بعد أيام من زيارة ستيفان سيجورني، وزير الخارجية الفرنسية إلى المغرب، وإعلانه نية بلاده ترميم علاقاتها مع الرباط وإعادة الدفء إليها، في وقت أكدت تقارير إعلامية فرنسية فشل باريس في استرجاع روابطها مع الجزائر، أجرى إيمانويل ماكرون، أول أمس الثلاثاء، اتصالا هاتفيا مع نظيره عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، حددت من خلاله موعد زيارة “الأول” إلى قصر المرادية ما بين نهاية شتنبر وبداية شهر أكتوبر.
ويأتي هذا التفاوض الجديد في سياق التقارب الذي بدأت تنسجه باريس مع الرباط، بعد أكثر من سنتين من الجمود الدبلوماسي بين العاصمتين، حيث يرى مراقبون سياسيون أن فرنسا تحاول كسب ود الجزائر لإدراج مصالحها الاقتصادية، التي تعتبرها في الوقت عينه ورقة ضغط على المملكة المغربية.
تعليقاً على هذا الموضوع، قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إن “فرنسا تتفاوض مع المغرب والجزائر في نفس الوقت، وهذا يعني أنها تريد اللعب على الحبلين”، مشيراً إلى أن “باريس تريد مصلحتها من الجزائر، وهذه المصالح تحاول الضغط بها على المملكة المغربية”.
وتابع حمودي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “السلوك الفرنسي محكوم بهذه التحركات الدبلوماسية التي ترفضها المملكة المغربية، ولا يوجد ما يمنع أن تكون لفرنسا مصالح مشتركة بين الدولتين، لكن عودتنا السياسة الفرنسية على استغلال هذه التناقضات بين البلدين”.
وأضاف المتحدث عينه أن “هناك فرضيتين، الفرضية الأولى هي محاولة فرنسا إعادة العلاقات المغربية الجزائرية من أجل تحقيق نوع من السلم في فالمنطقة، ويبدو هذا مستبعد في ظل الحكم الحالي لماكرون، أما الفرضية الثانية فهي رغبة فرنسا في اللعب على الحبلين”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “الجزائر تريد التشويش على المفاوضات المغربية الفرنسية، ولا تريد ظفر المغرب بصوت فرنسا حول مغربية الصحراء” مؤكدا أن “مصلحة فرنسا ليست مع الجزائر وإنما مع الرباط”.
وخلص حمودي حديثه قائلا: “الجزائر تعيش أزمة دبلوماسية مع الدول الإفريقية وخاصة دول شمال إفريقيا وأيضا دول ساحل الصحراء، في حين يعمل المغرب على تثبيت نفوذه بالمنطقة التي باتت ترفض بشكل قاطع الجزائر وفرنسا”.
