حرب السودان.. ناجية تروي معاناتها مع النزوح في مدن دارفور – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان


التغيير- فتح الرحمن حمودة

لم تكن المحامية السودانية «هيام» تظن أن سفرها لقضاء عطلة عبد الفطر المبارك العام 2023م مع أسرتها في مدينة نيالا بجنوب دارفور- غربي البلاد، سيتحول إلى رحلة معاناة ونزوح ولجوء تمتد لأشهر طويلة.

هكذا فجأة ودون سابق إنذار أغلقت حرب 15 ابريل 2023م التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمامها كل الأبواب وتركتها وأسرتها نهباً لأهوال الحرب وفظائعها، لتتنقل بين مدن إقليم دارفور قبل أن تنجو بنفسها وتغادر إلى خارج البلاد مؤخراً.

الطريق إلى نيالا

«هيام»- وهو اسم مستعار- روت لـ«التغيير» قصة معاناتها جراء الحرب منذ قرّرت السفر إلى نيالا أواخر رمضان العام 2023م وما شاهدته من فظائع خلال رحلة نزوحها.

قالت إنها في صبيحة 15 أبريل 2023م، كانت قد بدأت رحلتها إلى مدينة نيالا، ولم تعلم باندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم، إلا عندما وصلت إلى منطقة كأس في جنوب دارفور، إذ تفاجأت بأخبار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين عندما أخرجت هاتفها لتصفح الإنترنت.

وأضافت أنها تواصلت بعد ذلك مع شقيقة والدتها التي تسكن في الخرطوم لتتأكد من صحة الأخبار المتداولة عن المواجهات العسكرية وعندئذٍ سمعت أصوات الرصاص بأذنيها مما زاد من قلقها.

وبالرغم من ذلك كانت الفتاة تحاول طمأنة نفسها بأن الاشتباكات سوف تتوقف في العاصمة الخرطوم ويعود الهدوء قريباً- مثل كثير من السودانيين الذين ظنوا أن الحرب لن تطول- لكن عندما وصلت مدينة نيرتتي كانت رقعة الاشتباكات قد توسعت إلى مناطق أخرى بالفعل.

بين نيرتتي وزالنجي

«هيام» اعتبرت أن الحظ حالفها خلال رحلتها الطويلة فقد تمكنت من الصعود إلى آخر عربة متحركة من مدينة نيرتتي في اتجاه مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور بعد أن توقفت جميع المركبات السفرية عقب اتساع دائرة المعارك في مدن خارج العاصمة.

وأشارت إلى أنه بالرغم من أن الحركة كانت طبيعة داخل مدينة زالنجي إلا أن الخوف والهلع كان بادياً على سكان المدينة عند وصولها وهي تعاني الإرهاق من طول السفر.

وقالت إنها عندما همت بأخذ قسط من الراحة بدأت بسماع أصوات الرصاص، وكانت أصوات أسلحة مختلفة تسمعها للمرة الأولى طوال وجودها في ولايات دارفور.

ووصفت الأمر بأنه كان مرعباً، فقد اضطرت وأسرتها إلى البقاء تحت أسرة المنزل منذ منتصف النهار وحتى مغيب الشمس فيما يحاول والدها طمأنتهم.

وأضافت بأنهم لم يتمكنوا في ذلك اليوم من تجهيز وجبة إفطار رمضان بسبب الاشتباكات المستمرة واكتفوا بأكواب ماء من «الزير» إلى أن توقفت أصوات الرصاص عند التاسعة ليلاً.

مغادرة المنزل

وذكرت أنهم اضطروا في فجر اليوم التالي لمغادرة المنزل الذي يقع شرق قيادة الجيش، ورافقهم أغلب سكان المنطقة سيراً على الأقدام حتى وصلوا أطراف المدينة.

لكن ومع شروق الشمس عادت أصوات الأسلحة تعلو من جديد داخل المدينة، ولم يكن لدى هيام وأسرتها في أطراف المدينة طعام أو ماء إلى أن عادوا لمنزلهم بعد يومين بعد أن هدأت الاشتباكات تزامنا مع حلول عيد الفطر.

