فيما دعا مهتمون بالشأن السياحي والزراعي في واحة الأحساء إلى بناء معلم سياحي «نوعي» وفريد في وسط الواحة الزراعية، يتمثل في بناء: «مدينة سياحية مصغرة للواحة الزراعية القديمة في الأحساء»، وضع الخبير في الإرشاد الزراعي، رئيس تجار التمور (المعتمد من الأمانة) عبدالحميد آل بن زيد، تصورًا للمدينة المقترح تأسيسها في الواحة، بمساحة 5 ملايين متر مربع، فيها: العيون، والثبارة، والرسم وفق التصميم القديم، والاستعانة بالخبراء وكبار السن، وهو عبارة عن مشروع ريفي واستثماري، والاستفادة من التنقلات بداخلها بالدواب.

28 حيازة

أضاف آل بن زيد لـ«الوطن» أن الأحساء كانت في السابق واحة غناء ومحتضنة للماء، ومياهها سطحية وبعضها فوار، وهي منخفض عميق جدًا في شرق الجزيرة، وتقع بين كثبان رمال غزيرة، ففيها تتجمع المياه في باطن الأرض، ومنها تفجرت بعض العيون المائية المشهورة مثل: أم سبعة، والجوهرية، والخدود، والحقل، وأم خريسان، وأم الخبيص وعيون أخرى كثيرة، وبناءً على مواقع العيون، تم التوسع على مدى قرون مضت، الزراعة في الأحساء، وتوقفت في حدود جريان المياه في الأنهار الممتدة من العيون إلى أقصى ما يمكن أن تغذي، فصارت الأحساء أكثر من 28 حيازة زراعية، عبارة عن بساتين و(ضواحي) «حائط»، لافتًا إلى أن الأحساء المتضمنة تقريبًا على الهفوف والمبرز، و14 قرية، كلها قائمة على الحياة الزراعية والمياه الجوفية النابعة من العيون، وفيها جدولة بين الأنهار المتخللة لهذه البساتين وهذه القرى، وخارطة أشبه بالمعقدة، لكنها ميسرة لري النخيل دون استعمال أي آلات ري، بفعل الأنهار، تسمى «الثبارة».

غابة منتظمة

بدوره، أوضح، العضو السابق في مجلس بلدي الأحساء، الأمين العام السابق للتصويت للأحساء في عجائب الطبيعة، والعضو السابق للفريق التنفيذي للأحساء المبدعة، علي السلطان، أن الأحساء تعتبر غابة منتظمة من شجر النخيل، وليست غابة عشوائية من الأشجار ككل الغابات، فالفلاح هنا هو المهندس والمنفذ، حيث بناء شبكة معقدة لري المزارع من آلاف السنين كونتها العيون والأنهار، وساهم الإنسان بشكل كبير في تطويرها واستغلالها حيث جعل لها نظامًا متقنًا لإدارة المياه عبر التاريخ، واستمر في الابتكار والتطوير، حسبما يقتضيه ظرفا الزمان والمكان، ليثبت لنا أنه خبير بعلم الجيومورفولوجيا المتعلق بمعرفة الأرض وطبيعتها، والذي سهل عليه إدارة توجيه المياه والتحكم فيها.