الدار/ أحمد البوحساني
يعتبر 14 فبراير مناسبة سنوية، يحتفل فيها الناس بعيد الحب أو الفالنتاين، يعبرون من خلال هذا اليوم عن مشاعرهم و أحاسيسهم و شعورهم الجميلة للطرف الآخر .
وتختلف آراء المغاربة بخصوص هذا اليوم ، بين من يرى فيه مناسبة للتعبير عن المشاعر للحبيبة، وبين من يراه مناسبة للاحتفاء بالأم و الأب و الأقربين، ومن يعتبره “بدعة” و امر غريب عن المجتمع المغربي .
14 فبراير .. بين القبول و الرفض
عيد الحب هو مناسبة للتعبير عن مشاعر الحب بين المحبين، وذلك عن طريق الهدايا ، حيث يشتري العشاق الورود، و علب الشكولاطة، وبقات حمراء مزينة بالقلوب، وحسب ما عاينه موقع ” الدار” فإن عددا من العشاق يفضلون التهادي بالورود ، يعرف سوق الورد في هذه المناسبة إقبالا كبيرا ، إذ يقتضى العرف أن يقدم المحب هدية لحبيبه خلال هذا اليوم.
بالمقابل هناك من يرى انه على المجتمع المغربي ان يتفادى الانسياق المستمر في تقليد الغرب، أو السير على نفس طريقهم و نهجهم، حيث تتعالى بعض الأصوات الرافضىة للاحتفال بعيد الحب، معتبرة أنها مناسبة دخيلة على الثقافة المغربية ، لكن يبقى التعبير عن مشاعر الحب من طرف الأشخاص أمر ضروري ومهم جداً.في حياة أي فرد كيف ما كان.
عيد الحب بين الأمس واليوم في المغرب :
يبدوا أن الانتشار الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي ، كان سببا ساعد على قبول الاحتفال بهذا العيد الذي كان ينظر إليه على أنه تقليد مستورد لا يلائم المجتمع المغربي المحافظ ، وفي هذا السياق ، قالت ربيعة في تصريح لقناة الدار ، ان هذه المناسبة: ” تمثل المحبة بين الناس ، ومحبة الله قبل كل شيء ، إضافة إلى حب الوطن و جلالة الملك نصره الله ” ، واضافة ان هذا العيد هو فرصة للشباب على الخصوص للتعبير عن مشاعرهم .
و بخصوص التقاليد المغربية في هذا اليوم ، فقد أكدت ربيعة أن هذه الظاهرة ليست بشيء غريب عن المجتمع المغربي، بل يختلف بكيفية الاحتفال ، فالمحبة تجمع العائلة والاقارب و الجيران ، حيث يجتمع الكل في احدى البيوت محتفلين بكل ما لذ وطاب من حلويات وشاي وغيرها، تعبيرا عن المحبة.
وترى ربيعة ان هذا الأمر اختلف في الزمن الراهن ، وهو شيء طبيعي مع تطور المجتمع ، حيث تختلف مظاهر الاحتفال حاليا و بالاعتماد على الهدايا خصوصاً الورود ، وبهذه المناسبة ، تهدي السيدة ربيعة وردة حمراء لزوجها.
واضافة أن محبة الشعب المغربي لا تقتصر على الأفراد فقط ، بينما حب المغاربة يمتد لجميع الشعوب ، و الديانات ، لذلك تعتبر بلادنا ، وطن للتعايش والسلام والمحبة بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
التعبير عن الحب غير مرتبط بيوم واحد :
من جهة أخرى ، يرى عدد من المغاربة أن عيد الحب لا يجب أن يخصص له يوم واحد فقط في السنة، فالتعبير عن مثل هذه المشاعر لا بد من أن يكون على طول الأيام و الشهور والسنين، نظرا لتأثيرها الإيجابي على نفسية الشخص وبالتالي شخصيته.
يونس ، أحد الشباب في مدينة الرباط ، قال لموقع الدار، أنه لا يرى مانعا في الاحتفال بهذا اليوم، لكن في ذات الوقت لا يمكن إنتظار يوم واحد للتعبير عن مشاعر الحب ، فهذا يعتبر “نفاق” ، لذلك يرى هذا الشاب انه امام الإنسان 365 يوم ليعبر فيها عن حبه لوالديه وزوجته و أبنائه ولكل من يحب.
وأكد يونس ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان من بين من نشر الحب بين الناس، لكنه يرى ان مشكل المجتمع المغربي لا يزال في التعبير عن الحب بالقول والافصاح ، وليس بالسلوك.
في ذات السياق ، ذهب الشاب يوسف لتأكيد الأمر ، حيث أكد أن الحب يجب ان يسود في كل المعاملات الإنسانية ، سواء في العمل أو العبادة او المعاملات ، وليس فقط بين طرفين اثنين، مؤكداً انه يجب فقط أن نعرف كيف نحب الله والأهل والأقارب، لأن الحب أنواع.
