يوجد المستشفى الإقليمي بخنيفرة في قلب فضيحة مشابهة لتلك التي تفجرت بمستشفى “ابن باجة” بتازة والتي كانت قد انتهت بإدانة مسؤولين صحيين في طليعتهم مدير المؤسسة الصحية بالسحن النافذ بتهم أبرزها “تبديد أموال عامة” على خلفية السمسرة في معدات المستشفى.
وفي التفاصيل، أفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأنه تم تأجير مكثف أوكسيجين من المستشفى الإقليمي بخنيفرة لفائدة مواطنة بمبلغ 1500 درهم شهريا لصالح والدها المريض، مؤكدة في مراسلة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، توصلت بها “الأيام 24″، أن السيدة التي استأجرت مكيف الأوكسيجين رفضت إعادته للمستشفى بنفس الطريقة التي تسلمته بها، بعد علمها بكونه من ممتلكات المستشفى ولا تعود ملكيته للخواص.
وذكرت الجمعية أن هذه “الفضيحة التي لا تفصلها سوى أيام على مصيبة أخطر، وهي “تدوير” المرضى من طرف طبيب بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة من عيادة يقضي بها كل أيامه بما فيها أيام الإضراب في القطاع العمومي، إلى مصحة بأزرو والتي انتهت بجريمة بشعة كان ضحيتها الشاب اسماعيل اليوسفي وأسرتين بلا معيل، وثلاثة أيتام أكبرهم لم يتجاوز دراسته الابتدائية”.
وأشارت المراسلة إلى أن النيابة العامة بخنيفرة قررت متابعة شخصين في حالة اعتقال، الأول سائق سيارة إسعاف خاص، وذلك بتهمة “المشاركة في اختلاس واخفاء معدات وضعت تحت يد موظف عمومي، النصب وإخفاء أشياء محصل عليها من الجريمة” والثاني ممرض رئيس قسم بذات المستشفى، بتهمة “اختلاس وإخفاء منقولات باستغلال وظيفته، والمساهمة في اختفاء منقولات وضعت تحت يده بسبب الإهمال”.
واعتبر حقوقيو خنيفرة أن فضيحة كراء جهاز مكثف الأوكسجين التي تفجرت الأسبوع الماضي، كشفت عن عمق ما يعيشه قطاع الصحة من اختلالات، مبرزين أن “كراء جهاز تابع للمستشفى الإقليمي والتصرف فيه لمدة طويلة دون أن تثير انتباه الأطر المعنية، تدفع للتساؤل عن وضعية التجهيزات التي زوّد بها المستشفى وأوجه استعمالها واستغلالها”.
وطالب هؤلاء وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد أيت الطالب، بإيفاد لجان للجرد والافتحاص والتدقيق في مدى جاهزية وتوفر الآلات والمعدات الصحية التي زود بها المستشفى الإقليمي بالمدينة، كما طالبوه باتخاذ ما يلزم في حق كل من ثبت عليه استغلال المعدات لاستنزاف جيوب المرضى وتهديد حياة آخرين.
