استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، اليوم، رئيس جمهورية أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.

ورحب ولي العهد بالرئيس الأوكراني في المملكة، فيما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن سعادته بزيارة المملكة ولقائه بولي العهد.

وجرى خلال الاستقبال، استعراض أوجه العلاقات السعودية الأوكرانية، وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة (الأوكرانية - الروسية)، مؤكدا ولي العهد حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

فيما عبر الرئيس الأوكراني عن التقدير والشكر للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن.

صيغة السلام

وقال الرئيس الأوكراني في منشور له على منصة "X" بعد وصوله اليوم إلى الرياض: "الموضوع الأول هو صيغة السلام، عقدنا في العام الماضي في جدة اجتماعًا فعالًا للمستشارين لمناقشة تنفيذه، ونقترب الآن من قمة السلام الأولى ونعتمد على الدعم النشط المستمر من المملكة العربية السعودية".

وأضاف: "الموضوع الثاني هو عودة أسرى الحرب والمبعدين، لقد ساهمت قيادة المملكة بالفعل في إطلاق سراح أبناء شعبنا، وأنا على ثقة من أن هذا الاجتماع سوف يسفر أيضا عن نتائج".

وذكر "زيلينسكي" أنه سيتم خلال الزيارة مناقشة مجالات التعاون الاقتصادي الواعدة ومشاركة المملكة في إعادة إعمار أوكرانيا.

جهود سعودية

ويأتي استقبال ولي العهد، للرئيس الأوكراني، استمراراً للجهود التي بذلها والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة الأوكرانية، وإبداء استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم.

كما تعكس الزيارة مكانة المملكة ودورها القيادي على المستوى الدولي، وحرص الحكومة الأوكرانية على تعزيز التواصل مع القيادة السعودية والتشاور حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل مستجدات الأحداث في أوكرانيا والمنطقة والعالم.

مبادرات ولي العهد الإنسانية

ويولي ولي العهد اهتماماً بالغاً بتبني المبادرات الإنسانية الرامية للتخفيف من التداعيات الإنسانية والأمنية للأزمة الأوكرانية، ومن هذا المنطلق نجحت الوساطة التي قادها الأمير محمد بن سلمان في إطلاق سراح 10 أسرى من مواطني عدد من الدول.

وأعلنت المملكة موقفاً واضحاً من الأزمة الأوكرانية، يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وأكدت دعمها لجميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار وتجنب المدنيين التعرض للمزيد من الآثار المدمرة لهذه الحرب، والانعكاسات السلبية على أمن الطاقة والغذاء وسلاسل الإمداد والتوريد.

وفي إطار دعم المملكة للجهود الدولية المبذولة لتخفيف حدة التوتر والتصعيد بين جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، فقد استضافت اجتماعاً تشاورياً لمستشاري الأمن الوطني في عدد من الدول الشقيقة والصديقة بشأن الأزمة الأوكرانية بهدف تبادل الآراء ووجهات النظر بين الدول المشاركة حول سبل حل الأزمة سلمياً.

حزمة مساعدات

وكانت قيادة المملكة قدمت حزمة مساعدات إنسانية لأوكرانيا بقيمة 410 ملايين دولار شملت المواد الإغاثية والمشتقات النفطية، وسيرت جسراً جوياً من المملكة إلى أوكرانيا يحمل مواداً إيوائية متنوعة.

و يتطلع البلدان لأن تسهم زيارة الرئيس الأوكراني للمملكة في تطوير العلاقات بينهما، وتعزيز الحوار والتعاون من خلال التباحث حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة.

ويأتي ذلك من إيمان المملكة بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية، لذا تأتي زيارة الرئيس الأوكراني وقبلها زيارة الرئيس الروسي في ديسمبر الماضي، في إطار جهود المملكة لإيجاد حل سلمي للأزمة والوصول إلى توافق حول أطر وآليات هذا الحل من خلال الحوار بالاستفادة من علاقات المملكة المميزة مع طرفي الأزمة.