توحيد

هوالإيمان بإله واحد خالق للكون بكل ما فيه ومتصرف به وحده لا يشاركه في ملكوته شيءوهوالله سبحانه وتعالى لاشربك له لم يتحذ صاحبة ولا ولد ولم يكن له ولي من الذل فكبره تكبيرا سبحانه وتعالى عما يقول الظالمين علوا كبيرا, هذا هوالمفهوم الأساسي البدهي للتوحيد في الإسلام .

التوحيد لغة واصطلاحا

لغة: "الإيمان بالله وحده لاشريك له".
اصطلاحا: "فهم الله تعالى بالربوبية ، والإقرار بالوحدانية ، ونفى الأنداد عنه جملة "،

وهوبهذاالمعنى حقيقة بسيطة تدور على إفراد الله تعالى بالعبودية، ونفيها عن جميع ما سواه. والتوحيد هوجوهرالإسلام ، بل جوهر جميع الأديان السماوية، وهودعوة الرسل والأنبياء من آدم إلى محمد عليهم الصلاةوالسلام. واتى في القرآن الكريم:{ولقد بعثنا في جميع أمة رسولا حتى اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) سورة النحل36. ويقف الإسلام بخصيصة التوحيد هذه على الطرف اللقاء للعقائد التى يتسع فيها مفهوم العبادة لغير الله تعالى، كائنا ما كان هذا الغير: جمادا أوحيوانا أوإنسانا أوكائنا خفيا كالجن والشياطين ، كما يقف على الطرف اللقاء أيضا لكل المذاهب والفلسفات التى تؤمن بحلول الله في غيره ، أواتحاده بهذا الغير، أوتجسده فيه.

ويرى ابن خلدون حتى المعتبر في التوحيد ليس هوالإيمان فقط ، لأن الإيمان تصديق فهمى، أما التوحيد فهوفهم ثان ينشأ من الفهم الأول ، والفرق بينهما أشبه بالفرق بين الفهم بالشىء والاتصاف بهذا الشىء أوالتحقق به.

ولم ترد حدثة "التوحيد" بهذه الصيغة اللغوية في القرآن الكريم ، وإنما وردت بصيغة "الواحد" وصفا لله تعالى اثنتين وعشرين مرة. كما وردت لها فيه صيغة "أحد" -وصفا لله تعالى- في سورة الإخلاصفى قوله تعالى:{قل هوالله أحد سورة الإخلاص1 ، وهذه السورة تعدل ثلث القرآن لما اشتملت عليه من بيان التوحيد الخالص الذى هوأصل الإسلام وذروة سنامه. والتوحيد -فى هذا الإطار الواضح الميسر- هوالعقيدة التى يحملها الإسلام إلى الناس كافة ويقدمهاللبشر بحسبانها معيارا وحيدا يصحح بها علاقة الإنسان بالله -تعالى- عقيدة وعبادة. ورغم بساطةهذه العقيدة ووضوحها فقد شغلت مساحة هائلة من اهتمام الفهماء والمفكرين والفلاسفة المسلمين ، ونشأت حولها تفسيرات وشروح وأفكار بالغة الدقة، شكلت "فهما" مستقلا سمى بفهم التوحيد أوفهم الكلام، وظهر هذا الفهم في وقت مبكر جدا من تاريخ الإسلام ،ولازال يستمد مبررات وجوده من هذه العقيدة حتى يومنا هذا.

التوحيد عند المتحدثين

وقد نشأت على طول هذا التاريخ مدارس وفرق كلامية اختلفت رواها وتفسيراتها الفهمية لأبعاد عقيدة التوحيد، لكنها لم تختلف حول المعنى البسيط لهذه العقيدة كما يقررها القرآن الكريم والسنة النبوية. ومعنى التوحيد عند متحدثى أهل السنةوالجماعة:إثبات الوحدانية لله تعالى في ذأته وصفاته وأفعاله: فوحدانية الذات تعنى تنزيه ذاته تعالى عن الجسمية ولواحقها من هجرب وتبعض وتحيزفى الجهة، وهوما يعبرون عنه بنفى الكم المتصل عن الذات ، كما يعنى تنزيه الذات عن حتىقد يكون له ند أوضد أومثل أوشريك ، وهوما يعبرعنه بنفى الكم المنفصل عن الذات ، وتعنى وحدانية الصفات استحالة التعدد في الصفة الواحدة من صفات الله تعالى كأن تكون له قدرتان أوفهمان.الخ. كما تعنى استحالة استحقاق الغيرلأية صفة من الصفات الإلهية.

أما وحدانية الأفعال فمعناها نفى مشاركة الغير لله تعالى في إيجاد شىء في هذا الكون أوتدبيره. وقد تشددت فرقة المعتزلة في تنزيه التوحيد فاثبتوا الذات ونفوا الصفات ، وتشدد بعض الفلاسفة أيضا فمنعوا وصفه تعالى بالصفات الثبوتية، واكتفوا بوصفه تعالى بالإضافات والسلوب ، وذلك خوفا من انثلام "الوحدة" الإلهية أولحوقما التعدد بها ، حتى لوكان التعدد في الأوصاف. وهناك ممضى ثالث يثبت لله تعالى جميع ما ورد مضافا إلى الله كصفة بما فيه ظواهر بعض الايات التي تشير إلى صفات وأسماء كثيرة، والذى يرى حتى كثرة الصفات لموصوف واحد لا تقدح في وحدة الذات ، إذ الممنوع عقلا وجود أكثر من ذات أوجوهر يتصف جميع منها بالألوهية أوتحل فيها المعانى الإلهية. ولفهماء الكلام من معتزلة وأشاعرة وغيرهم براهين عقلية مطولة فى إثبات صفة الوحدانية لله وإبطال العقائد المعددة في الألوهية بالتثنية أوالتثليث أوالحلول أوالاتحاد... الخ.

التوحيد عند الصوفية

والتوحيد عند شيوخ التصوف يستند -أيضا- إلى المعنى العام البسيط للتوحيد كما ورد في القرآن والسنة، وقد عرض القشيرى في مفتتح كتابه المسمى بـ الرسالة القشيرية لبيان اعتقادهم في التوحيد بما لا يخرج عن ممضى أهل السنة والجماعة. غير أننا نلمس أبعادا أخرى -ذوقية- تقع وراء "المعنى البسيط" لعقيدة التوحيد، وتتمتل في تقسيمه إلى مراتب تختلف باختلاف الموحدين ومدى مخالطة "بشاشة التوحيد" لقلوبهم.

درجات التوحيد عند أهل الذوق

توحيد العبادة: وهوالتوحيد الذى يقف عند المعنى العام لشهادة:ألا إله إلا الله. توحيد العبادة موجود في السور المكية بكثرة.

توحيدالمحبة: وهوحالة تكون فيه محبة الله للعبد أقوى من أي شئي وهذا التوحبد مأخوذ من الأيات الحث علي المحبة الإلهية مثل { جميع ان كان أباوكم وأبناؤكم وإخوانكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله ... الخ توحيد المحبة موجود في السور المدنية بكثرة

توحيد الوجود: وهوالتوحيد الذى اختص الحق -تعالى- نفسه به ،غيرأنه أظهر لبعض صفوته من هذا التوحيد لوائح وأسرارا. وأمثالة هذا التوحيد من القرآن { جميع شيء هالك الا وجهه و{ جميع من عليها فان ويبقى وجهه ربك ذوالجلال والإكرام وتوحيد الوجود موجود في الآيات المتشابهات التي لا يعهد تأويلهن الا الله والراسخون في الفهم. ومن هذا القسم مضى من مضى إلى القول بوحدة الوجود من الصوفية مثل ابن عربي، عبد الرحمن الجامي ، مهر علي شاه وغيرهم

وطريق التوحيد في المرتبة الأولى ملاحظة الشواهد والآيات والآثار، وفى المرتبة الثانية المكاشفات والمعاينات والأحوال من قبض وبسط وسكروصحوومحو... الخ. وتوحيد المرتبة الثالثة لا يقبل وصفا ولا تأخذه العبارة ولا النعت.

أركان الإيمان السته

1. الإيمان بالله

2. الإيمان بالرسل

3. الإيمان بالخط السماوية

4. الإيمان بالملائكة

5. الإيمان باليوم الآخر

6. الإيمان بالقدر خيره وشره

أركان التوحيد

توحيد الألوهية.

توحيد الربوبية.

توحيد الأسماء والصفات.

ووفقهم الله عز وجل للعمل بهذه العقيدة السمحة ، إلا أنه لا بد لأهل الحق من المدافعة والمنابذة من أهل الزيغ أوالجهل بين الحين والآخر ((سنة الله في الذين خلوا من قبل)){الأحزاب:62 ، ومن ذلك :

إنكار تقسيم التوحيد من بعض أهل البدع

وانادىؤهم حتى أول من اتى به شيخ الإسلام بن تيمية ، وابن القيم ، وابن عبد الوهاب رحم الله الجميع. وقد تولى الرد على هذه الفرق جمع من الفهماء. نطق الشيخ بكر أبوزيد: هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي فهماء السلف أشار إليه ابن منده وابن جرير والطبري وغيرهم ، وقرره شيخ الإسلام بن تيمية ،وابن القيم، وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان. رحم الله الجميع، وهواستقراء تام لنصوص الشرع ، وهومطرد لدى أهل جميع فن كما في استقراء النحاة كلام العربي إلى اسم وعمل وحرف والعرب لم تفه بهذا ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب إلى غير ذلك من أنواع الاستقراء . ((القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد)) للدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد.

تسمية أقسام التوحيد اصطلاحا

وهذا خطأ ، والصواب أنه استقراء من نصوص القرآن الكريم وليس اصطلاحا أنشأه بعض الفهماء من عندهم ن ولهذا نجد حتى الفهماء لا يسمون ذلك اصطلاحا ، بل يقولون إنه استقراء كما في أضواء البيان م /3 / ص/ 410.414 ) وما تقدم من كلام الشيخ بكر أبوزيد وغيرهما. 3 زعم بعضهم حتى لفظ التوحيد مصطلح عليه (( أي أنه من عند الفهماء)) ولم يرد في القرآن ولا في السنة ، كما صرح بعضهم قي درسه بذلك ، وقد نبه على ذلك من طرف بعض الفضلاء ورجع جزاه الله خيرا. ثم عثر الخطا نفسه من بعض الفضلاء في كتاب له وهذا لانشك أنه ناشئ من عدم الاستقراء التام ، كدنا لا نراهم إلا في كتاب أوتحت التراب . وها هنا بعض الأحاديث النبوية الثابتة في ذكر لفظ التوحيد : 1 أخرج الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه نطق: نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم(( يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتىقد يكونوا حمما ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة ، نطق : فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت القثاء في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة)) أخرجه أحمد /م 3/ص/391 . والترمذي، في رقم : 2597، ونطق حديث حسن سليم. 2 واتى في سليم مسلم وغيره في كتاب الحج عن جابر رضي الله عنه ((..... فأهل بالتوحيد....))) 3 أخرج أبوداود وغيره وصححه الحاكم والمضىي وحسنه النووي والعسقلاني ،أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق لبعض النسوة : (( عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ، ولا تغفلن فتنسين التوحيد ( وفي رواية : الرحمة) ، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات ومستنطقات)) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد رقم: 7375 . وفي الجملة فقد يحدث هناك أكثر وأكثر من الأحاديث النبوية السليمة في ذكر لفظ التوحيد وإنما أردنا إثبات هذا اللفظ الشريف ويكفي ذلك حديث واحد ولله الحمد كما أننا ننصح الجميع بعدم النفي لبعض القضايا أوالأسماء إلا بعد الاستقراء التام والاعتماد على الفهماء المتقدمين في ذلك ، لأنهم أهل الاستقراء حقيقة من أمثال شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم وغيرهما ، رحمهم الله. ونذكر في هذا المقام حتى بعض أهل البدع نطق: لم يرد تسمية صفات الله بلظ (صفة) ، أما الأسماء فقد وردت .. وهوبهذا الزعم يشوش على بعض البسطاء من العامة والله المستعان ، وغاب عنه حديث في سليم البخاري عن عائشة رضي الله عنها حتى النببى صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب (( قل هوالله أحد)) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنطق(سلوه لأي شيء يصنع ذلك )) فسألوه فنطق: لأنها صفة الرحمان وأنا أحب حتى أقرأ بها . فنطق النبي صلى الله عليه وسلم : ((أبلغوه حتى الله يحبه)) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد رقم : 7375. ((سبحان ربك رب العز ة عما يصفون(180) وسلا م على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين)) الصافات