أدارسة

الأدَارِسَة هي سلالة حكمت المغرب، أسّسها إدريس بن عبد الله الملقب بإدريس الأول (788-793م) بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله، نجا بنفسه من المذبحة الرهيبة التي ارتكبها الجيش العباسي في مسقطة فخ في مكة المكرمة، والتي أقامها العباسيون لأهل البيت سنة 786م وتوفى كثير من آل البيت فيها. فر إلى وليلي بالمغرب. تمت مبايعته قائدا وأميرا وإماما من طرف قبائل الأمازيغ في المنطقة. وسع حدود مملكته حتى بلغ تلمسان (789م). ثم بدأ في بناء فاس. قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتدبير اغتياله سنة 793م. لادريس الأول (مولاي إدريس في المغرب) مكانة كبيرة بين المغاربة. ويعتبر ضريحه بالقرب من وليلي بزرهون (أومولاي إدريس زرهون اليوم) مزارا مشهورا.

قام ابنه إدريس الثاني (793-828م) والذي تولى الإمامة منذ 804م، بجلب الكثير من الحرفيين من الأندلس وتونس، فبنى فاس وجعلها عاصمة الدولة، كما دعم وطائد الدولة. قام ابنه محمد بن إدريس الثاني (828-836م) عام 836م بتقسيم المملكة بين إخوته الثمانية (أوأكثر). كانت لهذه الحركة تأثير سلبي على وحدة البلاد. بدأ بعدها فترة الحروب الداخلية بين الإخوة. منذ 932م سقط اللفسة تحت سلطة الأمويين حكام الأندلس والذين قاموا لمرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد اللفسة عن السلطة.

بعد معارك ومفاوضات شاقة تمكنت جيوش الأمويين من القبض على آخر اللفسة (الحسن الحجام) والذي استطاع لبعض الوقت من حتى يستولي على منطقة الريف وشمال المغرب، قبض عليه سنة 974 م، وثم اقتياده أسيرا إلى قرطبة. توفي هناك سنة 985 م.

تفرعت عن اللفسة سلالات عديدة حكمت بلدانا إسلامية عدة. أولها كان بنوحمود العلويون الذين حكموا في الجزيرة ومالقة (الأندلس). كما تولوا لبعض الوقت أمور الخلافة في قرطبة. ومن أحفاد اللفسة الحموديون، عالم الجغرافيا أبي عبد الله المعروف بالشريف الإدريسي ، فرع آخر من اللفسة حكم جزءا من منطقة جازان في السعودية بين سنوات 1830-1943 م. آخر فروعهم كان السنوسيين حكام ليبيا والجبل الأخضر 1950-1969 م.

التاريخ

اللفسة أسرة هاشمية حجازية الأصل تعود إلى آل البيت جدها الأعلى هوإدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن ابي طالب وفاطمة^[]

الادارسة في الغرب

بنت الرسول (صلى الله عليه وسلم). التجأ إدريس، كما هومعلوم، إلى المغرب فرارا من بطش العباسيين وأسس دولته لكنه اغتيل فتولى بعده ابنه إدريس الذي كان قد هجره جنينا في بطن أمه. فمن إدريس الثاني تنحدر فروع الأسرة الإدريسية المنتشرة بسائر أنحاء المغرب وبجهات أخرى من السعودية واليمن وفي ليبيا والجزائر وتونس ومالي وموريتانيا .

ونركز اهتمامنا هنا على اللفسة كأسرة حاكمة أي كدولة. وجودها يقترن بالفترة 172. 375/ 990.785. لكن لابد من التمييز داخل هاته الفترة بين أطوار مختلفة :

1. طور التأسيس الذي اقترن بعهد إدريس الأول (172. 177 / 788. 793) أي قيام الدولة بالتفاف فريق مهم من سكان المغرب حول إدريس تضمهم قبائل كبرى ومبايعتهم له، حسب التنطقيد الإسلامية.

2. طور الهيكلة والتنظيم ويقترن بعهد إدريس الثاني (177. 213./ 793. 828) حيث جرى تدعيم الدولة الناشئة باستحداث عدد من البنيات والمؤسسات كان من أهمها : بناء فاس واتخاذها كعاصمة للدولة ؛ واتخاذ بعض النظم الإسلامية كالوزارة والكتابة والقضاء والإمامة ؛ وتجريد العاصمة الجديدة من تأثير العصبيات والطابع القبلي، وذلك باحتضانها لفئات مهمة من السكان الوافدين من القيروان والأندلس، مما جعل العناصر المتنوعة من سكان المدينة تنصهر في وحدة بشرية تمثل، بوجه عام، الهجريب السكاني الجديد الذي بدأ يعم الغرب الإسلامي انطلاقا من عهد الفتح. إضافة إلى بداية إشعاع اللغة العربية من فاس كلغة دين وثقافة، ونمورقعة المملكة بحيث أصبحت أبرز كيان سياسي بالمغرب الأقصى وكان لها اتصال مباشر بسائر النواحي في البلاد.

3. طور التقسيم : هجر إدريس الثاني غداة وفاته عدة أولاد منهم الكبار والصغار. وتولى خلافته أكبر أبنائه، محمد، إلا أنه اعتبر المملكة التي هجرها له أبوه إرثا لا بد من توزيعه على الورثة. هل استند في ذلك إلى المبادئ الشرعية ،يا ترى؟ أم هل انصت إلى نصيحة جدته كنزة كما تذكر بعض المصادر،يا ترى؟ أم هل كان المقصود من ذلك التوزيع هوحضور الدولة الإدريسية بصورة مباشرة في أنطقيم مختلفة ،يا ترى؟ ليست لدينا عناصر كافية للجواب على هذا السؤال. والذي نستطيع تأكيده هوحتى التقسيم كانت له سلبيات وإيجابيات. فتقسيم المملكة إلى عدة ولايات أدى إلى إضعاف السلطة المركزية ونشوء إمارات إقليمية تنزع بطبيعتها إلى الاستقلال الذاتي على أوسع مدى. وقبل إعطاء مثال على المشاكل التي ترتبت عن ذلك التوزيع، من الضروري إعطاء صورة إجمالية عن التوزيع.

قسم محمد بن إدريس المملكة إلى ما لا يقل عن تسع ولايات، نذكرها الآن حسب رواية القرطاس، منبهين إلى وجود اختلافات طفيفة بين المصادر التي تناولت الموضوع.

محمد بن إدريس^[]

فاس وناحيتها.

القاسم بن إدريس طنجة وسبتة وقلعة حجر النسر وتطوان وبلاد مصمودة وما والاها.
داود بن إدريس هوارة وتسول ومكناس وجبال غياثة وتازة.
عيسى بن إدريس شالة وسلا وأزمور وتامسنا.
يحيى بن إدريس البصرة وأصيلا والعرائش إلى بلاد ورغة.
عمر بن إدريس مدينة الليكسوس ومدينة ترغة وبلاد صنهاجة وغمارة.
أحمد بن إدريس^[]

مدينة مكناسة وبلاد فازاز ومدينة تادلا.

عبد الله بن إدريس أغمات وبلاد نفيس وبلاد المصامدة وسوس^[]

.

حمزة بن إدريس تلمسان وأعمالها.

تلك هي الولايات التسع التي تدل على مدى امتداد الدولة الإدريسية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وهي معلومات تؤكدها جميع المصادر التاريخية كما تؤكدها الأبحاث الخاصة بتاريخ النقود الإدريسية. فالدراسة المهمة التي قام بها "دانييل اوستاش" في هذا الصدد تقدم لنا قائمة بدور السكة تعنى الأماكن التالية : أصيلا، البصرة، تدغة، تلمسان، تهليت، سبو، طنجة، العالية، مريرة، ورغة، وازقور، واطيط، وليلي، إيكم.

لم يكن توزيع الولايات على هاته الصورة، في نية محمد بن إدريس، يهدف إلى تجريد السلطة المركزية بفاس من حقها في مراقبة الولاة الإقليميين والمحافظة على وحدة المملكة الإدريسية. لكن الخلاف ما لبث حتى نشب بين الإخوة، إذ ثار عيسى بن إدريس، على أخيه محمد، فكلف هذا الأخير أخاه القاسم الوالي على طنجة بالذهاب لمعاقبة الثائر. لكن القاسم رفض القيام بالمهمة. فكلف محمد عمر بها. فتوجه هذا الأخير الذي كان واليا على غمارة وعزل عيسى عن ولايته كما تصدى للقاسم الذي التجأ إلى أصيلا.

لم تذكر المصادر المكتوبة مسببات الخلاف. ولكن يظهر حسب التحريات التي قام بها "أوستاش" حتى مسببات الثورة راجعة لكون محمد سحب من الولاة رخصة سك النقود. وكان عيسى حاكما على منطقة وازقور التي يوجد بها معدن مهم للفضة. فلم يرضخ لهذا القرار الذي يحرمه من مورد مالي مهم، عن طريق سك الدراهم. وترتب عن ذلك قراره ببتر إمداد دار السكة بفاس بمعدن الفضة.

إلى غير ذلك نشب الخلاف، إلا أنه لم يؤد، مع ذلك، إلى تقاطع. والظاهر حتى الصلح سقط بعد ذلك بين الإخوة. والجدير بالذكر هوحصول نوع من الاستقرار السياسي داخل الإمارات الإدريسية المنتشرة بأنحاء المغرب. فلم تسجل ثورات للسكان ولا معارضة للقبائل. هل يرجع ذلك إلى التقديس الذي حظيت به الأسرة في أعين المغاربة المعاصرين أم إلى مسببات أخرى ؟

الملاحظ هواندماج الأسرة الإدريسية في المجتمع المغربي عن طريق المصاهرة والتطبع بأخلاق أهل البلاد مما جعل السكان في مختلف الأنطقيم لا يتعاملون معهم كأجانب ودخلاء، بل يعتبرونهم منهم ويحترمونهم ويضعونهم في الصدارة لشرف نسبهم. ويمكننا حتى نعتبر حتى احترام الشرفاء كسلوك شعبي بدأ منذ ذلك العهد يتحول إلى مبدإ سياسي بعد ذلك بعدة قرون. ومع تكون عدة إمارات إدريسية، يصبح تاريخ اللفسة متشعبا. وسنقتصر هنا على ذكر أبرز الأحداث والأشخاص.

4. اللفسة بفاس : ظلت فاس هي الحاضرة المركزية للدولة وتولى فيها عدد من الأمراء نذكرهم بالتتابع :

أ. علي بن محمد بن إدريس (221. 234 هـ) تذكر المصادر أنه سار بسيرة أبيه وجده وأن أيامه كانت أيام سلام ورخاء.

ب. يحيى بن محمد : أخوالسابق (234.. 249هـ) في أيامه كثرت العمارة بفاس وتوافد إليها المهاجرون من جميع جهات الغرب الإسلامي، مما نادى إلى توسيع المدينة والبناء في أرباضها. وفي عهده بني المسجدان المشهوران : جامع الأندلس وجامع القرويين.

ج. يحيى بن يحيى (249. 252هـ). في عهده حدثت أزمة بسبب سوء سيرته. وثار عليه عبد الرحمن بن أبي سهل الجذامي واستولى على عدوة القرويين، ومات يحيى في تلك الأثناء واتى صهره علي بن عمر فاستولى على المدينة وتولى الإمارة. د. علي بن عمر : لا تحدد المصادر تاريخ ولايته. بعد فترة من الاستقرار، اصطدم بثورة عبد الرزاق الفهري الخارجي وهزمه واضطر للالتاتى إلى أوربة، بينما ولج عبد الرزاق إلى عدوة الأندلس فاستولى عليها إلا أنه صادف مقاومة من لدن عدوة القرويين التي نادى أهلها على يحيى بن القاسم بن إدريس.

هـ. يحيى بن القاسم بن إدريس (المتوفى سنة 292هـ) استطاع حتى يحافظ على وجود الدولة الإدريسية بفاس حيث طرد عبد الرزاق الخارجي من عدوة الأندلس وخرج لمقاتلة الصفرية. والظاهر أنه قضى عهده في مباشرة الحروب إذ نجده يسقط صريعا في ساحة الوغى وهويقاتل ربيع بن سليمان سنة 292.

و. يحيى بن إدريس بن عمر (292.. 309 هـ) تطنب المصادر في الثناء عليه. فابن خلدون ينعته أنه ´´كان أعلى بني إدريس ملكا´´ بينما يصفه روض القرطاس بقوله : ´´كان يحيى هذا أعلى بني إدريس قدرا وصيتا وأطيبهم ذكرا وأقواهم سلطانا (...) وكان فقيها حافظا للحديث ذا فصاحة وبيان ولسان ومع ذلك كان بطلا شجاعا حازما".

إلا حتى المصادر لا تذكر شينا عن أعماله، وذلك، ولا شك، لأن أحداثا خطيرة اتىت لتهدد الدولة الإدريسية في وجودها. فقد قامت الدولة الفاطمية بأفريقية في أواخر القرن الهجري الثالث وسعت لأن تبسط سيطرتها على مجموع بلاد المغرب.

إلى غير ذلك اتى، مصالة بن حبوس المكناسي، عامل الفاطميين على المغرب الأوسط، على رأس جيش لمحاربة اللفسة، وجرت بينه وبين يحيى معركة قرب مكناس انتهت بهزيمة الأمير الإدريسي. وبعد ما ضرب عليه مصالة الحصار بفاس، اضطر إلى الاستسلام وتوصل مع خصمه إلى صلح، أمكنه بمقتضاه حتى يحتفظ بإمارته لقاء إعلانه الخضوع والتبعية للخليفة الفاطمي.

إلا حتى مصالة أسند في نفس الوقت رئاسة قبيلة مكناسة بالمغرب إلى ابن عمه موسي بن أبي العافية. فاجتهد هذا الأخير منذ ذلك الوقت في القضاء على اللفسة. وأخذ يحرض مصالة على يحيى ويوغر صدره عليه. إلى غير ذلك تمكن بدسائسه من حتى يحمل مصالة على اعتنطق يحيى وأنصاره ثم نفاه إلى أصيلة. وانتهت حياة يحيى بمأساة إذ سجن عشرين سنة ثم توفي جوعا وهوفي طريقه إلى إفريقية سنة 332 هـ.

ومنذ انهزام يحيى قام صراع مرير بين موسى ابن أبي العافية واللفسة. فقد حاول الحسن بن محمد بن القاسم بن إدريس المعروف بالحجام حتى يسترجع سلطة اللفسة، فاستولى على فاس وخرج لمحاربة موسى وانتصر عليه في جولة أولى. لكن موسى أعاد الكرة عليه وطارده إلى فاس حيث غدر به عاملها ومات الحسن في تلك الأثناء.

خلا الجوبعد ذلك لموسى ابن أبي العافية واستطاع حتى يستولي على ما كان بيد اللفسة من أراض في شمال المغرب وطاردهم وضيق عليهم الخناق حتى اضطروا إلى الاعتصام بحصن منيع في حجر النسر بجبال الريف. والواقع حتى المأساة التي عاشها اللفسة في تلك الآونة راجعة إلى الصراع الكبير الذي نشب بين الخلافتين الفاطمية بإفريقية والأموية بالأندلس، وكان مسرح هذا الصراع بلاد المغرب، وبخاصة المغرب الأقصى.

وحاول اللفسة حتى يحافظوا على استقلالهم وحيادهم في الحرب الضروس الدائرة بين الطرفين. لكنهم، بسبب ضعفهم وبسبب الضغوط العسكرية القوية التي تعرضوا لها، تارة من جهة الفاطميين، وطورا من جهة الأمويين، لم يجدوا بدا من الخضوع، حسب الظروف، تارة لأولئك وتارة لهؤلاء. ولعل ارتباطهم بالأمويين كان أقوى، نظرا لقصر المسافة بين المغرب والأندلس، ولكون الخلفاء الأمويين من الممكن عاملوا زعماء اللفسة بشيء من التقدير والاحترام. والوضع الذي عهده اللفسة في تلك الآونة هونفس الوضع الذي عاشه غيرهم من زعماء الأمازيغ مثل موسى بن أبي العافية المكناسي وأولاده.

وبرغم الاضطهاد والمضايقات التي تعرض لها اللفسة طوال مدة لم تكن بالقصيرة أثناء القرن الرابع، فقد برهنوا على حتى وجودهم أصبح متجذرا في عدة أنحاء من المغرب، وأنهم ظلواقد يكونون قوة سياسية متمثلة في زعامات محلية نستطيع حتى نذكر منها :

أ. بني عمر : الذين كان مقر نفوذهم في صدينة ببلاد صنهاجة جنوبي الريف. واليهم ينتسب الحموديون، الذين تولوا الخلافة بقرطبة، ثم كانوا من جملة ملوك الطوائف بالأندلس.

ب. بنى داود : الذين امتد نفوذهم في جهة وادي سبو، ومن أمرائهم حمزة بن داود.

ج. بني القاسم : ويمثلون فرعا مهما من الأسرة إذ امتد نفوذها في الهبط. فكان لها مركز بالبصرة وآخر بأصيلا. ومن أبرز أمرائهم إبراهيم بن القاسم.

د. بني عيسى : الذين كان مقرهم بوازقور في جهة الأطلس المتوسط. وكانوا يتوفرون على معدن الفضة بجبل عوام.

هـ. بني عبيد الله : الذي سيحل بجنوب المغرب، حيث ستنتشر ذريته. واليه يعزى تأسيس مدينتين مهمتين : تامدولت، الواقعة في قدم السفح الجنوبي للأطلس الصغير وبها معدن الفضة، وإگلي التي جعل منها عاصمته بعد استيلائه على سوس. وسيمتد نفوذه إلى لمطة ومشارف الصحراء جنوبا وإلى أغمات ونفيس شمالا. ويمكن القول إذا هاته الأسرة كان لها نفوذ روحي قبل جميع شيء في المنطقة المذكورة.

و. ومن فروع العلويين المتصلين باللفسة، نذكر بني سليمان بن عبد الله وهوأخوإدريس الأول. وتختلف الروايات في شأنه هل اغتال في معركة فخ أم هل تمكن من الفرار ونجح في الوصول إلى تلمسان. ومهما يكن، فإن ولده محمد تتفق المصادر على ذكر اسمه كأمير على تلمسان وما حولها من أنطقيم في المغرب الأوسط. وهوالذي قدم عليه إدريس الثاني ليستلحق إمارة تلمسان بمملكة اللفسة، وهجره على رأسها. وعن محمد بن سليمان تفرعت عدة فروع انتشرت بجهات مختلفة من المغرب الأوسط. إلا حتى المصادر تشح كثيرا، بالأخبار عن هاته الأسرة المرتبطة باللفسة.

نهاية اللفسة بالمغرب

برغم المصائب التي توالت على اللفسة منذ تصدى لهم موسى ابن أبي العافية، فقد أمكنهم حتى يصمدوا وأن يحافظوا على وجودهم السياسي على يد بني القاسم بن إدريس. فقد اتفق اللفسة على تولية القاسم بن محمد بن القاسم ابن إدريس واستمر في إمارته إلى حتى توفي سنة 337 هـ. فتولى بعده ولده أبوالعيش أحمد. وتميز بالفهم والفقه والورع. وكان مواليا لبني أمية الذين ازداد نفوذهم توطدا بالمغرب. وفضل أبوالعيش حتى ينهي حياته مجاهدا، إذ توجه للأندلس حيث استشهد في ساحة القتال سنة 343 هـ. فكان الذي خلفه بعد انصرافه إلى الجهاد أخوه الحسن بن كنون. وفي عهده سقط هجوم حديث للفاطميين على المغرب كان الهدف منه استرجاع سطوتهم على البلاد. فاضطر الحسن أمام قوة الهاجمين إلى التحول بولائه إلى جهة المهاجمين. لكنه لم يتخذ ذلك الموقف إلا تقية، إذ عاد بولائه إلى الأمويين بمجرد انصراف جيوش الفاطميين عن المغرب وهناك العبد الجليل اللفسة في مصر وهم أشهر الأشراف بالوطن العربي ومن أكبر عائلات الأشراف أصولهم ترجع إلى المدينة المنورة يقيمون بالمدينة وينبع وصعيد مصر وبلاد الشام منهم فهماء ورجال أعمال منهم العالم الشريف د أحمد العبد الجليل. وبعد مدة، اتى جيش فاطمي آخر بقيادة بلكين بن زيري. فاضطر الحسن، مرة أخرى، إلى نفض يده من بيعة الأمويين وتجديد بيعته للفاطميين. وفي هذه المرة انضم إلى معسكر الفاطميين بصورة فعالة وساهم في التنكيل بأنصار الأمويين في البلاد مما أحقد عليه الخليفة المرواني الحكم المستنصر الذي وجه جيشا كبيرا إلى المغرب للانتقام منه وبعد معارك ضارية، اضطر الحسن للالتاتى إلى حجر النسر ثم للاستسلام والذهاب مع ذويه إلى قرطبة (363 هـ / 974) لكن، ما لبث حتى حدثت نفرة بينه وبين الحكم بعد سنتين من إقامته بقرطبة. فنفاه الخليفة الأموي هووذويه عن الأندلس فالتجؤوا إلى الفاطميين بمصر، حيث وجدوا استقبالا حسنا وظلوا هنالك إلى غاية 373. وحينئذ أمر الخليفة الفاطمي بتجهيز الحسن بجيش ليمضى إلى المغرب ويستعيد إمارته باسم الفاطميين. لكن المنصور بن أبي عامر بعث لقتاله جيشا قويا. فاضطر إلى طلب الأمان. لكن المنصور لم يف له وأمر باغتياله وهوفي الطريق إلى قرطبة (375 / 985). وبذلك انقرضت أيام اللفسة بالمغرب بموت الحسن بن كنون آخر ملوكهم.

بالرغم من التدهور الذي حصل لللفسة طوال أزيد من قرن، يمكن القول أنهم قاموا بدور أساسي في تاريخ المغرب :

. على أيديهم تم تحويل المغرب، بصورة فعالة إلى عهد الإسلام الذي عملوا على نشره في أنحاء مختلفة من البلاد.
. بمبادرتهم جرت أول محاولة لتجاوز القبلية وذلك بتأسيس دولة على النمط الإسلامي لها حاضرتها فاس. فكان عملهم أول انطلاقة عملية للدولة المغربية في التاريخ.
. مجهودهم على المستوى العمراني باستحداث مدن جديدة أوإنعاش القديمة مع تنشيط الحركة التجارية وإنشاء عدد مهم من دور السكة في جهات مختلفة من المغرب.

قائمة الأمراء

م	الحاكم	العمر	مدة الحكم
1	إدريس الأول	؟،يا ترى؟ -793	788-793
2	إدريس الثاني	793-828	807-828
3	محمد بن إدريس الثاني	؟،يا ترى؟ -836	828-836
4	علي (حيدرة) بن محمد	؟،يا ترى؟ -849	836-848
5	يحيى بن محمد	؟،يا ترى؟ -848	848-864
6	يحيى الثاني بن يحيى	؟،يا ترى؟ -874	864-874
7	علي بن عمر بن إدريس	؟،يا ترى؟ - ؟؟	874-883
8	يحيى بن القاسم بن إدريس	؟،يا ترى؟ -904	883-904
9	يحيى بن إدريس بن عمر	؟،يا ترى؟ -934	904-917
منطقة الريف
10	الحسن بن محمد الباكماني	؟،يا ترى؟ - ؟؟	905-922
11	القاسم كنون	؟،يا ترى؟ - ؟؟	937-925
12	أبوالعيش أحمد بن كنون	؟،يا ترى؟ - ؟؟	948-959
13	الحسن بن كنون	؟،يا ترى؟ - ؟؟	959-985

اللفسة في العصر الحديث

يتواجد اللفسة اليوم في بلدان المغرب العربي ومنهم شخصيات تاريخية منها الأمير عبد القادر الجزائري والملك محمد إدريس السنوسي وسيدي علي المعاشي جد عشيرة المعاشيين اللفسة وفي المشرق الشريف محمد بن علي الإدريسي حاكم صبيا بجيزان والسيد محمد بن علوي المالكي الحسني والسيد إسحاق عزوز.

المراجع

^ A History of the Maghrib in the Islamic Period, (J. Abun-Nasr, 1987), p.50
^ Al-Bayan Al-Maghreb (Ibn Idhari al-Marrakushi, 13th century), Vol.1, p.118 (Arabic - Dr. Bashar A. Marouf & Mahmoud B. Awad, 2013)
^ Tarikh al-Tabari (Al-Tabari, 9th century) – English translation: The History of al-Tabari vol.26, p.37-38
^ De Geschiedenis van Marokko & Noord-Afrika (Sofyan al Kandoussi, 2019), p.179
^ الإدريسي - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
^ القرطاس، ص 94.
^ المعاشي الإدريسي, سعيد بن عمر. (PDF). الرباط. المملكة المغربية: المخطة الوطنية.
^ الحسني, الشريف محمد بن علي. (PDF). اطلع عليه بتاريخ 1415هـ-1994م.
^ بن صديق, أبوهشام عبدالله (1404هـ-1983م). (PDF). جدة. المملكة العربية السعودية: مطبوعات تهامة.

وصلات خارجية

الأشراف اللفسة.
الرابطة العالمية للشرفاء اللفسة.
معركة فخ.. ميلاد اللفسة (في ذكرى نشوبها:ثمانية من ذي الحجة 169هـ) - مسقط إسلام أون لاين - تاريخ الوصول 17 ديسمبر 2009.

في كومنز صور وملفات عن: لفسة