أي دور سيكون لمحمد دحلان في إدارة غزة بعد الحرب؟

مع احتدام الحرب في غزة، وارتفاع أعداد القتلى من المدنيين والدمار الواسع الذي لحق بالقطاع، لم يعبر الزعماء العرب علناً عن رؤيتهم لمستقبل غزة، ربما خوفاً من اتهامهم بمعاداة حماس أو تأييد إسرائيل.

لكن أحد القياديين الفلسطينيين المنفيين، قدم رؤية بشأن خطط ما بعد الحرب التي يبدو أن القادة العرب يناقشونها سراً.

وحدد محمد دحلان، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الخطوط العريضة لخطة تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة إلى ما وصفه بزعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.

وقال دحلان، بحسب الصحيفة الأمريكية، إنه في حين تواجه هذه الخطط تحديات كبيرة، فإن زعماء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وفي الوقت الذي نفى فيه القيادي الفلسطيني المثير للجدل في مقابلة سابقة سعيه إلى أي منصب،عاد اسمه للتردد ضمن الخيارات المطروحة لما بعد الحرب.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • خبراء: مقاطع الفيديو التي ينشرها الجنود الإسرائيليون من غزة قد تنتهك القانون الدولي
  • "زعماء العالم يعرقلون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة" - الغارديان
  • الفلسطينيون في إسرائيل ممزقون بين التعاطف مع ضحايا حماس والتعاطف مع سكان غزة - جيروساليم بوست
  • هل نسي العالم أزمة السودان في خضم حرب غزة؟

قصص مقترحة نهاية

من هو محمد دحلان؟

قيادي سابق في حركة فتح من مواليد 1961، شغل منصب الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في غزة، وكان معروفا بمعارضته للرئيس محمود عباس، وقاد فصيلا منشقا عن الحركة يسمى كتلة "الإصلاح الديمقراطي".

نشأ دحلان في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عضوًا مؤسسا وزعيما لحركة الشبيبة التابعة لحركة فتح عندما كان طالبًا في جامعة غزة. وقامت إسرائيل بترحيله في يناير/كانون الثاني 1987 إلى الأردن، ومن هناك انضم إلى ياسر عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس.

وبعد عودته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1994 كجزء من اتفاقيات أوسلو، تم تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الوقائي في غزة بتفويض لقمع المعارضة المحلية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحلول منتصف التسعينيات، كان دحلان يقود قوة منظمة تنظيماً جيداً قوامها حوالي 20 ألف عضو، مما منحه صلاحيات كبيرة داخل غزة وعلاقات قوية مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والإقليمية. واتهمت قواته بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في ذلك الوقت، خاصة ضد أعضاء حماس، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب وقتل المتظاهرين في 18 نوفمبر 1994، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

  • بريطانيا سعت لتمكين محمد دحلان السياسي الفلسطيني المثير للجدل لضمان أمن إسرائيل في ذروة الانتفاضة الثانية – وثائق بريطانية
  • ما حقيقة ما نقلته صحيفة إسرائيلية عن سعي واشنطن لاستبدال عباس بدحلان؟
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

في عام 2003، شغل منصب وزير دولة للشؤون الأمنية لفترة قصيرة في عهد رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس حتى استقالة الأخير. وبعد وفاة عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، أعاد عباس تعيين دحلان، وهذه المرة وزيراً مسؤولاً بشكل مباشر عن التنسيق مع إسرائيل.

وشغل هذا المنصب حتى انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عندما تم انتخابه لتمثيل خان يونس.

بين عامي 2006 و2007، بصفته رئيسا لمجلس الأمن القومي، قاد دحلان الاستعدادات لجهد عسكري مدعوم من الولايات المتحدة من قبل قوات فتح الأمنية للإطاحة بحكومة حماس في غزة. وقد تم استباق ذلك من خلال ما عرف بـ "انقلاب حماس" في يونيو/حزيران 2007، وأدى إلى سيطرة الحركة الإسلامية بشكل كامل على القطاع بعد اشتباكات دامية.

وفي ذلك الوقت، فر دحلان إلى الضفة الغربية لكنه اختلف مع عباس وغيره من قادة فتح، الذين ألقوا عليه باللوم فيما وصف بـ"كارثة غزة".

وفي عام 2016، جرده عباس من حصانته البرلمانية. وفي الشهر نفسه، أدانته محكمة جرائم الفساد التابعة للسلطة الفلسطينية باختلاس 16 مليون دولار وحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة ثلاث سنوات، في اتهامات ينفيها.

انتخب دحلان لعضوية اللجنة المركزية لفتح في عام 2009، لكن التوترات المتزايدة مع عباس أدت إلى طرده في عام 2011.

"لاعب إقليمي"

يعيش دحلان منذ ذلك الحين في الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل كمستشار مع حقيبة تركز على الأمن لحاكم أبو ظبي محمد بن زايد، وبنى لنفسه صورة كلاعب إقليمي مؤثر.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عرضت تركيا مكافأة قدرها 700 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله، متهمة إياه "بأنه مرتزق لصالح الإمارات ومتورط في محاولة انقلاب عام 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

ويعتقد أن دحلان يحتفظ بقاعدة دعم صغيرة ومحلية في غزة، خاصة في مدينته خان يونس، وبين المجموعات التي تلقت مساعدات مالية أو غيرها منه أو من خلال المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني (FATA) الذي تدعمه زوجته جليلة دحلان. كما يُعتقد أنه يحظى بدعم جماعات مسلحة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، بما في ذلك بلاطة وجنين، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

كما يتمتع دحلان أيضًا بعلاقات وثيقة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأفادت تقارير بأنه قاد بعثات دبلوماسية مصرية، بما في ذلك المفاوضات بشأن مشروع سد على نهر النيل مع إثيوبيا والسودان. كما تم وصفه بأنه وسيط لنقل الأسلحة إلى الميليشيات المدعومة من الإمارات في ليبيا، بحسب المصدر نفسه.

وطوال هذه الفترة، يقال إن دحلان حافظ على روابط قوية مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والقادة السياسيين. وفي الآونة الأخيرة، بدأ يستخدم علاقاته القوية مع القوى الإقليمية ليعود مرة أخرى للساحة السياسة الفلسطينية، وتحديدا في قطاع غزة.

"لا عباس، ولا حماس"

وبموجب الخطة التي حددها دحلان، سيتولى زعيم فلسطيني جديد المسؤولية عن غزة وأجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والتي تديرها حاليا السلطة الفلسطينية. وقال دحلان إن هذا الزعيم سيحل محل محمود عباس، رئيس السلطة البالغ من العمر 88 عاماً، والذي قال إنه سيحتفظ بدور شرفي.

وقال "لا عباس، لا حماس". “سيكون هناك أشخاص جدد مسؤولين في السلطة الفلسطينية”.

وفي المقابلة، قال دحلان، 62 عاماً، إن الإدارة الفلسطينية الجديدة يمكن أن تدعو الدول العربية الصديقة لإرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في غزة. ودول مثل الإمارات العربية المتحدة. وقال إن المملكة العربية السعودية ستكون مستعدة للمساعدة – وتمويل إعادة الإعمار – إذا وافقت إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية.

ورفضت السعودية ومصر، بحسب الصحيفة، التعليق على الخطة بينما لم يتناول بيان أصدرته الإمارات الخطة بشكل مباشر، لكنه قال: "إن مساهمتنا في أي جهد لإعادة الإعمار في غزة ستكون مشروطة” بالالتزامات تجاه تحقيق حل الدولتين".

وكرر دحلان مرارا أن السبيل الوحيد للوضع في غزة هو حل الدولتين، وقال في مقابلة مع رويترز

"إذا بدهم نصيحة لا يجب أن يتعبوا أنفسهم مع الشعب الفلسطيني إما يعطونا حل الدولتين يا إما الجيل القادم لن يقبل بحل الدولتين لأن هذا الجيل سيكون هو الجيل الذي قُصف ودُمر وشُتت في الضفة وغزة

وأضاف "إذا لم يعملوا على حل الدولتين خليهم يغرقوا في رمال غزة".