تعتبر المديرية الجهوية للوقود بالناحية العسكرية الخامسة، قطبا لوجيستيا بامتياز، بفضل الإمكانيات التي تتوفر عليها والتي جعلت منها شريانا حيويا للجيش الوطني الشعبي، بعد أن تكفلت إطاراتها بالتعريف بمختلف نشاطاتها وتنظيماتها في يوم إعلامي مفتوح لفائدة المواطنين.
حاتم بن كحول
ونظمت المديرية الجهوية، يوما إعلاميا مفتوحا لفائدة المواطنين، على مستوى مركز الإعلام الجهوي الواقع بحي القصبة بوسط مدينة قسنطينة، قامت خلاله بشرح نشاطات المديرية المركزية للوقود لوزارة الدفاع الوطني، للتعريف أكثر بهذا السلاح الذي يعتبر شريانا حيويا يمد الجيش الوطني الشعبي بالطاقة.
مخبر ميداني للمتابعة الدقيقة لجودة ونوعية المواد البترولية
وعرضت الإطارات شروحات خاصة بمختلف مكونات المديرية، بداية بالمخبر الميداني، والمستعمل في إطار المتابعة الدائمة والدقيقة لجودة ونوعية المواد البترولية من وقود، زيوت وشحوم، في مختلف مراحل استغلالها، بغرض أن تكون هذه المواد فعالة وذات نوعية رفيعة، للحفاظ على العتاد والوسائل المتحركة في الخدمة على مستوى وحدات الناحية العسكرية الخامسة، ويقوم أفراد مخبر مراقبة جودة ونوعية المواد البترولية للمستودع الجهوي للتموين بالوقود، بمتابعة دورية لمختلف المواد البترولية، بالإضافة إلى القيام بتحاليل ميدانية لمختلف شاحنات الوقود التي يتم استلامها على مستوى المستودع.
ويتكون المخبر الميداني، من وحدة التحاليل الميدانية وتتمثل في المراقبة الميدانية للوقود المتمثل في كل من المازوت والبنزين بدون رصاص ووقود الطائرات، من خلال القيام بمجموعة من التحاليل الميدانية السريعة والبسيطة، ويتم إجراء هذه التحاليل قبل القيام بأي عملية نقل أو تفريغ للوقود، بهدف التأكد من نوعية الوقود وخلوه من الشوائب وأشكال التلوث، كما تشمل التحاليل اللون، والذي يعد من بين الخصائص المهمة التي يجب تحديدها، خاصة وأنها تمنح فكرة مهمة على مدى نقاوة الوقود، والخروج عن المجال اللوني المعروف لأي نوع من أنواع الوقود يعد دليلا على اختلاطه وتلوثه.
وتعتبر الكتلة الحجمية من الخصائص الأساسية للوقود، وهي تمثل حاصل قسمة الكتلة على الحجم عند درجة معينة، وتتأثر الكتلة الحجمية للوقود تأثرا مباشرا بدرجة الحرارة بسبب خاصة التمدد والتقلص ويتم قياس الكتلة الحجمية عند 15 درجة مئوية، وتعتبر الناقلية على قدرة الوقود على نقل وتبديد الشحنات الكهربائي الساكنة، وتراكمها قد يؤدي إلى حدوث شرارة كهربائية وبالتالي اشتعال الوقود، ويمكن المخبر الميداني أيضا من الكشف عن الماء، وذلك باستعمال كاشف الماء الذي هو عبارة عن كبسولة بها غشاء كيميائي يتغير لونه عند ملامسة الماء المنحل في الوقود والذي يصل تركيزه إلى 30 ملغ في الكلغ.كما يتوفر المخبر على مجموعة من الأجهزة التي تساعد في الكشف والتحاليل، على غرار جهاز التحليل الميداني، وهو عبارة عن حقيبة محمولة مخصصة لإجراء التحاليل الميدانية للوقود، الجهاز مزود بنظام متطور يظهر النتائج في ثوان باستخدام التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء، ويتوفر الجهاز الرئيسي على شاشة بطارية قابل للشحن.
ومن بين الأجهزة الأخرى، يعمل المخبر بجهاز محمول يستعمل في قياس الكثافة، وكذلك جهاز ناقلية الكهرباء، ويستعمل لقياس الناقلية على مستوى بعض المواد على غرار الكيروزان والمازوت، إضافة إلى جهاز تحديد الألوان ويستعمل في تحديد ألوان المواد البترولية كالوقود وزيوت التشحيم، وكذلك جهاز قياس حموضة الوسط، ويستعمل لقياس حموضة الهيدروجين ويعتبر من أبرز الأجهزة بالمخبر الميداني.
تجهيزات حديثة خاصة بالوقاية والأمن الصناعي
وعرضت إطارات بالمديرية الجهوية للوقود بالناحية العسكرية الخامسة، خلال ورشات مفتوحة أقيمت على مساحة محاذية لمركز الإعلام الجهوي بولاية قسنطينة، تجهيزات حديثة خاصة بالوقاية والأمن الصناعي، بداية ببدلات منها بدلة عمل مضادة للكهرباء الساكنة، أي أن مرتدي هذه البدلة لن يتعرض للصعق الكهربائي أثناء ملامسته للتيار، ما يمكن من تأدية عمله على أكمل وجه.كما تم عرض معدات أخرى أثارت إعجاب الزوار، على غرار معدات عمل مضادة الانفجارية، آلة تصوير حرارية وجهاز لاسلكي متطور، جهاز مراقبة المآخذ الأرضية، ويمكن من تحديد مدى صلاحية عمل المآخذ، أجهزة اختبار الكواشف وتمكن هذه الأجهزة من التأكد من عمل الكواشف متعددة الاستخدامات من عدمها، خاصة وأن التأكد منها يبقى عاملا مهما جدا أثناء الاستعمال، ومصباح يدوي مضاد للانفجارية، أي أنه يمكن استعماله في أي ظرف ولا تتسبب أضواؤه في انفجارات، إضافة إلى أجهزة أخرى متمثلة في حقيبة القياسات، المقارن الرقمي و جهاز متعدد القياسات.
وحدة لإنتاج رغوة إطفاء الحريق بتدفق يصل إلى 400 لتر في الدقيقة
وعرضت الإطارات أيضا نشاطات وكيفيات عمل بعض الوحدات الأخرى، مع توفيرها في الميدان أين تم عرضها على الزوار، على غرار وحدة متطورة لإنتاج رغوة إطفاء الحريق، وهي عبارة عن جهاز لإطفاء الحريق موضوع على قاطرة متحركة ذات عجلتين، وتستعمل لإخماد الحريق الناجم عن جميع أنواع المحروقات، بتدفق يصل إلى 400 لتر في الدقيقة، وعلى مدى يصل إلى 40 متر، ما يمكن من إخماد الحريق دون تعريض حامل المطفأة للخطر، كما تسمح بضمان رغوة حسب مجال الرش والتركيز المطلوب.
وتتكون الوحدة من مقطورة فلاذية ذات أرضية مصنوعة من ألمنيوم، مضادة للانزلاق مع ركائز التثبيت، خزان لسائل الرغوة بسعة 500 لتر، جهاز للمزج بتدفق 400 لتر في الدقيقة، مع إمكانية ضبط تركيز الرغوة من 0 إلى 6 بالمئة، خرطوم لنشر الرغوة ذو غزارة ضئيلة ومعتدلة، أربعة أنابيب مجهزة من الطرفين بوصلات تستخدم في تزويد جهاز المزج بماء الشبكة، وتزويد الخراطيم من مخرج المزج.
وتتوفر هذه الوحدة على شاحنة صهريج وقود "مرسيديس زيتروس"، تستعمل في كل الميادين سداسية الدفع، وذات محرك 330 حصان بخاري، مخصصة لنقل الوقود بصهريج ذو سعة 14 متر مكعب، تتوفر على غرفتين كل واحدة بسعة 7 متر مكعب، ما يسمح بنقل نوعين من الوقود دفعة واحدة، وتنقسم الشاحنة إلى 3 أقسام رئيسية، متمثلة في قمرة القيادة وهي عبارة عن غرفة مزودة بشاشة مبرمجة ومقود متحرك، ذات تحكم كهربائي، وكذلك قسم التخزين الذي يعتبر ثاني قسم بالشاحنة وهو عبارة عن صهريج لنقل الوقود طوله 5 أمتار وسعته 14 مترا مكعبا، فيما يتمثل القسم الثالث في قسم التوزيع ويتكون من خزانة خلفية ومضخة تتكفل بالملأ والتفريغ.
محطة ميدانية تعمل بالطاقة الشمسية تستعمل لتخزين وتوزيع الوقود
تعتبر المحطة الميدانية للوقود من أبرز مكونات المديرية الجهوية، وهي عبارة عن محطة ذات سعة 5000 لتر موجهة لتخزين وتوزيع نوع واحد من وقود العربات "مازوت" أو بنزين، باستقلالية طاقوية كاملة بفضل استخدام لوحات الطاقة الشمسية، وتتكون هذه المحطة من قاعدة معدنية صلبة تسمح بالاستعمال السهل، و كذا قسم التخزين مخصص لنوع واحد من الوقود، و مضخة كهربائية لملء الخزان، فضلا مضخة كهربائية لتوزيع الوقود، و مضخة يدوية لتوزيع الوقود وتجفيف الخزان، إلى جانب نظام كشف التسرب ومولد كهربائي. كما أثار انتباه بعض الزوار، محرك صغير داخل مربع حديدي، ليتضح من خلال مقدم الورشات، أنه عبارة عن مجفف، ويتمثل في عتاد مجرور يستعمل لصيانة خزانات الوقود المرنة بقوة ضخ 300 متر مكعب في الساعة، ويتكون من محرك ديزل بخزان وقود 3 لتر، و مروحة هوائية وهيكل معدني مزود بعجلات، ويستعمل أيضا في مراقبة انسداد الحوض المرن، و تنظيف الطبقة الداخلية للحوض المرن، وكذا تنظيف الطبقة الخارجية لذات الحوض.
خزان مرن قابل للجر والنقل جوا
وعرض أيضا خلال الورشة المفتوحة، خزان مرن قابل للجر والنقل جوا، وهو عبارة عن خزان أسطواني الشكل، سعته حسب البطاقة التقنية 1000 لتر، قابل للجر أو النقل بواسطة الحوامات، جد مقاوم للنتوءات أثناء جره بالعربات وللصدمات أثناء الإنزال الجوي، ويتم نقله برا من خلاله جره على الأرض أو جوا من خلال حمله من طرف مروحية. وتتوفر المديرية الجهوية للوقود بالناحية العسكرية الخامسة، على صهريج وقود مجرور ذو سعة 3 آلاف لتر، ويستعمل في التخزين ونقل وتوزيع نوع واحد من الوقود، يمكن جره بواسطة شاحنات النقل التكتيكية، ويتكون من مقطورة لكل أنواع الأرضيات وخزان ذو سعة 3 آلاف لتر مع أنبوبي تحويل الوقود بطول 2 متر موضوعة على كل جانب، إضافة إلى وسائل توزيع الوقود مكونة من مضخة يدوية، وكذلك عداد حجمي وأنبوب مرن ومسدس توزيع وقارورة إطفاء ومأخذ أرضي.
تـدفق سريع يسمح بتـزويد طائرتين في آن واحد
وتعد وحدة تصفية وتوزيع وقود الطائرات من المكونات الرئيسية للمديرية، وهي عبارة عن مقطورة مجرورة، موجهة لتزويد الطائرات والمروحيات بتدفق 24 مترا مكعبا في الساعة وتستعمل في نوعين من التزويد مع إمكانية الملء بمخرجين، في آن واحد، سواء بواسطة مسدس توزيع الطائرات أو بمسدس توزيع عادي، مع سرعة تدفق للوقود يتناسب مع عدد الطائرات الممونة أي طائرة واحدة بقوة 12 مترا مكعبا وطائرتين في نفس الوقت بقوة 12 مترا مكعبا أيضا لكل طائرة.وتتوفر المديرية الجهوية، على أجهزة أخرى، تم التعريف ببعضها عبر بطاقات تقنية خلال الورشة المفتوحة، ومنها مشعبة ذات 5 مخارج، وهي عبارة عن عتاد وقود يقوم بتزويد العتاد المتحرك بنوع واحد من الوقود، كما يمكن بتزويد 5 عربات في آن واحد، قطره 50 مم ويعمل على اتصال بمجموعة محركات المضخة، وتتكون المشعبة من رصيف توزيع بقطر 50 مم، 5 مخارج، 5 أنابيب توزيع بطول 5 أمتار، 5 مسدسات توزيع بتدفق 3 متر مكعب في الساعة، إضافة إلى 5 حنفيات تستعمل في الغلق والفتح، وتتميز المشعبة بسهولة الاستعمال، تزويد 5 عربات في آن واحد وسهولة الوضع في الخدمة.
كما تم تقديم معلومات عن مجموعة محرك مضخة 12 مترا مكعبا في الساعة، وهي مجموعة ضخ للتوزيع، تسمح بتموين العربات العسكرية بالتدفق المناسب من 3 إلى 12 مترا مكعبا في الساعة، سواء بخط واحد للتوزيع أو من خلال خطين مستعملة في آن واحد تدفق 6 متر مكعب في الساعة على مرتين، وتتكون المجموعة من محرك ديزل بمخفضة الرغوة، حزام اتصال مطاطي، مصفاة أولية، مضخة حجمية ذاتية البدء مزودة بحنفية الملء، مصفاة للجسيمات.
وأكد المدير الجهوي للوقود بالناحية العسكرية الخامسة، أنه تنفيذا لمخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لسنة 2024، لاسيما شقه المتعلق بالأيام الإعلامية والأبواب المفتوحة، فقد قامت المديرية بتنظيم يوم إعلامي في فائدة الجمهور حول نشاطات المديرية المركزية للوقود، موضحا أنها كانت فرصة للشباب للتعرف على أحد أهم مكونات الجيش الوطني الشعبي.
فيما أوضح العميد القائد الجهوي اللوجيستي، خلال كلمة ألقاها قبل عرض فيديو يظهر نشاطات المديرية المركزية، أن تنظيم مثل هذه النشاطات الاتصالية يندرج في إطار السياسة التي تبنتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي منذ سنوات لتعزيز رباط جأش أمة وذلك من خلال تقريب المواطن من المؤسسة العسكرية والاطلاع عن كثب على مهام ونشاطات الهياكل ومؤسسات الجيش الوطني الشعبي، مضيفا أنه يتمنى أن يسمح الحدث للجمهور بأخذ فكرة شاملة وكاملة حول هذا السلاح وما يتوفر عليه من إمكانيات والاطلاع على الجهود التي تبذلها الإطارات كل حسب تخصصه في وحدات الجيش الوطني الشعبي.
