وتجري بريشتينا وبلغراد منذ عام 2011 حوارا برعاية الاتحاد الأوروبي لتطبيع العلاقات. لكن في أكثر من عشر سنوات كان التوتر أهم من التقدم - حتى لو تم التوصل إلى اتفاقات كتلك المتعلقة بلوحات التسجيل أو التجارة.
وجاءت العقبة الأخيرة نتيجة قرار كوسوفو حظر جميع عمليات التبادل التجاري بالدينار الصربي رسميا، وهو ما كان يتم حتى الآن في مدن شمال كوسوفو حيث غالبية السكان من الصرب.
واوضح كورتي أن الأمر يتعلق بمكافحة "التمويل غير المشروع وتبييض الأموال... اشياء حدثت في الماضي".
وأوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا داعي للخوف أو الهلع". وأضاف "ينبغي عدم اعتبار هذا الامر عقابا، بل إضفاء طابع رسمي على المعاملات المالية والعمليات المصرفية في كوسوفو".
وردت بلغراد بشدة على هذا الإعلان واتهمت كورتي بالسعي لحرمان صرب كوسوفو من رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية التي تدفعها صربيا بالدينار منذ سنوات.
ويتم تخصيص 120 مليون يورو لكوسوفو في الموازنة السنوية الصربية.
واضاف كورتي "يمكن لهذا التمويل ان يستمر، يمكنهم دفعهم بالدينار، لكن يجب تحويل هذه الدنانير إلى اليورو. وسيتمكن المعلمون والأطباء والممرضات الصرب من تلقي هذه الاموال من صربيا. يمكن إرسالها بالدينار لكنها ستصل إلى جيوبهم باليورو".
وبالنسبة لصرب كوسوفو الذين لا يملكون حسابا مصرفيا باليورو، سيتمكنون من فتح حساب "مجانا".
حتى الآن كانت هذه المدفوعات تتم بشكل أساسي نقدًا من صربيا. واتهمت بلغراد كوسوفو الأربعاء بحظر دخول مركبة تنقل هذه الأموال.
واوضح كورتي "دخلت كمية كبيرة من الدنانير إلى كوسوفو في شاحنات صغيرة وحقائب... وهذا غير مقبول". وتابع انه من الآن فصاعدا "يجب أن يمر كل شيء عبر النظام المصرفي. نريد أن نكون قادرين على تتبع حجم الأموال التي تأتي إلى بلادنا (...) لا شك في أن التعامل بالاموال النقدية مرادف ايضا للتهرب الضريبي ونحن الآن سنتصدى لذلك. نريد قواعد وإجراءات ولا نريد معاقبة أي شخص".
وردا على سؤال حول الوضع، أجاب الرئيس الصربي الكسندر فوتشيتش أن الوضع صعب لأن بريشتينا حظرت الدينار "بشكل غير قانوني تماما" و"تصرفت كدولة سيادية".
وقال فوتشيتش انه إذا كان الأمر كذلك "أسأل جميع شركائنا الغربيين: لماذا تدعوننا إلى الحوار؟ ما الذي تطلبونه بالضبط من صربيا؟ ماذا تتوقعون من صربيا؟" مشددا على أنه سيتم تسليم الأموال لصرب كوسوفو "بطريقة أو باخرى".
"تصريحات مثيرة للهلع"
انتقد بعض شركاء كوسوفو الغربيين إعلان حظر الدينار ورأوا في ذلك قرارا متسرعا ودعوا إلى فترة انتقالية.
وقال كورتي إن هذه المرحلة ستستمر حتى نهاية شباط/فبراير مضيفاً أن الغربيين شعروا بالقلق عبثا "بسبب تصريحات بلغراد المثيرة للهلع".
وأضاف أن "الرئيس الصربي هو الشخص الأكثر قلقا لكنني أعتقد أنه يشعر بالقلق لأن [صرب كوسوفو] ليسوا قلقين كما كان يأمل".
وتشهد العلاقات مع صربيا - التي لم تعترف قط باستقلال إقليمها السابق - توتراً بانتظام. وفي أيلول/سبتمبر وصل التوتر إلى مستوى غير مسبوق عندما قتلت قوات صربية شبه عسكرية مدججة بالسلاح شرطيا من كوسوفو ثم تحصنت في دير في قرية بانجسكا.
رغم ان تحقيقا يجري في كوسوفو، يرغب كورتي في ان ينشر شركاؤه تحقيقاتهم الخاصة. وقال "هناك قدر كبير من الحضور والاهتمام الدولي" في كوسوفو "لذا كان ينبغي أن يكون هناك مزيد من المعلومات والإجراءات الرسمية ضد هذا الهجوم للتأكد من عدم تكرار مثل هذا العمل على الإطلاق".
في الاثناء أعلنت كوسوفو في كانون الثاني/يناير شراء صواريخ جافلين الأميركية المضادة للدبابات مقابل 75 مليون يورو.
واوضح كورتي "طالما حافظت صربيا على هذه السياسة العدوانية تجاهنا (...) تمويل ودعم وتنظيم هجمات اجرامية كما حصل في بانجسكا (...) سيتعين علينا تعزيز جيشنا". واضاف "لا أود أن أضطر إلى الاستثمار في الدفاع لكن طالما لم تعترف صربيا بنا وتحتفظ بـ 48 قاعدة عمليات أمامية حول حدودنا، علينا تعزيز قدراتنا العسكرية".
لكن كل هذا لا يمنعه من الأمل أن يؤدي الحوار مع بلغراد إلى تطبيع العلاقات "في 2024".
© 2024 AFP
