أكد باحث «سعودي» متخصص في اللغة العربية وآدابها، أن أديب الماضي هو شاعر وكاتب ونحوي وإخباري وراوٍ وناقد ومؤلف، أما أديب الحاضر من كان واسع الاطلاع على الأجناس الأدبية، وكان مشتغلًا بها. وما أكثر ما يُطلق على الكاتب الشاعر الناقد، والأديب المؤثر والرياديُّ، من كان ذا رسالة تجاه أمته وقضاياها، وكان لسانَ صدق في كل أمر يتصل بالفرد والجماعة.

دراسات متخصصة

أبان الباحث في اللغة العربية وآدابها الدكتور ماهر المحمود، في محاضرة بعنوان: «رمضان في الأدب العربي»، بتنظيم من جمعية أدباء في الأحساء، أن الدراسات المتخصصة في الاشتقاق والدلالة لـ«رمضان»، أوضحت أن الرَّمض، هو شدة الحر، يقال: رَمِضَ يومنا يَرْمَضُ رَمَضًا، من باب (فرِح) إذا اشتد حره، والرَّمض شدة وقع الشمس على الرمل، وحر الحجارة من شدة حر الشمس، والرمضاء كحمراء: شدة الحر، والأرض الشديدة الحرارة، قال الشاعر: كالمستجيرِ من الرمضاء بالنار.

اختلاف اللغويين

أضاف أن اللغويين، اختلفوا في اشتقاق رمضان على أقوال، منها: أنه من الرَّمَض، وهو شدة الحر، لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة العربية أسموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسمي به، ثم كثر استعمالها في الأهلة، وأنه مأخوذ من رمض الصائم، وهو حر جوفه من شدة العطش، وأنه من الإرماض، وهو الإحراق، أي: أنه يرمض الذنوب بالأعمال الصالحة، وأنه من رَمَضْتُ النَّصْل أرمضه، إذا دققته بين حجرين؛ ليرق، سمي بذلك؛ لأنه شهر مشقة، يذكر الصائمين بغيرهم من الفقراء والمساكين وغيرهم. وقيل: كانت العرب ترمض أسلحتها، أي: ترققها؛ ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرم، يجمع رمضان على: رمضانات وهو المشهور، وجمع قلة على أرمضِه، وجمع تصحيح على رمضانون ورمضانين إذا سمي به، والأشهر أن يذكر مسبوقًا بلفظ الشهر.

النوازع المتباينة

أشار المحمود إلى أن، شهر رمضان مرموق الطلعة بين الشهور العربية، سنيّ المنزلة في الشريعة، عظيم الحرمة في نفوس المسلمين، يحمل في ثناياه نواهي وأوامر، ومواعظ وزواجز، وفرائض وسننًا، وآدابًا وفضائل ومُثلًا وقيمًا، ومهمة الأديب أن يصور هذه النوازع المتباينة والمتقاربة والمتشاكلة والمتضادة، فهو لسان التاريخ والجغرافيا ودرس الأدب والنقد وعنوان القصة والحكاية.