“نزاع الساحل” و”ملف الصحراء” وراء الأزمة الصامتة بين الجزائر والإمارات


 

شكَّل التقارب الدبلوماسي بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة انزاعاجا لدى الطبقة الحاكمة داخل قصر “المرادية”، خاصة بعد مواقف أبو ظبي الإيجابية تجاه ملف الصحراء والاستثمارات الهائلة التي خصصت لمشاريع ضخمة في الأقاليم الجنوبية، زيادة على الأدوار المهمة التي باتت تلعبها مملكة نهيان في منطقة الساحل، والتي اعتبرتها الجارة الشرقية ضربا لمصالحها الموجودة في المنطقة.

 

 

وأدت هذه الأحداث المتعاقبة إلى نشوب “أزمة صامتة” بين الجزائر والإمارات، حسب ما جاء على أمواج الإذاعة الفرنسية الدولية “rfi”، التي أكدت وجود صراع “خفي” بين الطرفين أخذ أبعاد سياسية ودبلوماسية واقتصادية، معتبرة أن “أبو ظبي أصبحت مصدرا للتوتر بشكل متزايد بالنسبة للجزائر”.

 

 

تعليقا على هذا الموضوع، قال هشام معتضد، مستشار في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إن “المواقف الأخيرة لقصر المرادية والنظام العسكري الجزائري تجاه الإمارات العربية المتحدة تترجم التيه الدبلوماسي للنظام الجزائري في تدبير سياسته الخارجية، خاصة وأن جل التفسيرات التي تصدر من الجزائر بخصوص هذا الملف مرتبطة برغبة القيادة الجزائرية التدخل في الشؤون الداخلية الإختيارية للسلطات الإماراتية حول توجهاتها الخارجية”.

 

 

وأضاف معتضد، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “القيادة الجزائرية منزعجة جداً من التدبير السياسي لأبوظبي في المنطقة المغربية والساحل والصحراء، خاصة وأن اختيارات المؤسسات الإماراتية لا تخدم مصالح وتوجهات النظام العسكري الجزائري، والذي يحاول عرقلة كل التحركات التي تعاكس رؤيته ولو أنها تدخل في إطار الاختيارات السيادية للدول”.

 

 

وتابع المتحدث عينه أن “تقوقع النظام الفكري الجزائري وعدم إستعداده للتأقلم مع التحولات الجيوسياسية والتطورات الإقليمية، يدفعه لإتجاه نحو إنعزال سياسي منقطع النظير، خاصة في ظل براغماتية إقتصادية ودبلوماسية واقعية بعيدًا عن الإديولوجية السياسية و الديماغوجية الفكرية التي يحاول سكان قصر المرادية الدفاع عنها”.

 

 

وأشار المحلل السياسي إلى أن “العداء السياسي للنظام العسكري الجزائري إتجاه المغرب يجعله أكثر حساسية بخصوص التحركات الأجنبية التي تصب في صالح التوجهات المغربية أو على الأقل أي تنسيق مغربي أجنبي يتم تقييمه مباشرة كتهديد مباشر للجزائر من طرف نظامها، دون أي تبريرات واقعية أو تحليل منطقي يحترم نظريا ويفهم من منظور الحسابات الجيوسياسية”.

 

 

“العقيدة الجزائرية يجب أن تتخلص من داء العداء للمغرب، و إستمرار نظامها العسكري في محاولة تدجين رأيها العام الداخلي و تظليل الفاعلين الإقليميين بخصوص تصورتها العدائية للرباط بالإضافة إلى الإستثمار سياسيًا وإقتصاديا ودبلوماسيا في محاربة كل التحركات المغربية، أو المساندة للمغرب دون سند بنّّاء وواقعي يدفع الدولة الجزائرية للإنهيار السياسية والهشاشة الإجتماعية”، يقول المتحدث.

 

 

وأضاف معتضد أنه “لحسن الحظ هناك شريعة مهمة من الشعب الجزائري وقوله الحية لا تؤمن و لا تتبنى التوجهات والمعتقدات المغربية، وبالتالي فوحده الزمن قادر على تغيير الأمور في إنتظار تولي القيادة في الجزائر من طرف عقلاء أكثر نضج سياسيا وأكثر واقعية دبلوماسية وخاصة أكثر براغماتيا فكريًا”.

 

تاريخ الخبر: 2024-02-16 12:12:32
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 65%
الأهمية: 73%

آخر الأخبار حول العالم

أفضل 3 حسابات توفير بعائد نصف سنوي في البنوك - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:21:08
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الولايات المتحدة حول فتح الم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

بايدن-خلافات-نتنياهو-غزة-رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-10 06:22:02
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية