معجزة غزة .. رغم المضايقات، احتجاج الطلبة يغزو الولايات المتحدة


احتجاجات تتمدد و تتطور

مثل كرة ثلج مفاجئة في أبهى لحظات  التساقط، تمدد احتجاج طلبة جامعات الولايات المتحدة لمستوى فاق كل التكهنات، ليس فقط في عدد المحتجين الداعمين لغزة وإنما أيضا بالنسبة لارتفاع سقف المطالبة بمقاطعة دعم الاحتلال الاسرائيلي و عدد الموقوفين من بين الطلبة و أساتذة و أطر الجامعات من طرف شرطة الولايات المتحدة، مع تسجيل تحرك اليهود المناصرين لاسرائيل ضد احتجاجات الطلبة التي بدأت تتمدد في أفق شملها مختلف شرائح المجتمع الأمريكي؛

ففي الوقت الذي اعتقد الجميع أن تصعيد العنف و التدخل القوي للسلطات الأمنية و الإدارية سيوقف تطور الاحتجاج، تفاجأ سلطات واشنطن بانتشار الدعم و تزايد الاحاجاج كسريان النار في الهشيم، فبعد العشر جامعات خلال بداية الأسبوع تحولت ملحمة الانتصار لغزة في بلد العم سام إلى شبه التوقف عن الدراسة بعد احتجاج 20 جامعة و 40 مهعدا عاليا و كلية  داخل 14 ولاية نهاية هذا الأسبوع.

معاداة للسامية حقيقة أم تضليل 

في الوقت الذي انتظر الطلاب تدخل إيجابي من السلطات الحاكمة إزاء مطالبهم الانسانية العادلة إزاء سكان غزة و فلسطين ضد الكيان المدعوم من طرف واشنطن، فوجئو بحملة متفق عليها من طرف جميع المسؤولين الاداريين بالجامعات و ممثلي السلطة خصوصا السياسيين اليمينيين على الخصوص، إذ نزعوا إلى شيطنة الحراك و اعتباره فتنة تحاول نخر المجتمع الأمريكي المتسامح و المتنور،  وأن بعج أطر التدريس بالجامعات استغلوا هامش الحرية وحركوا بعض الطلبة القابلين للتأثر في زعزعة النظام العام الاجتماعي و الاستقرار النفسي هناك، وهو ما يشكل معاداة للسامية ومس خطير بالنظام العام داخل المجتمع الأمريكي المتحضر، يستوجد التدخل بعنف لفض هذه الاحتجاجات التي اتخدت شكل اعتصامات مفتوحة في عدد  مهم من الجامعات.

ادعات السلطات الأمريكية دفعت بآلة التدخل الأمني إلى اعتقال أزيد من 500 طالب و إطار أكاديمي من الجامعات، ما يزال التحقيق مستمرا معها، وهو وضع أجج من وثيرة الاحتجاج الذي رفع سقف مطالبه بضمان ليس فقط التضامن مع غزة و إنما إعادة النظر في حرية المعتقد و التعبير في المجتتمع الأمريكي، و ما يدعم احتجاج الطلاب هو خروج عدد مهم من المنتصرين للعدوان الاسرائيلي ينددون بالحراك الطلابي متمسكين برموز الاحتلال الاسرائيلي، في الوقت الذي ينضم للاحتجاج الجامعي عدد كبير من اليهود الأمريكيين المندديمن بالاحتلال و العدوان الاسرائيلي، مما يزكي تفاهت الموقف الرسمي الأمريكي حول ادعاء معاداة السامية، التي إن كانت تعني التقتيل و التجويع و الإبتدة الجماية، فإن المجتمع الحر و السليم يجب أن يكون أول معاد لها، إن معاداة السامية ما هو إلا ادعاء سخيف لتبرير كل تلك الجرائم و قمع حرية التعبير و الرأي، تقول وايلد طالبة معتصمة يهودية الديانة.

مطالب واضحة و نضال مستمر

تزايد وثيرة الاحتجاج و تمدده داخل الجامعات الأمريكية دفع بالطلبة إلى تحديد أولي لمطالبهم النضالية في نقطتين رئيسيتين هما: 

1- قطع العلاقات الأكاديمية مع اسرائيل 

2- وقف الدعم المادي و المعنوي لحرب الإبادة الاسرائيلية لسكان غزة 

قبل أن تنضاف إليهما نقطة ثالثة هي: 

3- رفع قيود التضليل على حرية التعبير و إبداء الرأي داخل الفضاء الأكاديمي الأمريكي. والذي يجسده بشكل استعجالي العفو عن الطلبة و الأساتذة الذين صدرت في حقهم عقوبات التوقيف بسبب مناصرتهم لغزة.

 

معجزة غزة .. رغم المضايقات، احتجاج الطلبة يغزو الولايات المتحدة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 15:20:33
المصدر: الحرية تي في - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية