تدور قصة الفيلم المستمد من رواية الأديب الكبير إحسان عبد القدوس “أنف وثلاث عيون” حول شخصية هاشم الوكيل، طبيب التجميل الشهير بتعدّد علاقاته النسائية، والذي عندما يصل لمنتصف الأربعينات، يقع في حب رحاب «روبا» (سلمى أبو ضيف) وهي شابة تصغره بـ 25 عاماً ، جاءت للعمل على تنظيم ما يحتاجه على مواقع «السوشيال ميديا»، وإذا به يتعلّق بها ويُعجب بحيويتها وقوة شخصيتها، ولكن يُؤرقه فارق السن الكبير بينهما ، فيلجأ لطبيبة نفسية (صبا مبارك) لمساعدته على اجتياز وفهم مشاكله مع النساء، لا سيما بعد أن التقى بنجوى (أمينة خليل) و اعترته عودة احساسه بالحب لها من جديد .

قدّم المخرج أمير رمسيس من خلال الفيلم صورة لطبيعة الحب في هذا العصر بكل ما يواجهه من تحديات، ومعوقات والتي قد تؤدي إلى فشل قصة الحب في النهاية. ونجح المخرج في تقديم عمق بصري جذاب بالفيلم مصاحب للمشاهد الخارجية التي صُورت في كل من مصر ولبنان. وجاءت الموسيقى التصويرية لتامر كروان كإضافة أعطت بعداً مؤثرا للأحداث، ولعب المونتاج دوراً متميزا ً في خلق شيء من الإثارة بالفيلم.

وقد قال المخرج أمير رمسيس، إنه حرص على ألّا يكون هناك تشابه في فيلمه الجديد مع ما قدمه المخرج الراحل حسين كمال في عام 1972 عن قصة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، «أنف وثلاث عيون»، فالسيناريو الذي كتبه وائل حمدي يتميز بعلاقات أكثر تشابكاً، وإيقاع مختلف… حيث أضاف شخصيات جديدة مثل الطبيبة النفسية “صبا مبارك”، التي يلجأ اليها البطل هاشم “ظافر العابدين” في نسخة الفيلم الجديدة ، وهي تعتبر العنصر المؤثر في الأحداث، كما أن النهاية التي يقدمها في فيلمه مختلفة .

كان السيناريست، وائل حمدي، قد أوضح في تصريح له أن التحدي الذي واجهه هو كيفية تقديم معالجة مختلفة عن النص الأصلي، وفي نفس الوقت لا تخرج عمّا طرحه الأديب إحسان عبد القدوس، حيث اختار تقديم الأحداث من وجهة نظر البطل، عوضاً عن استعراض البطلات الثلاث لعلاقتهن بهاشم.. محاولا الوصول إلى الدوافع النفسية وراء تعدّد علاقاته! ولهذا أضاف شخصية الطبيبة التي جسّدتها صبا مبارك، والتي استعان في كتابتها بطبيبة نفسية، هي الدكتورة سالي توما، حتى يتبين منها له الجوانب النفسية والمصطلحات العلمية المتعلقة بتلك الحالة

.
فيلم ” انف وثلاث عيون ” بطولة ظافر العابدين، صبا مبارك، أمينة خليل، سلمى أبو ضيف، جيهان الشماشرجي، صدقي صخر، سلوى محمد علي، نور محمود، نبيل ماهر، والطفل سليم مصطفى.

الفيلم سبقته عدة معالجات لنفس الرواية، أولها مسلسل إذاعي أُنتج عام 1969، ثم فيلمٌ أُنتج عام 1972، يحمل نفس الاسم انف وثلاث عيون، وكان من بطولة الفنان محمود ياسين، ميرفت أمين، ونجلاء فتحي وماجدة التي أنتجته أيضاً، وأخرجه حسين كمال. وقدّم الفنان كمال الشناوي مع يسرا العمل نفسه في مسلسل أخرجه نور الدمرداش في عام 1980.

وقد تم تصنيف الفيلم الذي قدمه حسين كمال في السبعينيات كعمل درامي، وحصل على جائزة الإخراج من المهرجان القومي. ولكن النقاد طالبوا – وقتها – بتصنيف فيلم «أنف وثلاث عيون» للكبار فقط، وذلك لما يحتويه من قبلات ومشاهد عاطفية ساخنة ولكن الفيلم الجديد يركز على البعد النفسي للبطل وليس الإثارة.

كان مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» قد انفرد في دورته الثالثة التي عُقدت في ديسمبر 2023، بالعرض الافتتاحي الأول لفيلم ” انف وثلاث عيون “للمخرج أمير رمسيس والذي قوبل بحفاوة كبيرة، ثم توالت عروضه في مصر والدول العربية.

وقد عُرض فيلم “أنف وثلاث عيون” يوم 29 فبراير، بآخر أيام مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، والذي يرأسه الأب/ بطرس دانيال، وذلك في دورة المهرجان الثانية والسبعين لهذا العام.