فهم العَروض هوفهم يعهد به سليم أوزان الشعر العربي من فاسدها وما يعتريها من الزحافات والعلل. هوميزان الشعر، به يعهد مكسوره من موزونه، كما حتى النحومعيار الكلام به يعهد معربه من ملحونه. ويرجع الفضل في إنشائه إلى العالم الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري الأزدي والذي كان إمامًا في علوم العربية، وأنه هوالذي استنبط فهم العروض وأخرجه إلى الوجود وحصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرًا، ثم زاد الأخفش بحرًا واحدًا وسماه الخبب. وويعهد فهم العروض بأنه فهم بفهم أوزان الشعر العربي، أوهوفهم أوزان الشعر الموافق لأشعار العرب، التي اشتهرت عنهم وصحت بالرواية من الطرق الموثوق بها، وبهذا الفهم يعهد المستقيم والمنكسر من أشعار العرب والسليم من السقيم، والمعتل من السليم.

نبذة

التعريف

تطلق حدثة العروض في اللغة على مكة المكرمة؛ لاعتراضها وسط الأرض، كما تطلق اللفظة على العمود المعترض في وسط البيت، كما تطلقها العرب على الميزان والطريق الوعر.

سبب الظهور

ظهرت الحاجة إلى وضع فهم العروض بعد اختلاط العرب بغير العرب، مما أدى إلى تراجع الذوق العربي وتقلص الفطرة العربية السليمة، فاختلط الشعر الضعيف بالشعر القوي، وأصبح بعض العرب يبني لفظًا على لفظ ويلحن فيه.

الفائدة

يركز فهم العروض ويهدف إلى السلامة الشعرية؛ حتى تظهر الأبيات سليمة من الكسر والتشويه من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى يتم التفريق بين الشعر الموزون، والسجع والشعر المرسل والمنثور.

العروض وموسيقى الشعر

يشير بعض الباحثين إلى العَروض بأنها موسيقى الشعر، ولكن هناك اعتراض بأن الموسيقى أعم من العَروض، ويقول د. صالح عبد العظيم الشاعر في بيان عناصر الموسيقى الشعرية:

"موسيقى الشِّعر تقوم على أساس أربعة عناصر متآزرة فيما بينها، هي: الصيغة، والتفعيلة، والسجع، والكم الوزني.

1.   فالصيغة لا بدَّ من مراعاتها في وزن الشعر، وخاصة في حدثة القافية، ويتضح الخلل بسبب إهمالها في أنواع السناد المتنوعة.
2.   وكذلك قد تتغير التفعيلة بأنواع جائزة من الزحافات والعلل المقبولة، فإذا خرج التغيُّر عن تلك الأنواع ولج في دائرة الزحاف القبيح، وإذا اشتدَّت مفارقته لها عُدَّ خطأً وخرج من دائرة الشِّعر إلى دائرة النثر.
3.   ومراعاة السجع أمر تحكمه قوانين القافية، وبالخروج عنها تنتج عيوب الروي، كالإكفاء والإجارة وغيرها.
4.   أما الكم الوزني بمعنى ترتيب الحركات والسكنات داخل البيت والعدد الكلي لها، والذي ينتج عن إهماله اختلال الوزن على صورة من ثلاث: إما بالخروج إلى صورة أخرى من البحر، أوالخروج إلى بحر آخر، أوإلى نثر غير موزون".

البيت الشعري

البيت الشعري: البيت هومجموعة حدثات سليمة الهجريب، موزونة حسب قواعد فهم العَروض، تكوِّن في ذاتها وَحدة موسيقية تقابلها تفعيلات معينة.

وسمي البيت بهذا الاسم تشبيها له بالبيت المعروف، وهوبيت الشَّعر ؛ لأنه يضم الكلام كما يضم البيت أهله ؛ ولذلك سموا مقاطِعَهُ أسبابا وأوتادا تشبيها لها بأسباب البيوت وأوتادها، والجمع أبيات.

ألقاب الأبيات :

أولا :من حيث العدد :

‌أ- اليتيم : هوبيت الشعر الواحد الذي ينظمه الشاعر مفردا وحيدا..

‌ب- النُّـتـفَة : هي البيتان ينظمهما الشاعر.

‌ج- البترة : هي ما زاد على اثنين إلى ستة من أبيات الشعر.

‌د- القصيدة : هي مجموعة من الأبيات الشعرية تتكون من سبعة أبيات فأكثر.

ثانيا : من حيث الأجزاء:

‌أ- التام : هوجميع بيت استوفى جميع تفعيلاته كما هي في دائرته، وإن أصابها زحاف أوعلة.

وذلك كقول الشاعر:

فهومن البحر الطويل وتفاعيله ثمان في جميع شطر أربع.

‌ب- المجزوء : هوجميع بيت حذفت عَروضه وضربُه وهذا واجب في جميع من : المديد والمضارع والهزج والمقتضب والمجتث، وجائز في جميع من البسيط والوافر والكامل والخفيف والرجز والمتدارك والمتقارب. وممتنع في جميع من : الطويل والمنسرح والسريع.

كقول الشاعر من الوافر المجزوء :

‌ج- المشطور : هوالبيت الذي حذف شطره أومصراعه، وتكون فيه العَروض هي الضرب ويكون في الرجز والسريع. كقول الشاعر من الرجز :

‌د- المنهوك : هوالبيت الذي مضى ثلثاه وبقي ثلثه ويقع في جميع من الرجز والمنسرح.

ومنه قول دريد بن الصمة من منهوك الرجز:

‌ه- المدوَّر : هوالبيت الذي تكون عَروضه والتفعيلة الأولى مشهجرتين في حدثة واحدة، والبعض يسميه المُداخَل أوالمُدمَج أوالمتَّصِل. وغالبا ما يرمز لهذا النوع بحرف (م) بين الشطرين ليدل على أنه مدور أومتصل.

كقول الشاعر :

‌و- المرسل أوالمصمت : هوالبيت من الشعر الذي اختلفت عَروضه عن ضربه في القافية.

كقول السموأل :

المُخَلَّع : هوضرب من البسيط عندماقد يكون مجزوءا، والعروض والضرب مخبونان مقطوعان فتصبح مُستَفعِلُن (مُتَفعِل).

ومنه قول الشاعر :

المصرع : هوالبيت الذي أُلحقت عروضه بضربه في زيادة أونقصان، ولا يلتزم. وغالبا ماقد يكون في البيت الأول ؛ وذلك ليدل على حتى صاحبه مبتدئ إما سيرةً أوقصيدة.

فمن الزيادة قول الشاعر :

ومن النقص قول الشاعر :

المُقَفَّى : هوالبيت الذي وافقت عروضُه ضربَه في الوزن والروي دون لجوء إلى تغيير في العَروض.

ومن أمثلته قول الشاعر :

تسمية أجزاء البيت :

‌أ- الحشو: هوجميع جزء في البيت الشعري ما عدا العَروض والضرب. ‌ب- العَروض : آخر تفعيلة في الشطر الأول (المصراع الأول، أوالصدر). وجمعها أعاريض (إضافة إلى معناها الآخر الذي هواسم هذا الفهم). وقد سميت عَروضا ؛ لأنها تقع في وسط البيت، تشبيها بالعارضة التي تقع في وسط الخيمة. ‌ج- الضرب : هوآخر تفعيلة في الشطر الثاني (المصراع الثاني، أوالعجز). وجمعه : أضرب وضروب وأضراب. وسمي ضربا لأن البيت الأول من القصيدة إذا بني على نوع من الضرب كان سائر القصيدة عليه، فصارت أواخر القصيدة متماثلة فسمي ضربا، كأنه أخذ من قولهم : أضراب : أي أمثال. ملاحظه أبرز من الملاحظة السابقة:

بحور الشعر

بحور الشعر ستة عشر بحرًا.

وهي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المتدارك. اكتشف الخليل بن أحمد خمسة عشر بحرًا مستعملًا منها، وعدَّ المتدارك -وهوالبحر السادس عشر- مُهمَلًا. ولكن تلميذه الأخفش الأوسط رأى حتى البحر السادس عشر كان مستعملا، فتداركه على أستاذه وعده من البحور المستعملة. وقد جمعها أبوالطاهر البيضاوي في بيتين:

وقد نظم صفي الدين الحلي بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها.

الكتابة العروضية

تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية التي تقوم على حسب قواعد الإملاء المعروفة، حيث تقوم الكتابة العروضية على مبدأ اللفظ لامبدأ الخط، أي حتى الكتابة العروضية تقوم على مبدأين أساسيين هما :

1. كل ماينطق به يخط ولولم يكن مكتوبا، مثل :(هذا)، تخط عروضيا (هاذا).
2. كل ما لا ينطق به لايخط ولوكان مكتوبًا إملائيا، مثل : (فهموا) تخط عروضيا (فهمو).

ويترتب على هذه القاعدة زيادة بعض الحروف أوحذفها عند الكتابة العروضية كما يلي:

الأحرف التي تزاد عند الكتابة العروضية

1. التنوين : بجميع صوره يخط نونًا ساكنة، مثل : (عِلمٌ، فهمًا، فهمٍ)، تخط عروضيا هكذا : عِلمُن، عِلمَن، عِلمِن.
2. الحرف المشدد : يخط بحرفين : ساكن فمتحرك، مثل : (مرَّ، فَهَّمَ)، يخط عروضيا هكذا: مَرْر، فَهْهَمَ، وإذا سقط الحرف المشدد آخر الروي المقيد (الساكن) عُدَّ حرفا واحدا ساكنا عند فهماء العروض والقافية، مثل (استمرّ) إذا سقط نهاية الشطر الثاني، تخط عروضيا هكذا : استمر(غموض في الشّرح؟.

ملاحظة : الحرف المشدد في آخر الشطر الأول يفك ويشبع، بخلاف ضمير جمع المؤنث الغائب (هنَّ).

1. زيادة حرف الواوفي بعض الأسماء، مثل : (طاوس، دَاود)، تخط عروضيا هكذا : دَأوُود، طَأوُوس.
2. زيادة الألف في المواضع الآتية :
   1. في بعض أسماء الإشارة، مثل : (هذا، هذه، هذان، هذين، ذلك، ذلكما، ذلكم)، تخط عروضيا هكذا :هاذا، هاذه، هاذان، هاذين، ذالك، ذالكما، ذالكم....
   2. في لفظ الجلالة (الله، الرحمن، إله)، تخط عروضيا هكذا : اللاه، اَررحمان، إلاه.
   3. في (لكن) المخففة، والمشددة (لكنَّ)، تخط عروضيا هكذا : لكن، لاكننَ.
   4. في لفظ (طه)، تخط عروضيا هكذا : طاها.
3. أولئك، تخط عروضيا هكذا : ألائك.
4. إشباع حركة حرف الروي بحيث ينشأ عن الإشباع حرفُ مدٍّ مجانسٌ لحركة حرف الروي، مثل حتىقد يكون آخر الشطر (الحكمُ، كتابا، القمرِ)، تخط عروضيا هكذا : الحكمو، كتابا، القَمَرِي).
5. تشبع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر، وميم الجمع إذا لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري، أوالتقاء ساكنين، مثل : لهُ، بهِ، لكمُ، بكمُ، تخط عروضيا هكذا : لهُو، بهِي، لكمُو، بكُمُو.
6. كاف المخاطب أوالمخاطبة، ونون الحمل في العمل المضارع، ونون جمع المذكر السالم، وتاء ضمير التحدث أوالمخاطب للمذكر أوالمؤنث تشبع حركتها إذا سقطت إحداها نهاية أحد الشطرين، مثل : كلامكَ، كلامُكِ، يسمعانِ، يسمعونَ، تسمعينَ، مسلمونَ، مسلمينَ، قُمتَ، قمتُ، قمتِ، تخط عروضيا هكذا : كلامكَا، كلامكِي، يسمعانِي، يسمعونَا، تسمعينَا، مسلمونَا، مسلمينَا، ، قُمتَا، قمتُو، قمتِي.
7. الهمزة الممدودة تخط همزة مفتوحة بعدها ألف، مثل، آمن، قرآن، تخط عروضيا هكذا: أَامَنَ، قرأَان.

الأحرف التي تحذف

1. همزة الوصل إذا سقطت في درج الكلام، سواءٌ أكانت الحدثة التي هي فيها سماعية أم قياسية، مثل : فاستمعَ، وافهم، واستماعٌ، وابنٌ، واثنان، واسمٌ، تخط عروضيا هكذا : فَستَمَعَ، وَفهَم، وَستِماعُن، وَبنُن، وَثنانِ، وَسمُن. فإن سقطت في أول الكلام ثبتت لفظا وخطا، مثل : استمعَ، افهم، استماعٌ، ابنٌ، اثنان، اسم، تخط عروضيا هكذا :اِستمعَ، اِفهم، اِستماعُن، اِبنُن، اِثنانِ، اِسمُن.
2. ألف الوصل مع (أَل) الفهم إذا سقطت في درج الكلام، فإن كانت (أل) قمرية حذفت الهمزة فقط وبقيت اللام ساكنة، مثل :والكتاب، فالفهم ،تخط عروضيا هكذا :وَلكتاب، فَلعِلم.

وإن كانت شمسية حذفت الألف وشدد الحرف الذي بعدها، والصِّدق، والشَّمس، تخط عروضيا هكذا : وصصِدق، وَششَمس.

1. تحذف ألف الوصل من لام التعريف إذا سقطت بعد لام الابتداء أوبعد لام الجر، مثل : لَلعِلمُ، لِلعِلمِ، لَلصِّدقُ، لِلصِّدقِ تخط عروضيا هكذا : لَلعِلمُ، لِلعِلمِ، لَصصِدقُ، لِصصِدقِ.
2. تحذف واو(عمرو) في الحمل والجر، مثل : جاء عَمرٌو، مضىت إلى عَمرٍو، تخط عروضيا هكذا : جاء عَمرُن، مضىث إلى عَمرِن.
3. تحذف الألف والواووالياء الساكنتين من أواخر الأسماء والأفعال والحروف إذا وليها ساكن، مثل : أتى المظلوم إلى القاضي فأنصفه قاضي العدل، تخط عروضيا هكذا : أتَ لمظلوم إلَ لقاضي فأنصفه قاضِ لعدل. فإن وليها متحرك لم يحذف شيء منها، مثل : أتى مظلوم إلى قاضي عدل فأنصفه، تخط عروضيا هكذا : أتى مظلومُن إلى قاضي عدلِن فأنصفه.
4. تحذف الألف الفارقة من أواخر الأفعال بعد واوالجماعة في العمل الماضي، والأمر، والمضارع المنصوب والمجزوم، مثل : رجعوا، ارجعوا، لن يرجعوا ،لم يرجعوا، تخط عروضيا هكذا : رجعو، ارجعو، لن يرجعو، لم يرجعو.
5. تحذف الألف، والواوالزائدتين من : مائة، أنا، أولو، أولات، أولئك.
6. تحذف الألف الأخيرة من الأدوات والحروف والأسماء الآتية إذا وليها ساكن : إذا، لماذا، هذا، كذا، إلا، ما، إذما، حاشا، خلا، عدا، كلا، لما.

تقطيع الشعر

تقطيع الشعر هووزن حدثات بيت الشعر بما يقابلها من تفعيلات ؛ لفهم صحة الوزن أوانكساره، ويراعى في التقطيع اللفظ دون الخط. فالتقطيع تفكيك البيت من الشعر إلى أجزاء ووضع تحت جميع جزء مايناسبه من التفعيلات العروضية. والتقطيع العروضي يرتكز على اتقان الإيقاع الصوتي للتفعيلات ؛ إذ لكل تفعيلة إيقاعها الموسيقي الخاص، فللتفعيلة (فَعُولُن) إيقاعها، فللتفعيلة (فَاعِلاتُن) إيقاعها... ومتى أتقن الدارس الإيقاع الموسيقي للتفعيلات سهل عليه التقطيع العروضي للبيت.

فائدته

1. إعانة الدارس على فهم نوع البحر الذي ينتمي إليه البيت.
2. التعهد على وزن القصيدة ومدى مطابقة هذا الوزن للأوزان العربية ، وتلافى الشعراء الكسور العروضية.
3. القدرة على قراءة النظم بطريقة سليمة في ظل ضرورات الشعر واختلاف اللهجات ومن ذلك كسر العمل المضارع وإشباع ميم هم فتنطق هموأولكم فتنطق لكمو.

طريقته

بادئ ذي بدء لا بد من التأكيد على الوحدات الصوتية وهي مجموعة في قول العروضيين" لم أر على ظهر جبلن سمكتن" وهي بالتفصيل:

1. السبب الخفيف : وهومتحرك وساكن مثل لم /قد والحركة تضم جميع الحركات من ضم وفتح وكسر والسكون واحد.
2. السبب الثقيل : وهومتحركان مثل لك/بك
3. الوتد المجموع : وهومتحركان فساكن مثل على /إلى
4. الوتد المفروق : وهومتحركان بينهما ساكن مثل ظهر/عند
5. الفاصلة الصغرى : مثل جبلن/ شجرن
6. الفاصلة الكبرى : مثل سمكتن /شجرتن

ومعلوم حتى العبرة في وزن الشعر هواعتبارات النطق وحدها ولهذا آثرنا الكتابة العروضية وأن الفاصلة الصغرى يستغنى عنها بالسببين الخفيف والثقيل وأن الفاصلة الكبرى يستغنى عنها بالسبب الثقيل والوتد المجموع ناهيك عن كونها لا تأتى.

ثم بعد هذا يأتى دور التفعيلات العروضية أوما يسمى بالوحدات الصوتية وهي فعولن وتضم وتدا مجموعا وسببا خفيفا التي توجد في المتقارب والطويل والوافر ومفاعلتن التي توجد في الوافر ومفاعيلن التي توجد في الهزج ومتفاعلن التي توجد في الكامل وفاعلاتن التي توجد في الرمل والخفيف والمديد ومستعملن التي توجد في الرجز والبسيط والسريع وفاعلن التي توجد في الخبب/ المتدارك والبسيط إلى غير ذلك ويجعلها العروضيون في دوائر بهدف الإتيان بصيغها المتنوعة ومن هذا على سبيل الذكر :

مفاعلتن تقابل متفاعلن ومستعملن تقابل مفاعيلن وفعولن تقابل فاعلن.

وأن الأوزان الخليلية ليست مقاربة رياضية أواصطناعا عروضيا بقدر ما هي وسيلة لتعريف الشعراء وقراء قصائدهم بالأوزان السليمة.

إذا أردت تقطيع بيت من الشعر عمليك حتى تتبع هذه المراحل المتبعة في تقطيع البيت الآتي حتى تصل إلى الإجابة السليمة :

توضيح المراحل

1. المستوى الأولى: نقل البيت إلى كراسة الإجابة، مع ملاحظة مافيه من ضبط للشكل، ثم قراءة البيت قراءة واعية متأنية ؛ ليتضح من خلالها الحروف التي تنطق والتي لاتنطق، والحروف المشددة، والحدثات المنونة، وما يحذف أويحرك لالتقاء الساكنين. ومحاولة التعهد أثناء هذه القراءة على بحر هذا البيت من خلال نغمة تفاعيله، ومما يساعد على اكتشاف البحر مساعدة واضحة حفظُ ضوابط البحور وترديدها فهي تعد المفتاح لكل بحر.
2. المستوى الثانية: كتابة البيت كتابة عروضية، وهذا يستلزم الإلمام بقواعد الكتابة العروضية ودراستها دراسة دقيقة ؛لأن الخطأ في هذه المستوى يتسبب عنه سريان الخطأ إلى المراحل اللاحقة.
3. المستوى الثالثة: أخذ بترة من البيت ثم ترديدها منغمة على موسيقا تفعيلة من التفعيلات الأولى التي تبتدئ بها البحور، ومطابقتها على نغمة هذه التفعيلة، فإذا تم التطابق في النغمة الموسيقية بين كلام الشاعر والتفعيلة الأولى لبحر من البحور كانت هذه المستوى سليمة، ثم اختيار بترة أخرى والعمل معها مثلما عُملَ مع البترة السابقة مع ملاحظة وضع فاصل بين تلك البتر حتى لا تتداخل. فإذا تم ذلك كان التقطيع سليما، وبذلك انكشف البحر الذي اتى البيت على وزنه. ثم إكمال البيت على هذه الطريقة.
4. المستوى الرابعة: وضع الرموز تحت جميع بترة، بحيث يُجعلُ تحت الحرف المتحرك (مضموما كان أومفتوحا أومكسورا) هذا الرمز [ / ]، ويُجعل تحت الحرف الساكن السليم أوحرف المد أوأولِ حَرفَي المشدد هذا الرمز [ ه ]. مع ملاحظة حتى البيت لا يُبتدأُ بساكن ولا يوقف على متحرك، وملاحظة أنه لا يتوالى في البيت خمسة متحركات هكذا [ ///// ]، ومع ملاحظة أنه لايلتقي ساكنان في حشوالبيت، وإذا سقط ذلك فإنه لابد من التخلص من ذلك إما بالتحريك أوالحذف.
5. المستوى الخامسة: اختيار التفعيلة المناسبة لكل بترة، المتمشية مع النغمة الموسيقية للبيت، مع ملاحظة حتى التفعيلة المختارة قد لاتأتي سليمة، مثل التفعيلة (فَعُولُن) أو(مَفَاعِيلُن) بل قد يعتريها زحاف إذا كانت حشوا أويعيريها زحاف أوعلة إذا كانت عروضا أوضربا. وهذا يوجب على الطالب الإحاطة بالزحافات والعلل وحفظها وضبطها حتى لايقع في حيرة من أمره.
6. المستوى السادسة: كتابة اسم البحر بعد حتى تبين لك من خلال المراحل السابقة، فإن كان البحر ليس له إلا استعمال واحد فقط كأن يستعمل تاما فقط أومجزوءا فقط فإنه يكفي حتى ينطق : هذا البيت من البحر الطويل، أومن البحر المديد. وإن كان له أكثر من استعمال وجب حتى نبين نوع استعماله هنا، فينطق : هذا البيت من بحر الرجز المجزوء إلى غير ذلك.
7. المستوى السابعة: ذكر عروض البيت مشروحا فيه استعمالها وذكر ما فيها من علة أوزحاف لازم إذا وجدا، فإن لم يوجد شيء من ذلك أوعثر فيها زحاف غير لازم وصفت بالصحة مثال ذلك :
   1. إذا كان البيت من البحر الكامل وكان تاما ودخل العروض الحَذَذُ قيل : عروضه تامة حذاء.
   2. إذا لم يصب التفعيلة زحاف أوعلة قيل :تامة سليمة.
   3. إذا أصاب التفعيلة زحاف غير جار مجرى العلة، أوعلة جارية مجرى الزحاف كالإضمار مثلا، قيل : تامة سليمة دخلها الإضمار من غير لزوم.
   4. إن كانت مضمرة مع الحذذ لم يشر إلى ذلك ؛ لأنه زحاف غير لازم، ومثله العلة الجارية مجرى الزحاف في عدم اللزوم، بل يكفي حتى ينطق: دخلها الإضمار من غير لزوم.
8. المستوى الثامنة: ذكر ضرب البيت ويعمل معه مثلُ ماعُمل مع العروض إلا أنه لا يذكر معه تمام أوجزء... مع ملاحظة حتى الضرب مذكر، والعروض مؤنثة فلينتبه لذلك عند التعبير عنهما.
9. المستوى التاسعة: ذكر مادخل الحشومن تغيير، فينطق ولج التفعيلة الأولى الخبن مثلا، ودخل التفعيلة الخامسة العصب إلى غير ذلك، فإن لم يصب الحشوتغيير قيل : الحشوسليم. فتفاعيل الحشوتوصف بالسلامة، والعروض والضرب يوصفان بالصحة.

البحر الطَّوِيل

دائرة البحر الطَّوِيل :

هومن دائرة الُمُختَلِف التي تضم ثلاثة أبحر مستعملة وهي : الطَّوِيل والمَدِيد والبَسِيط، وبحرين مهملين هما :المستطيل أوالوسيط، والممتد أوالوسيم ،وسُمِّيَت هذه الدائرة بهذا الاسم لاختلاف أجزائها بين خماسية (فَعُولُن)، و(فَاعِلُن)، وسباعية (مَفَاعِيلُن)، و(مُستَفعِلُن).

وزن البحر الطَّوِيل بحسب الدائرة العروضية :

فَعُولُن مَفَاعِيلُن فَعُولُن مَفَاعِيلُن فَعُولُن مَفَاعِيلُن فَعُولُن مَفَاعِيلُن

استعمال البحر الطَّوِيل:

لايستعمل هذا البحر إلا تاما وجوبا.

ضابط البحر الطَّوِيل :

سبب تسمية البحر الطَّوِيل بهذا الاسم :

سُمِّي َهذا البحر بهذا الاسم ؛لأنه طال بتمام أجزائه ؛ فهولايستعمل مجزوءًا ولامشطورا ولامنهوكا، وقيل : لأن عدد حروفه يبلغ ثمانية وأربعين حرفا في حالة التصريع، أي طالما كون العروض والضرب من الوزن والقافية نفسها، وليس بين البحور الأخرى واحد على هذا النمط.

أعاريض البحر الطَّوِيل وأضربه مع التمثيل :

للبحر الطَّوِيل عروض واحدة وثلاثة أضرب :

عَرُوضه تامة مَقبُوضَة [ قبضها واجب، وهوزحاف جارٍ مجرى العلة ] ولها ثلاثة أضرب :

أ-سليم، مثل :

ب-مِثلُهَا:

مثل :

إِذَا بَلَغَ الرّايُ المَشُورَةَ فَاستَعِن

بِرَأيِ نَصِيحٍ أَونَصِيحَةِ حازِمِ
     

ـةِ حازِمِي نَصِيــحـَ نَصِيحِن أَو بِرَأيِ ةَ فَستَعِن مَشُورَ لَغَ ررَأيُ لـ إِذَا بَ //ه//ه //ه/ //ه/ه/ه //ه/ //ه//ه //ه/ //ه/ه/ه //ه/ مَفَاعِلُن فَعُولُ مَفَاعِيلُن فَعُولُ مَفَاعِلُن فَعُولُ مَفَاعِيلُن فَعُولُ مقبوض مَقبُوضَة سالمة مَقبُوضَة مَقبُوضَة مَقبُوضَة سَالِمَة مَقبُوضَة ج-محذوف معتمد (ويستحسن قبض [ فَعُولُن ] الواقعة قبل هذا الضرب)، مثل : لَعَلِّي إِلَى مَن قَد هَوِيتُ أَطِيرُ أَسِربَ القَطا هَل مَن يُعِيرُ جَناحَهُ

أَطِيرُو هَوِيتُ إِلَى مَن قَد لَعَللِي جَناحَهُو يُعِيرُ قَطا هَل مَن أَسِربَ ل //ه/ه //ه/ //ه/ه/ه //ه/ه //ه//ه //ه/ //ه/ه/ه //ه/ه مَفَاعِي فَعُولُ مَفَاعِيلُن فَعُولُن مَفَاعِلُن فَعُولُ مَفَاعِيلُن فَعُولُن محذوف مَقبُوضَة سَالِمَة سالمة مَقبُوضَة مَقبُوضَة سَالِمَة سَالِمَة

ملخص الزحافات والعلل في البحر الطَّوِيل :

يجوز في حشوالطَّوِيل :

1. الكَفّ (حذف السابع الساكن) فتصبح به (مَفَاعِيلُن) : (مَفَاعِيلُ).
2. القَبض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاعِيلُن) : (مَفَاعِلُن)، وتصبح (فَعُولُن) :(فَعُولُ). ولايجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاعِيلُن). والكَفّ والقَبض إذا سقطا في جزء أوجزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
3. الخَرم (حذف أول الوتد المجموع أول التفعيلة) وذلك في تفعيلته الأولى (فَعُولُن) فإن كانت سالمة أصبحت (عُولُن) ويُسَمَّى هذا ثَلمًا، وإن كانت مَقبُوضَة صارت (عُولُ) ويُسَمَّى ثَرمًا.

أما العروض والضرب : فالقَبض واجب في عَرُوضه وهوزحاف جارٍ مجرى العلة في لزومه، ويمتنع الكَفّ في (مَفَاعِيلُن) وفي (مَفَاعِلُن)، ويمتنع القَبض في (فَعُولُن) إذا سقطن ضروبا تحاشيا للوقوف على حركة قصيرة.

تنبيه : لاتأتي عروض الطويل سالمة (مَفَاعِيلُن) إلا عند التصريع فتكون سالمة مع التصريع ومقبوضة حيث لاتصريع.

ما هوالتصريع ؟ : هوإلحاق العروض بالضرب في زيادة أونقصان، ولا يلتزم. وغالبا ماقد يكون في البيت الأول؛ وذلك ليدل على حتى صاحبه مبتدئ إما سيرةً أوقصيدة، والتصريع يقع في جميع البحور، ويبتدأ به في مطلع القصيدة، ولا يلتزم إلا إذا قسَّم الشاعر قصيدته إلى موضوعات وأفكار، فيجوزله عند ذلك حتى يبدأ جميع فكرة تحتوي على مجموعة من الأبيات ببيت مصرع شريطة حتى تكون القصيدة متحدة البحر والروي، ما سببه ؟: وسببه هومبادرة الشاعر القافية ؛ ليفهم من أول وهلة أنه آخذ في كلام موزون غير منثور ولذلك سقط في أول الشعر.

مثاله : من الزيادة قول أبي فراس الحمداني[ من البحر الطويل ]:

ومن النقص قول امرئ القيس [من البحر الطويل ] :

البحر الوافر

تفعيلاته هي: مفاعلتن مفاعلتن فعولن وقد يسكن الحرف الخامس من مفاعلتن فتتحول إلى مفاعيلن وأصل فعولن مفاعلتن حيث حذف السبب الخفيف في آخر التفعيلة. ومفتاح البحر:

مثاله: قول قطرى بن الفاتىة

ومثل:

وصلات خارجية

مدخل إلى العروض الرقمي

مراجع