سُجن قس من كوريا الجنوبية -وصفه كثيرون بالبطل لدوره في تهريب مئات من الكوريين الشماليين إلى الخارج- بتهمة الاعتداء الجنسي على مراهقين من بين من ساعدهم على الهروب.

وقضت محكمة في كوريا الجنوبية على تشون كيوون، 67 سنة، بالسجن لخمس سنوات بتهمة التحرش بقُصَّر في مدرسته الداخلية في سيول.

وعلى مدار عشرات السنوات، اعتبر كثيرون هذا القس بطلا حتى إنهم أطلقوا عليه لقب "شندلر الآسيوي". وكثيراً ما كانت التقارير الإعلامية تقارنه بأوسكار شندلر، رجل الأعمال الذي أنقذ أكثر من 1,100 يهودي خلال "الهولوكوست".

وكانت عملياته للفارين من نظام الشمال، بمثابة شبكة "السكك الحديدية تحت الأرض"، -التي كان يفر عبرها العبيد من الجنوب الأميركي إلى الولايات الشمالية في القرن التاسع عشر-.

وألقت السلطات خلال سبتمبر/ أيلول الماضي القبض على القس الشهير في سيول.

واتهمته الشرطة بالتحرش بستة مراهقين كوريين شماليين، من بينهم فارون من كوريا الشمالية كانوا يقيمون في نُزُل في منظمته الخيرية التي تحمل اسم دوريهانا.

ونفى كيوون الاتهامات الموجهة إليه، لكن المحكمة قضت بأن أدلة الضحايا غير قابلة للدحض.

وقال القاضي سيونغ جيونغ كيم، من محكمة منطقة سيول المركزية: "أدلة الضحايا متسقة وتتضمن أشياء لا يمكن لأحد أن يتحدث عنها إلا من خلال تجربة مباشرة للظروف".

وأضاف القاضي أن تشون ارتكب جرائمه من "موقع يتمتع فيه بنفوذ مطلق".

وأدين القس الكوري الجنوبي في خمس من إجمالي ست قضايا تتضمن اتهامات بانتهاكات ارتكبها ضد قُصَّر - بعضهم هرب بمفرده والبعض الآخر مع عائلاتهم بتوجيه من منظمة كيوون.

وأسس كيوون "دوريهانا" لتكون إحدى أبرز المنظمات غير الحكومية في كوريا الجنوبية التي تساعد الكوريين الشماليين على الفرار عبر طرق في الصين.

ويزعم القس كيوون أنه ساعد على مدار 25 سنة ماضية، أكثر من ألف شخصاَ على الهرب من النظام الحاكم المتشدد في كوريا الشمالية، فيما أدانته بيونغ يانغ بسبب هذه الأعمال.

وفي 2002، تصدر القس عناوين الأخبار بعد أن سُجن في الصين لمدة سبعة أشهر أثناء عملية تهريب.

وحاز نشاطه - الذي تضمن إنشاء مدرسة بديلة للأطفال الفارين من كوريا الشمالية – باهتمام بالغ وتغطية واسعة النطاق. كما كان موضوعاً لأفلام وثائقية ومقالات إخبارية بما في ذلك من قبل بي بي سي، وسي إن إن، ونيويورك تايمز، وناشيونال جيوغرافيك.

وشكّل اعتقال هذا القس وإدانته صدمة في كوريا الجنوبية، إذ تناولت وسائل إعلام محلية ودولية الأخبار عن هذه المحاكمة على نطاق واسع هذا الأسبوع.

وأظهرت نشرات تلفزيونية كيوون– ذا الشعر الرمادي – مرتديا زيا أبيض أثناء تقديمه للمحاكمة ومكبل اليدين ومحاطا بالحراس.