وتروي هيام أنه بعد انتهاء فترة العيد عادت الاشتباكات مجدداً داخل المدينة من كل الاتجاهات وبدأت المقذوفات تتساقط على بعض المنازل ما دفعهم لمغادرة المنزل من جديد بحثاً عن مكان آخر أكثر أماناً.

ودخلت أسرة هيام ومعظم سكان المنطقة إلى مبنى مهجور «عمارة» بعد أن سقوط «دانات» إحداها على منزلهم عقب مغادرته، ولم يستطيعوا العودة إليه مجدداً بعد أن أصبح الحي كله مرمىّ للنيران المتبادلة.

ومكثت هيام مع أسرتها وآخرين داخل المبنى المهجور ما يقارب الثلاثة أشهر وتوزعت عدد من الأسر الهاربة من المنطقة داخل (بدروم) المبنى المهجور الذي أصبح مكتظاً جداً.

ووسط هذا الرعب وانعدام الأمن، بدأ الوضع الاقتصادي لأسرة هيام يتدهور خاصةً مع انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت، مع تنامي المخاوف من الاستهداف الذي طال الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان داخل المدينة، وقد أصبحت حياتها هي نفسها مهددة بالخطر كونها محامية.

نيالا مرة أخرى

هنا قررت هيام مغادرة المدينة بصحبة أخيها نحو نيالا التي اندلعت فيها الاشتباكات أيضاً وتوسعت رقعتها في جميع الاتجاهات، ورغم ذلك مكثت بها ما يقارب الشهر حتى قررت النزوح الى مدينة الضعين في شرق دارفور.

وقالت إن الجثث كانت منتشرة في شوارع المدينة بصورة مرعبة، وقد كانت سبباً في تأخر وصولها إلى موقف المركبات السفرية لنحو أربع ساعات، لتبدأ رحلتها نحو مدينة الضعين.

وفي الضعين بدأت هيام في استعادة حياتها من خلال عودتها إلى العمل لما يقارب الشهرين، لكن الأوضاع انفجرت في المدينة أيضاً لتقرر بعدها مغادرة البلاد بعد أن عانت من حالة الرعب والخوف المستمر لما شاهدته من فظائع في مدن دارفور منذ اندلاع الحرب.

ووقتها كانت قوات الدعم السريع سيطرت على الضعين وبدأت تنشط فيها أسواق الأسلحة بل وتحولت المدينة إلى منطقة عسكرية لا تخلو من السلاح حتى لدى السكان.

هيام ختمت قصتها بأنها تحركت بعد ذلك من مدينة الضعين في رحلة نزوح محفوفة بالمخاطر والأهوال والإرهاق، وتعرّضت للنهب أكثر من مرة خلال سفرها إلى أن وصلت دولة جنوب السودان ومن ثم إلى أوغندا في رحلة البحث عن الأمان.

وتقول إحصائيات منظمات الأمم المتحدة، إن الصراع الجاري منذ عام أجبر أكثر من 8 ملايين سوداني على الفرار من منازلهم، بينهم أكثر من 1.5 مليون لجأوا إلى دول الجوار، وتحديداً نحو تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.

تاريخ الخبر: 2024-04-18 00:23:27
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

"كامب نو" يبقي سيرجي روبيرتو في برشلونة لعام إضافي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

"موصيبة".. أسترازينيكا تعترف بآثار جانبية للقاحها ضد "كورونا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 67%

إسبانيا تُنظم جائزة أفضل لاعب إفريقي في "لاليغا إي أيه سبورتس"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:26:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

"كامب نو" يبقي سيرجي روبيرتو في برشلونة لعام إضافي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

"موصيبة".. أسترازينيكا تعترف بآثار جانبية للقاحها ضد "كورونا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:25:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

إسبانيا تُنظم جائزة أفضل لاعب إفريقي في "لاليغا إي أيه سبورتس"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 18:26:05
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية