ارتباط دون معيشة مشتركة

عودة للموسوعة

ينخرط الأزواج في علاقة ارتباط دون معيشة مشهجرة (بالإنجليزية: living apart together)‏، في علاقة حميمة بالرغم من كونهم يعيشون منفصلين. يمثل الأزواج المرتبطين دون معيشة مشهجرة 10% من البالغين في بريطانيا، وتمثل تلك النسبة ربع عدد البالغين الذين ليسوا في علاقة زواج أومساكنة. سجلت دول أخرى في شمال أوروبا نسبًا مماثلة منها بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والسويد. تقترح الأبحاث نسبًا مماثلة في جنوب أوروبا بالرغم من حتى الأزواج المنخرطين في مثل تلك العلاقة هم عادة مقيمون بمنازل ذويهم. تشير الدراسات الاستقصائية في كندا والولايات المتحدة إلى أنه من 6% إلى 9% من الأزواج لديهم شريك لا يعيش معهم. تعد العلاقات من هذا النوع مقبولة اجتماعيًا، ويرى الكثير أنها صورة مناسبة من صور الارتباط وتخضع لنفس التسقطات والالتزامات التي تخضع لها علاقات أخرى كالزواج والمساكنة.

تنتشر ثقافة مماثلة في آسيا فيما يسمى (الزواج السائر) والمنتشر خصوصًا بين قبائل الموسوإذ يقضي كلًا من الزوجين حياته في منزل عائلته ويسمح للزوج بزيارات ليلية «يسير» فيها إلى منزل عائلة الزوجة وعليه حتى يغادر عند شروق الشمس. زادت شعبية هذا النوع من الزواج مؤخرًا في بكين، تقول غووجيامي مديرة مركز دراسات المرأة في جامعة بكين لمراسل جريدة نيوزدي: «يعكس انتشار الزواج السائر التغيرات الاجتماعية التي تجتاح المجتمع الصيني». في السعودية تقليد مشابه يسمى زواج المسيار، إذ يعيش كلا الزوجين منفصلين لكنهما يلتقيان بانتظام.

أبحاث

يرى بعض الباحثين الارتباط دون معيشة مشهجرة نوعًا جديدًا من أنواع العلاقات يأخذ حيزًا بين الأنواع الأخرى التقليدية، ويستطيع فيه الطرفان حتى يتمتعا بمزايا الحميمية بين شريكين والحفاظ في نفس الوقت على استقلاليتهما وخصوصيتهما، حتى إذا بعض الأزواج يعيدون ترتيب أولوياتهم في العلاقة ويركزون على جانب الصداقة بدلًا من الهجريز على أهداف العلاقة الرومانسية. على الجانب الآخر يرى البعض حتى علاقة الارتباط دون معيشة مشهجرة خطوة طبيعية قد تقود إلى علاقة المساكنة ومن ثم الزواج، لا ترى وجهة النظر تلك المرتبطين دون معيشة مشهجرة كرواد ثوريين يتخطون مفهوم الأسرة التقليدي، بل تراهم أزواجًا حذرين، ومحافظين، وغير قادرين على الالتزام بعلاقة جادة. معظم تلك العلاقات هي نسخة حديثة من علاقات الحبيب/ الحبيبة طويلة الأمد.

تشير الأبحاث التي أجريت باستخدام بيانات أكثر شمولًا إلى مدى التباين الاجتماعي بين فئات الأزواج الذين يعيشون علاقة ارتباط دون معيشة مشهجرة، وأن لديهم دوافع متباينة للعيش منفصلين. يرى حوالي ثلث الأزواج في تلك العلاقات حتى الوقت مبكر على الدخول في فترة المساكنة، بينما يُمنع آخرون من العيش معًا بالرغم من رغبتهم في ذلك، بسبب قيود مثل تكاليف السكن أومسقط العمل. تفضل فئة أخرى عدم العيش معًا على الرغم من كونهم في علاقة طويلة الأمد وقدرتهم على العيش سويًا إذا أرادوا. غالبًا ما تكون الدوافع معقدة عند النزول لأرض الواقع، على سبيل المثال قد يرغب أحد الشركاء في الحفاظ على منزله مكانًا خاصًا بأطفاله الحاليين ويرحب آخر بالوقت والمكان المستقلين. في بعض الأحيان قد يحدث السبب دفاعيًا، على سبيل المثال الرغبة في تجنب تكرار علاقة مساكنة فاشلة مر بها من قبل. إذن فالأزواج في تلك العلاقات قد يعيشون منفصلين طواعيةً، أواضطرارًا، أوهم -كالأغلبية- لم يتخذوا قرارًا بالانتنطق إلى فترة المساكنة بعد. يختبر أولئك الأزواج في جميع الأحوال مزايا وعيوب الانخراط بعلاقة حميمة مع عدم العيش سويًا.

هجريبة سكانية

يتواجد الأشخاص الذين في علاقة ارتباط دون معيشة مشهجرة في جميع الفئات العمرية، على الرغم من أنهم في المتوسط أصغر سنًا من الشركاء المتساكنين والمتزوجين. ما يقرب من 50% من الأزواج الذين يعيشون تلك العلاقة في بريطانيا في الفئة العمرية (18-24)، على الرغم من وجود نسب كبيرة في الفئة العمرية (25-55). يشيع الارتباط دون معيشة مشهجرة بين الأزواج الذين لديهم أولاد لا يعيلونهم عن أولئك الذين يعيلون ذرية. يتواجد الأزواج المرتبطين دون معيشة مشهجرة في جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية.

في مراحل الحياة

الحياة في علاقات الارتباط دون معيشة مشهجرة تعني أشياء مختلفة حسب جميع فترة من مراحل الحياة. تعد الكثير من علاقات الارتباط دون معيشة مشهجرة بين الشباب وبين البالغين الذين لديهم أطفال يعيلونهم، مؤقتة واضطرارية. بينما يعد (الارتباط دون معيشة مشهجرة عند كبار السن) بديلًا ثابتًا للعيش مع شريك. تتغير أولويات كبار السن بعد حتى تنتهي مسؤولياتهم تجاه من يعيلونهم ودخول المعاش والتقاعد عن العمل اليومي ونظرتهم إلى المستقبل الذي صار قصير الأمد، فيميلون إلى الدخول في علاقات ذات زخم عاطفي. تناسبهم علاقات الارتباط دون معيشة مشهجرة أكثر من العلاقات الأخرى في تلك الفترة. ما يسهل ذلك هوطبيعة تلك العلاقات، إذ أنها ليست بحاجة إلى وضع خطط ولا تنظيم شديد من كلا الطرفين، أيضًا تناسبهم من جهة غياب الالتزامات التي تشبه التزامات الزواج، وهجريزها فقط على الجانب العاطفي للعلاقة. يؤثر النوع/الجنس أيضًا في مدى الانجذاب لمثل هذا النوع من العلاقات. كشف درس سويدي إلى حتى النساء الأكبر سنًا يملن إلى هذا النوع من العلاقات فهن يردن ترسيخ استقلالهن والحفاظ عليه ومن جهة أخرى يتجنبن تقسيم العمل وفقًا للجنس.

اتجاهات اجتماعية

أصبحت الحياة كشريكين مرتبطين لكن يعيشان منفصلين مفهومة ومقبولة اجتماعيًا بتزايد بحلول عام 2006، وافقت أغلبية في استفتاء أُجريَ في بريطانيا (54%) على حتى «الزوجين لا يحتاجان إلى العيش معًا من أجل إقامة علاقة قوية»، بينما أجاب 25% فقط من المشاركين في الاستفتاء أنهم غير موافقين. بحلول عام 2000، وصف حوالي خمس الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و44 عامًا في بريطانيا «الارتباط دون معيشة مشهجرة» على أنه أسلوب الحياة الذي يرون فيه «علاقتهم المثالية»، مقارنة بأكثر من 40% للزواج الحصري وأقل قليلًا من 20% للمساكنة دون زواج.

بالنسبة للاتجاهات الاجتماعية، فالأزواج الذين يعيشون علاقات ارتباط دون معيشة مشهجرة أكثر قبولًا بين مجموعات الشباب الأصغر سنًا، في لقاء الأغلبية من كبار السن المحافظين المتزوجين. يظهر المنخرطين في علاقات الارتباط دون معيشة أكثر تحررًا وانفتاحًا من فئات العلاقات الأخرى بالنسبة للقاءة ومناقشة القضايا التي تؤثر عليهم مباشرة مثل قضية تأثير الاستقلال على العلاقات. أما بالنسبة للانفتاح بشأن القضايا العائلية الجدلية (مثل تقبل العائلات التي تتكون من والدين من نفس الجنس، والأم العازبة) فإن كون المرء من المنخرطين في علاقات الارتباط دون معيشة مشهجرة لا يؤثر كثيرًا في ذلك. بالعكس فإن المتزوجين الأكبر سنًا يبرزون أكثر عند تأييد تلك القضايا من الأزواج الأصغر سنًا ممن يعيشون علاقات المساكنة وعلاقات الارتباط دون معيشة مشهجرة.

أمثلة

ذُكر الكثير من الأزواج المشاهير ممن يعيشون تلك العلاقات من القرن التاسع عشر وحتى القرن الحادي والعشرين. نُشِر -على سبيل المثال- منطق في صحيفة التايمز في عام 2007 عن وودي آلن وميا فارو(كانا يعيشان آنذاك على جانبين مختلفين من حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك)، مارغريت درابل ومايكل هولرود (متزوجان لمدة 36 عامًا وحتى 2018، منازل منفصلة)، هيلينا بونهام كارتر وتيم بيرتون وطفلاهما (منزلان بجوار بعضهما البعض في هامبستيد، لندن)، والحائزة على جائزة بوكر، أرونداتي روي وزوجها براديب كريشن (يعيشان في منازل منفصلة في دلهي بالهند).

المراجع

  1. ^ Strohm CQ, Seltzer JA, Cochran SD, Mays VM (2009). Living Apart Together" relationships in the United States". Demogr Res. 21: 177–214. doi:10.4054/demres.2009.21.7. PMC 3091814. PMID 21566723.
  2. ^ Aart C. Liefbroer; Anne-Rigt Poortman; Judith Seltzer (2015). "Why do intimate partners live apart? Evidence on LAT relationships across Europe". Demographic Research. 32: 251–286. doi:10.4054/DemRes.2015.32.8. PMC 4465270. PMID 26085812.
  3. Levin I (2004). "Living Apart Together: A New Family Form". Current Sociology. 52 (2): 223–240. doi:10.1177/0011392104041809.
  4. ^ Haskey J (2005). "Living arrangements in contemporary Britain: Having a partner who usually lives elsewhere and Living Apart Together (LAT)". Population Trends. 122: 35–45.
  5. Duncan S, Phillips M (2010). "People who live apart together (LATs) – how different are they?". The Sociological Review. 58 (1): 112–134. doi:10.1111/j.1467-954x.2009.01874.x. hdl:10454/4485.
  6. ^ Reimondos, A., Evans, A. and Gray, E. (2011) Living-apart-together (LAT) Relationships in Australia, Family Matters, Vol. 87: 43-55
  7. ^ Strohm C, Selzer JA, Cochran SD, Mays V (2010). "Living apart together" relationships in the United States". Demographic Research. 21 (7): 177–214. doi:10.4054/demres.2009.21.7. PMC 3091814. PMID 21566723.
  8. ^ Milan, A., & Peters, A. (2003). Couples living apart. Canadian Social Trends, Summer, 2–6.
  9. ^ Gargan, Edward A. (19 March 2001). "China's New Brides Put Freedom First/All perks, no work in 'walking marriages'". نيوزدي. صفحة A.04.
  10. ^ Karam, Souhail (21 July 2006). "Misyar offers marriage-lite in strict Saudi society". The Boston Globe. Reuters. مؤرشف من الأصل في 18 فبراير 2009.
  11. ^ Roseneil S (2006). "On Not Living with a Partner: Unpicking Coupledom and Cohabitation" (PDF). Sociological Research Online. 11 (3): 3. doi:10.5153/sro.1413. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 نوفمبر 2018.
  12. Haskey J, Lewis J (2006). "Living-apart-together in Britain: context and meaning". International Journal of Law in Context. 2 (1): 37–48. doi:10.1017/s1744552306001030.
  13. ^ Ermisch, J. & Siedler, T. (2009) Living Apart Together. IN Brynin, M. & Ermisch, J. (Eds.) Changing Relationships. New York and London, Routledge.
  14. ^ Roseneil S (2006). "On Not Living with a Partner: Unpicking Coupledom and Cohabitation" (PDF). Sociological Research Online. 11 (3): 1–14. doi:10.5153/sro.1413. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 نوفمبر 2018.
  15. ^ Roseneil, S. (2006) On Not Living with a Partner: Unpicking Coupledom and Cohabitation. Sociological Research Online, 11 (3); Duncan, S. and Phillips, M. (2008) 'New families? Tradition and change in partnering and relationships' in British Social Attitudes 2007/8, London, NatCen, Sage
  16. ^ Connidis IA, Borell K, Karlsson SG (2017). "Ambivalence and Living Apart Together in Later Life: A Critical Research Proposal". Journal of Marriage and Family. 79 (5): 1404–1418. doi:10.1111/jomf.12417. مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2020.
  17. ^ Karlsson SG, Borell K (2002). "Intimacy and autonomy, gender and ageing". Ageing International. 27 (4): 11–26. doi:10.1007/s12126-002-1012-2.
  18. ^ Karlsson SG, Borell K (2005). "A home of their own:Women's boundary work in LAT-relationships". Journal of Aging Studies. 19: 73–84. doi:10.1016/j.jaging.2004.03.008.
  19. ^ Duncan, S. and Phillips, M. (2008) 'New families? Tradition and change in partnering and relationships' in British Social Attitudes 2007/8, London, NatCen, Sage
  20. ^ Erens, B., McManus, S., Prescott, A., Field, J. with Johnson, A.M., Wellings, K., Fenton, K.A., Mercer, C., Macdowall, W., Copas, A.J. and Nanchahal, K., (2003), National Survey of Sexual Attitudes and Lifestyles II: Reference tables and summary report, London: NatCen/UCL/ LSHTM.
  21. ^ Duncan, S. and Phillips, M. (2010) 'People Who Live Apart Together (LATs) - How Different Are They?' The Sociological Review 58 (1): 112-134.
  22. ^ Bennett, R. (2007) Couples that live apart . . . stay together, The Times, Sat 12 May 2007
  23. ^ . مؤرشف من الأصل في 02 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ 18 يناير 2020. Invalid |script-title=: missing prefix (مساعدة)
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:50:59
التصنيفات: العلاقات الشخصية, ترتيبات معيشية, دراسات سكانية, زواج, عائلة, علاقات أليفة, علاقات بين الأشخاص, أخطاء CS1: script parameters, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة تجمعات سكانية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بيبو يكشف موقف مترجم كولر.. ومساندة الخطيب

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:10:59
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 41%

خالد بيبو: لن أضحي بلاعبي الأهلي لحمايتي.. ولست في حاجة للصيت

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:11:00
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

مارسيلو: سنقدم كل ما لدينا للتأهل لنهائي كأس العالم للأندية

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:11:08
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 35%

نيكو وليامز يهز شباك أتلتيكو مدريد بهدف عالمي (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:09:03
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 85%

الأهلي ينهي مرانه استعدادًا لمواجهة فلومينينسي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:11:11
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 39%

خالد بيبو: أتناقش مع سيد عبد الحفيظ كثيرا حول الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:11:04
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 42%

ترامب يقتبس تصريحات بوتين ليثبت أن الديمقراطية الأمريكية في خطر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:08:40
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 88%

برشلونة يتعثر أمام فالنسيا ويواصل نزيف النقاط

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-17 00:08:59
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية