مسلسل الحشاشين 2024.. التاريخ الدموي لأشرس طائفة في تاريخ البلاد - أخبار مصر


«عند تخوم دمشق وأنطاكية وحلب، تعيش مجموعة من العرب في الجبال يسمون أنفسهم بالحشاشين، ويعرفون في الرومانية بسادة الجبل، هذه السلالة من الرجال يعيش أفرادها بلا قانون ويأكلون لحم الخنزير الذي تحرمه الشريعة الإسلامية، ويعيشون في الجبال وراء أسوارهم الحصينة، ولهم قائد يلقي الرعب في قلوب كل الأمراء»، هكذا وصف المبعوث الذي أرسله الإمبراطور فريدريك بربروسة إلى مصر وسوريا سنة 1175 ميلادية طائفة الحشاشين، والتي يُعرض مسلسل باسمها في الموسم الرمضاني 2024 بطولة الفنان كريم عبدالعزيز.

محاولات متكررة لاغتيال صلاح الدين الأيوبي

في البداية يقول الدكتور صبحي إدريس أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة كفرالشيخ، إن «الحشاشون» فئة دموية احترفت القتل والاغتيال للرموز الدينية والأمراء والقادة، ليس فقط العرب، ولكن امتدت اغتيالاتهم لتشمل الصليبين وغيرهم، حتى ذاع صيتهم في القرن الحادي عشر الميلادي في كل الأوساط العربية والأوروبية، حتى باتت مجرد سيرتهم تُلقي الرعب في قلوب سامعيها.

منوهًا أنهم لا يختلفون عن أي تنظيم إرهابي، مضيفاً أنهم حاولوا اغتيال الكثير من الرموز الاسلامية من بينهم صلاح الدين الأيوبي 3 مرات، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.

وأوضح الدكتور صبحي إدريس، أن السبب وراء محاولات الحشاشين المتكررة لاغتيال صلاح الدين الايوبي هي شروعة في توحيد صفوف العرب، ونجاحه في جمع العرب تحت راية واحدة لتحرير القدس، مشيراً إلى أن الحشاشين انبثقوا عن الشيعة الاسماعيلية، فكانوا على عداء مع صلاح الدين  أنذاك.

يبيعون أنفسهم ويتعطشون للدماء البشرية

واستكمالاً لمعرفة الصورة الحقيقية للحشاشين، ترصد «الوطن» ما راح له بعض المستشرقين، حيث نقل برنارد لويس في كتابه «اكتشاف الحشاشين» قول برو كاردوس، إنهم يبيعون أنفسهم ويتعطشون للدماء البشرية، ويقتلون الأبرياء مقابل أجر ولا يلقون اعتبارًا للحياة أو النجاة، ويغيرون مظهرهم كالشياطين التي تتحول إلى ملائكة من النور، ويتعرضون للموت بمجرد أن يكشفهم الناس.

بشاعة مهنتهم وكراهية الجميع لهم

وأكمل في وصفهم قائلاً، بسبب بشاعة مهنتهم وكراهية الجميع لهم، يحاولون إخفاء أسمائهم بقدر ما يستطيعون، فهم بحسب «بروكاردوس» قتلة مأجورين سريين من نوع خطر وذوي مهارة خاصة، فهم ببساطة قتله قُساه، منوهًا أنه مع حلول القرن الثالث عشر الميلادي دخلت كلمة «حشاش» بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القاتل المحترف المأجور.

صيت واسع في الأوساط الأوربية

المؤرخ الفلورنسي جيوفاني فيللاني قال: «إن حاكم لوكا أرسل حشاشيه إلى بيزا لقتل أحد أعدائه المزعجين هناك»، وانتشر في الاوساط الأوربية أن «الحشاش» هو الذي يقتل الآخرين مقابل أجر، أو القاتل الذي يقتل غدر وخلسة.

وظهرت كلمة الحشاشين لأول مرة في سجلات الصليبين، لتدل على فرقة إسلامية غريبة في الشرق تتزعمها شخصية غامضة تُعرف بشيخ الجبل.

اعتباره المسيطر على كل الألهة

ويروي المبعوث، الطريقة التي يقتل بها زعيم الحشاشين الأمراء والملوك قائلاً: «هذا الأمير يملك في الجبال عديداً من القصور بالغة الجمال تحوطها أسوار عالية جداً لا يستطيع أحد الدخول اليها، إلا عن طريق باب صغير عليه حراسة مشددة، وفي هذه القصور يربي أبناء الفلاحين الذين يأخذهم منذ طفولتهم المبكرة، ويتم تعليمهم لغات مختلفة مثل اللاتينية والإغريقية والرومانية والعربية وغيرها، ويتم تلقينهم منذ الصغر أنه يجب عليهم طاعة سيد القلعة في كل ما يقوله أو يأمر به، وجزاء ذلك فإنه سوف يمنحهم مسّرات الفردوس ومن قاوم ذلك منهم لا أمل له في النجاة، فيقوموا بإلقاء أنفسهم تحت قدميه ويجيبون بحماسة أنهم سوف يطيعونه في كل ما يأمر به، فيعطي كل واحد منهم خنجرًا ذهبياً ويرسلهم لقتل من يشاء من الأمراء».

10 قلاع قوية و 60 ألف مقاتل

وليم أسقف صور، كتب وصفًا مختصراً لهذه الفرقة فقال، «يوجد في إقليم صور أناس يملكون عشر قلاع قوية وعددهم يزيد على 60 ألفاً، ومن عاداتهم أن يختاروا رئيسهم، ليس بحق الوراثة، ولكن يختارون الأفضل الذي يستحق الرئاسة، ويكرهوا أن يلقبوه بأي لقب غير «الأكبر».

توسع رقعة الاغتيالات

احترف الحشاشون اغتيال الأمراء والقادة المسلمين، وفي عام 1192 اغتالوا أول ضحية لهم من الصليبين وهو «كونراد أوف مونتيفرات» أمير مملكة القدس، وأحدث هذا الاغتيال أثراً كبيراً بين الصليبين.

وكتب المؤرخ الألماني أرنولد أوف لوبيك يقول، لقد استطاع زعيم الحشاشين أن يغري قومه أن يعبدوه وألا يقتنعوا بإله سواه مستخدماً في ذلك الآمال والوعود بالمسّرات والبهجة الخالدة حتى جعلهم يفضلون الموت على الحياة، مشيراً إلى أن إيماءة واحدة منه كافيه لأن تجعل الواحد منهم يلقى نفسه من فوق الأسوار المرتفعة لتتحطم جماجمهم ويموتون ميته بائسة وهو يؤكد لهم أن أسعدهم مالا هم الذين يسفكون دماء الآخرين.

وتاكيداً لانتشار سيرتهم في العالم آنذاك، يقول أحد الشعراء التروبادور لحبيبته، «أنت تسيطرين عليّ بسحرك أكثر مما يسيطر الشيخ على حشاشيه الذين يذهبون لقتل أعدائه الفانيين»، ويقول آخرلحبيبته، «أنا حشاشك الذي يتمنى أن يحظى بفردوسك عن طريق تنفيذ أوامرك».

لكن مع مرور الزمن أصبح «الاغتيال» وليس «الولاء» هو الصفة ذات التأثير الأقوى والتي أعطت لكلمة حشاش معناها الذي احتفظت به حتى اليوم.

أسطورة الفردوس

حديقة فيحاء من أجمل وأكبر الحدائق التي يمكن أن تقع عليها عين، مملوءة بكل أنواع الفاكهة، فيها قصوراً ومقصورات من أروع ما يمكن تخيله مغطاه برسوم فاتنة ومموهة بالذهب، فيها جداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، يقوم على خدمة هذه الحديقة فاتنات من أجمل نساء العالم يُجدنّ العزف على مختلف الآلات الموسيقية ويغنين باصوات رخيمة ويؤدين رقصات تخلب الالباب، كنوع من الإيحاء من الشيخ لشعبه أن هذه هي الجنة الحقيقية، ولكن لا يسمح لأحد بدخول هذه الحديقة إلا هؤلاء الذين يراد لهم أن يكونوا «حشاشين»، وليس هناك طريق آخر للدخول، بداخل هذه الحديقة يقص زعيم الحشاشين القصص على الأطفال والشُبان الذين يتم تأهيلهم عن الجنة، هكذا علمهم الشيخ الإعتقاد، وعلمهم كيف يسارعون لتلبية كل أوامره مهما كانت عسيرة أوقاتلة رغبة منهم في العودة الى الفردوس

تاريخ الخبر: 2024-03-15 18:20:40
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

طلبة الطب يعودون إلى الاحتجاج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

طلبة الطب يعودون إلى الاحتجاج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

بسبب الهلال.. لجنة الانضباط تعاقب فريق الاتحاد السعودي وحمد الله

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 15:26:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية