رسالة خطية واحدة فقط نشرها بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا على منصة “إكس” بحر الأسبوع الجاري، كانت كافية لتجعل المشهد السياسي الإسباني على صفيح ساخن وتضع تكهنات بدخول البلاد النفق المسدود، وذلك بعد ملاحقة القضاء لحرمه التي يشتبه في تورطها في قضايا فساد واستغلال للنفوذ، بموجب شكاية حركتها جمعية مقربة من اليمين المتطرف.
“أنا أحب زوجتي بشدة.. وشدة الهجمات التي نتعرض لها أنا وزوجتي تحتاج إلى الرد الهادئ”، يقول سانشيز ضمن رسالته التي أظهر فيها جزء من حميميته، مضيفا: “كثيرا ما ننسى أن وراء السياسيين هناك أشخاص. وأنا لا أجد أي حرج في القول إني رجل متيم بزوجتي التي تعيش تحت صدمات الحجارة التي يرمونها بها يوما بعد يوم”.
وأظهر سانشيز من خلال كلمات رسالته استعدادا قويا للتضحية بمنصبه الرفيع ومغادرة سفينة الحكومة الإسبانية، انتصارا لزوجته بيغونيا غوميز، التي لا تشغل أي منصب عام، غير أن ذلك لم يمنع السلطات القضائية بمدريد من فتح تحقيق أولي معها في 16 أبريل الجاري، بعد شكوى من جمعية ” Manos limpias” (الأيادي النظيفة)، وهي مجموعة محسوبة على خصوم سانشيز.
غير أن بعض القراءات تذهب إلى تفسير خطوة سانشيز على أنها مجرد تكتيك سياسي، ليظهر نفسه كضحية لهجوم يستهدفه هو وزوجته منذ أشهر، متهما ألبرتو نونيز فيخو وسانتياغو أباسكال بالمسؤولية عن إيذائه وإلحاق الضرر به.
وبالعودة إلى مضمون الشكاية، فإنها تتحدث عن شبهات تحوم حول علاقة بيغونيا غوميز بشركة سياحية تدعى Globalia مالكة شركة الطيران Air Europe، حصلت على مساعدات حكومية في مواجهة الأضرار التي تكبدتها جراء جائحة “كوفيد 19”.
وكانت بيغونيا غوميز في ذلك الوقت ترأس مركز IE Africa، وهي مؤسسة مرتبطة بكلية إدارة الأعمال في جامعة “آي أيه” في مدريد، ولكنها غادرت هذا المنصب في عام 2022.
ونقلت “إل كونفيدانسيال”، أن المركز المذكور وقَّع اتفاقية رعاية مع الشركة السياحية “غلوباليا” في عام 2020″، بينما شاركت بيغونيا غوميز زوجة سانشيز، في اجتماع خاص مع مديرها التنفيذي خافيير هيدالغو في الوقت الذي كانت فيه غلوباليا تتفاوض على خطة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها ملايين اليورو مع حكومة بيدرو سانشيز، ما سمح في نهاية المطاف بتلقيها 475 مليون يورو في نونبر 2020 من صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يهدف إلى دعم الشركات الاستراتيجية التي تواجه صعوبات بسبب الأزمة الصحية.
