عزيزتي حواء.. “أزمة الرجل الخمسيناتي”
يمر جميع الرجال بمرحلة صعبة جدًا من مراحل أعمارهم، وهي: المرحلة الخمسينية اي من 51 : 59 عام من العمر، مرحلة شديدة القسوة والخطورة إذ لم ينتبه لها الرجل وتفطن لها الزوجة أيضًا.

في تلك الفترة والتي فيها حقق الرجل إنجازات ونجاحات ومكاسب في عمله فمثلاً في النطاق الوظيفي نراه وصل لأعلى مناصب قيادية ودرجات مالية وترقيات وحقق ولو بعض الأمنيات الوظيفية ولكن سرعان ما يدق ناقوس الخطر خصوصاً في الحقبة من 55 : 59 عام
وفي كل عام تلو الآخر يهدد بأن يسحب البساط من تحت أقدامه وأنه ينتظر قريبا أن يقال له شرفتنا واللي بعده يتفضل، ويخرج تاركاً منصبه وكرسيه ومكتبه وأقلامه وكأنه لم يأتي هذا المكان من الأصل.

فيظل الرجل يعيش هذا الألم النفسي والاجتماعي والمادي شعور يسحقه يوما بعد يوم ولا أحد من أهل بيته وأسرته يشعر بآلامه هذه بل يحتضنها في قلبه تمزق ضلوعه وتفكيره يوما بعد الآخر .

ثانيًا: على المستوى الصحي:-
يبدأ يشعر هذا الرجل بتدهور في صحته مابين ارتفاع ضغط الدم أو سكر أو ألم بالفقرات مع ظهور بعض التجاعيد ويغزو الشعر الأبيض رأسه أو شعره يفارق رأسه رويداً رويداً بعدما كان كثيفا جدًا، مع ظهور الكرش والانحناء في الظهر وضعف عام في كل صحته.

ثالثًا: على المستوى الاجتماعي:-
يرى أن ابنائه هم الذين أصبحوا شباباً ومن حقهم بعد انتهاء مراحل تعليمهم أن يعملوا و يتزوجوا وعليه أن يدبر ويرتب مستقبلهم كلا بحسب استطاعته وإمكانياته.

وهنا تزيد حصرته وآلامه أين هو من كل ذلك أصبح مجرد موردا للمال وليس له مطالب أو أمنيات.
وهكذا على كل المستويات يصبح شعوره الوحيد أن البساط يسحب من تحت أقدامه رويدا رويدا، فتتخبط أفكاره وتتشابك مشاعره.

وكما مر بفترة صعبة ( المراهقة) وهو في بداية خروجه من “الطفولة ودخوله في الشباب، يبدأ في فترة أصعب، وهي: “خروجه من الشباب ودخوله في ( الكهولة) أو سن المعاش” وما بعده .

فيترنح كثيرًا ما بين الرفض والقبول لهذه المرحلة الغير محببه له وكثيراً يلجأ للرفض بتصرفات صبيانية غير عقلانية وكأنه يتوارى فيها ويختبأ عن سنه الحقيقي فمثلاً ( البعض منهم) يعشق فتاة في سن ابنته توهما في عقله أنه مازال صغيراً وشابا ومرغوبا فيه.

أو مثلاً يذهب لمراكز الشباب والرياضة أو يحنق على زوجته لأبسط الأسباب لانها تذكره بسنه وبسن أولاده الشباب وأنهم أولى بالأموال والاهتمامات وممكن يفكر في الطلاق رغبة منه أن يرتبط بأخرى أصغر فتشعره أنه مازال صغيراً وشابا وقويا و…و…

والحلقة القادمة عزيزتي نصائح هامة، لتمر تلك الفترة الصعبة في حياتكما بحكمة وفطنة خصوصاً في ظل السوشيال ميديا ومشاكلها.