إنريكي ... قاهر الأساطير



ومن غيره تجرأ على التاريخ بإرثه والحاضر بواقعه، فوضع ميسي على دكة الاحتياط ودخل معه في صراعات خفيَّة، خرجت في شكل عناوين صحفية تمحورت حول رغبة ليو مغادرة برشلونة...

يوم تقديمه مدرِّبا لبرشلونة خلفًا للأرجنتيني المُعيَّن من ليونيل ميسي (المقصود هو تاتا مارتينو)، أطلق لويس إنريكي كلماتٍ صدمت الحاضرين وأشعلت النيران في مطبخ اللاعبين، فعندما سُئِل عن ميسي وقيادته في الفريق، أجابهم بنبرة تمزج الثِّقة والخشونة قائلا: "أنا قائد الفريق"..

في تقرير لصحيفة "سبورت" الكتالونية، فقد ذكرت أن مؤتمر إنريكي الافتتاحي صدم ميسي ونجوم البرسا.. لم تنتهي الحكاية عند هذا الحدِّ، فصفعات إنريكي لرغبات البرغوث تواصلت عندما كان سببًا في رحيل صديقيه، فابريغاس والحارس الذي لا يشارك إلا للضرورة بينتو. كما كان إنريكي على بعد خطوة واحدة من ترحيل أحد أعضاء الفريق الفني المقربين من ليو، بيبي كوستا، لولا تدخل أصحاب السلطة الذين رؤوا أن هذا القرار سيتسبب في مشاكل كبيرة في الفريق، سيكون حامِل لوائها ميسي وجنودها زملاءه ممَّن صنعوا مجد برشلونة..

عامل الزمن كان كفيلا لأن يطفئ نيران الحرب بين ميسي وإنريكي، ويذيب الجليد الذي فصل القطبين لأسابيع طويلة.. تحسّنت العلاقة بينهما،أما البقية فتاريخ مليء بالألقاب المرمية في خزائن برشلونة...

من حمل سيف كلماته في وجه ميسي ووقف ندّا أمام قلاعه المُحصّنة بالإنجازات التاريخية، لن يخاف دروع مبابي...

لا يخفى عنكم أن وضعية ميسي تختلف تماما عن كيليان مبابي، فالأرجنتيني كان لاعبا لبرشلونة ورغب في مواصلة مشواره مع عميد كتالونيا، أما مبابي - فقلبًا- هو لاعب "إلا ربع" في باريس، كما كشف علنًا أن تجربته ستنتهي بنهاية هذا الموسم..

اختلفت الأسماء والوضعيات بظروفها وكواليسها، لكن نقطة الشَّبه بين ما حدث من سنوات وما يحدث الآن، هي طريقة تعامل لويس إنريكي، وكلماته الخشنة التي لا تنتهي...

لويس إنريكي غيّب مبابي في بداية الموسم، وكلّما سُئل عن ذلك، أجابهم بأنه سيشركه عندما تُحل مشاكله مع ناصر الخليفي وحاشيته.. ما إن حُلّت عُقد العلاقة بين جميع الأطراف حتى أعاده للبساط الأخصر، ثم أتاح للفريق فرصة اختيار قائده، فكان اسم ماركينوس على رأس القائمة، ثم فيراتي ومن بعد مبابي، وهنا كانت أول الرسائل الذكية من "اللوتشو" للاعبه عبر زملائه، حيث أن الفريق أهم من أي لاعب مهما علا شأنه..

إنريكي كان على يقين أن هذا الموسم سيُقفل ملفُّ مبابي، فكان يجاري الأمور بشكلٍ هادئ، قبل إن يعلن الغزال الأسمر انطلاقه خارج غابة باريس. حينها، أطلق إنريكي عنان قراراته المثيرة، حيث صار مبابي لاعبًا عاديًْا يُعامل مثل البقية؛ يتم تغييره في كل الأوقات، كما يوضع منذ البداية على دكة الاحتياط ويُزجُّ به عند الضرورات..

قرارات لويس أثارت الصحفيين والنقّاد والمحللين، فواجههم بكلمات واضحة:"نحن نفكر في المستقبل... علينا أن نعتاد اللّعب دون كيليان!"

لويس إنريكي اعتمد سياسة الصدمة القوية التي يلطخ بها وجوه الجميع في البداية، ثم يتراجع مفعولها بتقدُّم الوقت فتصير عادية الوقعِ والتأثير.. وقد أنهى الجدل مؤخرا عندما أجاب صحفيًّا بعد مباراة البي إس جي ومارسيليا، قائلا إن الموضوع صار مملّا لدرجة لا تُحتمل.. وهكذا أُقفل وسيُقفل للأبد كتاب مبابي..

إنريكي تسلّح بالشجاعة، ووضع مبابي أمام الأمر الواقع، وأجزِمُ أن اسما أو اثنان آخران كانوا سيفعلون ما فعله لويس.. وكلما أغضب "الأمر الواقع" كيليان وأثار حماته، ذكرهم بأنه هو من اختار إعلان الرحيل في وقتٍ غير مناسب...

 

 

إنريكي ... قاهر الأساطير
تاريخ الخبر: 2024-04-07 00:20:36
المصدر: الحرية تي في - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

الحسم في بيرنابيو.. التعادل يحسم ذهاب ريال مدريد وبايرن ميونخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

الحسم في بيرنابيو.. التعادل يحسم ذهاب ريال مدريد وبايرن ميونخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:04
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

السكوري: المغرب قطع أشواطا هامة في مسار بناء الدولة الاجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:25:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

السكوري: المغرب قطع أشواطا هامة في مسار بناء الدولة الاجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:02
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية