يمكن اعتبار موافقة باريس بتسليم الإمارات حوالي 30 وحدة من مقاتلات “الميراج” لفائدة المغرب، بمثابة صفحة جديدة في إطار العلاقات العسكرية بين الدولتين، التي عرفت بدورها جمودا بسبب البرود الذي أصاب الارتباطات الدبلوماسية بين الرباط وباريس.
وتعتبر هذه الخطوة العسكرية مؤشرا على دخول العلاقات الثنائية بين فرنسا والمغرب في سياق جديد يطبعه التعاون التقني المشترك، بما يسمح تعزيز الترسانة الجوية خاصة وأن المملكة المغربية تمتلك أسرابا من مختلف الطائرات أبرزها طراز F-16 الأمريكية.
تعليقاً على هذا الموضوع، قال عصام العروسي، مدير مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية، إن “التقارب المغربي الفرنسي يؤشر على بداية مرحلة جديدة في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين، التي كانت تعرف قبل أشهر جمودا دبلوماسيا”، مشيرا إلى أن “التقارب العسكري بين باريس والرباط كان حاضرا مع الحكومات السابقة”.
وأضاف العروسي، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المغرب في الآونة الأخيرة لم يعد من طليعة الدول التي تقتني الأسلحة العسكرية من فرنسا، بعدما كانت الزبون الأول في السنوات الماضية، وهذا الأمر أزعج فرنسا خاصة اعتماد الرباط على سياسة تنويع الشركاء”.
وتابع المتحدث عينه أن “المغرب بهذه الخطوة يعبر عن رغبته في التعاون العسكري مع فرنسا وذلك بناء على شروط أولها الاعتراف بمغربية الصحراء”، موضحا أنه “من الناحية التقنية أن المغرب لا يميز بين شركائه حيث يستفيد بالقدر الكافي من الأسلحة التي يريدها”.
وأردف أيضا أن “طائرات الميراج من الطائرات الدقيقة الفرنسية المؤهلة بشكل كبير نظراً لأدوارها الجوية وهذا دافع تقني من أجل الحصول على هذا النوع من السلاح العسكري”.
