حين لبس الملك الحسن الثاني جلباب فقيه محاضر وذُهل القرضاوي من قوته وعمقه


 

في الحلقة الثالثة والأخيرة من ملف “حين لبس الملك جلباب فقيه محاضر”، سنقف فيها عند مجادلة الملك الراحل الحسن الثاني للشيخ يوسف القرضاوي في درس من الدروس الحسنيـة أقيم في رمضان من سنة 1983 بعد تعقيب الملك على تحليل حديث بعينه.

 

 

وهنا أعجب الشيخ بالملك واكتشف فيه ليس فقط رجل سياسة، ولكن علاّمة خبر أمور الدين بعمق وقوة أذهلا الشيخ قبل أن يقول في مذكراته: “وعندما كان هذا السؤال من الملك والرد عليه منّي بصراحة، موضع حديث المغرب كله: أجبت على الملك، ولم أُسلِّم له، كما يفعل الكثير ولا أرى في هذا الشيء بطولة أو فضلا. الملك سأل سؤالا، وبيّنت له الإجابة حسب علمي ولم أحرّف العلم من أجل الملك والناس تعوّدوا من العلماء ألا يعقّبوا على ما يقوله الملك”.

 

 

ووقف القرضاوي عند الليلة المعهودة، والمتعلقة بذهابه إلى قصر الملك لإلقاء الدرس قبل أن يجلس كما يجلس الجميع، ومنهم الملك نفسه، على الأرض، يقول في درس حضره ولي العهد حينها في إحالة منه على الملك محمد السادس، والوزير الأول والوزراء وكبار رجال الدولة، وقادة الجيش، وسفراء الدول الإسلامية، وكبار العلماء ووجهاء البلد.

 

 

وبدأ الدرس وهيّأ خطابه بوصف هو أكثر ما يكون ملاءمة لموقفه بقوله: “فأما كلمة “مولانا” فكل المسلمين موالي بعضهم لبعض، وأما كلمة “الملك” فهذه حقيقة، فهو ملك مُبايَع من شعبه، وأما كلمة “المعظّم” فهي حقيقة كذلك، سيما من ناحية نسبه الشريف وانتمائه إلى الحسن السبط.

 

 

وأوضح أنّ الناس في المغرب على اختلاف مستوياتهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية والدينية، كانوا ينتظرون ماذا سيقول في درسه أمام الملك، الإسلاميون، والليبراليون، والماركسيون، والقوميون، وكل الأحزاب والفئات.

 

 

واستفسر شبابا في لقائه بهم بمنزل عبد الإله بنكيران بقوله: “حتى الإسلاميون كانوا ينتظرون هذا الدرس”؟ قالوا: “نعم”. فالإسلاميون كانوا يقولون: “إما أن نمزق كتبه بعد هذا الدرس إذا لم يعرف بحقها، ولم يحترم ما قاله فيها وإما أن نزداد احتراما واحتضانا لها”، فقال لهم: “لعل كتبي سلمت من التمزيق”! وقالوا: “الحمد لله، بل ازددنا لها حبّا، وبصاحبها تعلقا” وبعد ذلك تناولوا وجبة السحور وصلّوا الفجر وذهب كل واحد منهم إلى حال سبيله.

 

 

تاريخ الخبر: 2024-04-08 18:09:00
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 63%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية