ط.غ
في مشهدين متناقضين يعكسان الاختيارات السياسية والاستراتيجية للجزائر والمغرب في علاقتهما الخارجية خاصة على مستوى التحالفات في الشرق الأوسط. فبينما شُبكت الأيدي بالأيدي في الجزائر بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، ظهر وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وسط مجمع لوزارء خارجية مجلس التعاون الخليجي.
المغرب يرى في إيران، إحدى الجهات التي تدرب وتسلح جبهة البوليساريو التي تهدد أمن واستقرار المملكة، وإيران هي نفسها “المهدد الأول لأمن الخليج”، عبر أدرعها الممتدة من الشرق الأوسط والخليج إلى المغرب الكبير. شكل هذا المعطى أحد نقاط التلاقي الاستراتيجي في علاقات المغرب وبلدان الخليج.
ففي كلمته أكد ناصر بوريطة، الأحد الماضي، أن العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي، مثال على علاقات عربية عربية نموذجية، في رسالة سياسية مشفرة للتوتر الذي يطبع علاقات المغرب والجزائر.
وتقع حسابات ملف الصحراء، في عمق علاقات المغرب والخليج العربي، فبينما شكل نقطة سوداء في علاقتها بالجزائر حيث باتت العلاقات بينهما تعيش في كنف التوتر ومربع الأزمة خاصة مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي اتهمها النظام الجزائري بمعاداتها والتخطيط مع المغرب وإسرائيل لشن حرب عسكرية عليها، فيما ردت أبوظبي بمنع مسؤولي الجزائري من دخول ترابها.
وجدد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي التأكيد على “المواقف والقرارات الثابتة للمجلس المؤيدة لمغربية الصحراء، والداعمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية وسيادتها التامة على صحرائها، والمساندة لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد في إطار سيادة المغرب ووحدته الوطنية والترابية”.
وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، الذي يرأس الدورة الحالية للاجتماع المغربي الخليجي، إن دول المجلس تؤكد “دعمها الثابت لمغربية الصحراء ووقوفها الراسخ مع سيادة المغرب على كافة ترابه، وكذا دعمها للقرارت الأممية ذات الصلة”، بينما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، على “مواقف المجلس وقراراته الداعمة لمغربية الصحراء” مجددا التأكيد على “أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المجلس والمملكة المغربية”.
