قارون
عودة للموسوعةقارون هوأحد أغنياء قوم موسى (بنوإسرائيل)، كان لديه الكثير من الثروات حتى إذا مفاتيح هذه الثروات كانت ثقيلة تتعب من يحملها. وقد كان وزيرًا لشؤون العبرانيين لدى فرعون.
نسبه
نطق الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نطق: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى﴾، نطق: كان ابن عمه. إلى غير ذلك نطق إبراهيم النخعي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وسماك بن حرب، وقتادة، ومالك بن دينار، وابن جريج، وغيرهم: أنه كان ابن عم موسى، عليه السلام. نطق ابن جريج: هوقارون بن يصهر بن قاهث، وموسى بن عمران بن قاهث. وزعم محمد بن إسحاق بن يسار: حتى قارون كان عمَّ موسى عليه السلام. نطق ابن جرير: وأكثر أهل الفهم على أنه كان ابن عمه، والله أفهم. ونطق قتادة بن دِعَامة: كنا نُحدّث أنه كان ابن عم موسى، وكان يسمى المنوّر لحسن صوته بالتوراة، ولكن عدوالله نافق كما نافق السامري، فأهلكه البغي لكثرة ماله. ونطق شَهْر بن حَوْشَب: زاد في ثيابه شبرًا طولا تحملًا على قومه.
قارون في القرآن
ورد ذكر قارون في القرآن في سورة العنكبوت، وسورة غافر، وورد ذكر قصته بتفصيل أكثر في سورة القصص في الآيات 76-82.
الآيات القرآنية التي ذكر فيها قارون
- إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُوحَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [سورة القصص الآيات 76-82].
قصته
يذكر القرآن سيرة قارون، وهومن قوم موسى. حدد القرآن زمن السيرة فذكر أنها سقطت وبنوإسرائيل وموسى في مصر قبل الخروج كما ذكر بالقرآن: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ [سورة غافر، الآيات 23-25].
يذكر القرآن كنوز قارون فيخبر حتى مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها علي مجموعة من الرجال الأشداء. لكن قارون بغى على قومه بعد حتى آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهولاً يضم شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم. وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء. وربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب.
ويبدوحتى العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهوالمنهج السليم. فحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلي نسيان من هوالمنعم بهذا المال، ونصحوه بأن يعمل لآخرته بهذا المال ولا يقتصر علي نيل الشهوات في الدنيا بل ينفق لآخرته ولا ينسى التمتع في الدنيا بغير إضرار للدين والآخرة. ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، عمليه حتى يحسن ويتصدق من هذا المال، حتي يرد الإحسان بالإحسان. وحذروه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أوإمساكه عما يجب حتىقد يكون فيه.
فكان رد قارون جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾ لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.
وخرج قارون ذات يوم علی قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا حتى لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل الفهم والإيمان: ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، وافهموا حتى ثواب الله خير من هذه الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون.
وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾ هكذا في نظرة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. ومضى ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أومال.
وبدأ الناس يتحدثون إلي بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار. فنطق الذين كانوا يتمنون حتى عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا.
انظر أيضًا
- موسى
- فرعون
المراجع
- ^ تفسير ابن كثير.
- ^ القرآن الكريم، سورة القصص، الآيات 76-82.
- ^ القرآن الكريم، سورة غافر، الآيات 23-25
التصنيفات: سبط لاوي, أشخاص مضرب المثل, شخصيات الكتاب المقدس في الإسلام, شخصيات توراتية, شخصيات ذكرت في القرآن, صفحات تستخدم خاصية P18, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P119, صفحات تستخدم خاصية P551, صفحات تستخدم قالب معلومات شخص بحاجة لمراجعة, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة القرآن/مقالات متعلقة, بوابة الإنجيل/مقالات متعلقة, بوابة المسيحية/مقالات متعلقة, بوابة اليهودية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات