برعاية الأنبا بولس.. الأقباط في أقاصي شرق كندا يحتفلون بأفراح “القيامة” أساس المسيحية


برعاية نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، صلى أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسى البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي، القداس الإلهي لعيد القيامة المجيد مع الأقباط في أقاصي شرق كندا، وتحديدا في إقليم نيو برونزويك، مساء اليوم السبت الموافق 4 مايو الجاري من السابعة والنصف مساءا وحتي ما بعد منتصف ليل اليوم الأحد بنصف ساعة، وهو الموافق 5 مايو 2024.

وشارك في صلوات القداس الإلهي أقباط مختلف مدن شرق كندا، وتحديدا نيو برونزويك، وبعض هؤلاء الأقباط قاد سياراته لأكثر من 12 ساعة متواصلة ليصلي القداس الإلهي في كنيسة في مدينة مونكوتون بإقليم نيو برونزويك Moncton – New Brunswick. هذا وتمت صلاة القداس الإلهي في كنيسة مار جرجس St. George’s Anglican Church.

ويذكر أن كل عيد ميلاد وقيامه، يصلي قدسه مع الأقباط هناك ليشاركوا أخوتهم في مصر وبقية أقاليم الإيبارشية فرحة عيد القيامة المجيد، وقبله عيد الميلاد.

= نحن نؤمن بالقيامة لأنها أساس عقيدتنا وكرازتنا وسبيلنا للحياة الأبدية مع الله

وقال أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسى البراموسي، خلال عظته بعد قراءة الإنجيل المقدس: بادئا عظته قائلًا: “اخريستوس آنيستي .. آليثوس آنيستي .. المسيح قام .. حقا قام”. موضحا أنه من المهم أن نضع دائما أمام أعيننا آية (1 كو 15: 12): “ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات، فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة؟”. كما أنه في رسالة كورنثوس الأولى 15: 12 “هل تؤمن بقيامة الأموات؟ هل تؤمن بأنك ستعيش بعد الموت؟ هل تؤمن أن جسدك سيقوم من بين الأموات ويعيش؟. وهنا تبرز مجموعة من التساؤلات، خاصة وأن بعض الناس يضحكون عند الحديث عن قيامة السيد المسيح له المجد. كان هناك أوناس في كورنثوس لم يفعلوا ذلك. قالوا أنهم لم يفعلوا ذلك. هنا يقول معلمنا بولس الرسول في رسالة كورنثوس الأولى 15: 12 “ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من بين الأموات، فيكف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات؟” ومن ثم فإن لم تكن قيامة أموات، فلا يكون السيد المسيح قد قام، وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا، وباطل أيضا إيمانكم، كما يقول معلمنا بولس الرسول.

= الصدوقيون ومن يعتقدون بانتهاء الحياة بعد الموت.. بسبب فقدان الرجاء والغرق في اليأس

أضاف: الموتى لا يقومون. عندما تموت، فأنت ميت، هذا ما يعتقده بعض الناس. وكانوا يُسمون الصدوقيين. لقد اعتقدوا أنه عندما تنتهي هذه الحياة، فإننا نتوقف عن الوجود. لقد آمنوا أنه لا يوجد شيء خلف القبر، لا أرواح، ولا حياة، ولا سماء.

لكن هذا خطأ فادح للغاية. في هذا الإصحاح الخامس عشر المهم للغاية من رسالة كورنثوس الأولى، يتناول معلمنا مار بولس قيامة الأموات، وهو الأمر الذي آمن به معظم الناس منذ الأزل، وخاصة المسيحيين. لقد علمها يسوع، والآن معلمنا بولس الرسول. لقد كان معظم أهل كورنثوس يؤمنون بالقيامة. لكن قوما أنكروا القيامة، وقالوا: “ليست قيامة. الأموات لا يقومون أبدا. والجسد إذا دفن لا يقوم أبدا”. لكن معلمنا بولس الرسول يدحض ببراعة هذا الاعتقاد لدي من يرفضون الاعتراف بالقيامة، في هذا الإصحاح المهم جدا، حيث كان يعلم وهو متمتع بروح الله. خاصة وأن هؤلاء الكورنثيون الذين قالوا: “لا قيامة”، كانوا فاقدين للرجاء وغارقين في اليأس والبؤس. بالنسبة لهم لم تكن هناك حياة مستقبلية؛ لم يكن لديهم أمل في الشمل مع الأحباء، ولا أمل في أي حياة بعد القبر، الموت.

= أهم حقيقة في الإنجيل هي القيامة .. إعلان للحياة الأبدية مع الله

أكد أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي: يعلمنا القديس بولس أن أهم حقيقة في الإنجيل هي القيامة! لأنه إن كان المسيح الذي مات قد بقي ميتا، فليس هناك إنجيل للحياة الأبدية. لا يوجد أخبار جيدة. إذا كان الصليب قد أنهى كل شيء، ووُضع جسد يسوع في قبر يوسف ولم يخرج أبدا، فليس لدينا إنجيل. لا يوجد امل! حتى اليوم، بعض الناس يسمعون هذا ويضحكون. ولا يعتقدون أن هذه القيامة هي جوهرها إعلان للحياة للأبدية والشركة مع الله.

وهنا أحدثكم عن حالات لم تؤمن بالقيامة، وأنتجت افتراءات لا تمت للحقيقة والإيمان السليم، ونذكر هنا أنه يقال أن توماس جيفرسون لم يؤمن بالقيامة. وأنه في الواقع، كان أنه مصمما جدا على دحض تعليم الكتاب المقدس عن القيامة وأي نوع من المعجزات، لدرجة أنه قام بتحرير نسخته الخاصة من الكتاب المقدس، حيث قام بحذف جميع الإشارات إلى ما هو خارق للطبيعة. لقد اقتصر جيفرسون، في تحريره للأناجيل، على تعاليم يسوع الأخلاقية فقط. والكلمات الختامية لكتاب جيفرسون المقدس هي كما يلي: “هناك وضعا يسوع ودحرجا حجرا كبيرا على فم القبر ومضى”. وبالطبع هذا كله كان مخالفا للواقع، إذ أن القيامة كانت تحمل داخلها الحياة، الحياة الأبدية.

هل يمكنك أن تتخيل كيف كان الأمر بالنسبة لأتباع يسوع يوم السبت، اليوم التالي لصلب يسوع؟ لقد ضاع كل شيء منهم. لقد مات يسوع. لقد تخلوا عن كل شيء ليتبعوه. كان كل شيء فيهم يشعر أنه هو حقا ما قاله عن نفسه، وأنه المسيح الموعود والمخلص الذي تحدثت عنه النبوءات لعدة قرون. نعم، لقد هرب تلاميذه عندما تم القبض عليه. نعم، لقد كانوا يخشون الموت بقدر خوفهم من أي شخص آخر، لكنهم كانوا تلاميذا وشهودا للسيد المسيح.

إذن ماذا نحن فاعلون الآن؟ لا بد أن يوم السبت كان صعبا جدا على تلاميذ يسوع، ولكن يجب أن نتذكر أننا لا نستطيع أبدا تقييم الموقف حقا، حتى نتمكن من رؤيته من منظور يوم الأحد. لا يمكننا أبدا أن نعرف الحقيقة بشأن موقف ما، حتى نسمع كلام الله. هنا نقرأ قصة صباح عيد الفصح في إنجيل معلمنا مار لوقا (23:54 – 24:12).

= المسيحية كلها تتوقف علي حقيقة القيامة والرجاء: افتراءات جيفرسون وهاري هوديني

أكد أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، المشرف المسؤول عن ترينتي سنتر في فال دي بوا، وكاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال بإقليم الكيبيك الكندي إن عدم إيمان جيفرسون بالقيامة يقودنا إلى عرضه هاري هوديني أعظم فناني الهروب الذي عرفه الإنسان. يمكنه الخروج من أي موقف، بالتحايل. لقد قيل عن هاري أنه كان يتمتع بمرونة ثعبان البحر وعيون قطة. قال أحد كتاب السيرة الذاتية: “يمكنه الهروب من أي شيء سوى ذاكرتك.. جاء اليوم الذي مات فيه هاري هوديني”. ولم يهرب. ويذكر أن زوجته عقدت جلسات تحضير الأرواح في ذكرى وفاته، وهي تحاول الاتصال به. ولكنها فشلت في عمل هذا الاتصال.

أضاف القمص الراهب موسي البراموسي: أن المسيحية كلها تتوقف على حقيقة القيامة. فاليوم بدون رسالة القيامة. لن يكون هناك إنجيل، ولا قصة واحدة، ولا رسالة في العهد الجديد، ولا إيمان، ولا كنيسة، ولا عبادة، ولا صلاة في المسيحية.

وقيامة يسوع المسيح هي العمود الرئيسي الأساسي لإيماننا! لأنه جدلا إذا لم يكن هذا صحيحا، فإن إيماننا غير صحيح! إذا لم يقم السيد المسيح له المجد، فليست هناك حياة أبدية، والموت في النهاية هو إلى الأبد، دون حياة أبدية مع الله! وهذا يعني أيضا أن الكنيسة والمسيحية ليستا سوى عملية احتيال روحية استراتيجية، تم ارتكابها في مجتمع ساذج عاطفيا علي مدار أكثر من 2000 عام، كما يروج بعض يصوغون الافتراءات. وهذه الافتراءات بالطبع غير حقيقية.

= اجعلنا يا رب مستعدين لاستقبال المخلص عندما يأتي لنعيش حياة الشركة والحياة الأبدية معه

أكد أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي أن القيامة هي أساس كرازتنا وعقيدتنا ومسيحيتنا. ويذكرنا هذا بما كتبه معلمنا بولس عن القيامة في كورنثوس الأولى 15 حول هذه الحقيقة. إذا لم تكن قيامة المسيح، فباطل الإيمان والكرازة والترنيم والشهادة والعبادة والخدمة والالتزام والخلاص. ونصبح شهود زور، بإيمان خاطئ وعلاقة مزيفة مع ربنا ومخلصنا. ولكن أكثر من ذلك، فإن الله مجرد وهم، وكان ابن الله مفهوما مكتوبا جيدا وليس له أي صحة. وبالطبع من يتحدث بهذه الطريقة فإن يتحدث عن افتراءات لأنه أنكر حقيقة القيامة التي تقوم عليها عقيدتنا الصحيحة ومسيحيتنا السليمة.

فكما يقول معلمنا بولس الرسول (1 كو 15: 12-20): “ولكن إن كان المسيح بكرز به أنه قام من الأموات، فكيف يقول قوم بينكم إن ليس قيامة أموات؟ فإن لم تكون قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام! وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل إيمانكم، ونوجد نحد أيضا شهود زور لله، لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه، وإن كان الموتى لا يقومون. لأنه إن كان الموتى لا يقومون، فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم! إذا الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا! وإن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقي جميع الناس. لكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين”.

قال: أذكر هنا أنه في الحرب العالمية الثانية، كان اليابانيون عديمي الرحمة ومتعطشين للدماء. والطريقة الوحيدة لإيقافهم كانت القنبلة “الذرية”. أجبرت القنبلة القاتلة اليابانيين القساة –خلال الحرب العالمية الثانية- على التوقف والتخلي عن الحرب بأكملها، وأصبحوا أكثر الشعوب ميلا للأمن والاستقرار والسلم. وما جعلنا نتوقف عن الخطية ونطلب الحياة هي “القيامة”. جلبت القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية الموت على هيروشيما، ولا تزال المدينة صالحة للسكن حتى يومنا هذا. وعلى عكس القنبلة الذرية، فإن القيامة تجلب الحياة وتكسر قيود الموت وتغلبت عليه لتمنحنا الحياة الأبدية والشركة مع الله.

وفي ختام عظته، قال أبونا القمص الراهب موسى البراموسي: نشكرك يا رب، لأننا نستطيع أن نجتمع اليوم لنفرح بالقبر الفارغ والمخلص الذي انتصر، والمخلص الذي يعود مرة أخرى بقوة ومجد عظيم. يا رب، لا نعلم متى ستعود؟ لقد أخبرتنا فقط أن نكون مستعدين. وأنت قلت: “في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان”. ولذا، يا رب، أدعو الله أن نعيش على أهبة الاستعداد، لننعم بالحياة الأبدية وحياة الشركة معك يا الله.

تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:21:45
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

العصبة الاحترافية تفتح تحقيقا في الصراعات داخل يوسفية برشيد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-18 18:26:15
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

العصبة الاحترافية تفتح تحقيقا في الصراعات داخل يوسفية برشيد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-18 18:26:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

السعودية رئيسا للمجلس التنفيذي لـ"الألكسو" حتى 2026

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-18 18:25:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية