نقد الرأسمالية

عودة للموسوعة
جزء من السلسلة الاقتصادية عن
الرأسمالية
  • بوابة الفلسفة
  • بوابة الاقتصاد
  • بوابة السياسة

تتراوح أشكال نقد الرأسمالية من التعبير عن الاختلاف مع مبادئ الرأسمالية إلى التعبير عن الاختلاف مع بعض مآلات الرأسمالية.

يُوجّه النقد للرأسمالية من عدة جهات سياسية وفلسفية، بما فيها الأناركية، والاشتراكية، والدينية، والوطنية. يعتقد البعض أنه لا يمكن الفوز على الرأسمالية سوى عن طريق الثورة، ويعتقد البعض الآخر حتى التغيير الهيكلي قد يعمل مفعوله في التغيير من خلال الإصلاحات السياسية. ويعتقد بعض النقّاد أنّه ثمّة محاسن للرأسمالية ويرغبون في الاستفادة منها بالإضافة إلى تطبيق شكلٍ من السلطة الاجتماعية، وبشكل أمثل من خلال التنظيم الحكومي (على سبيل المثال: حركة اقتصاد السوق الاجتماعي).

من أبرز الانتقادات التي تلقّتها الرأسمالية هواتهامها بكونها ذات طبيعة استغلالية، وغير مستدامة، وأنها تخلق حالةً من اللا مساواة الاقتصادية، وأنها غير ديمقراطية، وتؤدي إلى تقويض حقوق الإنسان، وتشجّع على التوسّع الإمبريالي والحرب.

تاريخ

وفقاً لبعض منتقدي الرأسمالية المعاصرين، فقد أدت الثورة الصناعية في أوروبا إلى خلق ظروف عملٍ تُعتبر جائرةً، بما فيها العمل لأربعة عشرة ساعة في اليوم، وعمالة الأطفال، ومدن الصفيح. يجادل بعض خبراء الاقتصاد المعاصرين بأن معايير المعيشة الوسطية لم تتحسن، أوقد تحسّنت بشكلٍ بطيءٍ عمّا كانت عليه قبل العام 1840.

رفض المفكّرون الاشتراكيون الأوائل الرأسمالية برمّتها، وسعوا بدلاً من ذلك لإنشاء مجتمعات اشتراكية تخلومن أوجه الظلم التي رأوها في بدايات الرأسمالية. كان من بين الاشتراكيين الطوباويين شارل فورييه وروبرت أوين. في العام 1848، نشر كلّ من كارل ماركس وفريدريك إنجليز البيان الشيوعي، والذي مثّل نقداً سياسياً واقتصادياً للرأسمالية بناءً على منطلقات الفلسفة المادية التاريخية. كان بيير جوزيف برودون أيضًا، وهومن معاصري ماركس، من أبرز معارضي الرأسمالية ومن أوائل مَن أطلقوا على أنفسهم تسمية الأناركي.

مع بداية القرن العشرين، كانت ثمّة اتجاهات اشتراكية عدّة (النقابية اللاسلطوية، والاشتراكية الديمقراطية، والبلشفية) قد نهضت على تفسيراتٍ مغايرةٍ للأحداث المعاصرة. وبدأت الحكومات بفرض قيودٍ على عمليات السوق وطبقت برامج التدخل الاقتصادي سعياً منها لتفادي أوجه القصور في السوق (مثلاً، الاقتصاد الكينزي، وبرامج الصفقة الجديدة). بعد الثورة الروسية في العام 1917، تزايد عدد الدول الشيوعية في العالم، وقامت الحرب الباردة ضد الدول الرأسمالية المتقدمة. تُذكر بعض الدول التي مثّلت استثناءً لهذا التوجه، ككوريا الشمالية، وكوبا، وفينزويلا التي أسست فلسفةً أصبحت تُعهد باسم اشتراكية القرن الحادي والعشرين.

نقد الرأسمالية

النقد الأناركي للرأسمالية

يذكر مؤلفوكتاب «الأناركية سؤال وجواب» أنّ الأناركيّين قد أدركوا منذ أمد طويل حتى الرأسمالية هرميّة بطبعها. يخضع العامل لسلطة رئيسه في العمل خلال ساعات العمل (وأحياناً خارج العمل أيضاً). يذكر المؤلفون: «تؤدّي هذه السيطرة التراتبيّة للعمل المأجور إلى تغريب العمال عن عملهم الخاص، وبالتالي عن أنفسهم. لم يعد العمال يتحكمون بأنفسهم خلال ساعات العمل، إلى غير ذلك فهم لم يعودوا أحراراً». وفقاً للمؤلفين، هذا هوالسبب الذي يجعل  الرأسمالية، من خلال معاملتها العمال كمرادف للبضائع، تلغي الفرق بين العمال وغيرهم من الموارد؛ أي تلغي الفرق الجوهري بين العمل وبين مَن يؤديه، فالعامل، خلافاً لغيره من «الممتلكات»، يتمتع بالإرادة والفعاليّة. ولهذا عندما يُذكر بيع العمل، ثمة إخضاع لا مفر منه للإرادة (أي وجود تراتبيّة). يشكّل العمل المبدع، والمُدار ذاتياً مصدراً للفخر والسعادة، وله دورٌ أساسي فيما يجعل البشر بشراً.

يسبب انتزاع التحكّم بالعمل من يدي العامل أضراراً تطالُ صحته العقلية والجسدية. والرأسمالية نفسها اتىت عن طريق عنف الدولة وعلى أنقاض أساليب الحياة التقليدية، وكان التفاعل الاجتماعي جزءاً من هذه المهمة. منذ البداية، بذل رؤساء العمل جهوداً كبيرةً في مكافحة محاولات الأفراد التجمّع لمقاومة التراتبيّة التي فُرِضت عليهم وللتأكيد على قيَمهم الإنسانية. حُوربت بشدّة جميع أنواع تشكيل الجمعيات (كالنقابات العمالية)، مثلها مثل أي محاولة قامت بها الحكومات الديمقراطية لتنظيم الفائض في النظام. في الواقع، يميل الرأسماليون إلى الأنظمة المركزية، والنخبوية، والسلطوية بدرجةٍ ما لأنها أبعد ما تكون عن سلطة الشعب. وهذه الأنظمة هي السبيل الوحيد لفرض العلاقة التعاقدية المبنية على سلطة السوق لفرضها على المواطنين الرافضين لها.

يرى الفيلسوف المؤثر اللاسلطوي الفردي ماكس شتيرنير أنّ الملكية الخاصة هي مجرد «شبح لا يقوى على العيش سوى بفضل القانون، ويصبح "لي شخصياً" حصراً بسطوة القانون». ما يقصده هوحتى «الملكية الخاصة لا تقوم لها قائمة سوى بحماية الدولة وبفضل الدولة». انطلاقاً من إدراكه لحاجة الملكية الخاصة لحماية الدولة، يرى شتيرنر أنه «لا حاجة للمواطنين الصالحين المزعومين للشعور بالقلق فيما يتعلق بمَن يقوم بحمايتهم ومبادئهم، سواء كانوا في ظِلّ ملكيةٍ بحكم مطلق أوملكية دستورية، أوجمهورية، ما دامت الحماية متوفّرة لهم. وما هومبدؤهم أولئك الذين يحبّون "حاميهم" دوماً،يا ترى؟ بالتأكيد لنقد يكون مبدؤهم العمل، بل الملكية التي تجسد مصالحهم».

عارض اللاسلطوي الفرنسي بيير جوزيف برودون الامتيازات الحكومية التي تحمي الصيرفة الرأسمالية والمصالح المتعلقة بالأراضي ومراكمة الملكية أواكتسابها (بأي شكل من الإجبار حُصِّلت) وهوالأمر الذي اعتبره عائقاً أمام المنافسة ويركّز الثروات بيد حفنةٍ من الناس.

يرى اللاسلطوي الفردي الإسباني ميغيل غيمينز إيغوالادا حتى الرأسمالية هي أثرٌ للحكومة؛ واختفاء الحكومات سيعني حتماً انهيار الرأسمالية بشكلٍ سريع. ما ندعوه الرأسمالية ليست سوى منتجٍ للدولة، والتي لا يُأبه لشيءٍ فيها ما عدا تحقيق الأرباح، بغض النظر عن طُرُق تحصيلها –خيّرة كانت أم شريرة. وبالتالي فالنضال ضدّ الرأسمالية وحدها لا معنى له، لأنه ما دامت هناك حكومة موجودة، سيوجد استغلالٌ لرأس المال، ولا يهمّ تسميتها: رأسمالية الدولة أورأسمالية المبادرة.  فالصراعُ هوصراع وعي ضد فكرة الدولة.

ظهر ضمن حركة الأناركية نقدٌ لما يُسمّى «عبودية الأجر» والتي تشير إلى الظرف الذي يشبه إلى حد بعيدٍ العبودية الطوعية، حيث تعتمد معيشة الفرد على الأجر، وخصوصاً عندما تكون الحاجة إليه بشكل تام وفوري. يحمل المصطلح دلالات سلبية لعقده المقارنة بينه وبين العبودية والعمل المأجور بالهجريز على الشبه بينهما وبين تملّك الشخص وتأجيره. يُستخدم مصطلح عبودية الأجر لانتقاد الاستغلال الاقتصادي والتدرج الاجتماعي، إذ يُنظر للاستغلال الاقتصادي على أنه سلطة مساومة غير متكافئة بين العمل ورأس المال (بشكل خاص في حالة العمال الذي يتقاضون أجوراً متدنّية. على سبيل المثال مصانع السُخرة). ويُنظر للتدرج الاجتماعي على أنه افتقار الاقتصاد للإدارة الذاتية للعمال، وخيارات العمل المحقق للذات، والراحة.

يعتقد الاشتراكيون الليبرتاريون أنه طالما تقدير الحرية، يجب على المجتمع حتى يعمل على إقامة نظامٍ يحوز فيه الأفراد على القدرة لتقرير السياسات الاقتصادية جنباً إلى جنب مع الشؤون السياسية. يسعى الاشتراكيون الليبرتاريون إلى استبدال السلطات الظالمة بالديمقراطية المباشرة، والفدرالية الطوعية، والسيادة الشعبية في جميع مناحي الحياة، بما فيها التجمعات والمشاريع الاقتصادية. مع قدوم الثورة الصناعية، طوّر مفكرون مثل برودون وماركس المقارنة بين العمل المأجور والعبودية في سياق النقد للملكية المجتمعية غير المخصصة للاستعمال الشخصي. ركّزت الحركة الاجتماعية اللاضية على اللا أنسنة التي حصلت نتيجةً لاستخدام الآلات، بينما شجبت لاحقاً إيما غولدمان العمل المأجور بقولها: «الفرق الوحيد هوأنكم عبيدٌ مستأجرون لا مُستملَكون».

نقد المحافظين للرأسمالية

اعتنق إدموند بروك (1729-1797) المثل العليا الليبرالية ذات العلاقة بالملكية الفردية وفلسفة الاقتصاد الخاصة بآدم سميث (1723-1790)، ولكنه آمن أنه على فهم الاقتصاد حتى يبقى تابعًا للأخلاقيات الاجتماعية المحافِظة، وأنه على الرأسمالية حتى تأتي بمرتبة أدنى من التنطقيد الأخلاقية الاجتماعية ذات الجذور في القرون الوسطى، وأن طبقة رجال الأعمال أدنى من الطبقة الأرستقراطية.

يُذكر في هذا السياق أيديولوجية التوزيعية الاقتصادية التي تشدد على حتى أصول الإنتاج العالمية ينبغي لها حتى تكون ملكية عمومية غير مركزّة في طبقة ما. تطورت هذه الأيديولوجية في أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ونهضت على مبادئ التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية، وخصوصًا تعاليم البابا ليون الثالث عشر والبابا بيوس الحادي عشر. ترى التوزيعية حتى الرأسمالية والاشتراكية كلاهما تشوبه أوجه القصور، وأنهما ذواتا طبيعة استغلالية، وبدلًا منهما، هجرز التوزيعية على الآليات الاقتصادية مثل الجمعيات التعاونية والشركات العائلية صغيرة النطاق، والتطبيق واسع النطاق لقوانين منع الاحتكار.

النقد الاشتراكي للرأسمالية

يرى الاشتراكيون حتى تراكم رأس المال يسبّب هدرًا من خلال العوامل الخارجية التي تستلزم اتخاذ تدابير تنظيمية تسليمية ذات تكاليف عالية. كما يُشيرون إلى حتى هذه العملية تُنتج صناعاتٍ موّلدة للنفايات وممارسات لا همّ لها سوى إيجاد طلب كافٍ على المنتجات ليتمّ بيعها بهدف تحقيق الربح (مثلًا، الإعلانات التجارية المزعجة)، إلى غير ذلك يؤول بها المطاف إلى خلق المزيد من الطلب الاقتصادي بدلًا من تلبية احتياجاته.

يمضى الاشتراكيون إلى حتى الرأسمالية في جوهرها تضم أنشطة تجارية غير رشيدة، ومثال ذلك شراء المنتجات لا للاستهلاك بل لإعادة بيعها لاحقًا بعد حتى تكون قد اكتسبت قيمة أعلى (النشاط المعروف باسم المضاربة). لهذا السبب فإن أحد أبرز الانتقادات التي يوجهها الاشتراكيون للرأسمالية يتلخص في حتى كسب المال، أوتكديس رأس المال، لا يتماشى وتلبية الطلب (إنتاج قيَم الاستعمال). إلى غير ذلكقد يكون المعيار الأساسي للنشاط الاقتصادي في الرأسمالية هومراكمة رأس المال لإعادة استثماره في الإنتاج. وهوالأمر الذي يحفز تنمية صناعات جديدة غير إنتاجية لا تنتج قيمة استعمال ويقتصر وجودها على إبقاء عملية مراكمة رأس المال قائمةً. مثال الصناعات غير الإنتاجية هوالصناعة المالية التي تُسهم في تشكيل الفقاعات الاقتصادية.

ينظر الاشتراكيون إلى علاقات الملكية الفردية على أنها تكبّل إمكانيات القوى المنتجة في الاقتصاد. وبالنسبة للاشتراكيين فالملكية الفردية تفقد معناها عندما تتمثل في مؤسسات مركزية اجتماعية قائمة على التخصيص الفردي للعائدات (ولكنها تستند إلى عمل تعاوني وتخطيط داخلي في تخصيص عوامل الإنتاج) إلى حتى يصبح دور الرأسمالي شيئًا من الماضي. فعند انتفاء الحاجة إلى مراكمة رأس المال أوطبقة الملّاك، تصبح الملكية الفردية لوسائل الإنتاج شكلًا قديمًا للتنظيم الاقتصادي يجب استبداله بالتنظيمات الاقتصادية الحرة للأفراد بناءً على الملكية الجماعية لهذه الأصول الاجتماعية. تضع الملكية الفردية قيودًا على التخطيط، وهوما يؤدي إلى غياب التنسيق عند اتخاذ القرارات الاقتصادية وينجم عن ذلك الاضطرابات التجارية، والبطالة، والتبديد الضخم للموارد المادية خلال أزمات الإنتاج المسرف.

تؤدي الفروق المفرطة في توزيع الدخل إلى عدم الاستقرار الاجتماعي وتستلزم إجراءات تسليمية ذات كلفة عالية تتمثّل في فرض الضرائب بقصد إعادة التوزيع. يتبع ذلك تكاليف إدارية باهظة تُضعِف الرغبة في العمل، وتخلق حالةً من غياب الأمانة وزيادة احتمال التهرّب الضريبي وفي نفس الوقت انخفاضًا في فاعلية اقتصاد السوق. تقيد هذه التدابير التسليمية نظام الحوافز في السوق من خلال توفير الحد الأدنى من الأجور، وإعانات البطالة، وفرض ضرائب على الأرباح، وتخفيض احتياطي العمال، وهوالأمر الذي ينتج عنه حوافز أقل بالنسبة للرأسماليين لزيادة استثمارهم في مجال الإنتاج. بشكل أساسي، تكبل سياسات نظام الرفاه الاجتماعي نظامَ الحوافز الرأسمالي ولهذا فهي غير مستدامة على المدى البعيد.

يحاجج الماركسيون بأن نمط الإنتاج الاشتراكي هوالمخرج الوحيد لتلافي جميع هذه العيوب. يرى الاشتراكيون، والماركسيون منهم بالأخص، حتى الصراع المتأصل بين مصالح الطبقة العاملة ورأس المال يحول دون الاستغلال الأمثل للموارد البشرية المتوفرة، ويؤدي إلى خلق جماعات مصالح متناقضة (العمال والتجار) يسعى جميع منها على حِدة للتأثير على الدولة ودفعها للتدخل في الاقتصاد على حساب الفاعلية الاقتصادية الكاملة.

انتقد الاشتراكيون الأوائل (مثل الاشتراكيين الطوباويين، والاشتراكيين الريكارديين) انتقدوا الرأسمالية لهجريزها السلطة والثروة بيد شريحة صغيرة من المجتمع لا تستغل التقنيات والموارد المتاحة بأقصى إمكانياتها للصالح العام.

النقد الماركسي

اعتبر كارل ماركس الرأسمالية فترة تاريخية تقدميةً في ما مضى ولكنها ستصاب بالخمول بسبب تناقضاتها الداخلية وستقوضها الاشتراكية في نهاية المطاف. ذكر ماركس حتى الرأسمالية لا تشكّل سوى فترة اجتياز ضرورية لتقدم البشرية، وستقابلها ثورة سياسية قبل حلول المجتمع الخالي من الطبقات. يعرّف الماركسيون رأس المال على أنه «علاقة اجتماعية اقتصادية» بين الأفراد (لا على أنه علاقة بين الأفراد والأمور). ومن هذا المنطلق، يسعى الماركسيون إلى إلغاء رأس المال.

يعتقد الماركسيون حتى الملكية الفردية لوسائل الإنتاج تُغني الرأسماليين (مالكي رأس المال) على حساب العمال (يزداد الأغنياء غنىً، ويزداد الفقراء فقرًا). بشكل مختصر، يجادل الماركسيون بأن مالكي وسائل الإنتاج لا يعملون بل يستغلون القوة العاملة. في رأي ماركس، فالرأسماليون سيتسمرّون في مراكمة رأس المال أكثر فأكثر متسبّبين بإفقار الطبقة العاملة، وهوما سيخلق ظروفًا اجتماعية مواتية للثورة التي ستطيح بمؤسسات الرأسمالية. يُنظر إلى الملكية الفردية لوسائل الإنتاج والتوزيع على أنها اعتماد الطبقات غير المالكة على الطبقة الحاكمة وبالتالي فيها تقييد للحرية الإنسانية.

قدّم الماركسيون الكثير من وجهات النظر التي تمضى إلى حتى الرأسمالية نظامٌ مثقلٌ بتناقضاته الداخلية ويتميّز بالأزمات متكررة الحدوث الناجمة عن ميل معدل الربح للانخفاض. يُنظر إلى الرأسمالية على أنها فترة واحدة في مسيرة تطور النظام الاقتصادي. يقدم عالم الاجتماع الأمريكي والمؤرخ الاقتصادي إيمانويل والرستين مقاربة من وجهة نظر النظُم العالمية، ويستشهد بالتعنّت الذي تلقاه زيادة الأجور الحقيقية، وارتفاع أسعار المداخيل المادية، والزيادة المضطردة للمعدلات الضريبية، بالإضافة إلى انتشار الحركات المناهضة للأنظمة -يستشهد بجميع ما تجاوز كأمثلة على الاتجاهات الفهمانية العالمية البارزة والتي تخلق ضغوطًا غير مسبوقة لتقييد مراكمة رأس المال. وفقًا لوالرستين، فقد «دخل الاقتصاد العالمي الرأسمالي في أزمة لا فكاك منها قد تدوم لخمسين سنة قادمة. والسؤال الذي يقابلنا الآن هوما الذي سيحصل خلال هذه الأزمة، والتي تشكّل انتنطقًا من النظام العالمي الحالي إلى نوع مختلف من النظام أوالأنظمة التاريخية».

المراجع

  1. ^ Engels, Frederick. "The Condition of the Working Class in England". مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 16 أبريل 2008.
  2. ^ Clark Nardinelli, economist at the U.S. Food and Drug Administration. "Industrial Revolution and the Standard of Living". The concise encyclopedia of economics. The Library of Economics and Liberty. مؤرشف من الأصل في أربعة أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 20 أبريل 2008.
  3. ^ B.1.2 Is capitalism hierarchical? by An Anarchist FAQ". مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 28 أبريل 2014.
  4. ^ B.1.2 Is capitalism hierarchical?" by An Anarchist FAQ". مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 28 أبريل 2014.
  5. ^ Lorenzo Kom'boa Ervin. "G.6 What are the ideas of Max Stirner? in An Anarchist FAQ". Infoshop.org. مؤرشف من الأصل في 23 نوفمبر 2010. اطلع عليه بتاريخ 20 سبتمبر 2010.
  6. ^ "el capitalismo es sólo el efecto del gobierno; desaparecido el gobierno, el capitalismo cae de su pedestal vertiginosamente...Lo que llamamos capitalismo no es otra cosa que el producto del Estado, dentro del cual lo único que se cultiva es la ganancia, bien o mal habida. Luchar, pues, contra el capitalismo es tarea inútil, porque sea Capitalismo de Estado o Capitalismo de Empresa, mientras el Gobierno exista, existirá el capital que explota. La lucha, pero de conciencias, es contra el Estado." by Miguel Gimenez Igualada نسخة محفوظة 31 يناير 2017 على مسقط واي باك مشين.
  7. ^ "wage slave". ميريام وبستر. مؤرشف من الأصل فيخمسة ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2013.
  8. ^ "wage slave". dictionary.com. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2013.
  9. ^ "Conversation with Noam Chomsky". Globetrotter.berkeley.edu. صفحة 2. مؤرشف من الأصل في 31 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 28 يونيو2010.
  10. ^ Hallgrimsdottir & Benoit 2007.
  11. ^ "The Bolsheviks and Workers Control, 1917–1921: The State and Counter-revolution". Spunk Library. مؤرشف من الأصل في 30 أكتوبر 2000. اطلع عليه بتاريخ 04 مارس 2013.
  12. ^ Hawley, George. "Some Conservatives Have Been Against Capitalism for Centuries". The American Conservative (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل فيتسعة سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 ديسمبر 2018.
  13. ^ [1] نسخة محفوظة July 16, 2010, على مسقط واي باك مشين.
  14. ^ Fred Magdoff and Michael D. Yates. "What Needs To Be Done: A Socialist View". Monthly Review. مؤرشف من الأصل في 17 مارس 2011. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2014.
  15. ^ Let's produce for use, not profit. Retrieved August 7, 2010, from worldsocialism.org: "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 16 يوليو2010. اطلع عليه بتاريخ 18 أغسطس 2015. صيانة CS1: الأرشيف كعنوان (link)
  16. ^ Professor Richard D. Wolff (2009-06-29). "Economic Crisis from a Socialist Perspective". Rdwolff.com. مؤرشف من الأصل في 28 فبراير 2014. اطلع عليه بتاريخ 23 فبراير 2014.
  17. ^ Engels, Fredrich. Socialism: Utopian and Scientific. Retrieved October 30, 2010, from Marxists.org: http://www.marxists.org/archive/marx/works/1880/soc-utop/ch03.htm, "The bourgeoisie demonstrated to be a superfluous class. All its social functions are now performed by salaried employees."
  18. ^ The Political Economy of Socialism, by Horvat, Branko. 1982. Chapter 1: Capitalism, The General Pattern of Capitalist Development (pp. 15–20)
  19. ^ Marx and Engels Selected Works, Lawrence and Wishart, 1968, p. 40. Capitalist property relations put a "fetter" on the productive forces.
  20. ^ The Political Economy of Socialism, by Horvat, Branko. 1982. (p. 197)
  21. ^ The Political Economy of Socialism, by Horvat, Branko. 1982. (pp. 197–98)
  22. ^ Market Socialism: The Debate Among Socialists, 1998. pp. 60–61"
  23. in Encyclopædia Britannica (2009). Retrieved October 14, 2009, from Encyclopædia Britannica Online: http://www.britannica.com/EBchecked/topic/551569/socialism, "Main" summary: "Socialists complain that capitalism necessarily leads to unfair and exploitative concentrations of wealth and power in the hands of the relative few who emerge victorious from free-market competition—people who then use their wealth and power to reinforce their dominance in society."
  24. ^ Immanuel, Wallerstein (September 1974). "The Rise and Future Demise of the World Capitalist System: Concepts for Comparative Analysis" (PDF). Comparative Studies in Society and History. 16 (4): 387–415. doi:10.1017/S0010417500007520. مؤرشف من الأصل (PDF) في 15 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 20 يوليو2012.
  25. ^ Wallerstein, Immanuel. The Decline of American Power, New Press Books, p. 66
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:34:33
التصنيفات: نقد الرأسمالية, اشتراكية, اقتصاد ماركسي, انتقادات حسب الأيديولوجية, فلسفة اجتماعية, قضايا في لاسلطوية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), صيانة CS1: الأرشيف كعنوان, صفحات بها وصلات إنترويكي, بوابة ليبرالية/مقالات متعلقة, بوابة لاسلطوية/مقالات متعلقة, بوابة شيوعية/مقالات متعلقة, بوابة رأسمالية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وزير الطاقة: نحن بدو.. لدينا قوة تحمل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:24:00
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

محمد الشناوي يهدي شوبير ميدالية النجمة الأفريقية الـ11

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:28
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 50%

الاتحاد الأوروبي يدين أفعال الحوثيين "التي تقوض اقتصاد اليمن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:41
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 53%

الدفاع الروسية: إطلاق سراح 94 جنديًا روسيًا من الأسر الأوكرانية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:24
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 47%

موعد مباراة منتخب مصر الأولمبي أمام الكونغو برازافيل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:21:56
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 70%

السودان: من قتال المدن إلى مصارعة المنظمة الأممية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:23:21
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 55%

نبيلة منيب: "بلاش منو هاد العيد"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:23:34
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 74%

المجلس الوزاري للتعاون الخليجي يرفض استمرار احتلال إيران لثل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:37
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

«طريق الحرير» بين العرب والصين - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:24:01
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

الوداد يتعادل أمام الأهلي المصري ويخسر لقب دوري أبطال أفريقيا(فيديو)

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:23:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 73%

مانشستر سيتي للأهلي: نراكم في كأس العالم للأندية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:25
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 45%

بالفيديو .. احتجاز ميسي بمطار بكين بسبب موقف محرج

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:23:35
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 80%

طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة الاستاتيكا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:22:26
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 35%

لا جديد في أفريقيا.. الأهلي البطل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:24:03
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

تحميل تطبيق المنصة العربية