حديث بين الأشلاء عن عودة الجماعة للسلطة…! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان


د. مرتضى الغالي

أمين حسن عمر خرج إلى دنيا القنوات، وقال إن حركتهم (الإسلامية) لن تشارك في السلطة إلا عبر الانتخابات.!

إنه يتحدث عن السلطة والسودان في خراب وموت ودم لا يعلم مداه إلا المولى -عزّ وجل- في عليائه. وأهل السودان بين قتيل ونازح ولاجئ وهارب بملابس النوم إلى حيث لا مكان.. والجوع يهدد 25 مليوناً من بنيه، وكل التلاميذ خارج المدارس، وكل الشباب خارج الجامعات والمعاهد… والبيوت مدمرة منهوبة والخراب والموت في كل شارع ومنحنى ومقبرة.. والعالم كله يعقد حواجب القلق على هذا المصير الأسود الذي يتربص بالسودان وهو بسبب إصرار جماعة التنظيم على الحرب يتدحرج إلى هاوية فاغرة على أبواب الجحيم..!

الناس يتساءلون عن أي حركة (إسلامية) يتحدث هذا الرجل عن عودتها إلى السلطة..؟

هل هو التنظيم الذي بدأ بدق المسامير في رؤوس الأطباء، وانتهى بإيلاج العصي والأخشاب في أدبار المُعلمين..؟!

هل هو التنظيم الذي ركب على رقاب العباد بالقهر وجاء بالموت الزؤام وأزهق الأرواح ظلماً وعدواناً ودفن الناس أحياء..؟!

هل يتحدث عن رجال التنظيم الذي ألقى بالصبيان مقيدين بالبلوكات الإسمنتية والأحجار، وقذف بهم إلى قاع النيل..؟!

هل يتحدث عن التنظيم الذي فصل جنوب الوطن عن شماله ومزق نسيج الوطن، ونشر في أرجائه الفرقة والتباغض والعنصرية المُنتنة..؟

هل يتحدث عن التنظيم الذي قال أكبر رأس فيه بعد الترابي إن الاغتصاب يكون أحياناً شرفاً للنساء المُغتصبات..؟!

هل سمع الناس في أجهزة الشاباك الصهيونية والسافاك الإيرانية والجستابو النازية وتنظيمات المافيا أن أي من هذه التنظيمات الفاجرة قام بتعيين مجنديه في وظيفة (مُغتصب عمومي)…؟!

هل يتحدث عن التنظيم الذي وضع أحد زعمائه الكبار يده على حيازة غير قانونية لـ 99 قطعة أرض في وقت يعيش فيه، ويموت أربعة ملايين سوداني بأطفالهم في معسكرات النزوح واللجوء بعد أن تم حرق قراهم وحرق بعضهم أحياء داخلها،!

هل يتحدث عن التنظيم الذي دمّر الموافق، وباع أرصدة الوطن، وأصبح أتباعه ومريديه يتاجرون في شحنات المخدرات..؟!

هل هو التنظيم الذي تم إدانة زعيمه قضائياً بغسيل الأموال وحيازة قروض الدولة، وأوصت المحكمة بإيداعه في إصلاحية..؟!

هل هو التنظيم الذي قال شيخه إن بعض أفراد جماعته قاموا بتصفية عناصر الجماعة الذين تم إرسالهم لاغتيال حسني مبارك..؟

هل يتحدث عن التنظيم الذي أفتى وعّاظه بقتل ثلثي المواطنين من أجل بقاء سلطة الإنقاذ..؟!

هل هو التنظيم الذي أعلن قائده بعد عشرين عاماً من السلطة أنهم كانوا يمارسون (شريعة مدغمسة)..؟!

هل هو التنظيم الذي أشعل هذه الحرب اللعينة.. والذي يقول قادته إنهم سوف سيواصلون الحرب حتى ولو تم إزهاق أرواح (48 مليوناً) من السكان.. حسب تقديرات نهاية عام 2024.. وهو يقصد حتى موت المواليد في أرحام أمهاتهم..!

هل هو التنظيم الذي التي يهرب المواطنون إلي المجهول من كل مكان يرون أفراده فيه..؟

هل هو التنظيم الذي يقتل منسوبوه الناس في الشوارع وداخل بيوتهم ويقطعون الرؤوس، بينما أولاد قادته يمرحون في تركيا بالدراجات النارية في طرابزون وإسطنبول، ويمتطون السيارات الفخيمة التي تنافس سيارات السلطان أردوغان..!

هل هو التنظيم الذي استدرج بن لادن ثم طرده ليستولي على أمواله، ثم ورث أفراده الرجل (وهم وهم ليسوا من صُلبه ولا من أهل قرابته) حتى قال عنهم إنهم عصابة تزاوج بين المتاجرة بالدين وبين المافيا..!

طبعاً من أكثر الأمور ثقلاً على النفس محاولة رصد جرائم هذا التنظيم وما فعله بالسودان من تدمير وخراب..وكل ما يذكره الراصدون ما هو إلا (عينات ونماذج فقط) من الخراب والشرور والفساد بعد أن أطلق زعيم هذا التنظيم جماعته على الوطن فاندفعوا مثل وحوش كاسرة ينهشون لحمه ويرمون عظمته..!

احد أفراد التنظيم كان من “دائرة الترابي الخاصة”..جاء إلى العاصمة (يا مولاي كما خلقتني) وبعد شهور شيّد هو وأصحابه مدرسة (في هيئة أكاديمية من ثلاثة طوابق) رسوم طلبتها بالدولار..وشرط الدفع فيها يسبق طابور الصباح.. وأطلق عليها (وهو طبعاً من المنادين بالتأصيل) اسم “خواجاتي” من أسماء الجامعات العريقة على غرار أكسفورد وكامبريدج وهارفارد.. وعندما سألوه من أين لك هذا..؟ قال انه باع حواشة أبيه في الجزيرة وبنى هذه القلعة من ثمن تلك البيعة…!

وإذا كان سعر (حواشة واحدة) يفعل مثل ذلك..فبشري للمزارعين في كل تفاتيش مشروع الجزيرة من السديرة إلى الماطوري..!

ما هذا الهباب والسجم والرماد والانتخابات التي يتحدث عنها أمين حسن عمر..؟! وأين كان هو وجماعته عندما انطلقت الثورة في كل أنحاء السودان في أعظم استفتاء على رأي الشعب السوداني في هذه الجماعة..؟!

هؤلاء الذين (لبدوا) أيام الثورة وفي شهورها الأولى وتواروا عن الأنظار ولاذوا بالجحور لم يتنفسوا إلا بعد انقلابهم انقلاب الشؤم والجهل الذي كان على رأسه البرهان وياسر العطا..!

هؤلاء البشر يغالطونك في الشمس..ويقولون إنها ليست شمساً إنما هي (بالون) أطلقته الحركة الإسلامية..؟!

أمين حسن عمر قال إن الثورة لم تهزمهم..وإنهم انتصروا لأنهم (كسبوا الرأي العام السوداني)..!!…ثم ضحك (الضحكة إياها) التي تعلموها من كبيرهم ومقلديه.. وهي ضحكة لا تنبئ عن فرح ولا تشير إلى سرور..إنما تكشف عن بعض العلل النفسية العصابية الغميسة…نسأل الله السلامة.. الله لا كسبّكم..!!

تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:23:32
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-19 06:24:00
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

الأرصاد: استمرار فرص هطول الأمطار على بعض المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-19 06:23:57
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية