نمو ما بعد الصدمة

عودة للموسوعة

نموما بعد الصدمة أواكتشاف المنافع هوتغيير نفسي إيجابي يُعاش كنتيجة للمحن أوالتحديات الأخرى بهدف الارتقاء إلى مستوى أداء أعلى. تمثل هذه الظروف تحديات كبيرة للموارد التكيفية للفرد، وتضعه أمام تحدٍ كبير لطريقة فهمه للعالم ومكانته فيه. ويتضمن نموما بعد الصدمة تحولات نفسية «مغيرة للحياة» في التفكير وفهم العالم، ما يساهم في عملية التغيير الشخصية  والتي تكون ذات مغزى عميق.

التاريخ

يشتمل الفهم العام على حتى المعاناة يمكن حتى تسفر عن تغيير إيجابي عمره آلاف السنين. على سبيل المثال بعض الأفكار والكتابات المبكرة للعبرانيين القدماء والإغريق والمسيحيين الأوائل وكذلك بعض تعاليم الهندوسية والبوذية والإسلام والعقيدة البهائية كلها تحتوي على عناصر تخدم فكرة احتمالية تحول المعاناة إلى قوة، كما تمثل محاولات فهم واكتشاف معنى المعاناة الإنسانية موضوعاً رئيسياً في الكثير من الأبحاث الفلسفية وتظهر في أعمال الروائيين والباحثين والشعراء.

يرى فهم النفس التقليدي المرونة أمرًا مكافئًا للازدهار، والتي تعني العودة إلى المستوى السابق من الأداء قبل الصدمة أوالضغط أوالتحدي. الفرق بين المرونة والازدهار هونقطة العودة، فالازدهار يتجاوز المرونة كما يتضمن إيجاد المنافع ضمن التحديات.

ابتُكر مصطلح «نموما بعد الصدمة» من قبل عالمي النفس ريتشارد جي تيديشي ولورانس جي كالهون في جامعة نورث كارولينا في شارلوت في منتصف التسعينيات. ووفقًا لتيديشي فإن 90٪ من الذين تخطوا الصدمات يبلغون عن جانب واحد على الأقل من جوانب نموما بعد الصدمة، مثل تجدد التقدير للحياة.

تضمنت متغيرات الفكرة نموذج كريستال بارك المقترح «النموالمرتبط بالضغط»، والذي سلط الضوء على المعنى المستمد من سياق التكيف مع المواقف الصعبة والمجهدة، والنموذج الذي اقترحه جوزيف ولينلي «النموالتنازعي»، والذي ربط النموبالرفاهية النفسية. فوفقًا لنموذج النموالتنازعي حدثا قابل الفرد موقفاً صعباً تمكّن إما من دمج التجربة المؤلمة في نظام معتقداته الحالي ووجهات نظره تجاه العالم أوتعديل معتقداته بناءً على التجربة التي خاضها. إذا استوعب الفرد بشكل إيجابي المعلومات المتعلقة بالصدمة ودمج المعتقدات السابقة، حينها يمكن حتى يحدث النموالنفسي بعد المحن.

الأسباب

يتزامن نموما بعد الصدمة مع محاولات التكيف مع الظروف السلبية للغاية والتي يمكن حتى تولد مستويات عالية من الضيق النفسي مثل أزمات الحياة الكبرى، وهي عادةً ما تولّد ردود عمل نفسية سيئة. لا يحدث النموكنتيجة مباشرة للصدمة، بل هوصراع الفرد مع الواقع الجديد في أعقاب الصدمة، والذي يعتبر أمراً حاسماً في تحديد مدى حدوث نموما بعد الصدمة. ومن المشجع حتى تقارير تجارب النموفي أعقاب الأحداث الصادمة تفوق بكثير تقارير الاضطرابات النفسية، إذ غالبًا ما يترافق الحزن الشخصي المستمر مع النمو.

بقدر كثرة عوامل التنبؤ بنموما بعد الصدمة فقد ارتبط عدد من العوامل بالنموالتكيفي بعد التعرض للصدمة. لقد ثبت حتى الروحانية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنموما بعد الصدمة، وفي الواقع فإن الكثير من المعتقدات الروحية الأكثر عمقاً نتجت عن التعرض للصدمات «أورورك 2008». وقد وُثق الدعم الاجتماعي بشكل جيد كعامل حماية من الأمراض العقلية والاستجابة للضغط.

وفيما يتعلق بنموما بعد الصدمة فإن الدعم الاجتماعي عالي المستوى قبل الصدمة ليس فقط ما يرتبط بالنمو، ولكن هناك بعض الأدلة البيولوجية العصبية لفكرة حتى الدعم الاجتماعي يفترض أن يعدل الاستجابة السقمية للضغط في مسار تحت المهاد - الغدة الكظرية «إتش بي إيه» في الدماغ «أوزباي 2007». وكما عثر ريتشارد جي. تيدتشي وغيره من الباحثين في مجال النموبعد الصدمة، فإن القدرة على قبول المواقف التي لا يمكن تغييرها تعد أمراً حاسماً للتكيف مع أحداث الحياة المؤلمة. ويسمونه «التعامل مع القبول»، وقد اعتبروا حتى التعامل مع الواقع مؤشر هام لنموما بعد الصدمة.

يُعتقد أيضاً -لا يزال قيد البحث- حتى فرصة الإفصاح عن المشاعر يمكن حتى تؤدي إلى نموما بعد الصدمة على الرغم من أنها لا تقلل بشكل كبير من أعراض ما بعد الصدمة «سلافين-سبيني 2010». وأيضاً لم يتنبأ جنس الفرد بشكل موثوق بحالة نموما بعد الصدمة، رغم أنه يشير على نوع الصدمة التي يختبرها الفرد. فقد تميل النساء إلى تجربة الإيذاء على المستوى الفردي والشخصي «مثل جعل أنفسهن ضحية جنسية»، بينما يميل الرجال إلى تجربة المزيد من الصدمات الجماعية والنظامية «مثل العسكرية والقتال». ويبدوحتى إعطاء الدينامية لهذه المجموعة يلعب دوراً تنبئياً في نموما بعد الصدمة، لذا يمكن القول إذا نوع التعرض قد يتنبأ بشكل غير مباشر بالنموعند الرجال «ليلي 2012».

نموما بعد الصدمة والشخصية

تاريخياً، وصفت سمات الشخصية بأنها مستقرة بعد سن الثلاثين. ولكن منذ عام 1994 أشارت نتائج الأبحاث إلى حتى سمات الشخصية يمكن حتى تتغير استجابةً لأحداث حياتية انتنطقية حتى خلال أواسط سن الرشد أوأواخره. وقد تكون هذه الأحداث متعلقة بالعمل أوالعلاقات أوالصحة. ارتبطت كميات معتدلة من الضغط بالتحسينات في سمات البراعة والصلابة. ووُجد حتى الأفراد الذين يعانون من كميات معتدلة من الضغطقد يكونون أكثر ثقة بقدراتهم ولديهم مفهوم أفضل للسيطرة على حياتهم. علاوة على ذلك ارتبطت أيضاً كميات الضغط المعتدلة بتحسن في المرونة، والتي يمكن تعريفها على أنها رجوع ناجح لخط الأساس ما بعد الضغط. هؤلاء الأفراد كانوا غالباً ما يطورون مهارات التكيف ويبحثون عن الدعم ضمن بيئاتهم، كما يتحلون بثقة أكبر بقدرتهم على تجاوز المحن.

نموما بعد الصدمة

يشير نموما بعد الصدمة إلى تغير إيجابي في الشخصية بعد أحداث حياتية مؤلمة. يمكن حتى تؤدي تجربة وقع صادم دوراً تحولياً في الشخصية بين أفراد معينين وتسهّل النمو. على سبيل المثال، تبين حتى الأفراد الذين عانوا من الصدمات أظهروا تفاؤلًا أكبر وأثراً إيجابياً بالإضافة للرضى عن الدعم الاجتماعي، وكذلك زيادة في عدد موارد الدعم الاجتماعي. وبالمثل يكشف البحث عن تغيرات في الشخصية بين أزواج السقمى الذين يعانون من السرطان في مراحله النهائية، ما يقترح حتى مثل هذه التحولات الحياتية المؤلمة قد سهلت الزيادة في الميل نحوالآخرين والسلوكيات الاجتماعية والموثوقية والاعتماد على الأشخاص.

الأهم من ذلك حتى تجربة الحياة المؤلمة بحد ذاتها لا تؤدي إلى نموما بعد الصدمة. فليس جميع من يعاني من وقع مؤلم سيطور بشكل مباشر نموما بعد الصدمة. ولكن استجابة الفرد العاطفية للحدث الصادم هي المهمة في تحديد النتيجة طويلة الأمد لتلك الصدمة. كما يمكن حتى تتأثر نتائج الأحداث المؤلمة سلباً بالعوامل التي تحدث أثناء الصدمة وبعدها، ما يزيد من احتمالية خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أوغيره من صعوبات الصحة العقلية.

علاوة على ذلك، ساهمت خصائص الصدمة والديناميات الشخصية للفرد الذي يعاني من الصدمة بشكل مستقل في نموما بعد الصدمة. فإذا كانت كميات الضغط قليلة جداً أوأكثر من اللازم، لن يتمكن الشخص من التغلب على الموقف. يمكن لديناميات الشخصية حتى تسهل أوتعرقل نموما بعد الصدمة، بغض النظر عن تأثير الأحداث المؤلمة.

المراجع

  1. ^ Tedeshi, R.G., & Calhoun, L.G. (2004). Posttraumatic Growth: Conceptual Foundation and Empirical Evidence. Philadelphia, PA: Lawrence Erlbaum Associates.
  2. ^ Tedeschi, R.G., & Calhoun, L.G. (1995). Trauma and Transformation: Growing in the Aftermath of Suffering. Thousand Oaks, CA: Sage.
  3. ^ Abdu'l-Bahá on Suffering and Tests, Baha'i International Community, accessed Jul 14 2013.
  4. ^ Carver C (2010). "Resilience and Thriving: Issues, Models, and Linkages". Journal of Social Issues. 54 (2): 245–266. doi:10.1111/j.1540-4560.1998.tb01217.x.
  5. ^ Michaela Haas, "Bouncing Forward: Transforming Bad Breaks into Breakthroughs," Atria/Enliven, 2015
  6. ^ Michaela Haas. "What is Posttraumatic Growth?". مؤرشف من الأصل فيثمانية أكتوبر 2019.
  7. ^ Park CL (March 2010). "Making sense of the meaning literature: an integrative review of meaning making and its effects on adjustment to stressful life events". Psychological Bulletin. 136 (2): 257–301. doi:10.1037/a0018301. PMID 20192563.
  8. ^ Linley PA, Joseph S (February 2004). "Positive change following trauma and adversity: a review". Journal of Traumatic Stress. 17 (1): 11–21. doi:10.1023/b:jots.0000014671.27856.7e. PMID 15027788.
  9. ^ Joseph S, Linley PA (2005). "Positive Adjustment to Threatening Events: An Organismic Valuing Theory of Growth Through Adversity". Review of General Psychology (باللغة الإنجليزية). 9 (3): 262–280. doi:10.1037/1089-2680.9.3.262.
  10. ^ Michaela Haas, Bouncing Forward:Transforming Bad Breaks into Breakthroughs, Atria/Enliven, 2015, (ردمك 150111512X)
  11. ^ Terracciano A, Costa PT, McCrae RR (August 2006). "Personality plasticity after age 30". Personality & Social Psychology Bulletin. 32 (8): 999–1009. doi:10.1177/0146167206288599. PMC 2680603. PMID 16861305.
  12. ^ Roberts BW, Mroczek D (February 2008). "Personality Trait Change in Adulthood". Current Directions in Psychological Science. 17 (1): 31–35. doi:10.1111/j.1467-8721.2008.00543.x. PMC 2743415. PMID 19756219.
  13. ^ Seery MD, Holman EA, Silver RC (December 2010). "Whatever does not kill us: cumulative lifetime adversity, vulnerability, and resilience". Journal of Personality and Social Psychology. 99 (6): 1025–41. doi:10.1037/a0021344. PMID 20939649. مؤرشف من الأصل في 04 نوفمبر 2019.
  14. ^ Seery, Mark D. (December 2011). "Resilience". Current Directions in Psychological Science. 20 (6): 390–394. doi:10.1177/0963721411424740. ISSN 0963-7214.
  15. ^ "COMMENTARIES on "Posttraumatic Growth: Conceptual Foundations and Empirical Evidence"". Psychological Inquiry. 15 (1): 19–92. January 2004. doi:10.1207/s15327965pli1501_02. ISSN 1047-840X.
  16. ^ Park CL, Cohen LH, Murch RL (March 1996). "Assessment and prediction of stress-related growth". Journal of Personality. 64 (1): 71–105. CiteSeerX = 10.1.1.464.7125 10.1.1.464.7125. doi:10.1111/j.1467-6494.1996.tb00815.x. PMID 8656319.
  17. ^ Hoerger M, Chapman BP, Prigerson HG, Fagerlin A, Mohile SG, Epstein RM, Lyness JM, Duberstein PR (August 2014). "Personality Change Pre- to Post- Loss in Spousal Caregivers of Patients with Terminal Lung Cancer". Social Psychological and Personality Science. 5 (6): 722–729. doi:10.1177/1948550614524448. PMC 4299658. PMID 25614779.
  18. ^ Brewin CR, Andrews B, Valentine JD (2000). "Meta-analysis of risk factors for posttraumatic stress disorder in trauma-exposed adults". Journal of Consulting and Clinical Psychology. 68 (5): 748–766. doi:10.1037/0022-006x.68.5.748. ISSN 0022-006X.
  19. ^ Shuwiekh H, Kira IA, Ashby JS (May 2018). "What are the personality and trauma dynamics that contribute to posttraumatic growth?". International Journal of Stress Management. 25 (2): 181–194. doi:10.1037/str0000054. ISSN 1573-3424.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:11:16
التصنيفات: تطوير الذات, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), مقالات يتيمة منذ نوفمبر 2019, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

نقل مباشر لجلسة الاسئلة الشفوية بمجلس النواب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:27
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

كورونا – مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

المصدر: مراكش 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:41
مستوى الصحة: 16% الأهمية: 35%

إحتقان كبير وسط موظفي CHU بعد اصدار مقررات توقيف مؤقتة عن العمل

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:24
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 47%

بنزيما يتحدث عن سر تألقه هذا الموسم مع ريال مدريد

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:16:07
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 53%

عاجل.. مصرع عامل داخل بئر حمام شعبي بمراكش + صور

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:23
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

الشرطة البريطانية تحقق في تصرف رونالدو

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:16:08
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

حالة الطقس – مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

المصدر: مراكش 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:52
مستوى الصحة: 15% الأهمية: 35%

ميلونشون يتصدر أصوات الفرنسيين المقيمين بالمغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:28
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

أثناء مكالمة عاطفية.. شاب يقدم على الانتحار حرقا بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:26
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

درجات الحرارة المرتقبة – مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة

المصدر: مراكش 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:48
مستوى الصحة: 26% الأهمية: 21%

خلال شهر رمضان..طرق فعّالة لإمتصاص روائح الثلّاجة الكريهة

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:19
مستوى الصحة: 26% الأهمية: 26%

النتائج النهائية للجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:25
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

تشيلسي يُحرم من خدمات لوكاكو أمام ريال مدريد

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:16:08
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 57%

بعد توقيف الدكتور التازي.. هل يأتي الدور على طبيب مراكش؟

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-11 15:15:28
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

تحميل تطبيق المنصة العربية