يبدو أن الزيارة الناجحة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز للمغرب، وتجديد تأكيد موقف مدريد الداعم لسيادة المغرب على صحرائه وخاصة مقترح الحكم الذاتي، أزعجت الجزائر التي شرعت في التلويح بإجراءات عقابية تجاه إسبانيا.
أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، اعتبر أن الجزائر أظهرت بعد تجديد رئيس الحكومة الإسباني موقفه من الصحراء المغربية، “انفعالية وأبوية تجلت في عرقلة الاستثمارات الإسبانية وقطع العلاقات التجارية، وربما أيضا تقليص صادرات الغاز”، مضيفا أنها “دولة لا يمكن أن يؤمن جانبها لأنها دولة انفعالية غير ناضجة”.
وأوضح شيات، في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه في الوقت الذي تسعى كل دول العالم للتعاون والتآزر في ظل الاحترام المتبادل للسيادة والحدود، فإن الجزائر لا تريد ذلك، مبينا أن هذه الاستراتيجية ستكرس عزلتها وستبقى تتخبط في خضم “البهرجة الداخلية والدعايات” ما دامت تعتمد “دبلوماسية انفعالية وغير ناضجة”.
وأكد شيات، أن المشكل ليس في الدول التي تتقارب فيما بينها وتتعاون وتتقاطع رؤاها السياسية والجيوسياسية وتتعاون في شتى الميادين والمجالات، بل المشكل في الدولة التي ترى أن هذا التقارب هو تهديد لها ولمصالحها.
وأفاد أن الجزائر تعاني من مشكلتين أساسيتين على المستوى الخارجي، الأولى هي أنها “دولة انفعالية لا تقرأ ردود فعلها تجاه ما يقع على المستوى الإقليمي والدولي وغالبا ما تكون خطاها ورؤاها آنية ومستعجلة بشكل فلكلوري أكثر مما هو استراتيجي”.
وتابع أنه بسبب هذه الانفعالية ترى الجزائر في تفوق المغرب ونجاحه الدبلوماسي خطرا وتحديا وتريد أن تسوق على المستوى الداخلي بأنها تعيش نفس الحالة من الانتصار، مشيرا إلى أن هذا تسويق على مستوى الاستهلاك الداخلي ولا أثر له على المستوى الدولي.
أما المشكلة الثانية للجزائر على المستوى الخارجي، حسب شيات، فهي أنها “دولة تريد أن تتحكم في شركائها وتملي عليهم ما يجب وما لا يجب حيث عندها نوع من الأبوية في علاقاتها الخارجية والاستراتيجية، من خلال سعيها للهيمنة على العلاقات، إذ لا تريد أن تتفاعل بشكل ندي ومتكافئ مع باقي الدول”.
وأردف أن الجزائر تحاول دائما أن تعطي الانطباع بأنها “دولة عظمى” متحكمة في مسارات العلاقات الثنائية مع باقي الدول، مشيرا إلى أنها “دولة تريد أن تملي على باقي محيطها ما تراه مناسبا وما لا تراه مناسبا فإن على هذه الدول أن تتركه وتدعه”.
