“تمكين المجتمع المدني لتعزيز التنوع وقبول الأخر” دورة تدريبية للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان


عقدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية دورة تدريبية تحت عنوان “تمكين المجتمع المدني لتعزيز التنوع وقبول الآخر”، على مدار يومين بأحد فنادق القاهرة.

في البداية قام عصام شيحة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بالترحيب بالمتدربين، وأكد على أهمية البرنامج التدريبي قائلاً، نسعى من خلال هذا التدريب إلى نشر مفاهيم التسامح وقبول الآخر ونبذ كل مظاهر العنف والتطرف والتعرف على الآليات الخاصة بتنمية ثقافة التسامح والتعددية ضمن قيم الديمقراطية في المجتمع، والتأكيد على أهمية التسامح في الخطاب الفكري وكيفية التصدي للأفكار المتطرفة، وماهية الآليات والمقومات الدولية لتعزيز ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر.

كما أشار شيحة، إذا أصبح التسامح سمة المجتمع أصبحنا أمام بيئة مجتمعية تكاملية قائمة على مبادئ المساواة، واحترام الآخرين على الرغم من اختلافهم سواء في اللون أو اللغة أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية أو الاختلاف في الآراء على المستوى السياسي والفكري.

‏‎وقال هاني عبد الملاك مدير البرامج بمؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، تسعد مؤسسة فريدريش ناومان بتعزيز الشراكات مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للدولة، ونحن سعداء بالتعاون مع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وأتمني للسادة المتدربين الاستفادة القصوى والكاملة من هذا التدريب، ونقل المعرفة للمجتمع المحلي للمشاركين وبذلك بهدف تعزيز قيم الحوار وقبول الاختلاف مما ينعكس على المجتمع والدولة ككل.

وكانت الجلسة الأولى تحت عنوان “نشر مفاهيم التسامح وأهميته للمجتمع” مع هاجر نجيب المحامية بالوحدة القانونية، والتي بدأت جلستها بتعريف التسامح ومدى أهميته إضافة إلى قيمة التسامح فى مواجهة العنف والتطرف، وقد أشارت أن التسامح هو عماد حقوق الإنسان، وهي الحقوق التي نصت عليها المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان فكل شخص من حقه ممارسة حقوقه بما يتناسب مع بيئته وثقافته فليس لأحد أن يفرض على الآخر انتهاج سلوك بعينه لممارسة هذه الحقوق، كما تم الحديث عن أنواع التسامح (التسامح الديني – الثقافي – السياسي – الاجتماعي)وأكدت على أن تسامح الذات هو الذي ينبع منه قبول واحترام الآخر، وفي نهاية الجلسة أكدت الأستاذة هاجر على ضرورة ترسيخ لغة الحوار ونشر روح المحبة والتسامح والوسطية.

والجلسة الثانية كانت مع الدكتور أيمن عبد الوهاب؛نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان “آليات تنمية ثقافة التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف”

بدأ الدكتور أيمن الجلسة بطرح سؤال على المشاركين وهو “كيف تنظر إلى قيمة التسامح على المستوى الإنساني الفردي وعلى المستوى المجتمعي من واقع القيم المجتمعية؟!ثم تطرق للحديث حول قيمة التسامح التي تختلف نسبتها من فرد لآخر وذلك وفقا لإدراك كل شخص لقيمة التسامح وكذلك كيفية ممارساتها، لذلك فإن التسامح يمثل ثقافة الفرد وتعبيره عن ذاته وأخلاقه وإنسانيته أو ورعه وتقواه أو متبنياته الفكرية والثقافية والسياسية

وأكد دكتور أيمن على أهمية الوعي الذي له دورا محوريا لزيادة مدركتنا لنصل إلى حوار مجتمعي سليم ومتنوع، ومن ثم التفاعل مع المجتمع وزيادة قيمة التسامح والتنوع وقبول الآخر. فالوعي هو من يجعل الأفراد تتقبل تنوع واختلاف الآخرين.

وطرح دكتور أيمن نموذج عالميا يعزز ويرسخ من قيمة التسامح وهو نموذج” نيلسون مانديلا: والذي يعد مثال عظيم لصفة التسامح، حيث إنه سجن لمدة سبعة وعشرين عاما بسبب الفصل العنصري؛ ولكنه على الرغم من ذلك لم يكرس نفسه للانتقام ولكن عندما أصبح رئيس للبلاد، قام بإصدار عفو عن هذه المجموعة العنصرية التي تسببت في المعاناة التي عاشها.

وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان ” التسامح في الخطاب الفكري والديني” مع الدكتورة سوزان حرفي، حيث بدأت الحديث حول تاريخ التسامح والذي بدأ من عصور الظلام في أوروبا وظل لأكثر من ثلاثة قرون، لكنه لم يتخذ صيغته النهائية إلا من خلال فلسفة التنوير التي صاغها مفكرون أمثال جون لوك وفولتير وغيرهم، وظل المفهوم من حيث نشأته بوصفه مفهوما مقترنا بمحاولة تقريب المسافة بين المذاهب الدينية المتصارعة التي ترتب على تصارعها والتعصب لكل منها، حروب دينية مدمرة وأشكال اضطهاد غير إنسانية ظلت تعانيها أوروبا لوقت طويل.

كما تطرقت الدكتورة سوزان للحديث عن منظومة الأفكار التي تُشكلت عبر التراكم المعرفي والذي ينبع من استقرار الأوضاع الداخلية لأي مجتمع بكافة مكوناته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك السيكولوجية والذي أوعي الإنسان بما هو صواب أو خطأ؛ وبالتالي ليس لأحد أن يجعل نفسه واصياً على الآخرين ويحكم على معتقداتهم أو آراءهم الشخصية.

“التسامح هو عماد حقوق الإنسان وركيزة أساسية لإرساء قيم الديمقراطية والأمن والسلام داخل المجتمع”، بهذه الكلمات بدأت الأستاذة هايدي الفيشاوي، باحثة بوحدة البحث بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان الجلسة الأولى تحت عنوان “الأطر التشريعية والمواثيق الدولية لتعزيز قيم التسامح ونبذ العنف”،

 

وتحدثت الفيشاوي حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكيف تناولت هذه الأطر قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، ثم تناولت إعلان مبادئ بشأن التسامح والذي اعتمدته اليونسكو عام ١٩٩٥، والذي يهدف إلى تعزيز قيم التسامح داخل مجتمعات الدول الأطراف.

وكذلك تناولت خطة عمل الرباط لعام ٢٠١٢، والذي يهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان واحترام حرية الرأي والتعبير كضمانة لإرساء الديمقراطية والسلام والأمن داخل المجتمع، بالإضافة إلى إعلان بيروت لعام ٢٠١٧ والذي يندرج تحت شعار “الأيمان من أجل الحقوق”

واختتمت الأستاذة هايدي حديثها حول قيم التسامح والتي تتمثل في قبول التعددية بما فيها التعددية الثقافية، وما تقتضيه من حرية الرأي والتعبير، وحرية الانتماء، واحترام حقوق الإنسان، وفصل السلطات، واستقلال القضاء.

تاريخ الخبر: 2024-02-23 12:22:18
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

انطلاق فعاليات الدورة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 21:25:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية