من التراشق إلى “التصرفيق”.. التيارات المتناحرة داخل الاستقلال تضع مؤتمر الحزب على كف عفريت


 

استطاع نزار البركة، رجل “التوازنات” كما يحلو للبعض تسميته داخل التنظيم الحزبي المنتمي إليه، منذ انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال، إصلاح ما أفسده الزعيم السابق حميد شباط، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقة الحزب بالدولة، وإخراجه من الصدمة الكبرى التي تلقاها “الميزان” في الانتخابات التشريعية لسنة 2016، ووضعه ضمن الأغلبية الحكومية الثلاثية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.

 

 

ورغم كل هذه الإنجازات التي حققها منذ تسلمه قيادة حزب الاستقلال المحافظ، لم ينجح بركة في إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب وضبطه، والدليل على ذلك الأحداث الأخيرة التي شهدها المجلس الوطني للحزب، والتي كان بطلها يوسف أبطوي القيادي الاستقلالي الذي صفع زميله البرلماني منصف الطوب، والتي أعادت إلى أذهان متتبعي الشأن السياسي المغربي أحداث مؤتمر “الصحون الطائرة والكراسي” سنة 2017.

 

 

حزب الاستقلال الذي يحمل إرثا ثقيلا لمؤسسه علال الفاسي منذ 1944 وبعض الشخصيات السياسية ذات الكفاءة العالية، ومشاركته المتعاقبة في الحكومات منذ ستينيات القرن الماضي، أصبح وفق بعض المراقبين، “محط صراع بين التيارات الحاكمة التي تسيطر على دوالب القرار داخل الحزب”.

 

تعليقا على هذا الموضوع، قال محمد نشطاوي، المحلل السياسي، إن “هناك تيارات تتجاذب داخل حزب الاستقلال وعلى رأسها تيار ولد الرشيد المحسوب على المناطق الجنوبية، إذ استطاع عبر مراحل الاستحواذ على القرار داخل الحزب المنتمي إليه، الأمر الذي أدى إلى حدوث مثل هذه الأمور داخل المجلس الوطني للحزب”.

 

 

وأضاف نشطاوي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “الكل أصبح يخشى سيطرة ولد الرشيد على دوالب القرار داخل حزب الاستقلال، خصوصا أنه في الاجتماع الأخير لم يسيطر على رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثامن عشر الذي سينعقد في أبريل، وإنما عمل على وضع أشخاص محسوبين عليه في اللجن التنظيمية خاصة ضمن اللجنة القانونية”.

 

 

وتابع المتحدث عينه أن “قوة ولد رشيد مهمة داخل الحزب الإستقلالي، وأن الأحداث الأخيرة بينت على أن هناك توترات بين التيارات داخل هذا التنظيم الحزبي، وقد يؤثر هذه السلوكيات على صورة الحزب الذي كان يضم سياسيين ذات طينة عالية”.

 

 

وأشار المحلل السياسي إلى أن “بعض الأحزاب السياسية أصبحت لا تريد السياسيين ذو الكفاءة العالية والمثقفين لأنهم يتساءلون وينتقدون ويناقشون، وأن سياسة الانتهاز هي السائدة داخل بعض الأحزاب بغرض اقتسام كعكة السلطة”.

 

 

وأردف أيضا أن “بعض الأحزاب السياسية همها هو الدخول مع الأغلبية الحكومية دون تحقيق المصلحة العامة، والنتيجة ليست فقط التراشق بالصحون وجعل المؤتمرات حلبة للملاكمة، وإنما إفراغ الأحزاب من الطبقة المثقفة ذات الحنكة السياسية العالية”.

 

 

تاريخ الخبر: 2024-03-07 12:11:09
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 81%

آخر الأخبار حول العالم

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:04
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:26:10
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

العثور على باندا عملاقة نادرة في شمال غرب الصين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 21:25:50
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية