو”، عن “الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس برسم القمة المغربية الخليجية التي انعقدت بالرياض سنة 2016”.
هذا التقرير الأمريكي الحديث الذي أشار إلى “العداء الذي تكنه طهران للمغرب وأيضا لباقي الدول العربية”، زكى بطريقة غير مباشرة الدلالات التي سبق وأن وضحها العاهل المغربي في القمة المغربية الخليجية قبل حوالي ثماني سنوات، بعدما سجل في خطابه على أن هناك “مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجماعي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل، إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية”.
تعليقا على هذا الموضوع، قال الحسين كنون، محام ومحلل سياسي، إن “هذا الأمر ليس بالغريب أو المفاجئ لكون إيران لها نفوذ على مستوى الشرق الأوسط، وتريد مد نفوذها السلبي إلى شمال إفريقيا وأيضا إلى العمق الإفريقي”.
وأضاف كنون، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “التقرير الأخير أكد أن إيران عن طريق حزب الله وأيضا عن طريق الدبلوماسية التي يتم إرسالها إلى الجزائر، تقوم بوضع مخططات عدائية من قلب الجزائر، حيث يعملون على تسليح جبهة البوليساريو التي تشكل خطرا على أمن المنطقة بشكل عام”.
وتابع المتحدث عينه أن “البوليساريو تعتبر حجرة عثرة أمام التنمية التي تعرفها القارة الإفريقية بشكل عام وشمال إفريقيا على وجه الخصوص، وبالتالي فإن الملك محمد السادس في قمة الرياض سنة 2016، أكد على ضرورة توحيد الجبهة الداخلية للأمة العربية والإسلامية لأن هناك خطر يداهمها يحاول زعزعة إستقرار بعض الأنظمة السياسية عن طريق التوغل الإيراني في هذه المناطق”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “المغرب يترافع بجدارة واستحقاق عن القضايا العربية والافريقية، ويحاول من خلال ذلك تحقيق تنمية شاملة وخلق الثروة وأيضا تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن القومي”.
