أزمة بعد أخرى مع جيرانها.. هل تسير الجزائر نحو عزلة إقليمية؟


 

أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أول أمس السبت، استدعاء سفير النيجر بخصوص “ترحيل مواطني النيجر المقيمين بشكل غير قانوني بالجزائر”، وفق المصالح الدبلوماسية النيجيرية التي استدعت بدورها سفير الجزائر للاحتجاج على “المعاملة اللاإنسانية المتبعة من طرف سلطات الجزائر، في عمليات ترحيل رعايا النيجر المقيمين بطريقة غير قانونية فوق التراب الجزائري”.

 

 

الأزمة الجديدة بين الجزائر والنيجر، سبقها توتر دبلوماسي بين الجزائر ومالي، مما يطرح تساؤلات بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين الجزائر ودول الساحل والصحراء إثر توتر العلاقات مع مالي والنيجر.

 

 

أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، اعتبر في تصريح لـ”الأيام 24″، أن احتجاج النيجر هو “احتجاج طبيعي ومفهوم”، مستدركا: “غير أن استدعاء السفير الجزائري من النيجر، غير مفهوم ولا أدري ما سببه”.

 

 

وتابع أنه “عندما تحتج دولة على تعامل عنيف تجاه مواطنيها، فمن المفترض أن تتغير السياسات لا أن يتم استدعاء السفير”، مبينا أن “هذا دليل أخر على أن الجزائر بدل أن تصلح أخطاءها تتمادى فيها بشكل عنجهي ومتعالي في علاقاتها مع الدول المحيطة بها”.

 

 

وعن أسباب توالي أزمات الجزائر مع محيطها الإقليمي، قال شيات، إن “هناك مشاكل كثيرة على مستوى تدبير السياسة الخارجية الجزائرية”، مبينا أن “هناك نوع من الأبوية يحكم الجزائر في التعامل مع المحيط الإقليمي المباشر، يكمن فيه نوع من الأمر والنهي والادعاء بأن الجزائر يمكن أن تتدخل في أي بلد وأن تقيل من تشاء وتضع من تشاء في الحكم”.

 

 

ولاحظ أن “هذه الأبوية موجودة في الخطاب، ولكنها غير قابلة للتطبيق بالشكل الفعلي لأنها مرتبطة بسياقات إستراتيجية أكبر من الجزائر”، ملفتا إلى أن تعامل الجزائر مع مالي والنيجر وجوارها عموما تحكمه نفس الطريقة مما يثير حفيظة هذه الدول تجاه الجزائر خاصة فيما يتعلق في موضوع إنساني هو موضوع الهجرة.

 

 

وسجل شيات، أن هناك مقاربات خاطئة للجزائر فيها نوع من الأبوية ومن الأمر والنهي والتعامل مع المهاجرين كأنهم دول وسكان لا تليق بعظمة الجزائر، منبها إلى أن هناك ممارسات كثيرة تنم عن “العنجهة” وحتى “نوع من العنصرية” تجاه المواطنات والمواطنين الأفارقة.

 

 

وأكد شيات، أن “هناك مشاكل أيضا على مستوى المنطلقات الخاطئة التي ترى بها الجزائر نفسها إقليميا، إفريقيا ودوليا”، مبينا أن أن الجزائر الغنية بالمنتجات الطاقية من قبيل الغاز والبترول، كان لها دور في مرحلة الحرب الباردة باعتبارها ركيزة للمنظومة الاشتراكية في دعم بعض الأنظمة ذات الطبيعة الاشتراكية والشيوعية في إفريقيا من طرف الاتحاد السوفياتي.

 

 

وأردف أن هذا الدعم السوفياتي جعل لها دورا محوريا في إفريقيا من خلال دعم الإتحاد السوفياتي، مستدركا: لكنها كانت تعتقد أن هذا الدور الذي كانت تقوم به في مرحلة الحرب الباردة هو دور ذاتي، في حين أن هذا الدور هو دور منوط بها من طرف قوة دولية، وشدد على أن الجزائر لم تكن فاعلا إقليميا إفريقيا إلا من خلال وجود قوة خارجية داعمة التي كانت هي الاتحاد السوفياتي.

 

 

ويرى شيات، أن “هناك منطلق خاطئ يحكم الجزائر من خلال الحديث عن عظمتها وتفوقها وعن إمكانياتها الهائلة في تدبير السياسات الإقليمية، وتسويق أنها دولة داعمة لحركات التحرر”، مشيرا إلى أن “هذا الدعم الذي كانت تعتقد بأنه دور ذاتي في ما تسميه دعم حركات التحرر هو دعم لمجموعات ومنظومات ومجموعات كانت تساند الطرح الشيوعي السوفياتي”.

تاريخ الخبر: 2024-04-09 03:09:35
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 75%
الأهمية: 83%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:26:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية