” ڤوي ڤوي ڤوي” (كلمة إسبانية تعني “أنا قادم” تستخدم في كرة قدم المكفوفين لتنبيه كل لاعب لموقع اللاعب الآخر حتى لا يصطدمان) … ڤوي! ڤوي! ڤوي! قصة إنسانية بامتياز عن أحداث حقيقية بطلها شاب مصري انتحل صفة لاعب كرة الجرس للمكفوفين للهروب للخارج... يمثله حسن (محمد فراج) موظف الأمن في إحدى الشركات، الذي يتقاضى راتباً لا يكفيه لأي شيء، ويبحث لسنوات عن أي عمل أو وظيفة ببلده يتقاضى من خلالها ما يوفر له حياة كريمة ويمكنه الزواج من جارته (بسنت شوقي) ولم يجد ، فكّر في الهجرة غير الشرعية من خلال قوارب الموت الشهيرة فوجدها أقرب للانتحار منها للنجاة بالنفس ، وعندما قرر الاحتيال والتعامي للهروب والعمل بالخارج لم تقبله حبيبته الصحفية التي أحبته (نيللي كريم) بسبب خداعه لها على أنه أعمى.

العامل الإنساني المؤلم في الفيلم.. أن حسن يمثّل غالبية جيله وأن هناك تفاعل مع بطل الفيلم في تحقيق حلمه للهجرة للخارج، حتى ولو بالتحايل هرباً من سوء الحال وصعوبة المعيشة في البلد.. حتى الأم، التي كانت تقف ضد ابنها وفكرة التحايل للسفر للخارج.. شجعته في النهاية على السفر.. بعد أن أهينت بشدة بسبب عوزها وفقرها ومحاولة توفير المال لابنها على حساب من تعمل عندهم كخادمة!

القصة – كما هو معروف- قائمة على التحقيقات الصحفية الشهيرة للكاتب الصحفي محمود شوقي نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، حول هروب عدد من الشباب المبصرين إلي أوروبا بأوراق لاعبين مكفوفين، والتي نجح من خلالها في تسليط الضوء على قضية التحايلات المبتكرة للوصول إلى الهجرة غير الشرعية.”

فيلم “فوي فوي فوي” من بطولة محمد فراج، نيللي كريم، طه دسوقي، محمد عبد العظيم، لبنى ونس، بيومي فؤاد، امجد الحجار، محمد المغربي ، حجاج عبد العظيم، بسنت شوقي ، ومن انتاج محمد حفظي. وقد تم ترشيح مصر لفيلم ڤوي! ڤوي! ڤوي! لتمثيلها في مسابقة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.

والفيلم من تأليف وإخراج عمر هلال، الذي يُعتبر باكورة أعماله كمؤلف ومخرج في عالم السينما، حيث كان يعمل قبلاً في مجال الإعلانات، ولكنه كان عاشقاً للسينما، ومصراً على اقتحامها.

وقد قدم هلال في الفيلم مجموعة من لاعبي كرة القدم المكفوفين يسعون للسفر للخارج من خلال اللعب في بطولة كرة الجرس لكأس العالم للمكفوفين، ولكن سريعاً ما يًكتشف أنهم مجموعة من “المبصرين المحتالين” الذي يسعون للهرب للخارج للعمل في أوروبا… لتصدمك الفكرة المؤلمة.. هل أصبح ادعاء العمى هو قارب النجاة للمبصرين الذين تلاطمهم أمواج الفقر والعوز والإذلال الإنساني كل يوم؟ هل ببساطة يمكن أن ندينهم بأنهم كاذبون محتالون؟  

تحية خاصة لمسؤولي مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، برئاسة الأب/ بطرس دانيال لاختيار هذا الفيلم، الذي يدعو للتأمل والتفكير في ضرورة توفير فرص عمل كريمة وحلول حقيقة لمشاكل الشباب، للعرض يوم 28 فبراير في دورة المهرجان الثانية والسبعين لهذا العام.