طيب 4 أساقفة عموميون في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، جسد القديس البابا كيرلس السادس، البطريرك رقم 116 في تاريخ البابوات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال صلاة عشية عيد نياحته، الـ53 له، وصلاة العيد اليوم السبت، بمزاره الكائن بدير مارمينا العجائبى العامر بصحراء مريط ببرج العرب،وسط حضور ومشاركة من الرهبان والمريدين.

وتولى طقس التطييب بالزيوت والمقدسة والاعشاب، الأنبا كيرلس آفا مينا، أسقف ورئيس دير مارمينا العجائبى، والأنبا ديمتريوس مطران ملوي، والأنبا ثيؤدوسيوس أسقف الجيزة ووسطها، والأنبا مينا، أسقف مسيسوجا وفانكوفر وتوابعها، غرب كندا، والأنبا أنطونيوس، مطران القدس ودول الخليج ورئيس دير الأنبا أنطونيوس ودير مارجرجس بالقدس، فيما قام الرهبان بعمل زفة روحية تبركًا بالجسد المقدس وسط فرحة وزغاريد من الشعب الحاضر في الدير.

وفيما ترأس، الأنبا كيرلس أفا مينا، أسقف ورئيس دير مارمينا العجائبى، صلاة العشية مساء أمس، في دير مارمينا العجائبى بالكينج مريوط غرب الاسكندرية، كما ترأس صلاة العيد اليوم السبت، بمقر الدير، الأنبا أنطونيوس، مطران القدس ودول الخليج ورئيس دير الأنبا أنطونيوس ودير مارجرجس بالقدس، كما ألقى العظة الروحية أسقف الجيزة.

وقال القمص رويس مرقص، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد مارجرجس بغبريال بالاسكندرية، الوكيل البابوى السابق في المحافظة، أن البابا كيرلس السادس، كان بلا شك رجل صلاة من طراز متفرد وكانت علاقته قوية بالله بكثرة صلاته له، فضلاً عن كونه ظاهرة روحية في جيله، كما أن لديه سجل حافل من الروحانية والعبادات والطقوس الدينية في الكنيسة ما تجعل له في قلوب المسيحيين مكانأً وقدراً كبيراً.

وأوضح «القمص رويس»، في تصريحات صحفيه السبت، أن البابا كيرلس السادس، على الرغم من انه لم يكن واعظاً منبرياً ولا خطيباً إلا انه ترك اثر كبير وعميق من الروحانية والحكمة، فضلا عن أنه كان يهوى حياة البرية وكانت تتملكه بشكل كبير للغاية .

ولفت إلى أن البابا كيرلس السادس،كان بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116،وتولى الكرسى الرسولى في الفترة ما بين 10 مايو 1959 و9 مارس 1971، وكان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف عطا، وولد في 2 أغسطس 1902 ميلادية، وعندما كبر كان يحلو له أن يختلي في غرفته الخاصة وينكب على دراسة الكتاب المقدس مواظبًا على الاستزادة من علوم الكنيسة وطقوسها وألحانها وتسبيحها، وكان كأحد السواح وكان معروف أنه رجل صلاة حتى لو كان مع ناس يكون يصلي بقلبه إلى الله.

وقال القمص ابرام اميل، الوكيل البابوى في الاسكندرية، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى، أن البابا كيرلس على الرغم من أنه جلس على الكرسى فترة قصيرة من عام 1959 وحتى 1971، إلا انه نجح في خلق نهضة روحية عميقة جداً في الكنيسة القبطية المصرية كلها، سواء داخل أو خارج مصر، وكان يلقب عند المسيحيين برجل الصلاة فضلاً عن كونه كان يحب الصلاة والقداسات والتسابيح حتى في أوقات مرضه لم يمنعه المرض من الصلاة والقداسات والروحانيات .

وأضاف الوكيل البابوى أن البابا كيرلس نجح في أن يجعل الشعب القبطى يحب الصلاة والقداسات وهى النهضة الحقيقية للكنيسة من وجهة نظره، مشيراً إلى أن الكنيسة القبطية المصرية تعتبره قديس واعترفت به رسمياً ومر على نياحته 53 سنة.

ولفت إلى أنه لا يخلو بيت مسيحى في مصر وخارجها من صورة للبابا كيرلس، من كثيرة حبهم وعشقهم له، فضلا عن انشاء كنائس عديدة في الاسكندرية تحمل اسم البابا كيرلس، متابعاً: الكثير من المسيحيين الذين يكرمهم الله بأطفال ذكور يطلقون عليهم اسم كيرلس تيمناً وحباً فيه.

وقال القمص تداوس آفا مينا، المسؤول عن العلاقات العامة بدير مارمينا العجائبى في الاسكندرية، ومنسق العلاقات بين وزارة الآثار والكنيسة القبطية، إن البابا كيرلس يظل علامة فارقة في تاريخ الكنيسة المصرية بلا شك، مشيراً إلى أن جموع الاقباط يتذكرون البابا كيرلس على مر التاريخ كونه رجل الصلاة وهو من حببهم في العبادة والقداسات الالهية.

وأضاف القمص تداوس، أنه في نوفمبر سنة 1959 أرسى البابا كيرلس، حجر الأساس لدير الشهيد مارمينا العجايبى بصحراء مريوط، غرب الإسكندرية وبني به كنائس وكاتدرائية تُشابه في مجدها الكاتدرائية القديمة في المدينة الأثرية، وظل يمارس الحياة الرهبانية قبل الالتحاق بالدير أكثر من خمس سنوات، وفي يوليو 1927 قرر عازر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عمله وتوجه إلى دير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس البابا الـ 112، وسيم في 24 فبراير 1928 باسم الراهب مينا البراموسي، وفي يوم الأحد 18 يوليو سنة 1931 رسم قساً باسم القس مينا البراموسي ثم درس بعض الوقت في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان«.