تتسابق مختلف القوى الإقليمية والدولية على كسب رهان موريتانيا التي أصبحت “لاعبا أساسيا بالمنطقة”، نظراً للإستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به، فضلا عن مكانتها المحورية داخل “المبادرة الملكية الأطلسية” التي تروم إلى استفادة دول الساحل الأربعة من مياه المحيط الأطلسي.
التنافس الثلاثي بين إسبانيا والمغرب والجزائر، على غرار توغل الولايات المتحدة الأمريكية وباقي حلفائها في الغرب، يؤكد على تواجد الجارة الجنوبية للمملكة المغربية في قلب التطورات الجيوسياسية والتحولات الإستراتيجية في الساحل والصحراء، نظرا أن القارة السمراء وخاصة منطقة شمال إفريقيا تعرف معركة تموقعات، في ظل المخطط الإقليمي الجديد الذي يجمع بين دول الساحل والمغرب وأمريكا.
في هذا الصدد، قال عصام العروسي، خبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، إن “موريتانيا دائما كانت تشكل بلد قفل، والدول الثلاث خاصة إسبانيا التي تعتبر مستعمرا سابقا للمغرب وأيضا للمناطق الجنوبية، لها دور مهم في المنطقة وأيضا في قضية الصحراء المغربية”.
وأورد العروسي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الجزائر تعتبر موريتانيا بمثابة رافعة أساسية لمشاريعها، حيث كانت دائما تعمل على إحداث نوع من التقارب، نظراً لمكانة هذه الأخيرة في المنطقة وأيضا في قضية الصحراء، بالإضافة إلى دورها المهم في العديد من المشاريع”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “المغرب بالتأكيد يعتبر موريتانيا شريكا أساسيا يتقاسم معه الحدود وأيضا يشترك معه في مجموعة من الأحداث التاريخية، رغم احتفاظها بمواقف رمادية تجاه القضية الوطنية الأولى للمملكة المغربية وهي الصحراء”.
وأشار الخبير الاستراتيجي والأمني إلى أن “إسبانيا تريد الاستفادة من موريتانيا من بوابة الخيرات الاقتصادية، وباعتبارها فاعلا أساسيا في المبادرة الملكية الأطلسية، وبالتالي كل المشاريع المستقبلية ستكون موريتانيا مشتركة فيها”.
وأورد أيضا أن “موريتانيا تعتبر لاعبا أساسيا ومحوريا في المنطقة، خاصة أنها وسيلة ربط بين الموانئ المغربية ودول الساحل الأربعة، رغم أنها لا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء”.
وخلص العروسي حديثه قائلا: “هذه اللعبة الثلاثية تتحكم في عدة أمور من بينها الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، وأيضا في دور القوى الخارجية إضافة إلى استثمار في المنطقة من الناحية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية”.
